ديني

قصة اصحاب الاخدود

اصحاب الاخدود فى القران

في سورة البروج ذكر الله سبحانه وتعالى قصة عظيمة تظهر لنا الثبات على الإيمان والتضحية من أجل انتشار الدين الحق .. إنها قصة أصحاب الأخدود، التي قال الله فيها: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾.

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قصة أصحاب الأخدود للصحابة الكرام مفصلة رواها الإمام مسلم في صحيحة والإمام أحمد في مسنده عن الصحابي الجليل صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

“كان فيمن كان قبلكم ملك، وكان له ساحر، فلما كبر الساحر قال للملك: إني قد كبر سني وحضر أجلي، فادفع إليَّ غلاماً؛ لأعلمه السحر، فدفع إليه غلاماً يعلمه، وكان بين الساحر وبين الملك راهب، فأتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر ضربه، وقال: ما حبسك؟ وإذا أتى أهله ضربوه، وقالوا: ما حبسك! فشكا ذلك إلى الراهب فقال له: إذا أراد الساحر أن يضربك فقل: حبسني أهلي، وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل: حبسني الساحر.

قال: فبينما هو ذات يوم إذ أتى على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس فلا يستطيعون أن يجوزوا، فقال: اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر، قال: فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس، ورماها فقتلها، ومضى الناس، فأخبر الراهب بذلك فقال: أي بنى! أنت أفضل منى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل عليَّ.

فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء، وكان للملك جليس عمي، فسمع به فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: اشفني ولك ما ها هنا أجمع، فقال: ما أنا أشفي أحداً، إنما يشفى الله عز وجل، فإن آمنت به دعوت الله فشفاك، فآمن فدعا الله له فشفاه، ثم أتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس، فقال له الملك: يا فلان! من رد عليك بصرك؟ فقال: ربي، فقال: أنا؟ قال: لا، ربي وربك الله، قال: ولك رب غيري؟ قال: نعم، ربي وربك الله، فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فبعث إليه فقال: أي بني بلغ من سحرك أن تبرئ الأكمه والأبرص وهذه الأدواء؟ قال: ما أشفي أحداً، إنما يشفى الله عز وجل، قال: أنا؟ قال: لا، قال: أو لك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله، فأخذه أيضاً بالعذاب فلم يزل به حتى دل على الراهب.

فأتي بالراهب فقال: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه، وقال للأعمى: ارجع عن دينك فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه إلى الأرض، وقال للغلام: ارجع عن دينك فأبى، فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا وقال: إذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه -أي: اقذفوه- يتدحرج إلى أن يموت فذهبوا به، فلما علوا به الجبل قال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فدهدهوا أجمعون، وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك، فقال: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله عز وجل، فبعث به مع نفر في قرقور، فقال: إذا لججتم به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه في البحر، فلججوا به البحر -أي: دخلوا به البحر- فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعون.

وجاء الغلام حتى دخل على الملك، فقال: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى، ثم قال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، فإن أنت فعلت ما آمرك به قتلتني، وإلا فإنك لا تستطيع قتلي، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، ثم تصلبني على جذع، وتأخذ سهماً من كنانتي، ثم قل: باسم الله رب الغلام، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، ففعل، ووضع السهم في كبد قوسه، ثم رماه وقال: باسم الله رب الغلام، فوقع السهم في صدغه، فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات، فقال الناس: آمنا برب الغلام.

فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك، قد آمن الناس كلهم، فأمر بأفواه السكك فخدت فيها الأخاديد، وأضرمت فيها النيران، وقال: من رجع عن دينه فدعوه، وإلا فأقحموه فيها.

قال: فكانوا يتعادون ويتدافعون فيها أي: يتسابقون في الوصول إليها -فجاءت امرأة بابن لها ترضعه، فكأنها تقاعست أن تقع في النار، فقال الصبي: اصبري يا أماه، فإنك على الحق”.

قصة اصحاب الاخدود الصحيحة

وردَ ذكرُ قصَّة أصحاب الأخدود في القرآن الكريم كإشارةٍ إليها لكنَّها وردت مفصَّلة في حديثٍ طويلٍ للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- يروي فيه قصَّةَ الغلام والملك وأصحاب الأخدود، عن صهيب بن سنان أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “كان ملكٌ فيمن كان قبلكم. وكان لهُ ساحرٌ، فلمَّا كبرَ قال للملكِ: إنِّي قد كبرتُ، فابعث إليَّ غلامًا أُعلِّمُه السحرَ. فبعث إليهِ غلامًا يُعلِّمُه. فكان في طريقِه إذا سلك راهبٌ فقعد إليهِ وسمع كلامَه. فأعجبَه. فكان إذا أتى الساحرَ مرَّ بالراهبِ وقعد إليهِ. فإذا أتَى السَّاحرَ ضربَه، فشكا ذلكَ إلى الرَّاهبِ، فقال: إذا خشيتَ الساحرَ فقل: حبسنِي أهلِي، وإذا خشيتَ أهلك فقل: حبسَني الساحرُ، فبينَما هو كذلكَ إذ أتَى على دابَّةٍ عظيمةٍ قد حبستِ الناسَ، فقال: اليومَ أعلمُ ألساحرُ أفضلُ أم الراهبُ أفضلُ؟ فأخذ حجرًا فقال: اللهمَّ إن كان أمرُ الراهبِ أحبُّ إليك من أمرِ الساحرِ فاقتل هذهِ الدابةَ حتى يمضي الناسُ، فرماها فقتلها ومضى الناسُ. فأتى الراهبَ فأخبرَه؟ فقال لهُ الراهبُ: أي بنيَّ! أنت اليوم أفضلُ مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنَّك ستُبتلى، فإنْ ابتُليتَ فلا تَدُلَّ عليَّ. وكان الغلامُ يُبرئُ الأكمَهَ والأبرصَ ويُداوي الناسَ من سائرِ الأدواءِ. فسمع جليسٌ للملكِ كانَ قد عمِيَ. فأتاهُ بهدايا كثيرةٍ فقال: ما ههنا لكَ أجمعُ، إن أنتَ شفيتني، فقالَ: إني لا أشفي أحدًا إنَّما يشفي اللهُ، فإن أنتَ آمنتَ باللهِ دعوتُ اللهَ فشفاكَ، فآمنَ باللهِ، فشَفاهُ اللهُ. فأتَى الملكُ فجلسَ إليهِ كما كان يجلسُ، فقال لهُ المَلكُ: من ردَّ عليكَ بصرك؟، قال: ربِّي. قال: ولكَ ربٌّ غيرِي؟، قالَ: ربِّي وربُّك اللهُ. فأخذَه فلَم يزل يُعذِّبْه حتَّى دَلَّ على الغلامِ. فجئَ بالغلامِ، فقالَ لهُ الملكُ: أي بنيَّ! قد بلغَ من سِحركَ ما تُبرئُ الأكمَهَ والأبرصَ وتفعلُ وتفعلُ. فقال: إنَِّي لا أشفِي أحدًا. إنَّما يشفِي اللهُ. فأخذَه فلَم يزل يعذبْه حتَّى دلَّ على الراهبِ، فجِئ بالرَّاهبِ. فقيلَ لهُ: ارجِع عن دينِك، فأبَى. فدعا بالمنشارِ فوُضع المنشارُ على مفرقِ رأسِه، فشقَّه حتى وقع شِقَّاه. ثمَّ جيئ بجليسِ الملكِ فقيل لهُ: ارجِع عن دينِك، فأبَى. فوُضعَ المنشارُ في مفرقِ رأسِه. فشقَّهُ بهِ حتَّى وقع شِقَّاهُ. ثمَّ جِئ بالغلامِ فقيل لهُ: ارجع عن دينك، فأبى. فدفعَه إلى نفرٍ من أصحابِه فقال: اذهبوا بهِ إلى جبلِ كذا وكذا، فاصعدوا بهِ الجبلَ، فإذا بلغتم ذروتَه، فإنْ رجع عن دينِه، وإلا فاطرحوهُ. فذهبوا بهِ فصعدوا بهِ الجبلَ. فقال: اللهمَّ اكفنيهم بما شئتَ. فرجف بهم الجبلُ فسقطوا. وجاء يمشي إلى الملكِ، فقال لهُ الملكُ: ما فعل أصحابك؟، قال: كفانيهم اللهُ. فدفعَه إلى نفرٍ من أصحابِه فقال: اذهبوا بهِ فاحملوهُ في قرقورٍ، فتوسَّطوا بهِ البحرَ، فإن رجع عن دينِه وإلا فاقذفوهُ. فذهبوا بهِ، فقال: اللهمَّ اكفنيهم بما شئتَ. فانكفأتْ بهم السفينةُ فغرقوا. وجاء يمشي إلى الملكِ، فقال لهُ الملكُ: ما فعل أصحابك؟، قال: كفانيهم اللهُ. فقال للملكِ: إنَّك لستَ بقاتلِي حتَّى تفعلَ ما آمرك بهِ. قال: وما هو؟، قال: تجمعُ الناسَ في صَعيدٍ واحدٍ وتُصلبني على جذعٍ ثمَّ خُذ سهمًا من كنانتي. ثمَّ ضعِ السهمَ في كبدِ القوسِ ثمَّ قل: باسمِ اللهِ ربِّ الغلامِ ثمَّ ارمني، فإنَّك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمعَ الناسَ في صعيدٍ واحدٍ، وصلبَه على جذعٍ ثمَّ أخذَ سَهمًا من كنانتِه، ثمَّ وضعَ السَّهمَ في كبدِ القوسِ ثمَّ قالَ: باسمِ اللهِ ربِّ الغلامِ، ثمَّ رماهُ فوقع السهمُ في صدغِه فوضع يدَه في صدغِه في موضعِ السهمِ فمات. فقال الناسُ: آمنَّا بربِّ الغلامِ، آمنَّا بربِّ الغلامِ، آمنَّا بربِّ الغلامِ. فأتى الملكُ فقيل لهُ: أرأيتَ ما كنت تحذرُ؟ قد واللهِ نزلَ بك حذرك، قد آمنَ الناسُ. فأمرَ بالأخدودِ في أفَواهِ السككِ فخُدَّت، وأُضرمَت النيرانُ، وقال: من لم يرجِع عن دِينِه فأحمُوهُ فيها، أو قيلَ له: اقتحم. ففعلوا حتَّى جاءت امرأةٌ ومعَها صبيٌّ لها فتقاعست أن تقعَ فيها، فقال لها الغلامُ: يا أمَّه! اصبري، فإنَّكِ على الحقِّ” ، وفي هذا الحديثِ فصَّلَ الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- قصَّة أصحاب الأخدود مع الملك الظالم الذي اختلف الرواة في من يكون، وقال ابن إسحاق: إنَّه الملك ذو نواس الذي جاء بجنده ليجبرَ النَّاس على الدخول في اليهودية وأحرقَ من رفضَ ذلك، وفي ذلك نزل قوله تعالى: “قتل أصحابُ الأخدود * النَّار ذات الوقود”، والله أعلم

من هم اصحاب الاخدود عند الشيعة

ممّا قيل فيما يتعلّق بهوية أصحاب الأخدود أنهم من أهل نجران من شبه الجزيرة العربية، غير أنّ ابن كثير -رحمه الله- أورد احتمالات أخرى في تفسيره، فقال إنّهم من أرض فارس، وإن المحرَّقين هم العلماء الذين أبوا إباحة زواج المحارم كما أراد الملوك هناك، وقال أيضاً إنّهم نفر من بني إسرائيل، حفروا الأخدود، وأضرموا النيران فيه، أمّا الاحتمال الأخير الذي أورده فهو أن المحرَّقين في الأخدود كانوا من أهل الفترة.

هناك اكثر من رأى من هم اصحاب الاخدود و تفاوتت الاراء

قصة اصحاب الاخدود الغلام والملك

https://ar.islamway.net/article/75313/-3-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83

اسم الملك فى قصة اصحاب الاخدود

زِرعَةُ بن تبان أسعد الحِميَريّ المَعروف بذي نواس
و بعض الروايات تقول اسمه الملك الحميري يوسف أسأر يثأر

قصة اصحاب الاخدود ابن عثيمين

قصة اصحاب الاخدود تفسير ابن كثير

وقال العوفي عن ابن عباس ( قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود ) قال ناس من بني إسرائيل خدوا أخدودا في الأرض ثم أوقدوا فيه نارا ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالا ونساء فعرضوا عليها وزعموا أنه دانيال وأصحابه
وهكذا قال الضحاك بن مزاحم وقيل غير ذلك وقد قال الإمام أحمد
حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر الساحر قال للملك إني قد كبرت سني وحضر أجلي فادفع إلي غلاما لأعلمه السحر فدفع إليه غلاما فكان يعلمه السحر وكان بين الساحر وبين الملك راهب فأتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه فأعجبه نحوه وكلامه وكان إذا أتى الساحر ضربه وقال ما حبسك وإذا أتى أهله ضربوه وقالوا ما حبسك فشكا ذلك إلى الراهب ، فقال إذا أراد الساحر أن يضربك فقل حبسني أهلي وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل حبسني الساحر
قال فبينما هو ذات يوم إذ أتى على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس فلا يستطيعون أن يجوزوا ، فقال اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر قال فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس ورماها فقتلها ومضى الناس فأخبر الراهب بذلك فقال أي بني أنت أفضل مني وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء ويشفيهم وكان جليس للملك فعمي فسمع به فأتاه بهدايا كثيرة فقال اشفني ولك ما هاهنا أجمع فقال ما أنا أشفي أحدا إنما يشفي الله عز وجل فإن آمنت به دعوت الله فشفاك فآمن فدعا الله فشفاه ثم أتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس فقال له الملك يا فلان من رد عليك بصرك فقال ربي فقال أنا ؟ قال لا ربي وربك الله قال ولك رب غيري قال : نعم ربي وربك الله فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فبعث إليه فقال أي بني بلغ من سحرك أن تبرئ الأكمه والأبرص وهذه الأدواء قال ما أشفي أنا أحدا إنما يشفي الله عز وجل قال أنا قال لا . قال أولك رب غيري قال ربي وربك الله فأخذه أيضا بالعذاب فلم يزل به حتى دل على الراهب فأتى بالراهب فقال ارجع عن دينك ، فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه وقال للأعمى ارجع عن دينك ، فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه إلى الأرض وقال للغلام ارجع عن دينك ، فأبى فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا وقال إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه من فوقه فذهبوا به فلما علوا به الجبل قال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فدهدهوا أجمعون وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله فبعث به مع نفر في قرقور فقال إذا لججتم به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فغرقوه في البحر فلججوا به البحر فقال الغلام اللهم اكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعون وجاء الغلام حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله ثم قال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به فإن أنت فعلت ما آمرك به قتلتني وإلا فإنك لا تستطيع قتلي قال وما هو ؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد ثم تصلبني على جذع وتأخذ سهما من كنانتي ثم قل : باسم الله رب الغلام فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني . ففعل ووضع السهم في كبد قوسه ثم رماه وقال باسم الله رب الغلام فوقع السهم في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات فقال الناس آمنا برب الغلام . فقيل للملك أرأيت ما كنت تحذر فقد – والله نزل بك قد آمن الناس كلهم فأمر بأفواه السكك فخدت فيها الأخاديد وأضرمت فيها النيران ، وقال من رجع عن دينه فدعوه وإلا فأقحموه فيها قال فكانوا يتعادون فيها ويتدافعون فجاءت امرأة بابن لها ترضعه فكأنها تقاعست أن تقع في النار فقال الصبي اصبري يا أماه فإنك على الحق

مكان اصحاب الاخدود

تقع منطقة الأخدود جنوب نجران في المملكة العربيّة السعوديّة، وكانت تسمّى سابقاً (رقمات)، وهو موقع في المملكة العربيّة السعوديّة في جنوب نجران، وقد تمّ ذكرها في سورة البروج حيث قال الله عز وجل (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، وهي مَحرقة حدثت عام 525م على يد الملك (ذو نواس) ملك اليمن واسمه زرعة بن تبان اسعد أبو كرب وهو آخر ملوك (حمير) الذي أجبر أهل نجران على ترك ديانتهم إلّا أنّهم رفضوا ذلك، فأمر هذا الملك بخد أخدود عظيم في الأرض وإشعال النار فيها. تعد مدينة الأخدود من أغنى المواقع الأثريّة، ففيها نقوشات وكتابات على الأحجار والصخور التي كُتبت عليها نقوش بأحرف خاصّة بهم، وصخور نقش عليها أنواع من الحيوانات التي كانت تنتشر في تلك العصور كالخيول، والجمال، والأفاعي، وهناك أيضاً ما زالت رفات الذين أُحرقوا في تلك الفترة، وهناك جبل أثري وهو تصلال الذي يقع شرق منطقة نجران، والذي بُنيت فوقه كعبة تصلال. إنّ قصة أصحاب الأخدود من القصص المشهورة جداً حتّى يومنا هذا، وما زالت هذه القصة يكتبها الكاتبين، والمؤلفين، والرواة والتي حدثت قبل نزول الإسلام وانتشاره، وكانوا أهلها من المؤمنين الذين لم يرضخوا لأوامر هذا الملك الذي حاول أن يرغمهم عن ترك دينهم وإلّا قتلهم، ولكنّهم فضلوا أن يُقْتَلوا ويموتوا حرقاً على أن يَتركوا دينهم، وبقيوا متمسكين بدينهم ومبادئهم وعقيدتهم، وبعد أن نزل الإسلام وانتشر أسلموا وآمنوا به.

السابق
طريقة عمل عيش السرايا
التالي
أين تذهب في نيويورك

اترك تعليقاً