احكام الشريعة الإسلامية

فضل صيام شعبان

فضل صيام العشر الأواخر من شعبان

شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله

هناك أوقات تُرفَع فيها الأعمال إلى الله تعالى، وهي مُقَسَّمَة على النحو الآتي:

  • رفع يومي : حيث يُرفَع إلى الله -سبحانه- عمل كل يوم صباحاً ومساءاً، ويُرفَع عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل.
  • رفع أسبوعي: حيث تُرفَع الأعمال يومي الاثنين والخميس إلى الله سبحانه، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرص على أن يُرفَع عمله إلى الله وهو صائم.
  • رفع سنوي: حيث تُرفَع الأعمال إلى الله في شهر شعبان من كل سنة، بدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئل عن سبب كثرة صيامة في شعبان فقال: (ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ) وعندما يعلم المسلم حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يُرفَع عمله إلى الله وهو صائم، يستن بسنّته ويقتفي بأثره، ويحرص على أن يُرفَع عمله إلى الله وهو صائم، بالإضافة إلى أن معرفة المسلم برفع الأعمال في هذه الأوقات، يجعله يجتهد في عمل الصالحات والواجبات والمستحبات، ويبتعد عن البدع والسيئات والمحرمات.

صيام المسلم في وقت يغفل عنه الناس

لما كان شهر شعبان شهر يغفل عنه الناس بين شهر رمضان المبارك وشهر رجب المحرم، كان صيامه يُكسِب المسلم فضيلة عبادة الله -تعالى- في وقت يغفل عنه الناس، وتظهر ميزة ذلك فيما يأتي:

  • إخفاء النوافل وإسرارها: ولا شك أن إخفاء المسلم لقيامه بنوافل العبادات هو أفضل من إظهارها، لا سيما الصوم لكي يَسْلَم من الرياء، وهذا كان نهج السلف الصالح حيث كانت السنة عندهم إخفاء صيام التطوع بالادِّهان والتطيب، ولبس الثوب الحسن، وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعرف عنه أحد.
  • أن الصوم في وقت الغفلة أشق على النفس: ولا يخفى أن العبادات الشاقة على النفس هي الأفضل، وتأتي هذه المشقة لأن الصائم في شعبان لا يجد من يُعينَه على الطاعة، وقد قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: “واعلم أن الأوقات التي يغفل الناس عنها معظمة القدر لاشتغال الناس بالعادات والشهوات، فإذا ثابر عليها طالِب الفضل دل على حرصه على الخير، ولهذا فُضِّلَ شهود الفجر في جماعة لغفلة كثير من الناس عن ذلك الوقت، وفُضِّلَ ما بين العشائين، وفُضِّلَ قيام نصف الليل، ووقت السحَر”.
  • توفير الأمن والحماية للناس: فالمسلم المنفرد بالطاعة في وقت غفلة الناس هو بمثابة مدافع عنهم ضد البلاء، ومنقذ لهم من غضب الله -تعالى- عليهم بسبب غفلتهم.

سبب لمغفرة الله

وهب الله -تعالى- أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- شهر شعبان كمنحة ربانية، فإن لله -سبحانه- في أيام العمر أشهراً وأياماً يمتنّ بها على عباده بعمل الطاعات، ويتفضَّل عليهم بما يعدُّه لهم من أثر تلك العبادات، فشهر شعبان بمثابة هدية من الله إلى عباده الصالحين، لا سيما أن فيه ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، ودليل تعظيمها ومغفرة الذنوب فيها قوله صلى الله عليه وسلم: (يطَّلِعُ اللهُ تبارك وتعالى إلى خَلْقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ لجميعِ خَلْقِه، إلا لمشركٍ أو مُشاحنٍ) فتعتبر هذه الليلة فرصة لكل مسلم مقصر ومخطئ أن يبدأ مع الله صفحة جديدة خالية من الذنوب والمعاصي، وفرصة لكل حاقد وحسود ومشاحن أن يُطَّهِر قلبه وصدره من هذه الأحقاد متمثلاً قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).

ولا بد من الإشارة إلى أن يوم النصف من شعبان لا يُخصّ بصيام، ولا تُخصّ ليلته بقيام، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقم بذلك على وجه الخصوص، ولم يثبت عنه ذلك، ولا عن أصحابه رضوان الله عليهم، ومعظم الأحاديث التي وردت في ليلة النصف من شعبان أحاديث ضعيفة، وموضوعة، ومكذوبة،[١٠] وقد انتشرت في المجتمع المسلم بعض البِدع التي لا تصح في شهر شعبان، ومنها ما يأتي:

  • صلاة البراءة: وصفتها أن يصلّي المسلم مئة ركعة قيام ليل في النصف من شعبان.
  • صلاة ستّ ركعات: فقد انتشر بين الناس أن صلاة ستّ ركعات في ليلة النصف من شعبان من شأنه أن يدفع عنهم المصائب والبلاء، ويطيل أعمارهم، ويغنيهم عن الناس.
  • قراءة سورة يس والدعاء في هذه الليلة بدعاء معين: وهذا الدعاء هو: “اللهم يا ذا المَّن، ولا يُمَّنُ عليه، يا ذا الجلال والإكرام”.
  • الاعتقاد أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر: قال الشقيري: “هو باطل باتفاق المحققين من المُحَدِّثين”.

أحاديث فضل صيام شعبان

(سألتُ عائشةَ رضي اللهُ عنها عن صيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالت: كان يصومُ حتى نقول: قد صام، ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أرَه صائماً من شهرٍ قطُّ أكثرَ من صيامِه من شعبانَ، كان يصومُ شعبانَ كلَّه، كان يصومُ شعبانَ إلا قليلاً).

أيام الصيام في شهر شعبان

فضل صيام النصف من شعبان

فضل صيام ليلة النصف من شعبان

لم يرد في فضل العبادة من صلاة أو صيام في ليلة النصف من شعبان حديث ضعيف، بل كل ما ورد فيها كان من الأحاديث الموضوعة التي لا يحل العمل بمقتضاها أو الأخذ بها، سواء كان ذلك في فضائل الأعمال أم غيرها، وممن حكم على تلك الروايات بالبطلان الإمام الجوزي في كتابه الموضوعات، وكذلك العلامة ابن قيم الجوزية في كتابه المنار المنيف، وقال ابن باز رحمه الله إنّ كل ما ورد في فضل هذه الليلة من الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة التي لا أصل لها، وبالتالي فهي ليلة لا تخص بشيء من العبادات من صلاة خاصة أو قراءة.

فضائل شهر شعبان

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها الأخوة الأحباب:

أخرج الإمام النسائي فى سننه عن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ” ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم “[1].

قال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله:

وفى هذا الحديث فؤائد:

أحدهما: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه.

وفي قوله: (يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.

وفيه: دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف.

ثم قال رحمه الله:

وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد:

الفائدة الأولى:

أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل. لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه. ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياء.

وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته.

وكانوا يستحبون لمن صام أن يظهر ما يخفي به صيامه.

فعن ابن مسعود: أنه قال: إذا أصبحتم صياما فأصبحوا مدهنين.

وقال قتادة: يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غبرة الصيام.

وقال أبو التياح: أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ولبس صالح ثيابه.

الفائدة الثانية:

أنه أشقّ على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشقّ على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:(للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون).

الفائدة الثالثة:

أن المفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم[2].

قال العلماء: ورفع الأعمال على ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: رفع يومى ويكون ذلك فى صلاة الصبح وصلاة العصر وذلك لما رواه البخارى ومسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون”[3].

الدرجة الثانية: رفع أسبوعى ويكون فى يوم الخميس وذلك لما رواه الإمام أحمد فى مسنده بسند حسن عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم”[4].

الدرجة الثالثة: رفع سنوى ويكون ذلك فى شهر شعبان وذلك لما رواه النسائي عن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”[5].

وقال الإمام ابن الجوزى رحمه الله:

واعلم أن الأوقات التي يغفل الناس عنها معظمة القدر لاشتغال الناس بالعادات والشهوات، فإذا ثابر عليها طالب الفضل دل على حرصه على الخير. ولهذا فضل شهود الفجر في جماعة لغفلة كثير من الناس عن ذلك الوقت، وفضل ما بين العشاءين وفضل قيام نصف الليل ووقت السحر[6].

وقال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله:

“قيل في صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.

ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.

قال سلمة بن كهيل: كان يقال: شهر شعبان شهر القراء، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القرّاء.

وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرّغ لقراءة القرآن[7].

وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله- وفي صومه -صلى الله عليه وسلم- أكثر من غيره ثلاث معان:

أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شُغِل عن الصيام أشهراً، فجمع ذلك في شعبان؛ ليدركه قبل الصيام الفرض.

الثاني: أنه فعل ذلك تعظيماً لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيماً لحقها.

الثالث: أنه شهر ترفع فيه الأعمال؛ فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُرفعَ عملُه وهو صائم[8].

قال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله:

فإن قيل: فكيف كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخص شعبان بصيام التطوع فيه مع أنه قال: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم)؟.

فالجواب: أن جماعة من الناس أجابوا عن ذلك بأجوبة غير قوية لاعتقادهم أن صيام المحرم والأشهر الحرم أفضل من شعبان، كما صرح به الشافعية وغيرهم. والأظهر خلاف ذلك وأن صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم.

ويدل على ذلك ما خرجه الترمذي من حديث أنس سئل النبي – صلى الله عليه وسلم -: أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: (شعبان تعظيما لرمضان) وفي إسناده مقال[9].

وقال رحمه الله:

فإن قيل: فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما) ولم يصم كذلك بل كان يصوم سردا ويفطر سردا ويصوم شعبان وكل اثنين وخميس؟

قيل: صيام داود الذي فضله النبي – صلى الله عليه وسلم – على الصيام، قد فسره النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث آخر، بأنه صوم شطر الدهر وكان صيام النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا جمع يبلغ نصف الدهر أو يزيد عليه. وقد كان يصوم مع ما سبق ذكره يوم عاشوراء أو تسع ذي الحجة.

وإنما كان يفرق صيامه ولا يصوم يوما ويفطر يوما لأنه كان يتحرى صيام الأوقات الفاضلة. ولا يضر تفريق الصيام والفطر أكثر من يوم. ويوم إذا كان القصد به التقوى على ما هو أفضل من الصيام من أداء الرسالة وتبليغها والجهاد عليها والقيام بحقوقها.

فكان صيام يوم وفطر يوم يضعفه عن ذلك، ولهذا سئل النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث أبي قتادة عمن يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال: (وددت أني طوقت ذلك).

وقد كان عبد الله بن عمرو بن العاص لما كبر يسرد الفطر أحيانا ليتقوى به على الصيام، ثم يعود فيصوم ما فاته محافظة على ما فارق عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – من صيام شطر الدهر، فحصل للنبي – صلى الله عليه وسلم – أجر صيام شطر الدهر وأزيد منه بصيامه المتفرق، وحصل له أجر تتابع الصيام بتمنيه لذلك، وإنما عاقه عنه الاشتغال بما هو أهم منه وأفضل. والله أعلم[10].

حال النبى – صلى الله عليه وسلم -فى شهر شعبان وذكر شئ من فضائله:

عن أبي سلمة، أن عائشة رضي الله عنها، حدثته قالت: لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم – يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله” [11].

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان”[12].

قال الإمام ابن حجر رحمه الله: “وفي الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان”[13].

وقال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله: “وأما صيام النبي – صلى الله عليه وسلم – من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور”[14].

وقال الإمام الصنعاني رحمه الله: “وفيه دليل على أنه يخصُّ شعبان بالصوم أكثر من غيره”[15].

وعن أبي سلمة، قال: سألت عائشة رضي الله عنها، عن صيام رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقالت: “كان يصوم حتى نقول: قد صام ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أره صائما من شهر قط، أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا”[16].

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: لم يكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان “[17].

أحاديث عطرة فى فضل صيام التطوع:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً”[18].

وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: قلت:يا رسول الله مرني بعمل ينفعني الله به قال: “عليك بالصوم فإنه لا عدل له “وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: ” عليك بالصيام فإنه لا مثل له”[19].

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من خُتم له بصيام يوم دخل الجنة” [20].

قال الإمام المناوي: “أي من ختم عمره بصيام يوم بأن مات وهو صائم أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين، أو من غير سبق عذاب[21].

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان “[22].

السابق
دواء بروكتوهيل – proctoheal علاج البواسير الداخلية والخارجية
التالي
دواء بروكتولاين – proctolain علاج البواسير الداخلية والخارجية

اترك تعليقاً