ديني

كيفية اختيار الزوج الصالح في السلام

أسس اختيار الزوج في الإسلام

حرص السلام على بناء أسر مسلمة متماسكة ووضعت العديد من القوانين والأحكام الخاصة برعاية الأسر والحفاظ عليها، لأن المجتمع المسلم عبارة عن مجموعات أسرية، وبناؤه وتطوره مرتبط بقوتها وتماسكها، وإذا كان اختيار الزوجة الصالحة والمتدينة ضرورياً وهاماً لأنّها المدرسة الأولى لإعداد الأطفال وبناء المجتمع، فإنّ اختيار الزوج مسألة لا تقل أهمية عن ذلك؛ لأنّ الزوج هو القدوة لأسرته والحامي لها في الظروف الصعبة، ونظراً لهذه الأهمية فقد أولى الإسلام عناية فائقة لقضية اختيار الزوج وقرنها بمجموعة من الشروط والاعتبارات، ومن هذه الشروط:

  • الدين من أكثر الأمور الواجب توفرها في الزوج عند الزواج، لذلك يجب أن يكون مسلماً ملتزماً وطائعاً عابداً لله عز وجل، وينبغي أن يحرص ولي أمر المرأة على معرفة جوهر معتقد الرجل دون الاعتماد والاكتفاء على الأشياء الظاهرة، لأنّ أعظم ما يُسأل عنه الرجل صلاته فإذا ضاعت بطلت بقية أعماله، وبشكلٍ عام لا يظلم الرجل المؤمن زوجته ويحبها ويدللها ويُعطيها ما تشاء فيما لا معصية فيه للخالق.
  • النسب يُستحب أن يكون الزوج من عائلة جيدة ومعروفة وطيبة، فإذا تقدَّم رجلان للمرأة وكانا على نفس الدرجة من التدين فإنَّه من الواجب اختيار الشخص الذي ينتمي على عائلة طيبة للزواج، وسبب ذلك أنَّ صلاح وحسن معاشرة أقارب وعائلة الزوج تعود بالنفع والفائدة على أولاد الزوجين في المستقبل، والله عز وجل يتعهد بحفظ وتيسير أمور الأولاد والأحفاد بفضل صلاح والديهم وإكراماً لهم.
  • المال المقصود بالمال أن يكون الرجل قادراً على كسب المال بالطرق الحلال والشرعية حتى يُعفّ نفسه وأهل بيته عن السؤال، ولا يُشترط في الشريعة الإسلامية أن يكون صاحب مال كثير وغني وإنّما أن يكون له دخل يغنيه وأهله عن حاجة الناس.
  • الرفق والسلامة من الأفضل أن يكون ليناً رفيقاً ولطيفاً مع زوجته أسوةً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يكون صحيح الجسم خالياً من العيوب والأمراض أو العقم والعجز

شروط التي يجب توفرها في الزوج

منح الشرع الإسلامي الحنيف المرأة -ثيبًا كانت أم بكرًا- حقَّ اختيار زوجها، إذ هي التي تشاركه الحياة، ومنع إكراهها على الزواج، وأعطاها حق فسخ العقد إذا أُكْرِهتْ عليه. فعن بريدة قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنَّ أبي زوجني من ابن أخيه، ليرفع بي خسيسته (أي: ليقضى دينه). قال: فجعل الأمر إليها، فقالت: (قد أجزْتُ ما صنع أبي، ولكن أردتُ أن تعلم النساء أن ليس إلى الآباء من أمرهن شيء). [ابن ماجه].
ويجب على وَلِيِّ المرأة أن يجتهد في اختيار الزوج الصالح لها، فإن تكاسل، أو قصَّر، أو طمع في متاع دنيوي زائل على حساب مولاته؛ فإن الله يحاسبه حسابًا شديدًا على تفريطه في ولايته.
وعلى الولي أن يستشير أهل الصلاح والتقوى، وأصحاب الرأي والمشورة في الرجل المتقدم لخطبة مولاته، ومن السنة أن تستشار الأم ويؤخذ رأيها في زواج ابنتها، ولا ينفرد الأب أو ولي الأمر بالرأي، قال صلى الله عليه وسلم: (آمروا النساء في بناتهن) _[أبو داود].

أرشد الشرع إلى الصفات الواجب توافرها في الرجل الذي يختاره الولي، ليكون زوجًا لمولاته، وهي:
1- الدين: حيث إن المسلم العارف بدينه، الملتزم بأوامره ونواهيه، المتخلق بأخلاقه، المتأدب بآدابه وتعاليمه، يحفظ نفسه وأهله، ويصونهم عن الشبهات، ويراقب الله فيهم ويتقيه في سائر أعماله. كما أن هذا المؤمن إذا أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها، لأنه ملتزم بكتاب الله الذي قال: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} [البقرة: 229]. كما أنه يعلم أن امرأته بشر وليست معصومة، فيقدر أن يجد منها بعض ما لا يعجبه، فيتحمل ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَفْرَكُ مؤمن مؤمنة (أي: لا يبغضها)، إن كره منها خلقًا، رضي منها آخر) [مسلم].
ويؤكد أهمية اشتراط الدين في الرجل الذي يعطيه الولي مولاته، ما وجه إليه النبي صلى الله عليه وسلم النظر عندما مر رجل عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: (ما تقولون في هذا؟) قالوا: هذا حريّ إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يسمع. ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم: (ما تقولون في هذا؟) قالوا: هذا حري إن خطب ألا ينكح، وإن شفع ألا يشفع، وإن قال ألا يسمع. فقال صلى الله عليه وسلم: (هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) [البخاري].
2- حسن الخلق: إذا فازت المرأة برجل حسن الخلق، فقد فازت برجل من أكمل المؤمنين إيمانًا. قال: صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم) [الترمذي، وابن حبان].
وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اختيار صاحب الخلق الحسن، حيث قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد). قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه؟ (يعني: نقص في الجاه أو فقر في المال أو غير ذلك). قال صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه) (ثلاث مرات) [الترمذي].
وصاحب الخلق الحسن ينصف زوجته من نفسه، ويعرف لها حقها، ويعينها على أمور دينها ودنياها، ويدعوها دائمًا إلى الخير، ويحجزها عن الشر، والرجل إذا كان حسن الخلق، فلن يؤذي زوجته، ولن تسمع منه لفظًا بذيئًا، يؤذي سمعها، ولا كلمة رديئة تخدش حياءها، ولا سبًّا مقذعًا يجرح كبرياءها، ويهين كرامتها.
والرحمة من أهم آثار حسن الخلق، فلابد للمرأة من زوج، يرحم ضعفها، ويجبر كسرها، ويبش في وجهها، ويفرح بها ويشكرها ويكافئها إن أحسنت، ويصفح عنها، ويغفر لها إن قصَّرتْ، فالمرأة الصالحة تنصلح بالكلمة الطيبة دون غيرها.
ومن أهم مظاهر حسن الخلق في الزواج، ألا يغرِّر الزوج بزوجته، فالمسلم لن يخفي عيبًا في نفسه، ولن يتظاهر أمامها بما ليس فيه، كأن يخفي نسبًا وضيعًا، أو فقرًا مدقعًا، أو سنًّا متقدمة، أو زواجًا سابقًا أو قائمًا، أو علمًا لم يحصِّله، أو غير ذلك. أو أن يغير من خلقته باستعمال أدوات التجميل؛ ليحسنها أو ليظهر في سن أصغر من سنِّه.
فالتغرير ليس من أخلاق الإسلام، كما أنه محرم شرعًا. قال صلى الله عليه وسلم: (من غش، فليس منا) [مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (كبرتْ خيانة أن تحدث أخاك بحديث، هو لك مصدِّق، وأنت له كاذب) [أحمد وأبو داود والطبراني].
3- الباءة: وهي القدرة على تحمل مسؤوليات الزواج وأعبائه من النفقة والجماع. قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج…) [متفق عليه]. فمن يعجز عن الإنفاق على نفسه وأهله؛ قد يضيع من يعول، ويعرض نفسه وأهله لألم الحاجة، وذلِّ السؤال.
ومن عجز عن الجماع، فقد عجز عن إعفاف المرأة وإحصانها، ورجاء الولد من مثله مقطوع. والمرأة قد لا تحتمل الصبر أمام عجز زوجها عن إعفافها، كما أن الزوج قد لا يقدر على تحمل فتور زوجته. قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) [أحمد وابن ماجه].
4- الكفاءة: الحق أن انتظام مصالح الحياة بين الزوجين لا يكون عادة إلا إذا كان هناك تكافؤ بينهما؛ فإذا لم يتزوج الأكفاء بعضهم من بعض لم تستمر الرابطة الزوجية، بل تتفكك المودة بينهما، وتختل روابط المصاهرة أو تضعف، ولا تتحقق بذلك أهداف الزواج الاجتماعية، ولا الثمرات المقصودة منه.

نصائح لاختيار الزوج

اضافة الى التدين والمال وما دكرناه سابقا ينصح بالاتي:

1- أن يكون الرجل لديه شخصية قوية :

ان الرجل المناسب هو الذي يجعل الزوجة تحظى بالسعادة الكثيرة، وقوة الشخصية، بمعني أن يكون متسامحا ومتصالحا مع نفسه، كما أن يكون مقبل على الحياة، وليس نكدى، بل يحب الحياة، كما يجب الشعور بالرضا عن النفس، والأمان، والوفاء الكبير، كما يجب على الشخص الا يكون سلبى، أو انانى، أو ضعيف، أو ليس لديه افكاره الخاصة، كما أن الرجل الحقيقى هو الذى يحل مشكلاته بنفسه، ويجعل المشكلات لاتتفاقم بصورة كبيرة، بل يجعل من المشكلات الكبيرة امور تافهه يمكن حلها بشكل كبير .

2- ان يعامل الرجل زوجته معاملة حسنة :

فمن الأمور المهمة هى أن يعامل الرجل زوجته بشكل كبير من المعاملة الحسنة، فامساك بمعروف، كما قال القران الكريم، وأن يكون مهذب فى الفاظه، ومعاملاته المختلفة وأن يكون مهذبا مع زوجته وأكثر تروي، وصبر وحب لك، والاحترام المتبادل أيضا بين الزوجين أمام الغرباء وامام اقاربه من أحد أهم أسس الحياة الناجحة، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (مااكرمهن الاكريم، ومااهانهن الا لئيم)

3- توافر صفات المودة، والرحمة، والحب :

من الأمور الاساسية فى الزواج التفاهم، والتوصل إلى اتفاق، بخصوص الرغبات والأمور الخاصة بكما، عندما يتعلق الأمر بالجنس، والحب، والرحمة، والمودة، فليس لفظ “أنا أحبك” فقط ،ولكن جميع الأفعال التي تؤدي إلى الحب، لذلك يجب أن نقوم بتلك الأمور التي تدر الحب حتى وإن كان في وقت التعب، كذلك في ذكرى عيد الميلاد، والمناسبات الخاصة التي تجمع الزوجين، والرغبة في قضاء الوقت معا والاستماع إلى كلامك ،واظهار الاحترام لك، والصبر عليك في حالة عدم الفهم، والتقبيل عند الوداع أو الاستقبال، والاحتضان في أي وقت وبدون سبب، وكلها أمور هامة في فن التواصل الزوجي، كما يجب العلم جيدا أن الاتصال الجنسي هو أمر هام في العلاقة الزوجية، فإن كانت العلاقة الحميمية الجنسية بها مشاكل من ناحية الزوج أو الزوجة، فسوف تكون المعاناة في الزواج.

هل الشكل مهم في اختيار الزوج

إن الشكل ومظهر الجمال أحد المعايير المعتبرة شرعاً وعقلاً وحساً في اخيار شريك الحياة، ولكن المعيار الأهم هو معيار الدين، ويدل لذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.

ويدل له كذلك ما في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر امرأة ثابت بن قيس على طلبها فراق زوجها وأمره أن يخالعها، وقد جاء في إحدى روايات عبد الرزاق في المصنف وابن ماجه في سننه أن سبب كراهتها له كونه دميماً.

هذا وننصح المرأة إذا وجدت رجلاً مقبول الشكل أن لا تتردد في الزواج به إذا كان ذا دين وخلق عملاً بالحديث: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي.

السابق
لماذا الدولار اقوى عملة
التالي
افضل انواع الخيول في العالم

اترك تعليقاً