صحة عامة

ضغوط العمل وكيفية التعامل معها

مفهوم ضغط العمل

الضغوط وليدة بيئتها ، يحكمها قانون المكان والزمان وما يدور في اطارهما من تطور ونشاط ونظم وقيم وعادات وتقاليد وتحديات . فهي تصحبك تبعاً للمكان الذي تعيش فيه وتلازمك حسب العمل الذي تقوم به .

فالضغوط هي مدى تكيف أجسامنا وعقولنا مع التغيير ، ففي عالم يبدو فيه التغيير الشيء الوحيد الذي يظل ثابتاً في مكان العمل فلا غرابة أن يصبح العمل مصدراً رئيسياً للضغوط . وعلى ذلك فان ضغط العمل هو ظاهرة نفسية للشعور بعدم الراحة الفكرية نتيجة :
· عدم القدرة على التغلب على المشاكل أو المصاعب التي تواجهها .
· عدم السيطرة على الوضع الراهن .
· عدم إمكانية التكهن الدقيق بالنتائج المستقبلية .

فالضغط هو مجموعة من قوى تعمل على الفرد ، ووجود تلك القوى ظاهرة من خلال نتائجها ، فالضغط مرتبط بانعدام التوازن والتكافؤ بين الجهد النفسي المبذول من جهة والمشكلة أو الحالة التي تتم معالجتها من جهة أخرى . فالصحة النفسية أو درجات الثبات النفسي هي الحالة التي يقوم بها الانسان ببذل الطاقة النفسية أو الجهد النفسي الملائم لمعالجة أو استيعاب وضع ما بطريقة فعالة .

فاذا انخفضت جداً ولفترة زمنية مستمرة درجة الثبات النفسي أو كمية الطاقة أو الجهد النفسي المستخدم انعدم رد الفعل وسيطرت السلبية وتم قبول النتائج دون رد فعل .

سبب ظهور ضغط العمل

التغيير في طبيعة العمل وبيئته
· التغيير في طبيعة العاملين في مكان العمل
· التراكمات الزمنية

دور الضغط النفسي

الضغط النفسي مثل الألم فلكليهما دور ايجابي في التنبيه عن خلل في الوظائف ، فبينما يقوم الألم بالتنبيه عن هذا الخلل في الوظائف الجسمانية ، يقوم الضغط النفسي بالتنبيه عن ذلك الخلل في الوظائف العصبية ، وبذلك يقوم الألم والضغط النفسي بإرشادك إلى ضرورة التوقف عن هذا الشيء أو ذاك إذا أردت الصحة الجسمية والنفسية .

فالضغط النفسي حدث ملموس في حياتنا اليومية وعليك التعامل معه أو مع نتائجه ، والمطلوب هو تحقيق التوازن والمثالية في حالة الضغط النفسي ، فانعدام أي نوع من الضغوط النفسية أو انعدام التوازن النفسي قد يؤدي إلى الملل وعدم الاكتراث وضعف الأداء .

المظاهر النفسية لضغوط العمل

1- الغضب : وهو التهيج أو السخط المصحوب بالعدوانية أو الخصومة الحادة ، وهو حالة نفسية تتولد لدينا عند إحساسنا بأن شيئا ما قد حدث أو شخصاً قد أقدم على عمل ما يسيء إلينا قولا أو فعلا

2- القلق : وهي حالة الانفعال التي تبقى ايجابية ومنتجة ما دامت معقولة ن وتصبح سلبية إذا زادت بدرجة شديدة . وهو الشعور بعدم الطمأنينة نتيجة عدم وجود حقائق مؤكدة لدينا إيجابا أو سلبا . ويمكن القول بأنه الخوف من النتائج التي يصعب التكهن بها إلى حد معقول .

3– الأرق : شعور مرتبط بتوقع خسارة ما حقيقية او الخوف من شر أو خطر مرتقب . عدم القدرة على النوم السليم يصاحبه انخفاض في درجة حرارة الجسم ، وينتج الأرق كإفراز مباشر لحالة القلق .

4– الإحباط : إحساس بالتذمر والرفض والملل ولا يصاحبه أي سرور ناتج عن التعامل مع الأشخاص أو الأشياء ، وهو الشعور بالعجز التام عن القيام برد فعل يؤدي إلى نتيجة ما .

5- فقدان الثقة بالنفس : هو الإحساس بعدم القدرة على وعدم الكفاءة واحتياج الفرد دائما لمن يسانده ويعززه في قراراته . وتظهر غالباً في شكل عدم القدرة على اتخاذ القرارات ثم سرعة تغييرها بعد اتخاذها .

طرق معالجة ضغوط العمل

· هيئ نفسك ذهنيا لقبول أسوء الاحتمالات إذا لزم الأمر
· لا تستغرق في الهموم ، خذ موقفاً
· تطوير أسلوب التعبير عن الكامن والإيعاز للنفس بالايجابيات دون الاستسلام للجوانب السلبية والفشل .
· رتب نفسك وضع أولوياتك
· الاعتدال ( الوسطية )
· استمتع بالأشياء الصغيرة في حياتك
· لا تغال في نقد نفسك
· لا تحمل نفسك فوق طاقتها .
· خذ راحة وعد أكثر لياقة
· تعلم الاسترخاء وعدم التشنج والتحرر من التوتر العصبي والابتعاد عن المثيرات
· تعلم الصبر
· تحدث مع الآخرين ( ما خاب من استشار )
· نجنب تعاطي الأدوية بدون أذن طبي
· حسن مهاراتك في العمل
· أنظر إلى الجانب الايجابي للأمور
· احتفظ بروح الدعابة ولا تفقدها
· ممارسة التمارين الرياضية
· التوكل على الله.

أسباب تسبب ضغوط العمل

بينما تستمر البطالة في شل سوق العمل، يواجه الأفراد في المجتمع واقع ضرورة حصولهم على فرصة توظيف بمقابل مادي، ويتجاهل الكثيرون الضغط المفاجئ الذي يتعرضون إليه، والذي يمكن أن يكون له أسباب عديدة ، منها : المهام الوظيفية الزائدة عن المسؤوليات الموظف، ظروف العمل السيئة، وعدم الاستقلالية في اتخاذ القرارات التي تندرج ضمن صلاحيات الموظف.

بالإضافة إلى المضايقات أو العدوان اللفظي أو الجسدي من قبل الزملاء في العمل أو الرؤساء، الشعور المتزايد بالإجهاد الفكري أو البدني، شعور الشخص بعدم جدوى وظيفته ورتابة المهام التي يقوم بها، عدم وجود تواصل داخلي متين وشعور الموظف بالعزلة، وطفرة التكنولوجيا التي قد تزرع في الموظف شعور بعدم القدرة على مجارات التقنيات الحديثة التي يرتكز عليها أدائه لمهامه.

العواقب الناتجة عن ضغوط العمل

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ، ينتج عن ضغوط العمل عدة عواقب ، والتي تتمثل في الإحساس بالتعب الشديد ، وفقدان السيطرة وعدم القدرة على تحقيق نتائج ملموسة في العمل ، والذي ينتج عن غياب الدافع التحفيزي وفقدان الثقة بالنفس والقلق الشديد . وفي أشد الحالات، قد يصل الموظف إلى حالة نفسية تمنعه من مواصلة مهامه الوظيفية ، ويدخل في حالة اكتئاب مزمن، يصاحبها فقدان الشهية، قلة النوم ، وفرط الحساسية العاطفي والسلوك العدواني.

بدنيا، تتدهور حالة الموظف الصحية، وقد يشعر بألام حادة في الرقبة والظهر وصداع مزمن . كما أن بعض الحالات عانت من ارتفاع في ضغط الدم ، أزمات قلبية وجلطات في حالات نادرة. وقد حذر باتريك ميسترز، الطبيب النفسي العصبي، مدير المعهد الأوروبي للوقاية والأبحاث حول الإرهاق ، من هذه العواقب ونوه عن ضرورة التعامل مع مختلف ضغوط العمل بشكل صارم فور الشك أو ظهور أي عرض من الأعراض على الموظف .

كيفية التعامل مع ضغوط العمل

لإدارة ضغوطات العمل وكيفية التعامل معها يمكن إتباع الإرشادات التالية :

-شجع العمل الجماعي : من المهم في بعض الأحيان عبور المساحات المفتوحة وطرح سؤال مباشرة على المدير أو الزملاء. حيث أن تقاسم الصعوبات يمكن أن تحفزك للعمل وتقلل الضغوطات الواقع عليك، ويعزز المبادرات التي يمكن أن تستعيد من خلالها ثقتك في نفسك وتحببك في عملك. حيث أن الشروع في القيام بعمل يشاركك فيه الأخرون يمكن من تخفيف الضغط عليك ويساعدك في تخطي صعوبات مهمات وظيفية معينة. وستفاجئ بالتأثير المحفّز الذي يمكن أن يحدثه عليك وعلى الآخرين.

-امنح نفسك مزيد من الوقت الذي تقضيه في القيام بأعمال شخصية : من خلال استثمار الوقت الذي يمكنك من تقليل ساعات العمل والتحكم في جدول أعمال زمني أكثر مرونة ، ستتمكن من الانفصال عن العالم المهني وتخصيص وقت أكبر للقيام بنشاطات شخصية مثل القراءة والتي ثبت أنها تخفف من شدة التوتر وتمنع الاكتئاب أو ممارسة بعد الأنشطة الرياضية البسيطة كالمشي مثلا.

-خذ ثلاثة أسابيع متتالية على الأقل من الإجازة : أسبوعان لا يكفيان لتقييم وضعك المهني والانفصال عن ضغوطات العمل. حيث أنه في معظم حالات الإجهاد والتوتر الشديدة المرتبطة بضغط العمل ، يوصى بالاستراحة لمدة تتراوح بين 3 أسابيع وشهرين للانفصال التام عن العمل والابتعاد عن التوتر .

-نظم المهام الخاصة بك: قم بتحديد خطة للقيام بمهامك الوظيفية وواظب عليها، كما يمكن أن تستفيد من تفويض المهام ضمن خطة محكمة تخفف عند شدة ضغوطات العمل وتمنحك سيطرة أكبر على مهامك .

-عبر عن الضغوطات التي تواجهها في العمل وقم بمناقشتها من المسئول المباشر لك أو صاحب العمل نفسه إذا تطلب الأمر ذلك، وسيمكنك هذا من التوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف مما يخفف العبء عنك .

-اطلب المساعدة المتخصصة : يمكنك طلب مشورة أخصائي طب العمل والذين يملكون خبرة كبيرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، حيث يمكن لأخصائي علم النفس المهني تقديم تقارير مفصلة عن حالتك لرؤسائك في العمل مما يجبرهم على إيجاد حلول إدارية مناسبة، وستفيدك الاستشارة بشكل شخصي في إدارة ضغوطات العمل وكيفية التعامل معها من خلال تقنيات علمية فعالة .

السابق
مصادر الجلوكوزامين في الغذاء
التالي
العادات الغذائية الخاطئة وبدائلها

اترك تعليقاً