قصص

سيرة الإمام مالك بن أنس

قصة الإمام مالك

إنّ الناظر في تاريخ المسلمين يجد أنّه تاريخٌ حافلٌ بذكر العلماء، والأعلام العِظام، والقادة، والدُّعاة، والذين برعوا في شتّى مجالات العلوم وأصناف المعارف، ومن بين هؤلاء العلماء والشخصيات المؤثرة في الأمة الإسلاميّة والعالميّة ككلّ؛ شخصيّة إسلاميّة لها ما لها من المكانة العلميّة، كما لها دورها في التاريخ الإسلامي وتغيير ملامحه في علم الفقه تحديداً، وقد تركت تلك الشخصيّة تُراثاً عظيماً في الفقه، والحديث، والأدب، والتفسير، ذلك الشّخص هو إمام دار الهجرة، وصاحب أحد أبرز المذاهب الفقهيّة؛ الإمام مالك صاحب المذهب الفقهيّ الثاني بعد أبي حنيفة النعمان.

اسمه

“هو الإمام أبو عبدالله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث، ينتهي نسبه إلى يعرب بن يشجب بن قحطان الأصبحي، جده أبو عامر صحابي جليل”.

شيوخ الإمام مالك

أخذ مالك بن أنس العلم عن نافعٍ (مولى عبدالله بن عمر)، وسعيدٍ المقبُري، وعامر بن عبدالله بن الزبير، وابن المنكدر، والزهري، وعبدالله بن دينارٍ، وإسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، وأيوب السَّخْتِياني عالم البصرة، وربيعة الرأي، وزيد بن أسلم، وسلمة بن دينارٍ أبو حازمٍ، وسهيل بن أبي صالحٍ، وصالح بن كيسان، وصفوان بن سليمٍ، وأبي الزناد عبدالله بن ذكوان، وعبدالرحمن بن القاسم، وعبدالرحمن بن أبي صعصعة، وعطاء الخراساني، وعلقمة بن أبي علقمة، ومحمد بن أبي بكرٍ بن حزمٍ، وآخرين كثيرين

تلاميذ الإمام مالك

“كان له عدد كبير من التلاميذ والأصحاب لا يحصيهم عددٌ، انتشَروا في شتى بلاد العالَم الإِسلامي في مصر وإفريقيا والأندلس والعراق.

• ففي مصر: ابن القاسم (ت191 هـ)، وأشهب (ت204 هـ).

• وفي إفريقيا: أسد بن الفرات (ت214 هـ).

• وفي الأندلس: يحيى بن يحيى الليثي (ت224 هـ).

• وأما في العراق: فقد نشر مذهبه من أتباعه: عبدالرحمن بن مهدي بن حسان العنبري (ت186هـ)، وعبدالله بن مسلمة بن قعنب التميمي الحارثي (ت220 هـ)؛ فعن هؤلاء العلماء، وغيرهم بدأ انتشار المذهب المالكي”.

هل الإمام مالك ابن الصحابي أنس بن مالك

س بن مالك.
أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري خادم رسول الله هو صحابي جليل، ولد بالمدينة، وأسلم صغيراً وكناه الرسول بأبي حمزة. خدم الرسول في بيته وهو ابن 10 سنين.
دعا له النبي : (اللهم أكثر ماله وولده وبارك له، وأدخله الجنة»، فعاش طويلا، ورزق من البنين والحفدة الكثير).
وروى كثيرا من الأحاديث عن رسول الله .
و أمه هي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها.

مالك بن أنس.
هو الإمام المتقن الثقة السلفي إمام اهل السنة والجماعة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن حارث وهو ذو إصبح بن عوف بن مالك بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر و’عمرو بن الحارث ذي أصبح الحميري’ من ملوك اليمن, الحميري ثم الأصبحي, المدني, حليف بني تيم من قريش فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة.

وأمه هي العالية وقيل الغالية بنت الشريك الأزدية.
ومالك جد الإمام من كبار التابعين وروى عن عمر وطلحة و عائشة رضي الله عنها و أبي هريرة و حسان بن ثابت .
ولد للإمام أربعة أبناء وبنت هي أم البهاء وكانت ممن يحفظون علمه.

قصة الإمام مالك وزوجته

حكي أن رجلا كان يدعى أنس بن عامر أراد أن يتزوج ووضع في أحلامه امرأة شقراء بيضاء تسر الناظرين، ولكن عندما تزوج وكشف عن وجهها ـ فهو لم يرها من قبل ـ وجدها سوداء وليست جميلة فهجرها في ليلة الزفاف، واستمر الهجران بعد ذلك فلما استشعرت زوجته ذلك ذهبت إليه وقالت يا أنس لعل الخير يكمن في الشر، فدخل بها وأتم زواجه ولكن استمر في قلبه ذلك الشعور بعدم رضاه عن شكلها فهجرها مرة ثانية، ولكن هذه المرة هجرها عشرين عاما ولم يدر أن امرأته حملت منه، وبعد عشرين عاما رجع إلى المدينة حيث يوجد بيته، وأراد أن يصلي فدخل المسجد فسمع إماما يلقي درسا، فجلس فسمع فأعجب وانبهر به فسأل عن اسمه فقالوا هو الإمام مالك، فقال ابن من هو؟ فقالوا ابن رجل هجر المدينة منذ عشرين عاما اسمه أنس فذهب إليه أنس وقال له سوف أذهب معك إلى منزلك، ولكنني سأقف أمام الباب وقل لأمك رجل أمام البيت يقول لك لعل الخير يكمن في الشر، فلما ذهب وقال لأمه، قالت أسرع وافتح الباب إنه والدك أتى بعد غياب ولم تقل له إنه هجرنا وذهب ولم تذكر أباه طول غيابه بالسوء، فكان اللقاء حارا وكان ابنه هو أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ خادم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وراوي أحاديث الرسول الصحيحة وكان يفخر بذلك؟ شكرا لك يا أم مالك على الدرس الجميل: لعل الخير يكمن في الشر.

هذه القصة لم  نقف على من ذكر هذه القصة من أهل العلم، وفيها خلط ظاهر بين أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مالك بن أنس الإمام المعروف ولا نسب بينهما، ولا نراها إلا مكذوبة.

مالك بن أنس سير أعلام النبلاء

هو شيخ الإسلام ، حجة الأمة ، إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث ، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن [ ص: 49 ] زرعة ، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني ، حليف بني تيم من قريش ، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة .

وأمه هي : عالية بنت شريك الأزدية . وأعمامه هم : أبو سهيل نافع وأويس ، والربيع ، والنضر ، أولاد أبي عامر .

وقد روى الزهري عن والده أنس ، وعميه أويس وأبي سهيل . وقال : مولى التيميين ، وروى أبو أويس عبد الله عن عمه الربيع ، وكان أبوهم من كبار علماء التابعين . أخذ عن عثمان وطائفة .

مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، ونشأ في صون ورفاهية وتجمل . وطلب العلم وهو حدث بعيد موت القاسم وسالم . فأخذ عن نافع ، وسعيد المقبري ، وعامر بن عبد الله بن الزبير ، وابن المنكدر ، والزهري ، وعبد الله بن دينار ، وخلق سنذكرهم على المعجم ، وإلى جانب كل واحد منهم ما روى عنه في الموطأ ، كم عدده . وهم : إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أيوب بن أبي تميمة السختياني عالم البصرة ، أيوب بن حبيب الجهني مولى سعد بن مالك ، . إبراهيم بن عقبة ، إسماعيل بن أبي حكيم ، إسماعيل بن محمد بن سعد ، ثور بن زيد الديلي ، جعفر بن محمد ، حميد الطويل ، حميد بن قيس الأعرج ، خبيب بن عبد الرحمن ، داود بن الحصين ، داود أبو ليلى بن عبد الله في القسامة ، ربيعة الرأي ، زيد بن أسلم ، زيد بن رباح ، زياد بن سعد [ ص: 50 ] زيد بن أبي أنيسة ، سالم أبو النضر ، سعيد بن أبي سعيد ، سمي مولى أبي بكر ، سلمة بن دينار أبو حازم ، سهيل بن أبي صالح ، سلمة بن صفوان الزرقي ، سعد بن إسحاق ، سعيد بن عمرو بن شرحبيل ، شريك بن أبي نمر ، صالح بن كيسان ، صفوان بن سليم ، صيفي مولى ابن أفلح ، ضمرة بن سعيد ، طلحة بن عبد الملك ، عامر بن عبد الله بن الزبير ، عبد الله بن الفضل ، عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ، عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عبد الله بن يزيد مولى الأسود ، عبد الله بن دينار ، أبو الزناد عبد الله بن ذكوان .

عبد الرحمن بن القاسم ، عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة ، عبيد الله بن سليمان الأغر ، عبيد الله بن عبد الرحمن ، عبد الرحمن بن حرملة ، عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عبد المجيد بن سهيل ، عبد ربه بن سعيد ، عبد الكريم الجزري ، عطاء الخراساني ، عمرو بن الحارث ، عمرو بن أبي عمرو ، عمرو بن يحيى بن عمار ، علقمة بن أبي علقمة ، العلاء بن عبد الرحمن ، فضيل بن أبي عبد الله ، قطن بن وهب ، الزهري ، ابن المنكدر ، أبو الزبير ، محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة ، محمد بن عمرو بن حلحلة ، محمد بن عمارة ، محمد بن أبي أمامة ، محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة ، محمد بن أبي بكر الثقفي ، محمد بن عمرو بن علقمة ، محمد بن يحيى بن حبان ، محمد بن أبي بكر بن حزم ، أبو الرجال محمد ، موسى بن عقبة ، موسى بن ميسرة ، موسى بن أبي تميم ، مخرمة بن سليمان ، مسلم بن أبي مريم ، المسور بن رفاعة ، نافع ، أبو [ ص: 51 ] سهيل نافع بن مالك ، نعيم المجمر ، وهب بن كيسان ، هاشم بن هاشم الوقاصي ، هلال بن أبي ميمونة ، هشام بن عروة ، يحيى بن سعيد الأنصاري ، يزيد بن خصيفة ، يزيد بن أبي زياد المدني ، يزيد بن عبد الله بن الهاد ، يزيد بن رومان ، يزيد بن عبد الله بن قسيط ، يونس بن يوسف بن حماس ، أبو بكر بن عمر العمري ، أبو بكر بن نافع ، الثقة عنده ، الثقة .

فعنهم كلهم ست مائة وستة وثلاثون حديثا ، وستة أحاديث عمن لم يسم ، واختلف في ذلك في أحد وسبعين حديثا .

وممن روى عنه مالك مقاطيع : عبد الكريم بن أبي المخارق ، ومحمد بن عقبة ، وعمر بن حسين ، وكثير بن زيد ، وكثير بن فرقد ، ومحمد بن عبيد الله بن أبي مريم ، وعثمان بن حفص بن خلدة ، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، ويعقوب بن يزيد بن طلحة ، ويحيى بن محمد بن طحلاء ، وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش ، وعبد الرحمن بن المجبر ، والصلت بن زييد وأبو عبيد حاجب سليمان ، ومحمد بن يوسف ، وعفيف بن عمرو ، ومحمد بن زيد بن قنفذ ، وأبو جعفر القارئ ، وعمر بن محمد بن زيد ، وصدقة بن يسار المكي ، وزياد بن أبي زياد ، وعمارة بن صياد ، وسعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت ، وسعيد بن عمرو بن سليم ، وعروة بن أذينة ، وأيوب بن موسى ، ومحمد بن أبي حرملة ، وأبو بكر بن عثمان ، وجميل بن عبد الرحمن المؤذن ، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله [ ص: 52 ] بن عبد ، وعمرو بن عبيد الله الأنصاري ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ويزيد بن حفص ، وعاصم بن عبيد الله ، وثابت الأحنف ، وعبد الرحمن بن أبي حبيب ، وعمر بن أبي دلاف ، وعبد الملك بن قريز ، والوليد بن عبد الله بن صياد ، وعائشة بنت سعد .

وفي ” الموطأ ” عدة مراسيل أيضا عن الزهري ، ويحيى الأنصاري وهشام بن عروة . عمل الإمام الدارقطني أطراف جميع ذلك في جزء كبير ، فشفى وبين ، وقد كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربعمائة ، فلنذكر أعيانهم .

حدث عنه من شيوخه : عمه أبو سهيل ، ويحيى بن أبي كثير ، والزهري ، ويحيى بن سعيد ، ويزيد بن الهاد ، وزيد بن أبي أنيسة ، وعمر بن محمد بن زيد ، وغيرهم .

ومن أقرانه : معمر ، وابن جريج ، وأبو حنيفة ، وعمرو بن الحارث ، والأوزاعي ، وشعبة ، والثوري ، وجويرية بن أسماء ، والليث ، وحماد بن زيد ، وخلق ، وإسماعيل بن جعفر ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن المبارك ، والدراوردي ، وابن أبي الزناد ، وابن علية ، ويحيى بن أبي زائدة ، وأبو إسحاق الفزاري ، ومحمد بن الحسن الفقيه ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ومعن بن عيسى القزاز ، وعبد الله بن وهب ، وأبو قرة موسى بن طارق ، والنعمان بن عبد السلام ، ووكيع ، والوليد بن مسلم ، ويحيى القطان ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، وأنس بن عياض الليثي ، وضمرة بن ربيعة ، وأمية بن خالد ، وبشر بن السري [ ص: 53 ] الأفوه ، وبقية بن الوليد ، وبكر بن الشرود الصنعاني ، وأبو أسامة ، وحجاج بن محمد ، وروح بن عبادة ، وأشهب بن عبد العزيز ، وأبو عبد الله الشافعي ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وزياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو كامل مظفر بن مدرك ، وأبو عاصم النبيل ، وعبد الرزاق ، وأبو عامر العقدي ، وأبو مسهر الدمشقي ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان ، ومروان بن محمد الطاط‍ري ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ومعلى بن منصور الرازي ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، والهيثم بن جميل الأنطاكي ، وهشام بن عبيد الله الرازي ، وأسد بن موسى ، وآدم بن أبي إياس ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، وخالد بن مخلد القطواني ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، وأبو بكر ، وإسماعيل ابنا أبي أويس ، وعلي بن الجعد ، وخلف بن هشام .

ويحيى بن يحيى التميمي ، ويحيى بن يحيى الليثي ، وسعيد بن منصور ، ويحيى بن بكير ، وأبو جعفر النفيلي ، وقتيبة بن سعيد ، ومصعب بن عبد الله الزبيري ، وأبو مصعب الزهري ، وأحمد بن يونس اليربوعي ، وسويد بن سعيد ، ومحمد بن سليمان لوين ، وهشام بن عمار ، وأحمد بن حاتم الطويل ، وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد ، وأحمد بن محمد الأزرقي ، وإبراهيم بن يوسف البلخي الماكياني ، وإبراهيم بن سليمان الزيات البلخي ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ، وإسحاق بن عيسى بن الطباع أخو محمد ، وإسحاق بن محمد الفروي ، وإسحاق بن الفرات ، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني ، وبشر بن الوليد الكندي ، وحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك ، والحكم بن المبارك الخاشتي وخالد بن خداش المهلبي ، وخلف بن هشام البزار ، وزهير [ ص: 54 ] بن عباد الرؤاسي ، وسعيد بن عفير المصري ، وسعيد بن داود الزبيري ، وسعيد بن أبي مريم ، وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ، وصالح بن عبد الله الترمذي ، وعبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري ، وعبد الله بن نافع الجمحي ، وعبد الرحمن بن عمرو البجلي الحراني ، وعبد الأعلى بن حماد النرسي ، وعبد العزيز بن يحيى المدني ، وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي ، وعلي بن عبد الحميد المعني ، وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي ، وعمرو بن خالد الحراني ، وعاصم بن علي الواسطي ، وعباس بن الوليد النرسي ، وكامل بن طلحة ، ومحمد بن معاوية النيسابوري ، ومحمد بن عمر الواقدي ، وأبو الأحوص محمد بن حبان البغوي ، ومحمد بن جعفر الوركاني ، ومحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ، ومنصور بن أبي مزاحم ، ومطرف بن عبد الله اليساري ، ومحرز بن سلمة العدني ، ومحرز بن عون ، والهيثم بن خارجة ، ويحيى بن قزعة المدني ، ويحيى بن سليمان بن نضلة المدني ، ويزيد بن صالح النيسابوري الفراء .

وآخر أصحابه موتا راوي ” الموطأ ” أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي ، عاش بعد مالك ثمانين عاما .

وقد حج قديما ، ولحق عطاء بن أبي رباح ، فقال مصعب الزبيري : سمعت ابن أبي الزبير ، يقول : حدثنا مالك ، قال : رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجد ، وأخذ برمانة المنبر ، ثم استقبل القبلة . [ ص: 55 ]

قال معن ، والواقدي ، ومحمد بن الضحاك : حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين . وعن الواقدي قال : حملت به سنتين .

وطلب مالك العلم ، وهو ابن بضع عشرة سنة ، وتأهل للفتيا ، وجلس للإفادة ، وله إحدى وعشرون سنة ، وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري ، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك ، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد ، وإلى أن مات .

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الغني المعدل ، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب ، قالا : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري ، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمد بن مخلد ، حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار ، حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، يبلغ به النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة . وبه إلى ابن مخلد : حدثنا ليث بن الفرج ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن [ ص: 56 ] أبي هريرة ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : يأتي على الناس زمان يضربون أكباد الإبل . . . فذكر الحديث . هذا حديث نظيف الإسناد ، غريب المتن . رواه عدة عن سفيان بن عيينة . وفي لفظ : يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل يلتمسون العلم وفي لفظ : من عالم بالمدينة وفي لفظ : أفقه من عالم المدينة .

وقد رواه المحاربي عن ابن جريج موقوفا ، ويروى عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن ابن جريج مرفوعا . .

وقد رواه النسائي فقال : حدثنا علي بن أحمد ، حدثنا محمد بن كثير ، عن سفيان ، عن أبي الزناد ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : يضربون أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة قال النسائي : هذا خطأ ، الصواب عن أبي الزبير ، عن أبي صالح .

معن بن عيسى ، عن أبي المنذر زهير التميمي ، قال : قال عبيد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي هند ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة .

ويروى عن ابن عيينة قال : كنت أقول : هو سعيد بن المسيب ، حتى قلت : كان في زمانه سليمان بن يسار ، وسالم بن عبد الله ، وغيرهما ، ثم أصبحت اليوم أقول : إنه مالك ، لم يبق له نظير بالمدينة . [ ص: 57 ]

قال القاضي عياض : هذا هو الصحيح عن سفيان . رواه عنه ابن مهدي وابن معين ، وذؤيب بن عمامة وابن المديني ، والزبير بن بكار ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، كلهم سمع سفيان يفسره بمالك ، أو يقول : وأظنه ، أو أحسبه ، أو أراه ، أو كانوا يرونه .

وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه : ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة . فيكون على هذا : سعيد بن المسيب ، ثم بعده من هو من شيوخ مالك ، ثم مالك ، ثم من قام بعده بعلمه ، وكان أعلم أصحابه .

قلت : كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبيه ، زيد بن ثابت ، وعائشة ، ثم ابن عمر ، ثم سعيد بن المسيب ، ثم الزهري ، ثم عبيد الله بن عمر ، ثم مالك .

وعن ابن عيينة قال : مالك عالم أهل الحجاز ، وهو حجة زمانه . وقال الشافعي – وصدق وبر – إذا ذكر العلماء فمالك النجم . قال الزبير بن بكار في حديث : ليضربن الناس أكباد الإبل . . . كان سفيان بن عيينة إذا حدث بهذا في حياة مالك ، يقول : أراه مالكا . فأقام على ذلك زمانا ثم رجع بعد ، فقال : أراه عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد .

قال ابن عبد البر ، وغير واحد : ليس العمري ممن يلحق في العلم والفقه بمالك ، وإن كان شريفا سيدا ، عابدا . [ ص: 58 ]

قال أحمد بن أبي خيثمة : حدثنا مصعب ، قال : أخبرنا سفيان : نرى هذا الحديث أنه هو مالك ، وكان سفيان يسألني عن أخبار مالك .

قلت : قد كان لهذا العمري علم وفقه جيد وفضل ، وكان قوالا بالحق ، أمارا بالعرف ، منعزلا عن الناس ، وكان يحض مالكا إذا خلا به على الزهد ، والانقطاع والعزلة ، فرحمهما الله .

أقوال الإمام مالك

قال مالك بن أنس: جُنَّة العالم: “لا أدري” إذا أغفلها أُصيبت مقاتلُه؛ (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبدالبر صـ 37).

(2) قال عبدالرحمن بن مهدي: سأل رجل مالكًا عن مسألةٍ، وذكر أنهم أرسلوه يسأله عنها من مسيرة ستة أشهر، قال: فأخبِرِ الذي أرسلك أني لا علمَ لي بها، قال: ومن يعلَمُها؟ قال: مَن علَّمه الله؛ (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبدالبر صـ 38).

(3) قال الهيثم بن جميلٍ: شهِدتُ مالكَ بن أنسٍ سئل عن ثمانٍ وأربعين مسألةً، فقال في اثنتين وثلاثين منها: “لا أدري”؛ (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبدالبر صـ 38).

(4) قال خالد بن خداشٍ: قدمتُ على مالكٍ من العراق بأربعين مسألةً، فسألته عنها، فما أجابني منها إلا في خمسِ مسائل؛ (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبدالبر صـ 38).

تصدِّي الإمام مالك للفتوى:

(1) قال مالك بن أنس: ما أفتيتُ حتى شهِد لي سبعون أني أهل لذلك؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ 6 صـ: 316).

 

(1) قال مالك بن أنس: الإيمان قول وعمل، يَزيد وينقص؛ (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبدالبر صـ 36).

(2) وقال مالك بن أنس: القرآن كلام الله، وكلام الله من الله، وليس مِن الله شيء مخلوق؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ 6صـ 325).

(3) قال مالك بن أنس: مَن قال: القرآن مخلوق، يوجَع ضربًا، ويُحبَس حتى يتوب؛ (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبدالبر صـ 18).

(4) قال مالك بن أنس: الله في السماء، وعلمُه في كل مكانٍ، لا يخلو منه شيء؛ (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبدالبر صـ 18).

سيرة الإمام مالك بن أنس PDF

https://www.alukah.net/library/0/112045/

السابق
إزالة دهون الأنف
التالي
سيرة الإمام أبو حنية

اترك تعليقاً