تعليم

فقرة عن التعاون

تعريف التعاون

يعد التعاون والتضامن من الأخلاق الفاضلة التي دعا إليها القرآن الكريم، حيث إن تعريف التعاون يشمل: “مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات”، ويعتبر التعاون ضرورة من ضروريات الحياة، وفطرة فطر الله عز وجل عليها الإنسان، فبالتعاون تتحقق الغاية المرجوة وهي بناء مجتمع صالح قائم على المحبة والمودة، قال القرطبي: “وهو أمرٌ لجميع الخَلْق بالتعاون على البر والتقوى، أي ليُعِن بعضكم بعضًا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه”، أما السعدي فذكر في تعريف التعاون أنه: “الإعانة هي الإتيان بكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها، والامتناع عن كل خصلة من خصال الشر المأمور بتركها، فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه وبمعاونة غيره عليها من إخوانه المسلمين بكل قول يبعث عليها وبكل فعل كذلك”.

مقدمة وخاتمة موضوع تعبير عن التعاون

مقدمة موضوع تعبير عن التعاون

التعاون هو المشاركة أو مساعدة الآخرين في كل أمور الحياة، مثل التعاون مع والدتك في المنزل، أو مع أخواتك في ترتيب الغرفة، أو مع زملائك في المدرسة، أو مع الزملاء في العمل لإتمام المهام الصعبة.

لا يستطيع أي فرد في الحياة أن يعيش بمفرده، كذلك ليست لديه القدرة على توفير كل ما يحتاجه أو يرغب فيه بنفسه مثل المأكل أو تناول المشروب أو الملبس أو المسكن، وغيرها من أمور أخرى ضرورية جداً للحياة، ومن هنا تأتي أهمية التعاون في حياة الإنسان.

الله خلق الإنسان كائن اجتماعي بطبعه في عالم يتطلب منّا التعاون مع كل المحيطين به، حيث لابد أن يمد الإنسان يده لأخيه الإنسان ويتشارك معه في الأحزان قبل الأفراح، وفي الشدائد قبل المسرات، فلابد من التعاون على الخير الذي يكون له أثر كبير على حياة الإنسان، مما يجعلها أفضل وأجمل وأسهل.

خاتمة موضوع تعبير عن التعاون

من هنا يأتي دور كل فرد في موقعه للتعاون مع المحيطين به لتحقيق الأهداف الممكنة، حيث لابد أن يتعاون كل فرد مع باقي أسرته مثل الأبناء مع الأم في أعمال منزلهم، والأب مع الأم في تحمل مسؤولية وأعباء المنزل.
كذلك يجب على التلاميذ في المدرسة أن يتعاونوا في دروسهم، وحل مشاكلهم، ونظافه مدرستهم أو فصلهم، والحفاظ على جميع الأدوات والمعدات بها، كذلك إتباع تعليمات المدرسين.

وفي النهاية يجب أن نعلم جميعاً أنه إذا أدى كل فرد منّا واجبه وتعاون كل منّ مع الآخر، أصبحنا في مجتمع متقدم متحضر راقي يقدر قيمة الفرد.

موضوع تعبير عن التعاون قصير

التعاون من أعظم ما يمكن تقديمُه للآخرين، فهو طريقة مُثلى لتقديم المساعدة للأشخاص وتخفيف العبء عنهم في مختلَف الأمور، كما أنّ التعاون من أهم ثمرات التفاعل الإنساني؛ لأنه الطريق نحو إنجاز الكثير من المَهمات في وقتٍ أقصر وجهدٍ أقل، فالتعاون يوزّع المسؤوليات على الأشخاص، ويُتيح تبادل الخبرات بينهم، ويُساهم في زيادة الإنتاجية والإسراع في العمل، لذلك يُعدّ من أهم الصفات الواجب توفرّها في الأشخاص الناجحين، لأنّ التعاون يعتمد على روح الفريق الواحد، ويدفع الشخص أن يضع خبراته وقوته وقدراته في متناول الآخرين كي يستفيدوا منها.

كي يكون التعاون مثمرًا، لا بدّ من توفّر عدّة أمورٍ مهمة فيه، أولها أن يكون تعاونًا في الخير والبر، وألّا يكون تعاونًا على الشرّ أو أذى الآخرين، وهذا ما أمر به الله تعالى، كما يجب أن يكون بنية خالصة لله تعالى، وليس لأجل كسب المديح من الآخرين، ومن المفترض أن يكون تعاونًا في المجالات التي تقدّم النفع للناس، فالتعاون المثمر مثل الشجرة المباركة التي تُعطي ثمارها وظلّها في منفعة الناس، ممّا يُسهم في نشر الخير والطاقة الإيجابية، وتعزيز التفاهم ونشر المحبة بين الناس.

يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ}، وهذا يؤكد على أهمية التعاون ووجوبه، بشرط أن يكون في التقوى وليس في العدوان، وهذا يكون طريقًا لكسب الحسنات من الله تعالى، وتأكيدًا على أهميته أيضًا، أن الرسول -عليه السلام- أمر المؤمنين أن يكونوا مثل البنيان المرصوص الذي يشدّ بعضه بعضًا، مما يُساهم في ازدهار وتطوّر المجتمع، وزيادة القرب والتآلف بين الأشحاء، ورفع مستوى الوعي والتفاعل، كما يمنح الشعور بالراحة والطمأنينة، ويُعزز تقبّل الآخر، وينبذ التعصب والأنانية، لأن الشخص المتعاون يتخلص من أنانيته عندما يُعطي الآخرين ثمار تعبه بطيب نفس، ويشعر بأنّه جزءٌ من مجتمعه، ويتحمل مسؤوليته تجاهه.

يمكن أن توجد الكثير من العقبات التي تمنع تعاون الأفراد فيما بينهم مثل: جهل الشخص بأهمية التعاون وعدم تقبله له، وتفاقم النزاعات والخلافات بين الأفراد، وعدم قدرتهم على التأقلم والتفاهم مع بعضهم البعض، وشعور الشخص بالتعالي على الآخرين وأنّه يفوقهم درجة، ممّا يمنعه من التعاون معهم أو مشاركتهم في فعل أي شيء، لذلك لا بدّ من محاربة هذه الأسباب، والحرص على غرس حب التشارك والتعاون في نفوس أبناء المجتمع، كي ينالوا ثماره وينعموا بخيره، ويستنشقوا عطره الثمين.

التعاون في الإسلام

وَضَع الله سبحانه وتعالى التعاون صفة في الإنسان، حيث فَطَرَه عليها؛ فالمخلوقات جميعها، كبيرها، وصغيرها، مجبولة على هذه الفِطرة، وسواء كانت هذه المخلوقات من الإنس، أو الجنّ، فإنّها لا تستطيع العيش، وتحمُّل أعباء الحياة فُرَادى، وإنّما يحتاج كلُّ فرد إلى من يُعاوِنه في مُختلَف أموره، وقد جاءت العديد من النصوص الشرعيّة بصيغة الجماعة؛ للدلالة على أهمِّية اجتماع الأفراد، وتعاوُنهم مع بعضهم البعض؛ فمثلاً وَرَد قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ) في القرآن الكريم 89 مرّة، كما ورد قوله تعالى: (أَيُّهَا النَّاسُ) في القرآن الكريم 20 مرّة، وغيرها من الآيات التي دلَّت على أهمِّية التعاون بشكل صريح، بالإضافة إلى حثِّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- على التعاون في الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة.

أمّا أقسام التعاون، فهي: التعاون على البرِّ والتقوى، والتعاون على الإثم والعدوان، ومن أمثلة التعاون على البرِّ والتقوى: التعاون في حماية البلاد والدفاع عنها، والتعاون في إقامة حدود الله، والتعاون على إعطاء كلِّ ذي حقّ حقَّه، أمّا فيما يتعلَّق بالتعاون على الإثم والعدوان، فمن أمثلته: إعانة الأفراد بعضهم البعض على دم معصوم، أو الإعانة على أَخْذ مالٍ معصوم، أو التعاون على التهجُّم وضَرْب من لا يستحق ذلك، وغيرها من الأمور التي حرَّمها الله ورسوله.

إنّ التعاون على الإثم والعدوان يعودُ على الأفراد والمُجتمَعات بالعديد من الأمور السيِّئة، منها: أنّه يُؤدِّي إلى خراب المُجتمَع، وقَلْب نظامه رأساً على عَقِب، ويساعد على فساد الذِّمَم، كما أنّه يُساعِد على انتشار الظلم، والطغيان، ويفتح أبواب الشرِّ، ويُغلِق أبواب الخير والحق، الأمر الذي يُؤدِّي إلى ضياع الحقوق من أيدي أصحابها، بالإضافة إلى أنّه يُظهِر خِسَّة صاحبه، ومدى دناءة نفسه، على عكس التعاون على البرِّ والتقوى، فهو بالإضافة إلى فوائده العديدة، يُعَدّ ثمرة من ثمار الإيمان، وسبباً لنَيْل رضا الله -عزّ وجلّ-، ومَحبَّته، وهو سبب لنَيْل تأييده تعالى أيضاً، كما أنّه يُحقِّق سنّة الله -سبحانه تعالى- في خَلْقه، ويوافق الطبيعة التي جُبِلَت الكائنات عليها.

فوائد التعاون

التعاون هو القيام بعملٍ لإتمام هدفٍ معينٍ أو المساعدة عن طريق القيام بما يطلبه شخصٌ آخر،[١] وللتعاون الكثير من الفوائد التي تعود بالخير على المجتمع والناس، ومن هذه الفوائد:

  • تضمن عمل المجتمع بشكلٍ جيّد؛ لأنَّه سيكون مبنياً على أساسٍ قويٍ ومعايير جيدة. تزيد تماسك المجتمع عن طريق تبادل الآراء، والمشاعر بدفءٍ، وحبٍ أكثر.
  • تعزز من السلوكيات الصحيحة بين أفراد المجتمع. تزيد وعي أفراد المجتمع، والحرص على تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.
  • تحد من المشاكل التي يمكن أن تحصل بين الموظفين والإدارة؛ لأنَّ التعاون يساعد في خلق بيئة أكثر تفهماً في العمل.

أهمية التعاون في المجتمع

تكمُن أهمية التعاون في المجتمع من خلال ما يلي:

  • ظهور أفراد يحملون صفاتٍ أخلاقيّة عالية؛ فالتعاون سبيلٌ لمحبّة كل فرد للفرد الآخر، وتقديم له جميع السبل الممكنة لمُساعدته؛ فذلك يُقوّي المجتمع ويجعله ذا هيبةٍ أمام أعدائه فيخافون من قوة أفراده ولا يطمعون في السيطرة عليه.
  • زيادة العلم والمعرفة في المجتمع؛ فالتعاون يُساهم في مناقشة الأفكار العلمية والمعارف الثقافية بين الأفراد وبالتالي الزيادة عليها أو تصحيحها إن كان فيها شيء غير مؤكد؛ فدائماً نرى أنّ المجتمعات المُتعاونة تكون أكثر تطوّراً علميّاً وتكنولوجيّاً، وأفرادها يكونون على مستوىً عالياً من المعرفة، ومثال على ذلك المجتمع الياباني.
  • كسب رضا الله تعالى وخاصّةً إن كان التعاون ناتجاً بقصدٍ ديني، وبذلك يتمّ بناء مجتمع إسلامي أخلاقي قادر على مواجهة جميع التحديات.
  • القضاء على ظاهرة الفقر والبطالة في المجتمع؛ ففي التعاون يزداد الاستثمار فتزداد فرص العمل، كما أنّ الأغنياء يُصبحون يتعاونون مع الفقراء ويقدّمون لهم سبل الراحة في العيش.
  • السرعة في إنجاز الأعمال، وبذلك توفير ساعات عديدة من الوقت يستفيد منها المجتمع بعملٍ آخر.
  • توفير الجهد والتعب؛ فعندما يتعاون أفراد المجتمع على أمر ما فإنّ جهده سيتوزّع عليهم جميعاً، أمّا إن قام به شخص واحد فسيتحمّل كلّ المجهود والتعب وحده، ومع ذلك قد لا يُتقنه بسبب قلّة النصائح.
  • القضاء على ظاهرة الأنانية بين المجتمع والتي لها أثر سلبي على الفرد نفسه وعلى أفراد مجتمعه.
  • انتعاش المجتمع مادياً، وجعله ذا اقتصادٍ قويّ، وينتج ذلك من التعاون التجاري بين الأفراد.
السابق
موضوع عن الأخلاق
التالي
كيف تكون مناقشاً جيداً

اترك تعليقاً