ديني

صلاة الشفع والوتر

حكم صلاة الشفع والوتر

أكد العلماء على أنّ صلاة الوتر سنة مؤكدة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويبدأ وقتها بعد تأدية فرض العشاء ويستمر إلى طلوع الفجر، ويعد أفضل وقت لها الثلث الأخير من الليل، ولكن إذا خاف العبد أن لا يقوم لصلاة التهجد فتفوته صلاة الوتر فعليه أن يوتر قبل النوم، وفي حال الاستيقاظ لا تصلى مرة ثانية.

أقل عدد لركعاتٍ صلاة الوتر ركعةً واحدةً، فيجوز أن يؤديها المصلي ركعة ولكن أفضلها احدى عشرة ركعة، أو ثلاثة عشرة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يجوز للمصلي أن يوتر بخمسةٍ أو سبعة، وإذا زاد لخمسة عشرة أو أكثر فيجوز ذلك، فالمهم أن يكون عدداً فردياًن ومن السنة قراءة سورة الفاتحة وسورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الكافرون في الركعة الثانية وسورة الإخلاص في الركعة الثالثة.

صلاة الشفع والوتر وقيام الليل

كيفية صلاة الشفع والوتر وقيام الليل

كيفيّة صلاة قيام الليل

عدد ركعات صلاة قيام الليل

لم تُحدَّد صلاة قيام الليل بعددٍ من الركعات،[٨] إلّا أنّ الفقهاء اختلفوا في أكثر عددها، وبيان خِلافهم فيما يأتي:

  • الحنفيّة: قالوا إنّ أكثرها ثمان ركعاتٍ، وتُكرَه الزيادة على ثمانية.
  • المالكيّة: قالوا إنّ أكثرها عشر ركعاتٍ، وقِيل اثنتا عشرة ركعةً؛ وذلك لما رُوي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: (كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بوَاحِدَةٍ)،[١٠] ورُوِي كذلك عنه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يصلّي ثلاث عشرة ركعةً، آخرهنّ ركعة الوتر، ويمكن الجمع بين الروايتَين بأنّ رسول الله كان يفتتح صلاة القيام بعد وضوئه بركعتَين؛ اعتبرهما تارةً ركعتَي الاستفتاح بعد الوضوء من قبيل سُنّة الوضوء، وتارةً اعتبرهما من قبيل قيام الليل.
  • الشافعيّة: ذهبوا إلى القول بأنّه لا حصر لعدد ركعات قيام الليل، فللمسلم أن يُصلّي ما شاء.
  • الحنابلة: ذكر ابن قدامة تعدُّد الروايات في عدد ركعات القيام؛ ففي رواية أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لم يزد في صلاة الليل على ثلاث عشرة ركعةً يشملن ركعة الوتر وركعتَي الفجر، فيكون مجموع ركعات القيام بذلك عشر ركعاتٍ، وفي روايةٍ أخرى أنّه -عليه الصلاة والسلام- لم يزد في ليالي رمضان أو غيره على إحدى عشرة ركعةً، مُقسَّمةً إلى أربع ركعات قيامٍ، ثمّ أربعٍ مثلهنّ، يليهنّ ثلاث ركعات وترٍ، ويُمكن الجمع بين الروايتَين بأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صلّى في ليالٍ إحدى عشرة ركعةً، وصلّى في ليالٍ أخرى ثلاث عشرة ركعةً.

صفة صلاة قيام الليل

ينوي المسلم الذي يريد قيام الليل، ونيل ثوابه قبل نومه الاستيقاظ لقيام الليل، فإن غلبه النوم ولم يقم، حاز أجر النيّة الحَسَنة، وإن استيقظ فإنّه يقوم ذاكراً لله، ويتوضّأ، ثمّ يبدأ صلاة القيام بركعتَين خفيفتَين؛ لِما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ، افْتَتَحَ صَلَاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)،[١٤] ثمّ يُصلّي ركعتَين، ويُسلّم، ويُتبِعهما بركعتَين، ويسلّم، وهكذا؛ وقد استدلّوا على ذلك بما رُوِي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى)،[١٥] وللمُصلّي أن يجهر بالقراءة في صلاة القيام، أو يُسِرّ؛ لِما ورد عن النبيّ – عليه الصلاة والسلام- من جَهره بالقراءة في أحيانٍ، وإسراره في أحيانٍ أخرى، ويُفضَّل الجهر إن كان أدعى للخشوع، أو كان عند المُصلّي من يستمع له، كما يُفضّل الإسرار في حضرة غيره من قائِمي الليل، أو إن تضرَّر أحدٌ من الصوت.

ويُستحَبّ لمَن قام لصلاة القيام أن يُوقِظ أهله، ويجوز لِمَن يُصليّ القيام أن يُصلّيه جماعةً، أو منفرداً؛ لورود الأمرَين عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ إنّه صلّى القيام في جماعة، وصلّاها منفرداً، على الرغم من أنّ غالبيّة صلاته للقيام كانت وهو منفرد، ويُستحَبّ أداء صلاة القيام في البيت؛ لِما جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في كَوْن الصلاة في البيت فيما سوى صلاة الفرض أفضل؛ إذ روى زيد بن ثابت -رضي الله عنه- عن رسول الله أنّه قال: (فَعلَيْكُم بالصَّلَاةِ في بُيُوتِكُمْ، فإنَّ خَيْرَ صَلَاةِ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ)،[١٦] كما يُستحَبّ ألّا ينقطع المسلم عن القيام ولو بعدد قليل من الركعات؛ فإن نَشِطَ على القيام، طوّل الركعات، وإن لم يَنشط، خفّف منها.

كيفيّة صلاتَي الشفع والوتر

بناءً على ما سبق بيانه من تعريف الشَّفع والوتر، تتّضح كيفيّة أدائهما؛ فإنّ أقلّ الوتر ركعةٌ؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه عنه عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (الْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِن آخِرِ اللَّيْلِ)،[١٧] فإن صلّى المسلم آخر ما يُصلّي في ليلته ركعةً، فقد أدّى الوتر، ويُمكن له أن يُصلّيها ثلاث ركعاتٍ، فإن أدّى ركعتَين، وسلّم، ثمّ أتى بواحدةٍ، فإنّه يكون بذلك قد أدّى الشَّفع والوتر، وله أن يأتي بالركعات الثلاث مُتّصلات، على أن يأتي بتشهُّدٍ واحدٍ في الركعة الأخيرة، ويُسلّم؛ فلا يقرأ بعد الركعة الثانية التشهُّد؛ كي لا تشتبه بصلاة المغرب.

صلاة الشفع والوتر فضلها

فضل صلاة الوتر

ورد في فضل صلاة الوتر عَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الله أمَدَّكُمْ بِصَلاَةٍ هِيَ خَيرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، قُلْنَا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قالَ: الوِتْرُ مَا بَيْنَ صَلاَةِ العِشَاءِ إِلى طُلُوعِ الفَجْرِ).

في الحَديث دَلالةٌ على فضل صلاة الوتر، وبيان من النبي – صلى الله عليه وسلم – أنّ قيمة صلاة الوتر أفضل وأثمن من أموال العرب أجمع، والتي دلَّ عليها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بحمر النعم، فهي أفضل وأشرف الأموال وأغلى الأثمان عند العرب، وهذا تمثيلٌ من النبيّ -صلى الله عليه وسلم – لأصحابهِ، ليُقرب لهم الصورة، ويُبيّن لهم أهميّة هذه الصلاة، وأنّها تضاهي أموال الدنيا، فهي بالآخرة عند الله عز وجل من أفضل، وأطيب، وأحسن العبادات بل وينال بها المؤمن الدرجة الأعلى عند الله عز وجل.

أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصلاة الوتر ووصيته بصلاة الوتر دلالة على فضل هذه الصلاة وعظمتها وأهميتها في الإسلام؛ فقد ورد عن أبي هريرة: (أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ : صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وركعتي الضُّحى، وأن أوتِرَ قبلَ أن أنامَ )

وقت صلاة الشفع والوتر

متى تكون صلاة الشفع والوتر

يبدأ وقت صلاة الشفع والوتر من بعد صلاة العشاء، بحيث تتبعها ركعتا الشفع بعد الانتهاء منها مباشرةً، وتُحسب هاتان الركعتان مثل ركعتي قيام الليل، بينما يُفضل صلاة ركعة الوتر قبل النوم مباشرة، وينتهي وقتها قبل طلوع الفجر، ويُمكن أن تُصلى ثلاث ركعات متصلة بعد صلاة العشاء مباشرة، ولكن دون التشهد الأوسط، ومن أحب الأوقات التي يمكن أداء صلاة الوتر فيها هي فترة الثلث الأخير من الليل، وفي ذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ينزلُ ربُّنا كلَّ ليلةٍ إلى سماءِ الدُّنيا، حين يَبقى ثلُثُ الليلِ الآخرُ، فيقولُ : مَن يَدعوني فأَستجيبَ لهُ ؟ مَن يسألُني فأُعْطيَهُ ؟ من يَستغفرُني فأغفرَ لهُ ؟) [صحيح أبي داود]، ولكن من خاف أن تضيع عليه صلاة الوتر فله أن يصليها في أول الليل.

السابق
أول عالم فلك مسلم
التالي
متى يكون وقت الزوال

اترك تعليقاً