قصص

سيدنا يونس و الحوت

سيدنا يونس و الحوت

كم لبث سيدنا يونس في بطن الحوت

هناك اختلاف في تحديد المدة التي مكث فيها نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت ، حيث انه لم يرد تحديد ذلك لا في كتاب ولا في سُنه ، ولكن هناك آخرين قاموا بتحديد المدة التي لبث فيها نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت ، نذكر لكم المُدد التي ذُكرت ومن هم قائليها :

  •  قال ابن كثير في تفسيره : عن سعيد بن أبي الحسن البصري قال : مكث في بطن الحوت أربعين يوماً . رواه ابن جرير .
  •  قال البغوي في تفسيره : فمكث فيه أربعين من بين يوم وليلة .
  •  وقال عطاء : سبعة أيام . وقيل : ثلاثة أيام .
  • وقال أبو السعود : قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات كان فيها في بطنه وقيل بعد ثلاثة أيام .
  •  وقال الألوسي: قذفه إلى الساحل بعد ساعات .
  •  قال الشعبي : التقمه ضحى ولفظه عشية .
  •  وعن قتادة : أنه بقي في بطنه ثلاثة أيام وهو الذي زعمته اليهود .
  • وعن جعفر الصادق : أنه بقي سبعة أيام .

لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس

جاءت قصة نبي الله يونس -عليه السلام- أربع مرات في القرآن الكريم، وقد أرسله الله تعالى نبياً إلى قومه في مدينة «نينوى» في العراق، داعياً إياهم أن يتركوا عبادة الأصنام و يتوجهوا لعبادة الله تعالى دون أن يشركوا به أحداً، مبيناً لهم أنها لن تدفع عنهم ضراً أو تجلب لهم نفعاً.
وقد أمر يونس قومه بالمعروف ونهاهم عن المنكر وحبب إليهم العدل وبغضهم الظلم وحثهم على فك العاني والأسير وإطعام الفقير والجائع، وعندما دعا يونس لم يجيبوا دعوته، وقالوا له: ما انت إلا بشر مثلنا، فأنذرهم بعد ذلك بعذاب سيحل بهم، إلا انهم لم يأبهوا بذلك ولم يخافوا من وعيده قائلين: ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين.
وبعد ان يأس سيدنا يونس من إجابة دعوته وضاق بهم ذرعاً رحل عنهم مغاضباً لهم يائساً من إيمانهم و رحل عن نينوى، وبدأت بعد ذلك علامات العذاب وأماراته تطلع على قومه، فتغيرت الألوان وأظلمت السماء، فساور قومه القلق والخوف وعلموا أن العذاب قد وقع بهم كما وقع بالأمم التي سبقتهم من ثمود و عاد، فلجؤوا حينها إلى يونس باكين خاشعين متوسلين و متضرعين.

فتقبل الله منهم توبتهم نظراً لإخلاصهم و صدق إيمانهم، و رفع تعالى عنهم العذاب وعادوا إلى مساكنهم من الجبال والصحارى التي استغاثوا فيها، وذلك كما قال الله تعالى: « فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ».
وأما يونس -عليه السلام- فقد ركب في سفينة، وما إن ابتعد عن الشاطئ هاجت الامواج وعصفت بها الأعاصير، فأدرك الركاب أن سوء هذا المصير سببه عصيان أحدهم، فاقترعوا على إلقاء العاصي في البحر و كرروا القرعة ثلاث مرات إلى أنها أصابت يونس فألقوه في البحر و إلتقته الحوت و ابتلعه.
فعلم سيدنا يونس أنه أخطأ إذ ترك قومه قبل أن يستخير ربه في الخروج ويأذن له في الهجرة، فنادى ربه في أعماق ظلمات البحر و الليل و بطن الحوت، و قد قال تعالى في كتابه العزيز واصفاً ذلك: «فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»، فاستجاب الله له دعاءه وحفظه في بطن الحوت من الهشم او الهضم، و أوحى الله تعالى إلى الحوت في الماء إلقاءه في العراء.
فألقاه الحوت على الشاطئ هزيلاً سقيماً، فكان من رحمة ربه به أن أنبت عليه شجرة من يقطين يستظل بورقها و يطعم من شجرها إلى أن عوفي و قوي لقوله تعالى: «وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ» ، ثم أمره الله بعد ذلك أن يعود إلى بلده وموطن عشيرته لأنهم قد آمنوا بالله ونبذوا الوثان والأصنام وترقبوا مجيئه إليهم و قد وصف الله ذلك في الآيات الكريمة التالية من سورة الأنبياء.
قال تعالى: «وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ»، آيات87، 88.

في اي بحر ابتلع الحوت سيدنا يونس

البحر الاخضر و يسمى ايضا ببحر العرب

قصة سيدنا يونس في القرآن

فقصة يونس بن متى عليه وعلى نبينا أزكى الصلوات وأتم التسليم ذكرها الله تعالى في محكم كتابه بقوله: وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {الأنبياء:87}، وفي قوله: وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ* فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ* فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ* وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ* فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {الصافات}، وأشار إليها في قوله أيضاً: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ {القلم:48}.

كيف توفي سيدنا يونس عليه السلام

أنّ يونس عليه السلام خرج من بطن الحوت كان ضعيفًا مريضًا وهزيلًا في بدنه وجلده، فأدنى شيء يمرُّ به يُؤذيه.

قصة سيدنا يونس للاطفال

قصة النبي يونس من القصص المذكورة في القرآن الكريم، حيث أرسل الله تعالى النبي يونس -عليه السلام- إلى قومه الذين كانوا يسكنون مدينة نينوى في العراق، كي يخرج قومه من الظلام إلى النور، ويُرشدهم إلى عبادة الله تعالى، ويُعرف النبي يونس -عليه السلام- باسم يونس بن متى أو ذو النون، ومتّى هي أمه، وظلّ يونس -عليه السلام- يدعو قومه إلى الإيمان بالله تعالى، وكان عددهم مئة ألف وأكثر، لكنهم كذبوه ولم يستجيبوا له أبدًا، واستمروا في كفرهم وضلالهم، وصبر يونس -عليه السلام- على أذى قومه وعذابهم وكفرهم، لكنهم أصروا على الكفر، وقد لبث فيهم ثلاثة وثلاثين عامًا يدعوهم إلى الإيمان بالله وحده، ولم يستجب لدعوته إلا رجلين فقط، وأصرّ باقي القوم على الكفر، فأصاب اليأس يونس -عليه السلام- فخرج من بلدته غاضبًا دون أن يأذن الله تعالى له بالخروج. أقبل يونس -عليه السلام- على قوم وركب معهم في السفينة، فلمّا أصبحت السفينة في عرض البحر، أصبحت الأمواج تضربها من كل جانب، وتمايلت في جميع الاتجاهات واهتزّت كثيرًا حتى كادت أن تغرق، فاجتمع أهل السفينة وقرروا أن يرموا بأحد الركاب في البحر كي يخففوا الحمل على السفينة، فأجروا قرعة كي يقع الاختيار على شخصٍ معين بحيادٍ تام، ووقعت القرعة على يونس -عليه السلام-، لكن أهل السفينة التمسوا فيه الصلاح والخير، فأعادوا القرعة ثلاث مرات متتالية فوقعت على يونس -عليه السلام-، فلم يجد يونس -عليه السلام- أي حجة له سوى أن يلقي نفسه في البحر، لكنه كان يملك يقينًا أن الله تعالى سينقذه من الغرق. فور إلقاء يونس -عليه السلام- لنفسه في البحر، التقمه حوت، فأصبح في بطن الحوت يعيش في ثلاث ظلمات، هي ظلمة الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، فظنّ أنه هالك لا محاله، لكنه بقي في الحوت كما يبقى الجنين في بطن أمه، وذلك من عطف الله تعالى ورحمته، حيث بقي في بطن الحوت ثلاثة أيام، وكان يسمع أصواتًا غريبة لم يفهم منها شيئًا، فأوحى الله تعالى إليه بأن هذا هو صوت تسبيح مخلوقات البحر، فأصبح هو أيضًا يسبح الله ويقول: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”. أمر الله تعالى الحوت أن يقذف النبي يونس -عليه السلام-، فقذفه على اليابسة، وأنبت له شجرة يقطين كي يستظل بظلها، ويأكل من ثمارها حتى أنجاه الله تعالى وأعاد له صحته، فعاد إلى قومه ووجدهم مؤمنين موحدين، إذ يقول الله تعالى في قصة النبي يونس -عليه السلام-: “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”، وفي قصة النبي يونس -عليه السلام- عبرة عظيمة، وهي أن المؤمن يجب أن يصبر على الدعوة والأذى، وأن لا يفعل شيئًا إلا بأمر الله، كما أن الله يُنجي أولياءه وينقذهم في جميع أحوالهم.

قصة النبي يونس مختصرة

كان يونس عليهِ السلام نبي من أنبياء الله، وفي يوم من الأيام أمرهُ الله بأن يدعوا أهل قرية من أرض الموصل تُسمى قرية “نينوي” إلى الله عزوجل، وبالفعل ذهب سيدنا يونس إلى دعوتهم، ولكنهم لم يسمعوا لهُ وأصروا على كفرهم وتمادوا بهِ، خرج سيدنا يونس من بينهم غاضبًا غضب شديد، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث.

ثُم قام بالركوب على ظهر سفينة مع قوم ما، ولكن في الطريق تلجلجت السفينة بهم بشدة، فخشوا من الغرق، واقترحوا أن يقوموا بإلقاء أحد الرجال من ظهر السفينة حتى يتخففوا منهُ، ويكون الاختيار عن طريق إجراء قرعة، وبالفعل قاموا بعمل قرعة فجاءت على سيدنا يونس عليه السلام، ولكنهم رفضوا أن يلقوه، فقاموا بإجراء القرعة للمرة الثانية، فإذا بها تقع على يونس للمرو الثانية على التوالي، وفي تلك المرة إذا بسيدنا يونس يقوم، ثُم تجرد من ثيابهُ وألقى نفسهُ في البحر.

وفي تلك اللحظة أرسل الله عزوجل حوت في البحر، فقام ببلع يونس فور أن ألقى نفسهُ من على متن السفينة، ولكن أمر الله عزوجل الحوت بأن لا يُصيب يونس بأي مكروهُ، ولا يأكل لحمهُ أو يُهشم عظامهُ؛ لأن يونس ليس رزقًا للحوت، بل أن بطن الحوت سوف يكون سجن له فقط.

وفي تلك اللحظة كان سيدنا يونس في ثلاث ظلمات، وهُم ظُلمة بطن الحوت، وظلمة الليل، وظلمة البحر، واستمر الحوت في السير وفي بطنهِ يونس، حتى وصل إلى بطن البحر، وفي تلك اللحظة سمع يونس الحصى يُسبح لله عزوجل في قرار البحر، فنادى ربهُ كما ورد في القران الكريم ” ﺃَﻥْ ﻟَﺎﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻧْﺖَ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻚَ إﻧﻲ ﻛُﻨْﺖُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ” وكان يونس وهو في بطن الحوت يَظن أنهُ قد مات، ولكنهُ قام بتحريك رجلهُ فتحركت، فسجد وهو في بطن الحوت لله عزوجل..

وقال: ياربي لقد اتخذا لك مسجدًا في مكان لم يصل إليهِ أحد من الناس، وبعد سماعهُ لصوت الحصى يُسبح، قام هو الأخر بالتسبيح لله عزوجل، وفي ذلك سمعت ملائكة الرحمن تسبيح يونس، فقالوا للرحمن ” ربنا إنا نسمع صوت ضعيف في أرض غريبة”، فرد الله عزوجل عليهم ” إنه عبدي يونس، قد عصاني فحبستهُ في بطن الحوت في البحر”، فأكملت الملائكة حديثها قائلة ” العبد الصالح الذي كان يصعد لهُ في كل يوم وليلة عمل صالح؟، فأجاب الله عزوجل نعم، فقامت الملائكة بالشفاع لهُ عند الرحمن، وطلبوا من الله أن يغفر لهُ ويعفوا عنهُ، فقام رب العالمين بتوجيهِ أمر للحوت بأن يقوم بقذف يونس في الساحل، وهكذا نجا يونس من بطن الحوت، وقد رُوى أنهُ مكث في بطن الحوت أربعين يومًا.

 

آية يونس في بطن الحوت

وعندما أحس سيدنا يونس بالضيق في بطن الحوت، نادى ربه متضرعًا وناجاه وقال: {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. فاستجاب الله لتضرع نبيه ونجاه فخرج من بطن الحوت.

السابق
السمك البلطي
التالي
سمكة الماندرين

اترك تعليقاً