احكام الشريعة الإسلامية

كم عدد مصارف الزكاة؟ وأنواعها وشروطها في الإسلام

كم عدد مصارف الزكاة؟ أحد أهم ما يبحث عنه المسلمون حول العالم، حيث تعد تلك الفريضة من أحد الأركان التي يقوم عليها الإسلام، كما أن لها أثر كبير في حياة الإنسان من بركة وسعة في الرزق، لذا تابعوا معنا السطور التالية عبر موقعنا.

الزكاة

  • يتم تعريف الزكاة في اللغة العربية على أنها الزيادة والنماء والبركة، كما أنها تأتي بمعنى الصلاح والطهارة، وفي الشريعة الإسلامية تمثل الزكاة أحد أركان الإسلام.
  • حيث جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم أن أركان الإسلام خمس تتمثل في الشهادة بأنه لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد عبده ورسوله، ثم الصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.
  • وفي اعتبار الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام دلالة كبيرة على أهميتها ووجوبها على المسلمين بدرجات وشروط متفاوتة كما حددتها الشريعة، أي أنها أحد الفرائض اللازم تطبيقها بإجماع علماء المسلمين على مر العصور.
  • كما أن الزكاة أحد الأمور التي اتفقت عليها الكتب السماوية الثلاث تحت مسميات مختلفة، كما اختلفت طرق تطبيقها وحسابها وتوزيعها إلا أن الغرض من وجودها في الديانات الثلاثة واحد.

الزكاة في الشريعة الإسلامية

  • تعتبر الزكاة أحد طرق تطهير النفس من الذنوب والآثام ولهذا السبب تعود تسميتها بذلك الاسم، كما أنها أحد طرق التقرب إلى الله، فلا شيء يضاهي إنفاق الأموال في سبيل الله.
  • عرفت الشريعة الإسلامية الزكاة بأنها حق معلوم قدره من المال، يتم تقديره بقدر معين، ويتم إنفاقها في مصارف معينة وفق شروطٍ خاصة، أي أنه مبلغ مالي يخرجه المسلم طبقًا لشروط معينة للمستحقين الذين قامت بذكرهم.
  • ولا يوجد عذر لعدم تأدية تلك الفريضة، بل أجمع العلماء على أن تركها مع الإيمان بوجودها يعد من أحد الكبائر، أما تركها كفرًا بها لعدم الاعتراف بوجوبها فهو بمثابة الكفر والخروج عن الإسلام.

بداية تشريع الزكاة في الإسلام

  • أجمع العلماء أن الزكاة فُرضت على المسلمين بعد البعثة النبوية في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، وذلك وفقًا لبعض الآيات المكية التي ذكرتها قبل الهجرة إلى المدينة
  • إلا أن الشرح الخاص بها من حيث كيفية الحساب والتطبيق إلى غير ذلك كان في المدينة بعد الهجرة، حيث بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يُبين أحكام تلك الفريضة وشروط تطبيقها، كما تم تكليف مجموعة من الناس لتحصيلها.
  • وهذا أحد ما يميز الشريعة الإسلامية، التي لم تحصر الزكاة في مظهر التصدق بالمال فحسب، بل جعلت منها نظامًا ماليًا متكاملا، له أسس وقواعد، وأناس يعملون على متابعة ذلك النظام.
  • بالإضافة إلى أنها حددت كيفية صرف تلك الأموال بعناية ودقة، وهذا أحد الدلالات التي توضح شمولية الإسلام بشكل عام، ومدى دقة النظام الذي جاء به، ولم يقتصر ذلك النظام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل امتد أيضًا إلى عصر الخلفاء من بعده.

شروط وجوب الزكاة

  • للزكاة بعض الشروط التي حددتها الشريعة الإسلامية، وبناء عليها يتوجب على المسلم أن يقوم بإخراج الزكاة، وأول تلك الشروط بطبيعة الحال هو الإسلام، فلا زكاة لغير المسلم.
  • والشرط الثاني يتمثل في الحرية، وهذا الشرط في أغلب الأحيان يعود إلى العبودية التي كانت موجودة قديمًا، والشرط الثالث يتمثل في الملك التام للأموال.
  • وهذا يعني أن تكون الأموال ملك للفرد بشكل كامل ولا يوجد من يقيده في التحكم فيها سواء شركاء أو إدارة شركة إلى غير ذلك، وهذا دليل على الحرية التي منحها الله للناس بشكل عام.
  • حيث وهبهم حرية التصرف بأموالهم بمختلف الأشكال دون تقييد في الدنيا، كما فرض عليهم التصدق ببعض منها من خلال صور مختلفة وبشروط محددة، ومن ثم في الآخرة يكون الحساب.
  • وبالتالي هناك بعض الأموال التي لا ينطبق عليها الزكاة، مثل الأموال العامة المملوكة للدولة، لأنها لا تعود لشخص بعينه، كما لا يحق لأحد التصرف بها بشكل مطلق دون الرجوع لأحد.
  • والشرط الرابع يتمثل في النماء، بمعنى أن يكون المال في حالة زيادة مستمرة، أو حتى أن يكون قابلا للزيادة كي تجب عليه الزكاة، ولهذا فإن المال المغصوب مهما كبر حجمه لا تجوز عليه الزكاة.
  • الشرط الخامس هو بلوغ النصاب، والنصاب هنا يمكن تعريفه بأن الحد الذي وضعته الشريعة للتمييز بين الغني والفقير، أو بين من يجب عليه الزكاة ومن لا تجب عليه، وهو متغير من قِبل الشرع حسب نوع الأموال الزكوية.
  • مرور الحول على المال هو الشرط الخامس من شروط وجوب الزكاة وهو خاص بالأموال دون المزروعات وغيرها من الممتلكات، وهذا يعني مرور ما يقارب 12 شهرًا عربيًا على الأموال في حيازة صاحبها وفي تلك الحالة تكون الزكاة واجبة عليه.
  • والشرط السادس أن يكون ذلك المال المفروض عليه الزكاة فائضًا عن الحوائج الأساسية لأهل البيت، وأخيرًا أن يكون صاحب المال غير مدين لأحد، أو أن يكون المبلغ المالي الذي يملكه بعد سداد ديونه قد بلغ النصاب.

أنواع الزكاة

  • هناك عدة أنواع للزكاة، مثل النقود سواء كانت نقدية أو سبائك ذهبية، بحيث يكون النصاب الخاص بها 85 جرام من الذهب أو النقود، أما الفضة فيجب أن يساوي النصاب 700 جرام.
  • وزكاة الأنعام أي الأبل لا يجب أن يقل النصاب فيها عن خمسة منها، وهناك البقر الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أنه في كل ثلاثين تبيع وفي كل أربعين مسنة.
  • أما نصاب الزكاة عن الغنم فهو أربعين شاة، وهناك زكاة التمر والحبوب عندما تنضج ويتم حصادها مثل التمر والشعير والحنطة وكل ما يمكن تخزينه بشرط ألا يفسد، ولذلك فلا يطبق ذلك الأمر على الخضروات والفاكهة.
  • وتتساوى زكاة التجارة مع زكاة الأموال من حيث النصاب، أما نصاب الكنوز المدفونة سواء كان ذهبًا أو مجوهرات أو تحفًا فيكون الخمس منها، وأخيرًا الديون التي يتم التأكد من تحصيلها يجب عليها الزكاة بحيث يتم إضافتها للأموال.

كم عدد مصارف الزكاة؟

  • مصارف الزكاة كما حددتها الشريعة الإسلامية ثمانية، وهي تعني الجهات التي يجب أن يتم منحها من أموال الزكاة التي يتم جمعها من المسلمين بشروط وطرق محددة.
  • وقد وضحت آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية تلك المصارف بعناية ودقة.
  • ويعتبر أول تلك المصارف هم الفقراء، والفقير هو من لا مال له ولا كسب له يسد به احتياجاته المختلفة.
  • وثاني تلك المصارف هم المساكين، الذين يقدرون على الكسب ولكن لا يكفي حاجتهم، وفي المرتبة الثالثة يأتي العاملون عليها أي العاملين في جمع الزكاة.
  • ورابعًا المؤلفة قلوبهم وهم قسمين، الأول الكافر الذي يُمنح لكي يدخل الإسلام أو يُدفع بها ضرره، مثلما فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع صفوان بن أمية حينما أعطاه من غنائم غزوة حنين.
  • والقسم الثاني هو من أسلم حديثًا ويمنح من الزكاة كي يحسن إسلامه، أو بهدف أن يسلم من حوله من أقرانه.
  • وفي المرتبة الخامسة يأتي من هم في الرقاب أي العبيد، من ثم يأتي الغارمون في المرتبة السادسة، وهم الأشخاص أصحاب الديون المتعسرين في تسديدها.
  • وفي السابعة يأتي ذكر من هم في سبيل الله، وهي تمثل كل ما هو وقف لله تعالي من مدارس ومستشفيات وأراضي إلى غير ذلك، وأخيرًا يأتي ابن السبيل، وهو الشخص المغترب عن بلده في بلد آخر ولا يجد عملا يكسب منه مالا يسد به جوعه.

السبب وراء تشريع الزكاة في الإسلام

  • لم يأتي الإسلام بأي تشريع هباءً أو لمجرد وجوده فقط، بل إن لمعظم الأحكام والفرائض مدلولا عظيمًا وخيرًا كبيرًا في الدنيا أو الآخرة أو في الاثنين معًا.
  • وهذا ينطبق أيضًا على الزكاة، حيث أنها جزء من تمام إسلام الإنسان، وتطبيقها على النحو الذي حدده الشرع صلاح لنفسه في الدنيا وبركة في ماله وأهله وولده، وثوابًا عظيمًا ورحمة في الآخرة.
  • كما أن تطبيقها يدل على صدق إسلام العبد وحسن سريرته، لأنها فرضت على الأموال والأملاك، التي تكون محببة للإنسان لأسباب مختلفة، والإنفاق منها بكل طواعية دليل على مدى حب العبد لربه ودينه واستقامته في طريق الحق.
  • وقد أجمع العلماء أنها أحد طرق تطهير النفس من الكثير من الأمراض التي تصيب القلب وأهمها حب الدنيا، والبخل والشح والكبر، والتجبر إلى غير ذلك، وتغرس في القلب الرحمة والعطف وحب الغير.
  • وأهم ما جاء في الأسباب التي جعلت من الزكاة أحد أركان الإسلام الخمس، هو أنها تجعل المجتمع المسلم على كبره وامتداده أسرة صغيرة، متكافلة ومتراحمه.

أثر تطبيق الزكاة على المجتمع

  • لتطبيق الزكاة على الوجه الذي شرعه الدين الإسلامي الحنيف أثر بالغ على المجتمع بشكل عام، وأهم ما يمكن لمسه من تطبيقها هو التكافل بين أفراده، الذي يؤدي إلى الحد من انتشار الجرائم سواء السرقة أو الاعتداء على الأشخاص أو القتل.
  • حيث أن معظم تلك الجرائم تحدث في المجتمعات التي تتسع الفجوة بين طبقاتها الاجتماعية، فتجد أن هناك طبقة خاصة بالأغنياء الذين يملكون ثروات لا حصر لها، ودونهم فقراء لا يجدون ما يسد جوعهم حتى لليلة واحدة.
  • ولذلك حرص الإسلام على التقريب ما بين تلك الطبقات عن طريق الزكاة، فالغني ينفق من أمواله على الفقير، فيتذكر ما به من نعمة فلا يطغى على أحد، ويشعر الفقير في نفس الوقت أن هناك من يساعده ويقف إلى جواره، فلا يعتدي على أحد.
السابق
كيفية تيمم المريض
التالي
ما الحكمة من غسل الجنابة

اترك تعليقاً