احكام الشريعة الإسلامية

فضل صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء والأحاديث التي وردت فيهم

فضل صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء نقدمها لكم اليوم عبر مقالنا حيث أن تاسوعاء وعاشوراء في الدين الإسلامي يراد بهما يوم التاسع والعاشر من شهر محرم أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي حرّم الله تعالى فيها القتل وهي: رجب، ومحرم، وذو القعدة، وذو الحجه، والتي حثنا فيها الله تعالى ورسوله على إقامة شعائر الله في هذه الأيام والشهور المباركة، وكان يطلق على هذا الشهر في الجاهلية اسم المؤتمِر، وسمي شهر الله المحرم بهذا الاسم لأنه أحد الأشهر الحرم، قال تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنتا عشرة شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حُرُم). وسوف نذكر لكم في هذا المقال فضل صيام يومي تاسوعاء وعاشوراء.

فضل صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل عاشوراء الكثير من الأحاديث، ومنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى هذا اليوم ويصومه حتى يحصل على الثواب والأجر ومغفرة الذنوب، وهذا يدل على عظمة وفضل يوم عاشوراء، والله تعالى بعد أن فرض علينا صوم شهر رمضان الذي يعد ركن من أركان الاسلام التي لا يصلح الإسلام الا بها، أوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأيام الأخرى التي يُستحب فيها الصيام لتكون كنافلة يتقرب بها المسلم إلى ربه مثل: صيام يوم عرفه لغير الحجاج، وصيام يومي الإثنين والخميس كل أسبوع، وصيام يوم 13 و14 و15 من كل شهر هجري، وصيام تاسوعاء وعاشوراء.. وغيرهم.

ويعد يوم عاشوراء على وجه الخصوص يوم هام للمسلمين جميعاً، ويعد أحد أهم الأيام بالنسبة للمسلمين الشيعة، حيث أن هذا اليوم شهد مقتل سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قُتل في موقعة كربلاء؛ ولذلك فإن الشيعة يعتبرون أن هذا اليوم هو يوم الحزن ويؤدون الشعائر الخاصة بهم في يوم عاشوراء، كما أن هذا اليوم يعد عطلة رسمية في دولة إيران، والبحرين، والعراق، وباكستان، والهند، ولبنان.

ويستحب أيضاً صيام يوم تاسوعاء مع عاشوراء؛ لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لإن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)، لذلك شرع الله صيام يوم التاسع من محرم على سبيل الاحتياط في حالة إذا حدث خطأ في تحري هلال شهر المحرم، وفيه تمييز أيضاً للمسلمين عن غيرهم من اليهود بصيام يوم تاسوعاء وعاشوراء وليس عاشوراء فقط.

أحداث ووقائع هامة حدثت في يوم عاشوراء

وهذا اليوم العظيم من أيام السنة الهجرية حدثت فيه وقائع كثيرة على مر السنين، ففي هذا اليوم العظيم أراد الله تعالى أن يتوب على سيدنا آدم عليه السلام، كما أنه اليوم الذي رست فيه سفينة نبي الله نوح عليه السلام وفيه أنجاه الله من الطوفان، وفيه أيضاً أنقذ الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام من النمرود، وفيه رد الله تعالى لسيدنا يعقوب ابنه يوسف عليه السلام.

وفي هذا اليوم أخرج الله تعالى يونس عليه السلام من بطن الحوت، وهو نفس اليوم الذي هلك فيه فرعون وأعوانه بأمر الله، وفيه نجا سيدنا موسى من الظلمة والجبابرة، وكان اليهود يصومون في هذا اليوم قبل المسلمين، ولما جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وجد أننا المسلمون أحق بصيام هذا اليوم العظيم.

حكم وفضل صيام يوم عاشوراء

يستحب لكل مسلم أن يصوم يوم عاشوراء اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يصوم هذا اليوم لما في هذا من ثواب عظيم، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال بأن صيام هذا اليوم يُكَفّر للمسلم ذنوب سنة سابقة، كما يفضل أيضاً صيام اليوم الذي قبله وهو يوم تاسوعاء؛ حتى يستكمل المسلم صيام اليومين معا، وبالتالي يكون خالف اليهود والنصارى، كما كان صحابة رسول الله رضوان الله عليهم يجعلون أبنائهم يصومون يوم عاشوراء حتى يتعودوا على الصيام، وبذلك يكون لصيام عاشوراء ثلاثة مراتب تختلف عن بعضها في الثواب والأجر وهي كالتالي:

  • المرتبة الأولى، وهي صوم يوم تاسوعاء وعاشوراء واليوم الذي يليهم، أي صيام يوم 9 و 10 و 11 من شهر الله المحرم، وهذه هي أعلى المراتب وأكملها وأكثرها فضلاً وثواباً.
  • المرتبة الثانية، وهي صيام يومي عاشوراء وتاسوعاء فقط، وأغلب الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع ذكرت صوم هذان اليومان.
  • المرتبة الثالثة، وهي صوم يوم عاشوراء فقط، أي إفراد يوم عاشوراء بالصيام.

دعاء يوم عاشوراء

لم يرد في الأحاديث النبوية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء خاص فقط بيوم عاشوراء، ولكن الأدعية التي قيل أنها خاصة بهذا اليوم لا يوجد لها دليل على ورودها عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن من الأفضل للمسلم أن يصوم هذا اليوم ويدعي فيه بما شاء؛ فعسى أن يكون الدعاء في هذا اليوم مستجاب.

وكل البدع التي وردت بخصوص هذا اليوم هي بدع باطلة ليس لها أي أساس من الصحة، والأحاديث التي وردت فيها كلها أحاديث موضوعة، بالإضافة إلي البدع التي وردت بأن هناك دعاء خاص يقال فقط في يوم عاشوراء.. وغير ذلك من البدع مثل: الاغتسال في هذا اليوم، والتكحل بالأثمد، وعيادة المريض، ومن هذه البدع أيضاً أنه قيل: أن من اكرم أهله في يوم عاشوراء أكرمه الله باقي العام.

لذلك يجب على المسلم أن يتحرى الدقة في الأمور التي تتعلق بالدين، وأن يتفكر حتى يعرف الفرق بين الحق والباطل، وأن يبتعد عن كل البدع، وبالأخص ما يقوم به بعض الشيعة من بكاء ونواح في يوم عاشوراء لموافقته مقتل الإمام الحسين بن علي.

السابق
تردد قناة الأردن الرياضية على الاقمار الصناعية
التالي
البنك العربي الوطني اون لاين طريقة التسجيل فيه وخطوات فتح حساب به

اترك تعليقاً