شخصيات

قصة نجاح إيفان شبيغل مؤسس تطبيق سناب شات

قصة نجاح إيفان شبيغل مؤسس تطبيق سناب شات

لا تصح المقولة الشهيرة: “يُولَد الإبداع من رحم المعاناة” في كل الحالات، وخير مثال على ذلك مؤسس تطبيق سناب شات “إيفان شبيغل”، والذي يعدُّ من الشخصيات الشابة التي سطع نجمها خلال السنوات القليلة الماضية كشخصية رائدة ومبتكِرة.

سنسلط الضوء في هذا المقال على بداياته، وعلى الإنجازات التي حققها على مستوى العالم من خلال تأسيسه لتطبيق سناب شات الذي أصبح من أكثر التطبيقات التي تُستخدَم في العالم اليوم.

من هو إيفان شبيغل؟

وُلِد إيفان شبيغل في لوس أنجلوس في كاليفورنيا – الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990، لعائلة أرستقراطية مؤلفة من أبوين يمتهنان المحاماة. يحمل الجنسيتين الأمريكية والفرنسية.

درس في جامعة ستانفورد الأمريكية مع زميل له يُدعَى “بوبي ميرفي”، واللذان أطلقا معاً أول مشاريعهما “Future Freshman” الذي كان يهدف إلى إدارة القبول في الجامعات، إلَّا أنَّ المشروع لم يحقق النجاح الذي كانا يطمحان إليه، فأوقفاه ليطوروا بعد فترة التطبيق الشهير “سناب شات” الذي حقق شهرة واسعة في العالم.

تزوج إيفان شبيغل في عام 2017 من (ميراندا كير)، وهي عارضة أزياء أسترالية من مواليد 20 أبريل 1983 من مدينة سيدني، والتي ظهرت بقوة سنة 2007 بعد توقيعها أهم عقد في حياتها مع (فيكتوريا سيكريت) لتكون أول أسترالية تختارها هذه الماركة لتكون عارضة لها؛ كما ولدى شبيغل طفلان هما: هارت ومايلز.

حياة إيفان شبيغل قبل تأسيس سناب شات:

درس شبيغل في مدرسة “Crossroads School for Arts and Sciences” في سانتا مونيكا، وتلقى دروساً في التصميم في “Otis College of Art and Design” في باسادينا.

لقد حصل على أول جهاز حاسوب له عندما كان في الصف السادس الابتدائي، وتعلَّم بواسطته استخدام برنامج “Photoshop”؛ كما وقد حصل على فترة تدريب غير مأجورة في مجال المبيعات من شركة “Red Bull”، وعمل فيها دون أجر لفترة.

رغم صغر سنه، إلَّا أنَّه يعدُّ من الشبان الرائدين في مجال التكنولوجيا؛ ولعلَّ الجدير بالذكر أنَّه عاش حياة أرستقراطية، لكنَّه اعتمد على نفسه وعمل كموظف بسيط دون أجرٍ كي يتعلم، وتُقدَّر ثروته الآن بأربعة مليارات دولار.

إنجازات إيفان شبيغل:

التحق شبيغل بجامعة “ستانفورد” (Stanford) لدراسة تصميم المنتجات، وقُبِل في أخوية (Kappa Sigma) حيث التقى بـ “بوبي مورفي” (Bobby Murphy) نائب المؤسس، والذي طلب منه تصميم موقع تواصل اجتماعي مستوحى من جوجل (Google)؛ ورغم أنَّ التجربة لم تلقَ النجاح، إلَّا أنَّها أكسبته بعض الشهرة، فتلقى عرض عمل لصالح (txtWeb)، وهو مشروع كان يهدف إلى نشر المعلومات من الإنترنت عن طريق الرسائل النصية.

لقد طوَّر شبيغل بالتعاون مع مورفي مشروعهما الأول باسم “Future Freshman”، وهو تطبيق على الإنترنت يعمل على المساعدة في إدارة عمليات القبول وفرص الدراسة في الجامعات من خلال مستشارين اختصاصيين؛ ورغم البداية الجيدة للمشروع، إلَّا أنَّهما لم ينجحا في المحافظة على نمو ثابت له، فأوقفاه بعد فترة.

التقى الثنائي في تلك الفترة مع “Reggie Brown”، وتعاون الثلاثة معاً في مشروع جديد تمحورت فكرته حول تصميم تطبيق لنشر صور مؤقتة أصدروه باسم “Picaboo”، لكنَّه لم يلقَ النجاح المنتظر، وتعرَّض إلى الكثير من الانتقادات، خاصة من ناحية الجدوى من نشر الصور إن كانت مؤقتة وستُحذَف في جميع الأحوال.

أُعِيد إطلاق التطبيق في أيلول من عام 2011 تحت اسم “سناب شات” (Snapchat)، حيث ركز الفريق على قابلية استخدامه وتحسينه تقنياً ليصبح تطبيقاً للوسائط المتعددة وإجراء المحادثات باستخدام الصور؛ وأُرسِلت 25 صورة في الثانية عبر التطبيق في أيار من عام 2012، وكان المستخدمون بحلول تشرين الثاني من العام نفسه قد شاركوا أكثر من مليار صورة عبر التطبيق المخصص لنظام تشغيل (iOS) بمعدل 20 مليون صورة يومياً.

نمت الشركة بمعدلات خيالية عبر السنين، وحققت في عام 2016 معدلاً بلغ 10 مليار مشاهدة للفيديو في اليوم الواحد، وكان تطبيق “سناب شات” (Snapchat) بحلول نيسان من العام نفسه الأكثر تحميلاً في 28 بلداً مختلفاً.

حصل إيفان شبيغل عام 2013 على جائزة (Crunchies) لأفضل تطبيق للهواتف النقالة، وحصل في عام 2015 على جائزة (Eddy) من مؤسسة لوس أنجلوس للتنمية الاقتصادية كاعتراف منها بدوره القيادي في تحسين الاقتصاد في لوس أنجلوس وخلق فرص عمل مناسبة لسكانها.

إيفان شبيغل وتطبيق سناب شات:

يعدُّ إيفان شبيغل من أصغر رجال الأعمال الشباب الذين تفوق ثروتهم المليار دولار، وقد حصل على ثروته هذه من خلال إنشاء تطبيق “سناب شات” الذي يتيح المراسلة بين الناس عن طريق مقاطع الفيديو والصور بصورة لحظية ومؤقتة، وقد لاقى تطبيقه انتشاراً واسعاً في العالم بعد أن حقق أرباحاً من خلال ملاءمته لأغلب أنظمة الهواتف الخلوية؛ ممَّا أسهم في جعله تطبيقاً عالمياً.

اختار إيفان أن يدرس في كلية الفنون الجميلة والتصميم الداخلي في جامعة ستانفورد، لكن لم يُكتَب له أن يستمر في ذلك المجال، خاصة بعد أن تطور شغفه نحو التطبيقات التكنولوجية الحديثة التي ازداد نشاطها مؤخراً نتيجة ظهور الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة وانتشارها على نطاق واسع.

استطاع إيفان شبيغل أن يستغل الفرصة ويكون له دور في الثورة التكنولوجية، حيث اقترح على زملائه في الجامعة مشروعاً تكنولوجياً يتيح لهم إنشاء تطبيق فريد من نوعه يسمح للناس بالتواصل مع بعضهم بعضاً عبر الإنترنت، والذي يشبه التطبيقات الأخرى من حيث المبدأ، لكنَّه يختلف عنها من حيث الطريقة.

وافق أصدقاؤه على هذه الفكرة، وبدؤوا العمل على تنفيذ المشروع الطلابي الذي اكتمل خلال شهر تموز عام 2011، والذي سمَّاه إيفان بـ “بيسابو”؛ وما حصل بعد ذلك هو أنَّ هذا التطبيق الجديد أخذ ينتشر بين طلاب الجامعات انتشاراً كبيراً، فقرر إيفان عندها أن يتخلى عن دراسته الجامعية في سبيل التفرغ لتطوير التطبيق؛ وهذا ما حدث بالفعل، حيث استمر إيفان بتطوير تطبيق “بيسابو” إلى أن خرج بتطبيق “سناب شات” (Snapchat) في نهاية 2012.

واجه إيفان في بداية انتشار التطبيق مشكلات تقنية متعلقة بازدياد حجم قاعدة بيانات المستخدمين وعدد المراسلات، وبما أنَّ تطبيق سناب شات يعتمد على المراسلة عن طريق الصور، أثر ذلك في كفاءته وحد من قدراته.

العجيب في الأمر أنَّ تطبيق سناب شات لم يسجل في عام 2012 أي عوائد تُذكَر، لكن قُدِّرت قيمة الشركة في نهاية عام 2013 بنحو 800 مليون دولار أمريكي.

لقد أُضيفت على التطبيق فيما بعد الكثير من التحسينات كخدمة إرسال مقاطع فيديو صغيرة، وقد تجاوزت المراسلات يومياً أكثر من مليار مقطع فيديو ورسالة متبادلة بين المستخدمين دون أن يؤثر ذلك في آلية عمل التطبيق.

محطات في حياة إيفان شبيغل:

أصبح شبيغل في عام 2015 أصغر ملياردير في العالم، حيث كان يبلغ من العمر 25 عاماً فقط.

عندما انطلق سناب شات، كان إيفان مرعوباً من أنَّ أشخاصاً آخرين في قطاع التكنولوجيا سيحاولون سرقة أفكاره للشركة؛ ومع انطلاق سناب شات، استخدم شبيغل ومورفي ثروتهما لمساعدة العالم، حيث تعهد الثنائي بالتبرع بما يصل إلى 13.000.000 سهم من الأسهم العادية من فئة الدرجة الأولى على مدى 15 إلى 20 سنة مقبلة، مع توجيه أرباح هذه الأسهم مباشرةً إلى برامج الفنون وتعليم الشباب.

 

السابق
ما هو الإبداع وكيف يعمل؟ وهل يمكنني أن أصبح مبدعاً؟
التالي
أهم منهجيات التغيير في المؤسسات

اترك تعليقاً