قصص

قصة سيدنا موسى

قصة سيدنا موسى

قصة سيدنا موسى مختصرة

هو أحد رسل الله عز وجل واسمه بالكامل ونسبه موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام أجمعين.

وتزوج من صفورا بنت شعيب وأمه هي يوخابد، وقد نشأ سيدنا موسى في عهد الفراعنة.

وقد احتلت قصة سيدنا موسى أغلب آيات وسور القرآن الكريم، حيث ذكر قصته الله تعالى في أكثر من موضع.

وقد احتوت على عدد كبير من العبر والمواعظ التي يتخذ منها الناس حكم في حياتهم العامة.

كي يتصرفون بشكل أكثر حكمة وبطريقة وسلوك جيد.

ومن أهم الحكم التي يمكن أن يتعلمها الفرد من قصة سيدنا موسى العظيمة، هي أن استمرار ذكر الله تعالى ينجي من العديد من المصائب والمشاكل.

بالإضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى إذا رغب في أمر ما يسر الوسائل المناسبة لذلك.

وأن من يفعل الخير ويسير في الطريق الصحيح يجد يد العون والنصر من قِبَل المحيطين.

وإن الذين يدعون للحق واتقاء الله في السر والعلن بحاجة إلى عمق داخلي من الإيمان؛ كي يتمكنوا من التصدي لأهل الباطل.

طفولة ومولد سيدنا موسى عليه السلام
وُلد النبي عليه السلام في إسرائيل في وقت صعب للغاية، حيث تمادى فيه فرعون لظلمه واضطهاده.

حيث أصدر قرار بقتل كل مولود ذكر من سيدات بني إسرائيل، وجاء هذا القرار نتيجة إخبار أحد الكهنة لفرعون أن الذي سيقوم بإنهاء ملكه طفل من بني إسرائيل.

لذا قرر ذبح كافة أطفالهم؛ خشيةً على ملكه، وخافت أمه يوخابد عليه وخبأته.

حيث خبأت أمه على الجميع عندما كانت حامل فيه حتى قامت بوضعه وخبأته.

ولكن خشيت من عدم قدرتها لإخفائه فترة طويلة عن أعين جنود فرعون.

حيث كانوا يجوبون بيوت النساء؛ للتأكد من التزام كل بيت بقرار فرعون، فألهمها الله عز وجل أن تضعه في صندوق مصنوع من الخشب وتقذفه في اليم.

وقد أراد الله أن يصل هذا الصندوق الخشبي إلى قرب منزل فرعون، حيث رأته زوجة فرعون فسُرت به.

حيث إنها كانت تعاني من مشاكل في الإنجاب فاحتضنته، وطلبت من زوجها أن تأخذه وتعتبره ابنها، وبعد إلحاح شديد وافق على طلب زوجته.

ولكن حرم الله أن يتغذى موسى على أي لبن من مرضعات فرعون أو زوجته، فجاءت أخته وقالت لهم أدلكم على مرضعة جيدة تقوم برضاعته.

وبالفعل وافقوا وأعطوها الطفل، فعادت به إلى أمها كي ترضعه وتطمئن عليه، ثم نشأ سيدنا موسى وترعرع في قصر فرعون وتغذى من طعام القصر.

وظل هكذا حتى بلغ من العمر أرشده، حتى قام الله بتكليفه بالرسالة والوحي.

 

قصة سيدنا موسى وفرعون
عندما كان سيدنا موسى في السوق يسير وقعت مشاجرة بين رجلين، أحدهما من بني إسرائيل والآخر من قوم فرعون.

فطلب الذي من بني إسرائيل مساعدته فعاونه على خصمه فقتله بضربة واحدة، ثم ندم على فعلته واختبأ من الناس.

وأخذوا جنود فرعون يبحثون عن قاتل رجلهم، وخاف موسى واختبأ وجاءه رجل من قوم فرعون ليخبره أن فرعون أمر بقتله.

فهرب سيدنا موسى ووصل إلى مدين ووجد شجرة حول بئر جلس أسفلها.

فوجد الرعاة يملئون منها المياه وشاهد فتاتان ينتظران الرعاة حتى يفرغوا ليقوموا بملئ أوعيتهم.

فساعدهم فجاءته إحداهما وقالت له بخجل إن أباها يدعوه، وبالفعل ذهب وجلس معه وطلب أباهم أن يزوجه إحدى ابنتيه مقابل أن يستأجره لمدة ثماني سنوات.

وبالفعل وافق موسى وقضى 10 سنوات.

ثم عاد سيدنا موسى إلى مصر مرة أخرى؛ كي يدعو قومه لعبادة الله عز وجل وقد حاباه الله بمعجزتين، كبرهان على نبوته.

وهما عندما ألقى العصا فتحولت لثعبان، وأن يضع يده في جيب ثوبه تخرج بيضاء ناصعة.

وقد بعث الله عز وجل أخوه هارون كي يرافقه في الدعوة، ولما حاولوا هداية فرعون بالحسنى لعبادة الله جل وعلا.

غضب وتمرد وخرج على القوم ليؤكد عليهم أنه الملك الأعلى مالك الكون.

فخرج فرعون بالسحرة من قومه أمام أعين الناس، وتغلب عليهم موسى بمعجزات الله التي أعطاها له.

فأمن له عدد كبير من قوم موسى.

فقرر فرعون الخروج لمحاربته وجمع جنده وذهبوا ليتتبعوا موسى، وهرب موسى ومن آمن معه حتى وصلوا إلى الشاطئ.

ووقف سيدنا موسى حائرًا كيف ينجو، فيسر الله الطريق أمامه وشق البحر ليجد أرض يبسة يطأ قدمه عليها.

وعندما تبعه قوم فرعون أعاد الله البحر كما كان فغرق فرعون وجنوده.

 

وفاة سيدنا موسى عليه السلام
بعد فترة طويلة من انقضاء حياته في الجهاد والدعوة، كبر عمره وزاد سنه وظهرت إمارات الشيخوخة، وبدأ يشعر بالإعياء والتعب وقرب أجله.

فعاد ملك الموت إلى ربه قائلًا له أرسلتني لعبدك وهو لا يرغب بالموت.

فقال له الله سبحانه وتعالى عود إليه، وبلغه أن يضع يده على ثور ويمررها وسأتركه يحيا بعدد كل شعرة من شعيرات الثور التي تلمسها يده بعام كامل.

وأن يخيره بين الحياة والموت، فبلغ ملك الموت سيدنا موسى رسالة ربه.

فقال سيدنا موسى وماذا عقب الأجل الممدود، قاله له الموت.

فقال سيدنا موسى إذن اقبضها الآن إذن، وقبض روحه الطاهرة وصعدت إلى بارئها.

قصة سيدنا موسى كليم الله

ولادة ونشأة سيدنا موسى

موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، هو الرسول المخلص كليم الله والمُقرّب إليه، فقد ذكر الخالق في كتابه الحكيم قصته مع فرعون الذي تجبّر وطغى وقسّم الناس منهم المستضعفين وهم بنو إسرائيل الذين كانوا يؤمنون بخروج شخص من ذرية إبراهيم عليه السلام ستكون على يديه هلاك مصر، فأمر فرعون بقتل أبناء بني إسرائيل عاماً وتركهم عاماً خوفاً من تحقق النبوءة، فولد هارون في عام المسامحة وموسى في عام القتل، فخشيت أمه عليه فما كان منها إلّا أن وضعته في كفن وربطته بحبل وأرسلته في النيل بعد أن أوحى لها الله ألا تخافي فسيعيده لك ويجعله نبياً ويُعلي كلمته، فالتقطه آل فرعون ووضعوه بين يديّ آسيا زوجة فرعون فوقع حبه في قلبها ومنعت فرعون من قتله، فكان وعد الله الحق بأن لم يقبل موسى مرضعة بعد أن طافوا به بين النساء والأسواق حتى رأته أخته فدلتهم على أمه لترضعه، ومن حكمة الله جل وعلا أن يقع حب موسى في مهده في قلب كل من يراه، وجمع بين أحضان أمه وقصر فرعون الذي عاش فيه كأحد أبناء الملوك حتى بعثه رسولاً بعد أن بلغ الأربعين سنة وثبت خلقه وخُلقه قال تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).

تكليم الله عز وجل وهلاك فرعون

في طريق عودة موسى من مدين لمصر رأى ناراً فذهب ليعرف مصدرها قال تعالى: (فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)، فلمّا وصل سمع صوت الخالق يقول أنا الله رب العالمين، وأمره أن يُلقي عصاه فرآها تهتز كالجان فهرب موسى عليه السلام خوفاً، فأمره الله بالعودة، فأيده الله بالمعجزات وأرسله إلى فرعون الذي قابله بالاستهزاء والتكذيب والانتقاص من سيدنا موسى، واتهموه بالسحر واستكبروا في اتباع رسالة النبي الكريم وزادوا في كفرهم وعنادهم بعد أن رأوا من الأدلة والمعجزات ما يُحيّر العقول، فاشتدّ غضب الله فأمر موسى ومن معه بالخروج فلحقهم فرعون وجنوده، فدخلوا البحر يتبعونهم، فضرب موسى بعصاه البحر فانفلق البحر بإذن الله وفُتحت الطريق حتى وصلوا إلى اليابسة عاد البحر كما كان فارتطم بفرعون وجنوده ولم يُبقي الله منهم أحداً.

قصة سيدنا موسى للأطفال

وُلد موسى عليه السلام في مصر، ويرجع نسبه إلى أبي الأنبياء إبراهيم عليه السّلام؛ فهو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السّلام وقد كانت مصر في ذلك الوقت تحت حكم فرعون، الذي كان حاكمًا ظالمًا؛ فقد تجبر وطغى وبغى، وجعل أهل مصر شِيَعًا، أي: أحزابًا متفرقين؛ وكان يخشى على ملكه من بني إسرائيل، فأصدر مرسومًا يقضي بقتل كلّ مولودٍ ذكرٍ يُولَدُ مِنْهُم، ولمّا قَلَّ عددهم وقد كبر رجالهم، وصاروا غير قادرين على الخدمة، قرر فرعون أنْ يقلل من قتل أطفالهم الذكور، فصار يعفو عامًا، ويقتل عامًا، وقد وُلِد هارون -عليه السّلام- في عام العفو، أمّا موسى عليه السلام فقد ولد في عام القتل، لذا خافت عليه أمُّهُ خوفًا شديدًا؛ فألهمها الله -جلَّ وعلا- أن ترضعه، ثمَّ تضعه في صندوق، وتلقيه في الْيَمِّ، وأنْ لا تخاف ولا تحزن؛ فالله -سبحانه وتعالى- قد تكفّل بحفظه، وسيرُدُّه إليها سالمًا؛ فوضعته في صندوق، وألقته في نيل مصر، وطلبت من أخته أن تَتْبَعه، فَحَمَله النهر إلى قصر فرعون، وهناك رأته امرأة فرعون، وقد ألقى الله -سبحانه وتعالى- في قلبها محبته، فقالت لفرعون: لا تقتله، ودعنا نربيه؛ ليكون قرة عين لي ولك، وعسى أن ينفعنا، أو نتخذه ولدًا؛ فنحن لم ننجب، قال تعالى: “وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”، ، ثم بحثوا له بين المرضعات عن مرضعة؛ فامتنع عن الرّضاعة منهن، حتى سمعت أخت موسى عليه السلام بالخبر؛ فذهبت إلى القصر، وأخبرتهم أنّها تعرف مرضعة قد يقبل بها الطفل، وكانت تقصد أمّ موسى عليه السلام، وهكذا تحقق وعد الله -سبحانه وتعالى- لأمّ موسى عليه السلام، فعاد إليها طفلها، وبقي عندها طوال فترة الرّضاعة. وبعد أن أتم فترة الرّضاعة عاد موسى -عليه السلام- إلى قصر فرعون، وهناك تربى وترعرع، وذات يوم وهو يسير في شوارع المدينة، رأى رجلًا من قومه يتقاتل مع رجل من قوم فرعون؛ فاستنجد الذي من قوم موسى بِهِ؛ فدفع موسى عليه السلام الفرعوني بيده؛ فسقط على الأرض ميتًا، ولم يكن موسى عليه السلام يقصد قتله، بل كان يدافع فقط عن مظلومٍ استنجد به، وقد استغفر ربه فغفر الله -سبحانه وتعالى- له وعفا عنه، وقد انتشر خبر مقتل الفرعوني، وبدأ فرعون وجنوده يبحثون عن موسى عليه السلام، وفي تلك الأثناء جاء رجل من أقصى المدينة يحذر موسى، وينصحه بالخروج من مصر؛ فاستجاب موسى عليه السلام لنُصْح الرجل، وغادر مصر متضرعًا إلى الله -سبحانه وتعالى- أن ينجيه من القوم الظالمين. وخرج منها متجهًا إلى مدين في جنوب الأردن، فلما وصل إليها وجد قومًا يتجمعون حول بئر يسقون منه دوابهم وأنعامهم، ووجد فتاتين تقفان -ومعهما أغنامهما- بعيدًا عن الماء؛ خوفًا من مزاحمة الرجال، فسقى لهما ثمَّ تولى إلى الظل، وهو يدعو الله – سبحانه وتعالى- طالبًا منه العون والتوفيق، ولمّا عادت الفتاتان إلى أبيهما شعيب عليه السّلام، وقد كان شيخًا كبيرًا، وقصّتا عليه خبر موسى عليه السلام، دعاه إلى بيته، فقص موسى على شعيب -عليهما السلام- ما حدث معه؛ فَطَمْأنه شعيب، وعرض عليه أنْ يزوجه إحدى ابنتيه، مقابل أن يعمل عنده في رعي الأغنام، فوافق موسى عليه السلام على ذلك، وأقام في مدين.  وبعد سنوات خرج موسى مع أهله من مدين متجهًا إلى مصر، ولمّا وصل إلى طور سيناء ضل الطريق، وقد رأى نارًا فطلب من أهله الانتظار، حتى يذهب إلى مكان النّار، ويأتي منها بشعلة؛ فلمّا وصل إليها ناداه الله -جلّ وعلا-، قال تعالى: “إِذ رَأى نارًا فَقالَ لِأَهلِهِ امكُثوا إِنّي آنَستُ نارًا لَعَلّي آتيكُم مِنها بِقَبَسٍ أَو أَجِدُ عَلَى النّارِ هُدًى، فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى، إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُوًى، وَأَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يوحى، إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري، إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخفيها لِتُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما تَسعى”  وقد أيده الله بالمعجزات، وأمره بالذهاب إلى فرعون؛ ليدعوه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأرسل معه أخاه هارون، ولكنّ فرعون اتهمه بالسحر، وجمع له السحرة، فنصره الله عليهم، وآمن السحرة بدعوة موسى عليه السلام رغم تهديد فرعون وتعذيبه لهم، وظل موسى يدعو فرعون وقومه، ولكنّهم لم يستجيبوا له، بل استمروا في الظلم والإفساد وتعذيب المؤمنين؛ فأمر الله -سبحانه وتعالى- موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر سرًا، ولمّا علم فرعون بذلك تبعهم بجيشه، ولكنّ الله -سبحانه وتعالى- نجى موسى ومن معه، وأغرق فرعون وجنوده.

قصة سيدنا موسى كاملة بالتفصيل

بعث الله سيدنا موسى لقوم فرعون ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وترك ما يعبدون من دونه، وأيده الله بالمعجزات كالعصا واليد البيضاء وشق البحر، كما أرسل معه أخيه هارون ليكون دعما له وسندا.

قصة موسى وفرعون
تولى فرعون حكم مصر وكان ظالمًا طاغيًا يخشاه الناس، ولا يستطيع أحد عصيان أوامره، ولما رأى فرعون أن أعداد بني إسرائيل تزداد يوما بعد يوم، وأنهم أصبحوا أغنياء يمتلكون الأراضي؛ أصدر فرعون أوامره بسلب تلك الأملاك والأراضي منهم.

لم يكتف فرعون بذلك، بل أمر أن يتم قتل أي مولود ذكر يولد لبني إسرائيل، وكان ذلك بسبب سماع فرعون من حاشيته أنه هناك ذكرًا من بني إسرائيل، سيأخذ منه الحكم ويصبح حاكمًا لمصر بعده ذات يوم.

في ذلك الوقت ولد موسي عليه السلام، وخافت عليه أمه كثيرًا واحتارت أين تخفيه عن أعين فرعون وجنوده، فهم إذا رأوه سيقتلونه على الفور.

جاءتها فكرة إلهاما من الله سبحانه وتعالى، أن تصنع صندوقًا من الخشب وتضع فيه المولود، وتلقي به في البحر، وتغلبت على قلبها ووضعت صغيرها في الصندوق، وألقته في البحر وأمرت أخته أن تراقبه وتعطيها الخبر.

أراد الله سبحانه وتعالي أن يأخذ التيار صندوق موسى ليذهب به إلى شاطئ قصر فرعون، وعندما رأى الخدم الصندوق التقطوه من البحر، وأخذوه إلى قصر فرعون.

ورأت أخت موسى ما حدث وذهبت إلى أمها لتخبرها بذلك، ولحسن الحظ كانت أخته تعمل خادمة في قصر فرعون؛ فأمرتها أمها أن تذهب وتعرف ما سيحدث لأخيها.

فرعون يتخذ موسى ابنا له

كانت زوجة فرعون لا تلد فلما أخذ الخدم إليها الرضيع في الصندوق؛ فرحت به وطلبت من زوجها فرعون أن يتخذاه ولدًا لهم، فوافق على ذلك، وطلبت زوجة فرعون أن يأتوا بمرضعة لكي ترضع الطفل.

حزنت زوجة فرعون وكذلك فرعون لما رأيا الطفل لا يقبل الرضاعة من أي مرضعة، وأنه يبكي جوعًا، فاحتارا ماذا يفعلان له، حتى تحدثت أخت موسى الخادمة، ولا أحد يعرف أنها أخته، وقالت إنها تعرف مرضعة جيدة تصلح له.

جاءت أم موسى لترضعه، فلما رأت ابنها رفرف قلبها، وحاولت منع نفسها من البكاء، وأخذت الطفل وأرضعته، وللمفاجأة استجاب الطفل لها مما أسعد زوجة فرعون كثيرًا.

مرت الأيام وكبر موسى وأصبح شابًا ناضجًا، وكان الكل يعاملونه بأنه ابن الملك، ولكنه في قرارة نفسه يعرف أنه ليس ابنه، بل هو فتى من فتيان بني إسرائيل.

موسى يقتل مصريًا
ذات يوم بينما كان موسى يمشي في المدينة، رأى شجارًا بين رجل من بني إسرائيل، ورجل من المصريين، فلما استغاث به قريبه من بني إسرائيل؛ أغاثه موسى وضرب المصري ضربة، طرحته أرضًا ومات في الحال.

خاف موسى أن يعرف فرعون وقومه بأنه قتل المصري، فلم يعود إلى القصر بل ذهب في أنحاء المدينة، حتى وجد نفس الرجل من بني إسرائيل الذي أغاثه، يتشاجر مع مصري آخر ويطلب العون من موسى.

كان موسى على وشك أن يضرب المصري حتى فاجأه المصري قائلًا: أتريد أن تقتلني كما قتلت المصري أمس، فأدرك موسى أن الناس قد علموا بما فعله، وجاء رجلا وأخبر موسى أن هناك جماعة من المصريين، علموا أنه قتل المصري؛ فاتفقوا على قتل موسى.

فرار موسى إلى مدين:
لم يجد موسى مفرًا سوى الهروب إلى الصحراء، وأخذ يمر على البلاد حتى قادته قدماه إلى أرض مدين، حتى نال منه التعب وأصابه الجوع الشديد، فجلس عند بئر يقوم الناس بسقاية أغنامهم منه.

رأى موسى فتاتين يقفان مع أغنامهم بعيدًا عن البئر، والناس ينتظرون حتى يقوموا بسقاية أغنامهم؛ فقام موسى من مكانه وذهب إليهم وسألهم، لماذا لا يقومان بسقاية أغنامهم كما يفعل باقي الناس؟

أجابت الفتاتان أنهما يخجلان من الدخول وسط الرجال والتزاحم معهم، من أجل سقاية أغنامهم، ويفضلان الانتظار حتى ينتهي باقي الناس، ويكون المكان فارغًا لهم، وأن أبيهم رجلا كبيرًا في السن لا يستطيع رعاية الأغنام؛ فهما يقومان برعايتهم بدلا منه.

أخذ منهم موسى الأغنام وتقدم وسط الناس، وقام بسقايتهم، فقامت الفتاتان بشكر موسى على ما فعله من أجلهم، وذهبتا إلى منزلهما.

بعد قليل جاءت إحدى الفتاتان إلى موسى وهي تنظر إلى الأرض حياءًا وخجلًا، وقالت له إن أبيها يريد مقابلته ليشكره على ما فعله مع ابنتيه، فذهب معها إلى بيت أبيها.

أخبر موسى والد الفتاتين عن قصته، وكان اسمه شعيب، فطمأنه أنه في أمان في هذه البلد وأنه بعيد عن مكان فرعون وقومه، أشارت إحدى الفتاتين على أبيها أن يقوم باستئجار موسى لرعاية الغنم، فهو رجل قوي وأمين.

موسى يتزوج من ابنة شعيب
قام شعيب بالعرض على موسى أن يزوجه بنته في مقابل أن يقوم برعاية الغنم لمدة 8 سنوات، وإذا كان موسى أمينًا وأكمل الرعاية 10 سنوات، فسيكون ذلك فضل منه على شعيب فوافق موسى على العرض.

أكمل موسى سنوات رعاية الغنم العشر، ثم طلب من شعيب أن يأخذ زوجته ويرحلا من البلد إلى بلد أخرى، فلبى شعيب ندائه، وأكرمه وأعطى له بعض غنمه، وودع موسى وابنته.

في طريق موسى وزوجته وصل إلى جبل الطور في سيناء؛ فأقام فيها الخيام، وذات ليلة بينما هو وزوجته نائمين في الخيمة، رأى موسى نارًا فوق الجبل، فأراد موسى أن يذهب ليأتي بشعلة نار منها؛ حتى يشعلون منها الحطب، ويتدفئون من البرد، فقال لزوجته أن تنتظر حتى يحضر النار ويأتي.

عندما وصل موسى إلى مكان النار؛ لم يجد شئ، فتعجب أشد العجب، وفجأة سمع موسى صوتا يناديه قائلا ” إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طوي – وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى – إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي”.

معجزات الله لموسى
لم يدري موسى ماذا يفعل عند سماعه الصوت، وخاف وتسمر في مكانه لا يخرج صوتًا، حتى نادى عليه الصوت مرة أخرى، يسأله عن العصا الذي يمسكها في يده.

فأجاب موسى أنها عصاه التي يستخدمها في رعاية الغنم، ويستخدمها في أشياء أخرى أيضًا، فأمره الصوت أن يلقي بعصاه على الجبل، وبمجرد أن ألقى موسى العصا تحولت العصا إلى ثعبان يتحرك.

ارتعب موسى من ذلك المنظر، وحاول الفرار فناداه الصوت ألا يخاف، وأن يأخذ عصاه مرة أخرى، فهي لن تضره، فأمسكها موسى فعادت عصا مرة أخرى، فاندهش موسى من ذلك أشد الاندهاش.

أمره الله مرة أخرى أن يقوم بإدخال يده في جيب قميصه، ففعل ذلك فوجد يده تخرج بيضاء يظهر بياضها في الظلام الأسود، فخُيل له أنه أصيب بمرض في يده؛ فأجابه الصوت ألا يخشى شيئا؛ فهو ليس مرض بل معجزة من الله إليك.

وأمر الله موسى أن يعود إلى مصر، ويذهب ليدعو فرعون وقومه إلى الإيمان بالله، ويريهم تلك المعجزات التي وهبها الله له، أصيب قلب موسى بالخوف أن يقتله فرعون انتقامًا لقتله المصري، كما أن لسان موسى ليس فصيحًا.

فقال له الله ألا يخاف، وأنه سيرسل معه أخيه هارون؛ كي يسانده ويكون معاونًا له، حتى لا يجزع، ثم عم الصمت المكان فلما وجد موسى أن الصوت قد اختفى، عاد مسرعًا إلى زوجته وأخبرها، أنهم سيعودان إلى مصر.

لقاء موسى عليه السلام مع فرعون

ذهب موسى إلى منزل أخيه هارون في مصر، وأخبره بما أمره الله به، فوافقه هارون على ذلك، وذهبا إلى قصر فرعون، ولما دخل موسى على فرعون أطلق الله لسانه، فأخبره أنه رسول من الله إليه يدعوه إلى الإيمان بالله.

عرفه فرعون وقال له بأنه رباه عندما كان صغيرًا، ورغم ذلك تمرد عليه، وقتل رجلًا مصريًا؛ فرد عليه موسى، أنه ندم على فعلته وتاب الله عليه، وأنه الآن جاء بمعجزات من الله إلى فرعون وقومه، يدعوهم للإيمان به.

فسأله فرعون ما هي تلك المعجزات التي يتحدث عنها؟ فقام موسى بإلقاء عصاه على الأرض؛ فأصبحت ثعبانًا طويلًا، ثم أدخل يده في جيبه؛ فخرجت بيضاء كلون الثلج.

اتهمه فرعون بالسحر والضلال، وقال بأنه سيقوم بجمع كل السحرة لديه ويدعوهم للتنافس مع موسى، ليثبت له أنه مجرد ساحر وليس رسولًا كما يقول.

موسى والسحرة:
اجتمع السحرة في اليوم المقرر، وكان فرعون قد وعدهم بمكافئات وهدايا عظيمة، إن تفوقوا على موسى في السحر، ثم بدأ العرض فسألوه من يبدأ، فقال موسى ابدءوا أنتم.

قام السحرة بإلقاء العصية فأصبحت ثعابين كبيرة وصغيرة تتلوى على الأرض، فخاف موسى في نفسه، فأوحى له الله (قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى (68) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى)

فألقى موسى عصاه؛ فأصبحت ثعبانًا كبيرا التهم كل الثعابين التي على الأرض، مما أفزع الناس، ثم مد موسى يده إلى الثعبان؛ فعاد عصا مرة أخرى، وأدرك السحرة أن موسى ليس ساحرًا، بل هو رسول من الله بعثه الله بالمعجزات.

قالت السحرة في نفس واحد، أنهم آمنوا بالله وبرسوله، وخروا ساجدين على الأرض، مما أغضب فرعون أشد الغضب، وهددهم بالتعذيب، وأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم ويصلبنهم على الشجر جزاءًا بما فعلوا.

لم يخاف السحرة من تهديد فرعون لهم وقالوا له افعل ما تريد؛ فنحن نخشى الله ونريد الآخرة ولا نريد الحياة الدنيا، وبدأ فرعون في تعذيبهم، فغضب الله عليه وأرسل عليهم فيضًانا من النيل أغرق المزارع والبيوت.

غضب الله على فرعون وقومه:
تناقل الناس فيما بينهم، أن ما يفعله فرعون ببني إسرائيل من تعذيب، هو سبب ذلك الفيضان، فأرسل فرعون لموسى وأخبره أنه إذا استطاع أن يوقف الفيضان، فسيكف عن تعذيب بني إسرائيل.

دعا موسى ربه أن يوقف الفيضان، فهدأ الفيضان، ولكن لم يرتدع فرعون واستمر في التعذيب؛ فأرسل الله عليه جيوش الجراد لتخرب المزارع والحقول، وخرجت الضفادع على الناس في منازلهم وامتلأت ملابس وشعر الناس بالقمل.
قال فرعون لموسى أن يوقف ذلك الغضب، وسيكف عن تعذيب بني إسرائيل، فدعا موسى ربه؛ فتوقف الجراد والضفادع والحشرات، ولكن فرعون أخلف وعده واستمر في التعذيب.

ولم يكف الله في غضبه على فرعون، فحول الماء إلى دماء، فصاح أهل البلد على فرعون أن ما يحل بهم بسبب طغيانه وتعذيبه للأبرياء، فوعد فرعون موسى أنه سيمتنع عن تعذيب بني إسرائيل، وسيجعلهم أحرارًا إذا رفع عنهم ذلك البلاء.

بالفعل استجاب الله لموسى وعاد الدم ماءًا مرة أخرى، وأصبح بني إسرائيل أحرارًا من قبضة فرعون؛ فاتفق موسى مع قومه على الهروب من مصر، ومن ظلم فرعون وجنوده، واتفقوا على أن يهربوا ليلًا على ضوء القمر؛ حتى لا يشعر بهم أحد.

معجزة شق البحر إلى نصفين

وبالفعل انتظروا حتى نام الناس، وخرجوا بأمتعتهم وملابسهم إلى ناحية البحر الأحمر، وفي الصباح اكتشف قوم فرعون أن بني إسرائيل، قد هربوا من مصر، فأخبروا فرعون فخرج ورائهم بجنوده وأسلحته.

لحق فرعون وجنوده بموسى وبني إسرائيل، فلما رأى بنو إسرائيل قوم فرعون خلفهم، خافوا خوفًا شديدًا، وألقوا على موسى اللوم، وأوحى الله إلى موسى أن يضرب البحر بعصاه، فلما ضربه؛ انشق طريقًا يابسًا وسط البحر.

مر موسى وبنو إسرائيل من الطريق، حتى وصلوا للشاطئ الآخر، ولحقهم فرعون وجنوده وبينما هم يجرون خلفهم، انطبقت عليهم المياه؛ فأغرقتهم وقال فرعون وهو ينازع الموت: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين، ولكن هيهات فقد فات الأوان، وغرق فرعون وجنوده جزاءًا بما فعلوا.

قصة موسى والألواح
رحل موسى وقومه من بني إسرائيل إلى جبل الطور، وأقاموا الخيام والأمتعة هناك، ولكنهم لم يجدوا ماءًا يشربوه، فأوحى الله إلى موسى أن يضرب الأرض بعصاه.

خرجت من الأرض 12 عينًا من الماء العذب، حيث كانت هناك 12 أسرة من بني إسرائيل مع موسى؛ فأصبح لكل أسرة عين من الماء العذب تشرب منه، وتستخدمه في أمور الحياة.

ثم أوحى الله إلى موسى أن يجهز أمتعته، ويصعد على قمة جبل الطور ومعه ألواح؛ ليكتب فيها أوامر الله لقومه وما أحله لهم وما حرمه عليهم، وستكون تلك الرحلة لمدة أربعين يومًا.

استجاب موسى لأوامر الله سبحانه وتعالي، وترك هارون مع قومه، وأوصاه أن يحافظ عليهم، وصعد موسى إلى الجبل، وتمنى موسى أن يرى الله فأجابه الله أنه لن يراه أبدا فهو إنسان لا يمكنه رؤية الله عز وجل.

وقال الله لموسى أن ينظر إلى الجبل فإذا بالجبل يهتز اهتزازًا عنيفًا من نظرة الله إليه، فأغمى على موسى من الخوف، وعندما عاد موسى إلى وعيه؛ وجد الألواح مملوءة بأوامر الله، وكيفية أداء عباداته، وحدود التعاملات فيما بينهم، وما أحله الله من مأكل ومشرب، وما حرمه عليهم.

بني إسرائيل يعبدون عجلا ذهبيا

عاد موسى إلى قومه ومعه الألواح فتفاجئ بهم يعبدون صنمًا ذهبيًا على شكل عجل له خوار، غضب موسى غضبًا شديدًا، وأمسك أخيه هارون وتشاجر معه، وألقى عليه أشد اللوم، فقد أوصاه من قبل على قومه.

قال هارون أنه خاف أن يطيعه بعض القوم ويعصاه الآخرون، فيتجادلون ويتفرقون، فتركهم حتى أتى موسى، فسأله موسى عن صانع ذلك التمثال، فأخبره أنه رجلًا يدعى السامري.

فذهب موسى إلى السامري، وسأله كيف صنع هذا العجل فأجابه السامري بأنه جمع ذهب القوم وقام بصهره وتحويله على شكل عجل، واتخذه بنو إسرائيل إلها يعبدونه، فأخبره موسى بأن الله سيعذبه عذابًا شديدًا لما فعله، وحرّق العجل.

وأخذ موسى الألواح لبني إسرائيل، وأخذ يشرح لهم ما كتب فيها من تعاليم الدين، ثم أمرهم أن يذهبوا معه إلى فلسطين للحرب فرفضوا، وكاد الله أن ينزل عليهم غضبه بسقوط الصخرة، لولا أن تابوا، واستغفروا ربهم.

موسى والبقرة الصفراء

ذات يوم استيقظ بنو إسرائيل على نبأ مقتل أحد الرجال، فسأل موسى من منهم قتل الرجل فخاف الناس من عقوبة القتل حيث كان مكتوبا في الألواح: أنه من قتل نفسا تقام عليه عقوبة القتل ويُقتل.

فسأل موسى ربه في الدعاء أن يظهر القاتل، فأمره الله سبحانه وتعالي أن يذبح بقرة ويسلخ جلدها، ثم يضرب بجلدها الرجل المقتول، وسوف يعود حيا ويخبرهم عن القاتل.

أخبر موسى قومه بذلك؛ فسألوه عن مواصفات البقرة، فلما سأل موسى ربه عن صفاتها أجابه، أنها ذات سن متوسط لا هي كبيرة ولا هي صغيرة.

فسألوه عن لونها فدعا موسى ربه يسأله عن لونها، فأجابه الله أنها ذات لون أصفر فاقع.

فسألوه عن باقي مواصفاتها؛ فأخبرهم أنها لا تجر المحراث ولا الساقية، فأخذوا يبحثون عن تلك البقرة حتى وجدوها، وضربوا بجلدها الرجل المقتول، فقال اسم قاتله فأمر موسى بقتله.

عصيان بني إسرائيل أوامر الله وعقابه لهم:
وفي يوم أخبر موسى قومه أن الله يأمرهم بدخول فلسطين، ومحاربة أهلها فخاف بنو إسرائيل وأخبروه أن رجال فلسطين أقوياء، ولن يقدروا عليهم، وأنه إذا أراد محاربتهم فليحاربهم هو وربه.

غضب موسى من قومه أشد الغضب، وقال لهم أنهم نسوا نعم الله عليهم حيث نجاهم من بطش وطغيان فرعون وجنوده، وجاء بهم حيث الأمان، ورزقهم بالظلال والأمطار والفواكه والسمان، ثم هم يعصون أوامر ربهم.

فلما يأس موسى من قومه دعا الله أن ينصره عليهم، فأخبره الله أنه سيحرم عليهم فلسطين لمدة أربعين عامًا، وأنزل الله غضبه عليهم فأرسل الرياح التي اقتلعت الخيام واشتعلت النيران في أمتعتهم.

خاف بنو إسرائيل خوفا شديدًا، وفروا في البلاد متفرقين، وأصبحت الصواعق تنزل عليهم وتعمي عيونهم، حتى فروا هاربين.

قصة موسى والخضر
كان لدى موسى غلامًا من بني إسرائيل، اتبعه وسار صبيًا له يسمع كلامه، ويسير معه، وأخبر الله تعالى موسى أنه سيجعله يقابل رجلًا صالحًا، يتعلم منه وسوف يقابله عند مجمع البحرين.

أخذ موسى صبيه وذهب إلى مجمع البحرين ولكنهما لم يجدا أحدًا فاصطادا من البحر سمكة ليأكلوها، عندما يجوعوا ثم استلقى موسى نائما بجوار الصبي.

تسللت السمكة من الكيس، وقفزت إلى البحر مرة أخرى، فحاول الصبي الإمساك بها، فلم يستطع، ثم استيقظ موسى وذهب مع صبيه للبحث عن الرجل الصالح.

شعر موسى بالجوع، فأمر الصبي بإخراج السمكة ليطهوها ويأكلوها، فتذكر الصبي أنها هربت منه على الشاطئ؛ فأخبر موسى بذلك وهو خجلًا، فلم يغضب منه موسى قال لنرجع إلى مجمع البحرين، عسى أن نجد هناك الرجل الصالح.

فلما عادا إلى المجمع؛ وجدا رجلا طيبًا صالحا اسمه الخضر يجلس على صخرة، فقابله موسى وطلب منه أن يتبعه ليتعلم منه، فأخبره الرجل الصالح أنه لن يستطيع الصبر على ما سيفعله، فوعده موسى أنه سيكون صبورًا مطيعًا.

قصة الخضر الرجل الصالح والسفينة

ذهب موسى مع الرجل الصالح، وركبا سفينة فرأى موسى الرجل يمسك مسمارا، ويصنع ثقبًا في أرض السفينة، فغضب موسى وصاح به أنه سيغرق السفينة، وهم أكرموهم وجعلوهم يركبونها، فهل ذلك جزاء المعروف؟

قال الرجل الصالح لموسى أنه أخبره، أنه لن يستطيع الصبر على أعماله؛ فخجل موسى ووعده أنه لن يتجادل معه مرة أخرى.

الرجل الصالح والفتى الصغير:
ذهب موسى مع الرجل الصالح، وأثناء سيرهما رأى فتى صغيرًا، يلعب مع باقي الفتية، فأمسك الرجل الصالح بالفتى وقتله، ففوجئ موسى بذلك، وصاح به كيف يقتل غلامًا مسكينًا بريئًا، لم يؤذيه ولم يفعل شيئًا خاطئًا.

ذكره الرجل الصالح، بأنه لن يستطيع صبرًا، فخجل موسى مرة أخرى، وقال للرجل الصالح أنها آخر مرة، وإذا لم يصبر على ما يفعله؛ يحق له أن يتركه ويذهب لوحده، فوافق على ذلك الرجل الصالح.

الرجل الصالح وأهل القرية البخلاء:
وسار موسى والرجل الصالح حتى مرّا على قرية فجاعا جوعًا شديدًا، فطلبا من سكان القرية أن يطعمانهم بعض الطعام ويستريحان عندهم بعض الوقت؛ فرفضوا أن يعطوهم طعامًا أو شرابًا بلا مقابل.

وجد الرجل الصالح جدارًا ضعيفًا في تلك القرية، آيل للسقوط؛ فشمر ذراعيه وبدأ في إصلاح الجدار وترميمه وبناءه بناءًا قويا، حتى لا يقع، وبعد أن أنهى عمله سار في طريقه؛ فتعجب موسى من ذلك، وقال له ألن تتخذ أجرًا على ما فعلت في الجدار.

تعجب موسى فبالرغم أن أهل القرية رفضوا استضافة موسى والرجل الصالح، إلا أنه قام بترميم الجدار بدون مقابل، فلما تجادل مع الرجل في ذلك قال له الرجل الصالح، أنه حان وقت الفراق.

بدأ الرجل الصالح إخبار موسى بالحكمة وراء تلك الأفعال الغريبة، التي لم يستطع موسى الصبر عليها، فأما السفينة فهي كانت ملكًا لمجموعة رجال مساكين، وهي مصدر قوتهم.

وكان هناك حاكم طاغي يأخذ أي سفينة صحيحة بدون أي عيوب، تمر على شاطئه، وكانت تلك السفينة في طريقها إلى شاطئ الحاكم الظالم، فأراد الله أن ينجي السفينة منه، فثقبها الرجل الصالح وحين يراها الملك معيبة لن يأخذها.

وأما الغلام الذي قتله، فهو غلام مشاغب ووالديه صالحان، وعندما يكبر ذلك الغلام، سيكون كافرا عاصيًا عاقًا لوالديه، فأراد الله أن يعوضهما بخيرٍ منه، لذا قتله الرجل بدلا من أن يشب عاصيا لهم.

وأما الجدار القديم الذي كان على وشك الوقوع، فتحته كنز لغلامين يتيمين في القرية، كان أبوهم قد ترك لهم الكنز تحت الجدار، وعندما يكبرون يأخذنه وينفقون على أنفسهم، فإذا وقع الجدار سيظهر الكنز لأصحاب القرية، حينها يسرقونه منهم، لذا أراد الله أن يحمي الكنز لأصحابه بتدعيم الجدار مرة أخرى.

علم موسى أن كل فعل قام به الرجل الصالح وراءه حكمة، فشكر الله على ذلك اللقاء الذي تعلم منه الكثير، فعلمه كيف يصبر على ما يراه، ولا يتسرع في إصدار الأحكام، بل يسأل أصحابها حتى يستمع لمبرراتهم.

كما علمه أنه لا يجب أن يتفاخر الإنسان ويتباهي بعلمه ومعرفته؛ فهناك من يعرف أكثر منه لذا يجب أن يبحث الإنسان لطلب العلم والحكمة، كما أنه مهما بلغت معرفة الإنسان ومهما يصل من العلم، فلن يستطع معرفة كل شئ، فالله وحده هو العالم.

وبذلك نكون انتهينا من عرض قصة سيدنا موسى عليه السلام، عسى أن تكون فيها فائدة وذكرى للمؤمنين، وأن يستفيد منها الناس دروسًا مختلفة في الحياة.

 

قصة سيدنا موسى وفرعون

العودة بالرسالة إلى فرعون

بينما كان موسى -عليه السلام- في الصحراء رأى ناراً فتوجّه نحوها ليأتي ببعضها، فناداه الله -تعالى- ليكلّمه، قال الله تعالى: (فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى*إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُوًى*وَأَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يوحى), ثم سأله الله عن الذي بيده، فأجاب بأمان وأُنس بالله -عزّ وجلّ- بأنّها عصاته ثمّ أضاف بأنّه يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه، فأمره الله بإلقائها فتحوّلت العصا إلى أفعى، ثمّ أمره أن يأخذها فإذا هي عصا من جديد، وأمره الله -تعالى- أيضاً أن يضمّ يده إلى إبطه ثمّ يُخرجها لتخرج بيضاء من غير برص ولا بهاق، ثمّ أمره بالذهاب الى الطاغية فرعون ودعوته، وعرض المعجزات عليه، وقبل أن يذهب موسى -عليه السلام- طلب من الله أن يُرسل معه أخاه هارون ليُسانده في مواجهة فرعون.

مواجهة فرعون

بعد أن كلّف الله -تعالى- موسى -عليه السلام- بالرسالة وأيّدهُ بالمعجزات وبأخيه هارون، ذهب إلى فرعون ودعاه للإيمان بالله وإخلاص العبادة له، فما كان من فرعون إلّا أنّ كذّبهم واتّهمهم بالسّحر، ثمّ دعاهم إلى المبارزة على أعين الناس يوم العيد، فوافق موسى عليه السلام، وبدأ فرعون بجمع قوّته وكيده فأرسل إلى السّحرة في جميع أنحاء مصر ليأتوه ويشاركوا في معركته، فما لبثوا حتى جاؤوه وقالوا له نُريد أجراً إن انتصرنا على موسى وهارون، فوعدهم بالمال والجاه إذا انتصروا، ثمّ جاء اليوم المُنتظر، فوقف موسى -عليه السلام- وسط الجموع الغفيرة ثمّ طلب من فرعون حجّته، فألقى السحرة حبالهم، وعصيهم وفعلوا سحراً عظيماً أرهب الحاضرين، ولكن سرعان ما تلاشى سحرهم وبطل كيدهم لمّا ألقى موسى -عليه السلام- عصاه التي تحوّلت إلى أفعى عظيمة تبتلع سحرهم بأمر الله تعالى، وعندها عَلِم السحرة أنّ ذلك ليس بسحر وإنّما هو الحقّ من عند الله -تعالى- فخرّوا سُجّداً وآمنوا بالله، فغضب فرعون لِما أصابه من الهزيمة ولم تبقى له حُجّة بعد إسلام السّحرة، فلجأ إلى القوّة والتهديد بقتل السّحرة الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية، والصبر في سبيل الحقّ.نجاة موسى وهلاك فرعون صبر موسى -عليه السلام- مع من آمن معه على بطش وعتو فرعون وظلمه، وتوجّه إلى ربه بالدعاء الصادق، قال الله -تعالى- على لسان نبيه: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ)،فاستجاب الله -سبحانه- لدعاء نبيه، وأوحى إليه بالخروج مع من آمن معه من أرض مصر، ولحق فرعون بهم مع جنوده، وأدركهم حين شروق الشمس، وتواجه الفريقان، فأوحى الله لنبيه أن يضرب البحر بعصاه ليتحوّل إلى يابس، فتجاوزه موسى ومن معه، وأراد فرعون أن يلحق بهم، إلّا أنّ الله -تعالى- أغرقه مع جنوده، قال تعالى: (وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ*ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ*إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ*وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) وأراد فرعون الإيمان حين أدركه الغرق، وندم على ما بدر منه، إلّا أنّ توبته لم تُنجيه، قال الله سبحانه: (قالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلَّا الَّذي آمَنَت بِهِ بَنو إِسرائيلَ وَأَنا مِنَ المُسلِمينَ*آلآنَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدينَ

قصة سيدنا موسى الحلقة 1

قصة سيدنا موسى مع الخضر

لمّا رجع موسى -عليه السلام- وجد رجلاً حوله عشب أخضر فسلّم عليه وعرّف عن نفسه، فعرفه الخضر وقال له بأنّه موسى بني إسرائيل، وأنّ الله -تعالى- آتاه علماً لا ينبغي تعليمه وهو التوراة، وأنّ الله آتى الخضر علماً لا ينبغي لموسى أن يعلمه، ثمّ نظر إلى البحر وإذ بطائر أخذ القليل من الماء بمنقاره، فقال الخضر: وما علمي ولا علمك بالنسبة لعلم الله إلّا كما أخذ هذا الطائر من البحر، فبادره موسى -عليه السلام- بطلب العلم عنده، فقال له الخضر بإنّه لن يستطيع أن يصبر، وقال ذلك لأنّه يعلم أنّ موسى -عليه السلام- لا يسكت عن الإنكار على مخالفة الشرع لأنّه معصوم، ولكنّ موسى تعهّد له بألّا يعصي له أمراً، وألّا يسأله عن شيء يفعله حتى يُفسّره له، فوافق الخضر على ذلك، وبدأت الرحلة وعندما أرادوا أن يعبروا البحر ركبوا في السفينة، فجعل الخضر فيها ثُقباً ووضع فيه وتداً، فغضب موسى وقال للخضر بأنّه سيكون أول الهالكين لأنّه أراد هلاك الناس في السفينة، فذكّره فتاه يوشع بالعهد الذي قطعه فتذكّر ثمّ قال له الخضر ألم أقل لك إنّك لن تصبر على رفقتي، فاعتذر منه وقال لا تلمني بما قلت، وما أن وصلوا إلى الساحل حتى وجدوا مجموعة من الفتيان يلعبون فأخذ الخضر أحدهم فقتله، فغضب موسى -عليه السلام- وقال له أقتلت نفس بريئةً من دون ذنب، إنّ هذا لأمر فظيع، فذكّره الخضر بالعهد وقال له ألم أقل لك أنّك لن تصبر على ما أفعل، فاعتذر منه موسى -عليه السلام- وطلب منه فرصةً أخيرةً وقال له إن سألتك عن شيء بعدها فلا ترافقني، ثمّ تابعوا رحلتهم حتى دخلوا على قرية مسّ أهلها الجوع والتعب فطلبوا من أهلها بعض الطعام فلم يطعموهم شيئاً، ثمّ وجدوا جداراً لأحد البيوت قارب على الانهيار، فأقامه الخضر فتعجّب موسى -عليه السلام- من ذلك وقال له لو أنّك أخذت منهم أجر عملك لكان خيراً لك، فقال له الخضر سنفترق وسأخبرك بتفسير الأعمال التي لم تصبر عليها.حيث إنّ السفينة كانت لأناس مساكين يعملون في البحر وكان هناك مَلك ظالم يأخذ أفضل السفن ويترك السفن التي فيها عيب أو نقص فلمّا رأى الثقب الذي صنعته تركها لهم، وأمّا قتل الغلام لأنّه كافر وسيُتعب والديه بكفره وعناده وكبره وضرر موته على والديه أقل مفسدةً ممّا سيفعله بهما لو كان حياً وسيبدلهما الله بولد مؤمن يُدخل السرور على قلبيهما، وأمّا الجدار الذي في القرية فتحته كنز لولدين يتيمين كان أبوهما مؤمناً، فأراد الله أن يبقى الكنز تحت الجدار القديم ولا ينهار حتى يبلغا سنّ الرشد

قصة سيدنا موسى كاملة pdf

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-pdf

 

السابق
ثمار البحر
التالي
خيار البحر

اترك تعليقاً