القرآن الكريم

سبب تسمية سورة النساء

سبب تسمية سورة المائدة

أرسل الله عزّ وجلّ إلى بني إسرائيل العديد من الأنبياء والرسل، فكذّبوا بهم ولم يؤمن سوى قليل منهم، وقد كان سيدنا عيسى -عليه السلام- آخر هؤلاء الأنبياء، وعلى عادة بني إسرائيل، فلم تؤمن منهم سوى فئة قليلة سُمّيت بالحواريين، وقد أيّدت هذه الفئة سيدنا عيسى -عليه السلام- في دعوته ونصرته، ومع ما اتّصفت به هذه الفئة من صفاء النفوس، وإخلاص النيّة لله تعالى، فقد طلبت منه -عليه السلام- أن يطلب من الله تعالى أن ينزل عليهم مائدة من السماء، وقد كان ذكر قصة المائدة هو السبب في تسمية هذه السورة بهذا الاسم، كما أنّها تُسمى بسورة الأخيار؛ لأن فيها أهم صفة من صفاتهم وهي الوفاء بالعهد، وقد تحدثّت السورة عن هذا الخُلق الكريم، كما سُميت بالسورة المنقذة؛ لأنها تُنقذ صاحبها من ملائكة العذاب، وسورة العقود؛ لأنّ العقود ذكرت في أول السورة، وهي السورة الخامسة في ترتيب المصحف الشّريف، وتقع في الجزء السادس والسّابع، وهي من السور الطوال، وعدد آياتها مئة وعشرون آيةً، وقد نزلت في المدينة المنورة بعد سورة الفتح، وقد كانت من آواخر سور القرآن الكريم نزولًا، وروي عن أهل العلم أنّه لا يوجد فيها نسخ إلّا آيتان، وقال بعضهم إنّ فيها تسع آيات منسوخات، وقد نزلت متفرقة ولم تنزل مرّة واحدة، كما أن القرطبي ذكر في تفسيره أن سورة المائدة تحتوي على ثمانية عشر حكمًا ليست موجودة في سور أخرى.

بحث عن سورة النساء

سورة النساء 

هي السورة الرابعة في ترتيب سور القرآن الكريم البالغ عددها مائة وأربعة عشر سورة، تأتي بعد سورة آل عمران وقبل سورة المائدة، وهي تعتبر من السور الطوال إذ يبلغ عدد آياتها مائة وستٌ وسبعون آية، نزلت هذه السورة في المدينة المنورة لذا وكباقي السور المدنيّة فإنها تتضمن الكثير من الأحكام التشريعية التي تنظّم شؤون المجتمع الإسلامي، وكان سبب تسميتها بسورة النساء نظرًا لاحتوائها على قوانين وتشريعات تُعنى بشؤون النساء، كأمور البيت والأسرة والميراث وغيرها من الأمور التي تهمّ النساء على وجه الخصوص، وسيتحدث هذا المقال عن مقاصد سورة النساء وأحكامها.

أسباب نزول سورة النساء

نظرًا لأن مقاصد سورة النساء تأخذ بعين الاعتبار سبب نزولها فسيتم ذكر هذه الأسباب، وبما أنّها من طوال السور فسيتم ذكر بعض أسباب نزول آياتها والتي هي على النحو الآتي:

  • كان سبب نزول أول آيات سورة النساء أن رجلًا من بني غطفان كان مسؤولًا عن مالٍ لابن أخيه اليتيم، فلما بلغ الفتى وأصبح شابًا طلب ماله فأبى عمه إعطاءه إياه فنزل قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا * وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} .
  • وفي سبب نزول قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} كان لأنّ أهل الجاهلية كانوا إذا مات أحدهم يأتي أحد أولياءه أو اقرباه فيلقي ثوبًا على زوجته فتصبح من نصيبه كأنّه يرثها، وقد نزلت الآية لتنهى المسلمين عن فعل مثل هذا.
  • أمّا قوله -تعالى-: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} كان عندما تمنت النساء الخروج إلى الغزو وتساءلوا عن سبب تقسيم الميراث بأنّ لهم نصف ما كان للرجال، فقد جاء في نصّ الحديث الشريف: “قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رسول الله تغزو الرِّجَالُ وَلَا نَغْزُو، وَإِنَّمَا لَنَا نِصْفُ الْمِيرَاثِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}”.
  • وقد نزلت الآية الكريمة: {الذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} وورد عن أهل التفسير أنّها نزلت في فئةٍ من اليهود كانوا ينهون المسلمين الأنصار عن الإنفاق في سبيل الله بحجة أنّهم يخشون عليهم من الفقر.

مقاصد سورة النساء

تتنوع مقاصد سورة النساء نظرًا لكثرة عدد آياتها فهي من طوال السور ولغزارة الأحكام الشريعة الموجودة فيها، لكن وعلى وجه العموم فإن مقاصد سورة النساء ارتكزت بشكلٍ أساسيّ على توحيد الله وإفراده -جلّ وعلا- بالعبودية ولأنّه خالق هذا الكون ومدبّره كانت سورة النساء من السور التي تجيب المسلمين عن معظم الأسئلة التشريعية لبناء مجتمعٍ سليم، بعيدًا عن المحرمات مع فتح باب التوبة للمسلمين الذين كانوا يجهلون تلك الأحكام وقاموا ببعض أخطاء الجاهلية.

ويتبين عند دراسة مقاصد سورة النساء أنّها كانت من السور التي تتطرق للحديث عن المنافقين وصفاتهم كي يحذرهم المسلمون ولا يلقوا لحديثهم بالًا، فقد كان المنافقون يسعون بشكلٍ دائم إلى زعزعة استقرار الدولة الإسلامية وزرع الشك في قلوب حديثي الإسلام، كقوله -تعالى-: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا * وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا} وقوله -جلّ وعلا-: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} ففي هذه الآيات تحذيرٌ من سماع كلام هؤلاء المنافقين والحثّ على اجتنابهم.

وكان من مقاصد سورة النساء أيضًا أمر إيتاء كلّ ذي حقّ حقه من الأرحام واليتامى من الرجال والنساء، وبيانٌ لتوزيع الميراث والأموال توزيعًا صحيحًا وعدم أكل الأموال بالباطل، مع الإشارة إلى أنّ هذه الأحكام التي يسنّها الله -جلّ وعلا- ليست بغرض التضييق على المسلمين وإدخال المشقة، فقد قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} وهذه الآية مثالٌ صريح على أمر الله بأداء الأمانات وأنّه شاهدٌ على الناس وأنّه لا يُظلم عنده أحد.

وتتضمن السورة الحديث عن الجهاد والحثّ على بذل الأموال والأنفس والأرواح في سبيل إعلاء كلمة الله والدفاع عن الدين الإسلامي، قال -جلّ وعلا-: { الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} فلهذا اعتبر أهل التفسير أنّ تبليغ أمر الجهاد إلى المسلمين وإبراز أهميته وأحكامه هو من مقاصد سورة النساء أيضًا.

وقد كان من مقاصد سورة النساء تصحيح عقيدة أهل الكتاب اليهود والنصارى وتأكيدٌ على وحدوية الله -تبارك وتعالى- وأنّ الدين الحق هو الإسلام، وتأكيدٌ بأمر نبوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنّ الدين الذي أتى به محمدٌ هو ما أتى به موسى وعيسى وسائر أنبياء الله، وأنّ اتباع دين الإسلام هو السبيل الوحيد الذي يقود إلى الصراط المستقيم الذي ينتهي بالمسلمين إلى خيري الدنيا والآخرة، فقد قال -تعالى-: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} وبهذا تشتمل مقاصد سورة النساء على التوحيد والأحكام التشريعية والأوامر الإلهية مع الاهتمام بشكلٍ خاص بالنساء واليتامى وأصحاب الأمانات والحقوق.

فضل سورة النساء

جاء في فضل سورة النساء ما روي عن الصحابيّ الجليل عبد الله بن مسعود أنّه قال: “إنَّ في النساء لخمسُ آياتٍ ما يَسُرُّنِي بها الدنيا وما فيها وقدْ علمتُ أنَّ العلماء إذا مرُّوا بها يعرِفُونَها: “إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا” وقولُه “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا” و “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ” وقوله “وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا” وقوله “وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا” وجاء أيضًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “من أخذ السبعَ الأُوَّلَ من القرآنِ فهو حَبْرٌ”[١٥]، والحبر هو العالم كما أنّ سورة النساء هي من ضمن سور القرآن السبعة الأولى.

عدد آيات سورة النساء

سورة النساء سورة مدنية، وهي من السبع الطوال، آياتها 176، وترتيبها في المصحف 4

تفسير سورة النساء

حقوق المرأة في سورة النساء

سورة النساء هي سورة تنطوي على الكثير من الأحكام الشرعية ومهمّات الأمور، فقد ورد فيها الكثير من الآيات التي وضّحت طريقة التعامل مع النساء، في جميع أحوالهن، مثل؛ كيفية التعامل مع الزوجة الناشز، أمّا عن حقوق المرأة في سورة النساء فهي كثيرة وشاملة، وفيما يأتي بيان بعض منها:

المهر

يعدّ حق المرأة في المهر من حقوق المرأة في سورة النساء، التي ظهرت في بدايات السورة الكريمة، وذلك في قول الله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا} الصَدَاق؛ هو المهر في الإسلام، وقد اختلف العلماء في تحديد وجهة الخطاب والأمر في الآية الكريمة، فذهب فريق إلى أنّه موجّه إلى أولياء أمور النساء، الذين كانوا يأخذون مهورهن عنوةً، وبدون وجه حقّ في الجاهلية، وذهب فريقٌ آخرٌ إلى أنّه موجّه للأزواج، وفي كلا الحالتين فإنّ عناية الإسلام بحقّ المرأة في المهر وحمايتها من كلّ متسلّط تظهر واضحة وجليّة في الآية الكريمة.

الميراث الشرعي

إن الميراث الشرعي للنساء من أبرز الحقوق التي أعطيت للمرأة في الاسلام في سورة النساء، فقد احتوت هذه السورة الكريمة على آيات كُثُر، تبيّن مقدار الحقّ الشرعي للمرأة من الإرث، كما وردت فيها آيات توجب وتفرض توريث النساء، ودليل ذلك قول الله تعالى: {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} ففي الجاهلية لم تكن المرأة تُورّث من ميراث زوجها شيئًا، وكذلك البنات لم يكن لهنّ أيّ حقّ في الإرث؛ حتى مع وجود الفقر والحاجة، ومما ورد في سبب نزول هذه الآية الكريمة أنّ إحدى النساء اشتكت لرسول الله -صلّى الله عليه وسلم- أخْذ إخوة زوجها لماله بعد موته، وتركها هي وبناته بالفقر والعوز، فحكم لها رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- بالعدل، وأنزل الله -عزّ وجلّ- قرآنًا يُتلى إلى قيام الساعة يدعو إلى حفظ حقّ المرأة في الميراث.

مقاصد سورة النساء الخضيري

السابق
دواء ايكو- كيور Eco-Cure علاج التهابات الجلد الناجمة عن العدوى الفطرية
التالي
دواء ايكليرا جينوير – eklira genuair يساعد على توسيع القصبات الهوائية

اترك تعليقاً