القرآن الكريم

سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

لماذا خلت سورة التوبة من البسملة

جاء في عدم ذكر البسملة في أول سورة التوبة خمس روايات منها:

  • ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنّه قال: قلت لعثمان: (ما حملكم على أن عدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المائين، فقرأتموهما معا ولم تكتبوا بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم) ووضعتموهما في السبع الطوال؟ فقال عثمان: كان النبي صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السورة ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه شيء يدعو بعض من يكتب له ويقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما أنزل عليه بالمدينة، وكانت براءة في آخر القرآن، وكانت قصتها تشبه بعضها بعضا فظننت أنها منها، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بسم الله الرحمن الرحيم) وذُكر عن الكلبي أنه قال: براءة من الأنفال، فلذلك لم يكتب – بسم الله الرحمن الرحيم – وهي تسمى الفاضحة، لأنها فضحت المنافقين.
  • جاء في سبب عدم ذكر البسملة فيها كذلك أَن الصَّحَابَة اخْتلفُوا في سورة الأنفال والتوبة هل هما سورتان أم سورةٌ واحدة، فَقَالَ بَعضهم: هما سورتان، وَقَالَ بَعضهم: هما سُورَة وَاحِدَة؛ فاتفقوا أَن يفصلوا بَين السورتين، وَلَا يكتبوا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حتى تكون بينهما فرجة فلم تُذكر البسملة تحقيقاً لقول من قال إنهما سورةٌ واحدة، ولم تتصلا معاً تحقيقاً لقول من قال إنهما سورتان، فرضي الفريقان.
  • قيل إن سبب ذلك ما روي عن علي بن أبي طالب من أنه سئل عن ذلك، فقال: (لأنها نزلت في السيف، وليس في السيف أمان، وبسم الله الرحمن الرحيم من الأمان).
  • روي عن السيدة عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: (نسي الكاتب أن يكتب – بسم الله الرحمن الرحيم – في أول هذه السورة، فتركت على حالها).
  • قيل: إنّه كان من شأن العرب في الجاهلية إذا كان بينهم وبين قومٍ عهد ثم أرادوا نقضه كتبوا إليهم كتابا ولم يبدؤوا فيه ببسم الله فلما نزلت سورة براءة بنقض العهد الذي كان بين النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – والمشركين لما كان منهم في غزوة تبوك من نقض عهود وخيانة بعث النبي صلى الله عليه وسلم بسورة التوبة مع علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فقرأها عليهم في موسم الحج ولم يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم جرياً على عادة العرب في ذلك فيما يخص نقض العهد من ترك البسملة.

غياب البسملة في سورة التوبة

البسملة في وسط سورة التوبة

من آداب تلاوة القرآن أن يحافظ القارئ على البسملة إذا قرأ من أول السورة ، سوى سورة براءة .
قال الإمام النووي رحمه الله : ” وينبغي أن يحافظ على قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سورة ، سوى براءة فإن أكثر العلماء قالوا إنها آية حيث تكتب في المصحف ؛ وقد كتبت في أوائل السور سوى براءة . فإذا قرأها كان متيقنا قراءة الختمة أو السورة ، فإذا أخل بالبسملة كان تاركا لبعض القرآن عند الأكثرين ..” انتهى من “التبيان في آداب حملة القرآن” (100) .
وأما إذا قرأ من أثناء السورة : فلا يتأكد الإتيان بالبسملة ، وتكفيه الاستعاذة ، وإن أتى بالبسملة فلا بأس . وللاستزادة ينظر جواب سؤال رقم (21722) .

ثانياً:
سبب عدم ذكر البسملة في أول سورة التوبة أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكتبوها في أولها في المصحف ، واقتدوا بأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد أخرج الترمذي في السنن بسنده، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قلت لعثمان بن عفان : “ما حملكم أن عمدتم إلى “الأنفال” وهي من المثاني وإلى “براءة” وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر ” بسم الله الرحمن الرحيم “، ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: “ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا”، وإذا نزلت عليه الآية فيقول: “ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا”، وكانت “الأنفال” من أوائل ما أنزلت بالمدينة، وكانت “براءة” من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر “بسم الله الرحمن الرحيم” فوضعتها في السبع الطوال ” انتهى من فتاوى “اللجنة الدائمة” (4/225)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : “…والصحيح أنه لم يكن بينها وبين الأنفال بسملة؛ لأن البسملة آية من كتاب الله عز وجل، فإذا لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: ضعوا البسملة بين السورتين لم يضعوها بينهما، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يعين ويقول: ضعوا البسملة، ولم يعين لهم بسملة بين سورة الأنفال وسورة براءة فلم يكتبوها، ولكن بقي أن يقال: إذا كان لم يعين فلماذا يفصل بينها وبين سورة الأنفال؟ لماذا لم يجعلوهما سورة واحدة؟ نقول: نعم.
لم يجعلوهما سورة واحدة؛ لأنهم شكوا هل هي سورة واحدة مع الأنفال أو سورتين متباينتين؟ فقالوا: نجعل فاصلة بين السورتين، ولا نجعل بسملة، وهذا هو الصحيح في عدم ذكر البسملة بينها وبين سورة الأنفال” انتهى من “لقاء الباب المفتوح” لقاء رقم(18)

سبب نزول سورة التوبة

نزلت سورة التوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبلغه بتوبة الله سبحانه وتعالى على المتخلفين عن غزوة تبوك، ويذكر بأنهم كانوا قد تراجعوا عن ساحة المعركة دون عذر، ثم نزل بهم الندم الشديد حين رأوا بأنهم مع النساء في المدينة وباقي الرجال والصحابة إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساحة الجهاد، وأمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يطلق المتخلفين الثلاث ويعذرهم.

البسملة في التوبة

السابق
أول سورة نزلت في المدينة
التالي
سبب تسمية سورة الأعراف

اترك تعليقاً