شخصيات وكيانات

قصة نجاح إيوانا أنجيليداكي الشريك المؤسس لموقع إنستا شوب InstaShop

قصة نجاح إيوانا أنجيليداكي الشريك المؤسس لموقع إنستا شوب InstaShop

تعدُّ إيوانا أنجيليداكي الشريك المؤسس لموقع “إنستا شوب” (InstaShop) الأكثر صيتاً وربحاً، والذي استطاعت من خلاله تحقيق أرباح هائلة، حيث لم تكتفِ بالنجاح الذي حققته في أوروبا، وإنَّما توسعت ليشمل نجاحها الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ ولكن كيف كانت مسيرة نجاحها؟ وكيف تمكَّنت من تحقيق هذا النجاح الباهر؟ هذا ما سنخبركم به أعزائنا القراء في السطور القليلة القادمة.

 

تحصيل إيوانا إنجيليداكي العلمي:

لقد تمكَّنت “إيوانا إنجيليداكي” (Ioanna Angelidaki) من الحصول على دبلوم الإنتاج والإدارة من جامعة “كريت التقنية” في اليونان؛ ولم تكتفِ بذلك، بل واصلت تحصيلها العلمي، وبدأت في عام 2003م بدراسة الماجستير؛ فدرست إجراءات تطوير وتحديث منتج جديد ومبتكر، وطورت مهاراتها خلال فترة دراستها الجامعية من خلال التحاقها بالتدريب في منظمة الاتصالات اليونانية، حيث استمر تدريبها مدة 3 أشهر، تمكنت خلالها من أن تصبح مساعدة للموظفين الأعلى في المركز، والذين كان معظمهم يراقبون ويساعدون في العمليات الكهربائية الدقيقة.

تمكَّنت في عام 2008 ميلادي من إنهاء رسالتها في الماجستير، والتي كانت بعنوان “تصميم وتطوير منتج جديد: مكبر صوت الهاتف المحمول”، وتقول إيوانا عن محتوى رسالتها: “غالباً ما أشار البحث عن منتجي الجديد إلى تصميم المنتج، وذلك باستخدام برنامج (Pro Engineer Wildfire)، إضافة إلى أبحاث السوق المحلية وتكاليف الإنتاج”.

لم تكتفِ إيوانا بهذه الرسالة فحسب، وإنَّما واصلت مسيرتها العلمية، حيث أعدَّت رسالة جديدة لها في الجامعة ذاتها، وكانت هذه الرسالة بعنوان “تطبيق تقنيات التنقيب في البيانات لتحليل سبل تحرك المستهلك”؛ حيث طبقت تقنيات إحصائية متنوعة، وتمكَّنت من الحصول على البيانات من مركز “Teradata” لإدارة علاقات العملاء بجامعة “ديوك”، واستطاعت استخراج البيانات باستخدام “MATLAB”و “SPSS” على قاعدة بيانات شركة اتصالات لاسلكية رئيسة من أجل تطوير نماذج توقُّع موثوقة للعملاء، وتمكَّنت من التكيف مع المتغيرات والظروف المستجدة، واكتسبت المرونة اللازمة لظروف العمل من خلال تعلم كيفية التفكير بطريقة استيراتيجية وتحليلة.

بداية الحياة العملية لإيوانا أنجيليدانكي:

بدأت إيوانا حياتها العملية عندما أصبحت مسؤولة قسم خدمة الطلاب في جامعة “كريت التقنية” التي تخرجت منها، حيث توظفت في يناير من عام 2011، وعملت في هذا المجال لمدة عامين؛ كما كانت مسؤولة أيضاً عن إنشاء وإدارة الصفحة الرسمية للقسم على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وذلك بهدف توفير كل ما يتعلق بالتخطيط الوظيفي والمعلومات العلمية والبحثية؛ كما أنَّها كانت مسؤولة عن إنشاء وإدارة مجموعة “لينكد إن” التابعة لهم أيضاً، والتي تمكَّنت من خلالها من مراقبة المحادثات والتفاعل بين طلاب الجامعة والخريجين وتحديث المحتوى؛ وتمكَّنت أيضاً من تقديم حلقتها الدراسية الأولى المتعلقة بالشبكات الاجتماعية في الجامعة من خلال الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة عملها في مكتب التوظيف الجامعي.

انتقلت من مايو 2013 ولغاية يناير من عام 2014 للعمل في متجر الزفاف اليوناني، حيث عملت كمسؤولة عن إدارة الشبكات الاجتماعية الخاصة بمدونة عن الزفاف، وساعدها في ذلك إتقانها التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تمكنت من تحقيق سياسة ورؤية الشركة التي كانت تتمثل في الحفاظ على العادات والتقاليد في اليونان، بالإضافة إلى تعاونها المرن والواضح مع الجانب الآخر من العالم الافتراضي الذي توفره هذه المنصات، فعملت على وضع استراتيجية للتسويق عبر العديد من مواقع التواصل، وكانت مسؤولة عن إدارة المحتوى الذي يُعرَض يومياً، وحريصة على تقديم كل ما هو جديد ويُسهم في زيادة التفاعل مع المتابعين وضمان نشاطهم الدائم.

لقد أنشأت مدونة “ووردبريس”، حيث أعادت التصميم الهيكلي وكتابة المحتوى بما يتوافق مع محركات البحث، وعملت على اكتشاف الأخطاء وإصلاحها؛ ولم تكتفِ بذلك فحسب، بل قدمت خدمة متميزة للعملاء بهدف الحفاظ على سعادتهم، وضمان عودتهم من جديد إلى المتجر، وذلك من خلال التأكد من مثالية الطلبات وتسليمها في الوقت المحدد.

إطلاق تطبيق “Vound”:

إنَّ تطبيق “Vound” عبارة عن شبكة اجتماعية صوتية، أي تسمح لمستخدمها بمشاركة صوته مع صورة في مقاطع تصل مدتها إلى 11 ثانية؛ كما يتضمن التطبيق التسجيل الصوتي وإمكانية دمج الصوت مع المؤثرات والمقتطفات الصوتية الأخرى ومشاركتها مع الأصدقاء.

أطلقت إيوانا تطبيق “Vound” في عام 2013 من خلال الخبرة التي استطاعت اكتسابها في عالم الأعمال، كما كان لانخراطها في العالم الافتراضي والشبكات الاجماعية تأثير إيجابي كبير في شخصيتها؛ فقررت استغلال هذه الخبرات والمهارات المكتسبة في التعامل مع العملاء، وفي علاقاتها العامة التي أخذت تنمو ومكَّنتها من النجاح على شبكات التواصل الاجتماعي.

لقد كانت خطواتها لإنشاء هذا الموقع وإطلاقه في غاية الدقة، فقد تمكنت من تشكيل فريق عملها من الصفر، والتواصل عبر الإنترنت، ووضع وتنفيذ خطط استيراتيجية تسويقية ناجحة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الإعلانات الخاصة بالتطبيق؛ ممَّا أسهم في زيادة خبرتها ومعرفتها بكل ما يتعلق بكيفية إطلاق منتج جديد في السوق وبميزانية محدودة.

تأسيس وإطلاق “إنستا شوب” (Insta Shop):

تعاونت إيوانا في شهر أبريل من عام 2015 مع صديقها جون تسيوريس -الحاصل على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية إلى جانب الماجستير في الإدارة- لتأسيس وإطلاق تطبيق “إنيستا شوب”، وهو تطبيق يختص بسوق البقالة المحلي وتوصيل البضائع في أقل من ساعة من أي متجر أو سوبر ماركت قريب من موقع سكن مستخدمي التطبيق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمكن كلٌّ من إيوانا وجون من الحصول على التمويل من خلال جولتي تمويل في عام 2016م، ووصلت قيمة التمويل إلى نحو 750 ألف دولار من “Venture Friends” وموقع “سوق. كوم” للتجارة الإلكترونية.

تأتي أهمية هذا التطبيق من كونه قد أتاح للمستهلك توصيلاً سريعاً عند الطلب من متاجر البقالة المحلية المفضلة لديه، وسمح لبائعي التجزئة بالتواصل مع الزبائن والوصول إلى قناة إيرادات غير مستغلة.

لقد كان كلٌّ من إيوانا وجون حريصين على أن يكون التطبيق سهل الاستخدام، فطوراه وحدثاه ليسمح للمستخدم بالتسوق في أكثر من 500 متجر وسوبر ماركت محلي مباشرة عن طريق الإنترنت، واستلام الطلب خلال مدة تتراوح بين النصف ساعة إلى ساعة واحدة فقط، أو في الوقت الذي يحدده المستهلك؛ كما تمكَّنا من تشكيل فريق خدمة عملاء يتميز بالتفاني في العمل، وإنشاء استراتيجية كاملة للتسويق لعلامة الشركة التجارية وتنفيذها بالتعاون مع فريق التسويق المتخصص.

تطور “إنستا شوب” (InstaShop):

  1. تعاونت “إنيستا شوب” مع أكثر من 1500 شركة تجزئة.
  2. وصلت أرباح الشركة إلى نحو 300 مليون دولار سنوياً.
  3. زاد معدل تحميل التطبيق خلال ستة أشهر بنسبة 61% زيادة في حجم سلة المشتريات، و53% زيادة في حجم الطلبات اليومية للمستخدمين.
  4. رشَّحت مجلة فوربس شركة “إنيستا شوب” كواحدة من أكبر الشركات الناشئة الواعدة في العالم العربي للعام 2017.

استحوذت شركة “دليفري هيرو” الألمانية -التي تتخذ من مدينة برلين العاصمة الألمانية مقراً لها وتعمل بشكل رئيس في الأسواق الناشئة- على “إنيستا شوب” من خلال صفقة وصلت قيمتها إلى 360 مليون دولار، والتي تعدُّ من أكبر صفقات الاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط.

السابق
الاستفادة من الفشل: كيف يمكن لإخفاقاتك أن تدعم نجاحك المستقبلي؟
التالي
كيف تلقي خطاباً مُلهِماً يُحفَر في ذاكرة الجمهور؟

اترك تعليقاً