الأمومة والطفل

كيفية اكتشاف المواهب عند الأطفال

اختبارات اكتشاف مواهب الأطفال

مفهوم الموهبة تُعرف الموهبة بأنَّها الاستعدادُ الفطري غير الطبيعي الذي يُبديه الفرد مع قدراتٍ استثنائية يتمتَع بها دوناً عن غيره ممّن هُم في مثل خصائصه، ليُظهر بمَوهبته براعةً في فنونٍ أو نحوها،وتبدو معاجم اللغتين العربية والإنجليزيّة مُتّفقتان على المفهوم اللغوي لمصطلح الموهبة، إذ تَعرض معاجم اللغة الإنجليزية مفهوم الموهبة (بالإنجليزية: Giftedness) بالمعنى المُرادف للتعريف اللغوي في معاجم اللغة العربية، لتعرض المعاجم الإنجليزية تعريفها للموهبة بأنها القدرة الموروثة أو القدرة المكتسبة سواء أكانت قدرةً بدنيّةً أو قدرة عقلية.

تعتمد الدراسات والبحوث في تعريف المَوهبة على مَفاهيم عديدة ترتبط بالعَبقريَّة والدَّافعية والذكاء والمَهارات، فيعرفها البعض على أنّها امتلاكُ الأطفال قدرات خاصَّة في المجالاتِ غير الأكاديميَّة نتيجةَ عاملٍ وراثيّ تكويني غير مقترنٍ بالذَّكاء، فهي تمثيلٌ مرتفع الأداء للعوامل الجينيَّة، ومن تَعريفات الموهبةِ أيضاً ما يوافق هذا الأصل أو يضيفُ عليه، ومن ذلك ما يأتي:

  • سمة معقَّدةٌ تظهر في الفرد فتؤهِّله للإنجاز المُرتفع في بعض الوظائفِ والمهارات، وتظهر في مجالاتٍ مُحدّدة كالموسيقا والشعر والرَّسم.
  • عرَّفها المكتب الأمريكي للتعليم بأنَّها إحدى القدرات التي يُظهرها الفرد في مجالات القدرة العقلية أو الأكاديمية أو القياديَّة أو الإبداع أو الكفاءة في مَجالٍ من المَجالات المختلفة.
  • القدرة التي تُظهِر أداءَ الطِّفلِ بصورةٍ مميَّزةٍ وملحوظة عند القيام بنشاطٍ ما، ممّا يُظهره مُتميِّزاً بخصائص وسماتٍ يبدو فيها متفرِّداً، ومن المحتملِ أن لا يمتلكها أقرانه، أو أنهم لَم يسبقوه إليها.
  • تُعرف الموهبة بأنها مَقدرة الفرد على الابتكار في مجال أو أكثر؛ فهي صفةٌ تُظهر استعداد الطفل عقليّاً وإبداعيّاً واجتماعيّاً وانفعاليّاً وفنيَّاً، وهي قدرةٌ فطريَّةٌ موروثةٌ، وقد تكون مُرتبطةً بالذَّكاء والابتكار.

اكتشاف مواهب الطفل المبكرة تقعُ مهمة اكتشاف مواهب الطفل المبكرة على بيئته المُباشرة التي تمثّل والديه وأسرته بالدرجة الأولى، ذلك لأنَّ النسبة العظمى لمَواهب الأطفال تبرز في السنوات الأولى من عمره، ما يجعل المسؤولية الأسريَّة في اكتشاف مواهبه وتنميتها واستثمارها استثماراً سليماً أمراً عَظيماً ومهمَّاً، الأمر الذي يتطلَّبُ استحضارَ الإرادة والوعي وتعزيز المراقبة والتبصُّر النَّافذ لاستمطارِ ما يتمتَّع به الطفل أو ما يتَّسِم فيه من سماتِ الموهبة والابتكار والتميّز في أيٍّ من المجالاتِ التي يتفرَّد بها الطفلُ أو يُحتملُ أن يكون موهوباً فيها، ويُساعِد الآباء في مهمَّة اكتشافِ مواهبِ الطفل عنايَتهم في مجالاتِه وخصائصه الدَّاعمةِ لمواهبه ومهاراتِه، ومن ذلك:

محاولة التعرُّف إلى ميول الطِّفل ورغباته: يَكون ذلك بمُراقبة سلوكات الطِّفل واهتماماته والأمور التي تجذب انتباهه وتركيزه، والتي تَستدعي تواصله وتفاعله وتبرز نقاط قوّته، ثمَّ التَّركيز على ما يُظهره الطِّفلُ في جوانب شخصيَّته من مجاميع الميولِ والاهتماماتِ عِوضاً عن رغباتِ الأهلِ وخُططِهم لِمستقبله، وما سيكونُ عليهِ توجُّهه الأكاديميّ والمهني.

اللقب الإيجابي: يتمثَّل ذلك بوصفِ الطِّفل بما يحبُّه من صفاتٍ، وتخصيصه بلقبٍ مميَّزٍ يَدعم تطوُّره وبناءه التَّكويني بما يتماشى مع ميوله ويعزِّزُ مواهبه وقدراته ويُنمِّي عنده دوافع التميُّز والابتِكار.

التقييم القائم على الأعمال الرُّوتينيَّة: يَتمثَّلُ هذا الأسلوب في الكشفِ عن مَواهبِ الأطفال وإمكاناتهم بطريقةِ المُتابعة المُعتمدة على مراقبة الأنشطة اليوميَّة والممارساتِ السُّلوكيَّة المُعتادة في بيئة الطفل؛ حيث يُمكن من خلال هذه الطريقة مَعرفة خَصائص الطفل ومُتطلّباته وفُرَص التعلُّم المبنيَّةِ على نشاطاتِه وتَفاعلاتِه مع بيئته.

اكتشاف المواهب من خلال اللعب: تُستخدم طريقة اللعب في اكتشاف مواهب الأطفالِ من خلال تقييم قدراتهم في مجالاتٍ مختلفةٍ مثل: التواصل، وحلّ المشكلات، والقيادة، والطَّلاقة الفكريَّة، والابتكار، والتمثيل، وقياس المهارات العقليَّة العليا، ويعكس اللعب مهارات الطفل ونموّه المعرفي، ويمثل التقييم المبني على اللعب طريقةً مُميّزةً في تقييم قدراتِ الطِّفل في تمثيلِ التفكير عالي المستوى؛ إذ تبرُز شخصيَّة الطِّفلِ بانعِكاساتٍ تركيبيَّةٍ وبنائيَّةٍ تبرزُ في مواجهة المشكلاتِ ووضع الفرضياتِ وصياغة الأسئلة والتوصُّل إلى حلولٍ، ويَصيغ الأطفالُ سيناريوهاتٍ خاصَّة بألعابهم وشخصيَّات تلك الألعاب، ممّا يبرزُ أفهامهم ومهاراتهم التي تكشف بطبيعة الحال ما يمتلكون من خصائصَ ومواهبَ يتفرَّدون فيها.

مُجالسة الأطفال أطول فترةٍ مُمكنة: حيث إنّ مشاركة الأطفالِ أفكارهم وحواراتهم وقضاء أوقاتٍ طويلةٍ معهم يساعد على تكوين حسٍّ تواصليّ ينتج عن كثرة المُحادثات التي يجريها الطِّفل في الفترة التي يقضيها مع والديهِ وأسرته، ما يُسهم في تطوير المهارات اللغويَّة للطِّفلِ ويُنمّي قنواته التَّواصليَّة.

حثّ الأطفالِ على القراءةِ والتعلُّم: تُساعد القراءة في مرحلةِ الطفولة على تنمية إدراك الطَّفلِ وتوسيع مداركه واستثارة فضوله على التعلُّم، ما يترتَّبُ عليهِ إنضاجُ مواهبهِ، وتفجير مَكامنِ قدراتِه، والكشف عن خصائصِهِ ومميّزاته.

اختبارات العقل والموهبة: يُمكن اعتبار اختبارات الذّكاءِ والتفوُّق والموهبة كأحد أهمِّ طرق الكشفِ عن الأطفال الموهوبين؛ حيث تَخضع هذه الاختبارات عادةً لمعايير علميَّةٍ تَجعل من نتائجها مُحدِّدات موثوقة يُمكن من خلالها التأكّد من دقَّة النتائج ومصداقيتها، ومن الاختبارات المُستخدمة في الكشف عن المواهب:

اختبارات الذَّكاء الجمعيَّة. اختبارات الذَّكاء الفرديَّة. الاختبارات التحصيليَّة. تقييم المعلم ومُلاحظته داخل الغرفة الصفيَّة.

صفات وخصائص الطفل الموهوب قد تقود بعض الصفات والخصائص التي يتميَّز بها الطفل الموهوب على الأطفال العاديين إلى الكشف عن مَواهبِه وقدراته بيسر وسهولة؛ إذ تظهر على الموهوب علاماتٌ تُفرِّده في أحد المجالات أو تُبرز اختلافه فيها، ومن هذه الخصائص:

الخصائص الجسميَّة تُظهر الدراسات تفوّق الأطفال الموهوبين في صحّتهم البدنية وبُنيتهم على الأطفال العاديين، وقد يُعزى ذلك إلى إدراكِ هؤلاء الأطفال للفروقات السلبيّة والإيجابيّة التي تجعلهم أكثر وعياً في مجال الرَّقابة الصحيَّة الذَّاتيَّة.

الخصائص العقلية يتمتّع الطفل الموهوب بمزايا عقليَّة تُميّزه عن العاديين؛ إذ يَستطيع الموهوب تحمّل الضغوط والأعباء والأخطاء نتيجةً لمرونة تفكيره، وامتلاكه مَخزوناً مُناسباً من الحلول لجميع المشكلات التي تُواجهه، كما أنّه يَمتلك مَخزوناً لفظيَّاً يَتناسب مع حاجاته في إثارةِ مَوضوع مُعيّن أو التعبير عنه.

الخصائص الانفعالية يُظهر الموهوبون توافُقاً انفعاليّاً أكثر استقراراً من العاديين؛ إذ تبدو سلوكاتهم مندمجةً مع شخصيّاتهم بعيدةً عن العصبيّة والتعقيد، مُنفتحةً أكثر على الفرديَّة التي تُلبّي احتياجاتهم نَظراً لعدم قناعتهم بوجود البديل الذي يُشبع فضولهم المعرفيّ والسلوكي.

طرق اكتشاف الموهوبين

إن اكتشاف الموهوبين والتعرُّف عليهم من الأمور الصعبة، ولكنها ليست مستحيلة، ولقد توصَّل العلماء إلى العديد من الطرق والأساليب التي تساعد على اكتشاف الموهوبين والتعرف عليهم، فقد استخدم كل من (ديهان وهافجهرست 1960) مجموعة من المؤشرات تساعد في التعرف على الموهوبين واكتشافهم، هذه المؤشرات هي:

• مستوى مرتفع في التحصيل الأكاديمي.

• مستوى مرتفع للاستعداد العلمي.

• موهبة ممتازة في الفن أو إحدى الحِرَف.

• استعداد مرتفع في القيادة الجماعية.

• مستوى مرتفع في المهارات الميكانيكية.

 

بينما ناقش (لاكيتو Lacito) الموهوبين ضمن تحديدات مختلفة؛ هي:

أ – تحديد اختبارات الذكاء The iQ definition:

لتحديد الموهبة يرى (تيرمان terman) في دراسته الشهيرة أن درجة الذكاء (140) على اختبارات الذكاء في الحد الأدنى للطفل الموهوب.

 

ب – التحديد الاجتماعي The social definition:

وهذا التحديد يشير إلى أن الأطفال الموهوبين هم أولئك الذين لهم أداء ذو فاعلية وانسجام يتمشَّى مع النشاط الإنساني ويسترعى الانتباه.

 

ج – تحديد النسبة المئوية Percentage definition:

حيث يرى بعض المربين أن الأطفال الموهوبين هم أولئك الذين يحتلون نسبة من 2: 4% من مستوى الذكاء بين الأطفال الآخرين.

 

د – تحديد الإبداع Creativity definition:

حيث يرى (لاكيتو Lacito) من خلال هذا التحديد أن الأطفال الموهوبين هم أولئك الأفراد الذين يمتلكون قُوَى ذهنية كاملة في مستوى تفكير عالٍ، بنوعية (تفكير منتج – تفكير مقيم) في آنٍ واحد، ويمكن أن يفترضوا شكلاً معقولاً، وأن بإمكانهم أن يعالجوا مشاكل المستقبل، ومبتكرون ومقيِّمون للثقافة، ويفون بالغرض.

 

ويرى (جوديث وآخرون Judith and et al 1993) أنه يمكن التعرف على الأطفال الموهوبين من خلال منتجاتهم المطولة؛ مثل كتب كتبوها، أو تصميمات قاموا بتركيبها، كما يمكن التعرف عليهم عن طريق الابتكارية، أو اختبارات الذكاء ويعتبر من أكثرها استخدامًا اختبار (ستانفورد بينيه) مقياس (وكسلر) لقياس ذكاء الأطفال، وكذلك مقياس الابتكارية (تورانس)، وهو مقياس للتفكير الإبداعي في الحركة والنشاط، وأيضًا بطارية (والش وكوجان) للإبداع.

 

غير أن (جون راد فورد John Radford 1990) يعتقد أن الاختبارات التي تقيس الذكاء والابتكار والتفكير المثمر، لا يمكن أن تحقق الصدق والثبات؛ حيث إن هذه الاختبارات أعطت نتائج أقل ثباتًا، حتى إنها كانت أقل وضوحًا عند قياسها، ومن ناحية أخرى، فإن دراسات عديدة قد أوضحت أن هذه الاختبارات لا تحقِّق الهدف منها، وتكون غير مترابطة عند قياس تحصيل الموهوبين، فعلى سبيل المثال، فإن (والبرج Walberg 1971) قد أثبت فعليًّا عدم وجود علاقة بين IQ (ناتج نسبة الذكاء)، وبين التحصيل خارج المدرسة في مجالات الابتكار المختلفة؛ مثل: القراءة، والعلوم، والموسيقا، والأدب، والدراما، وقيادة الجماعة، هذا ما أكد عليه أيضًا (والش Wallach 1985)، الذي ذكر أيضًا (مستشهدًا بمجموعة من المتخلفين) أنه لا علاقة بين اختبار القدرة على التفكير الابتكاري والإبداع، وبين التحصيل في الحياة الواقعية.

 

وهذا ما دفع العديد من العلماء والخبراء المهتمين بالموهوبين ودراستهم، إلى التأكيد على ضرورة أن يتم استخدام العديد من هذه الاختبارات (اختبارات الذكاء ومقاييس الإبداع والابتكار) جنبًا إلى جنب، مع الملاحظة، وذلك للتعرف على الأطفال الموهوبين واكتشافهم.

 

وفي ضوء التعريف الذي أخذت به هذه الدراسة لمفهوم الطفل الموهوب، يمكن القول بأن أبعاد عملية قياس الطفل الموهوب والتعرف عليه واكتشافه، يتضمن الجوانب التالية:

أ) مقاييس القدرة العقلية Mental ability inventories:

حيث تعتبر مقاييس القدرة العقلية العامة والمعرفة؛ مثل: (مقياس سانفورد بينيه، أو مقياس وكسلر) من المقاييس المناسبة، وتبدو قيمتها في تحديد موقع المفحوص على منحنى التوزيع الطبيعي للقدرة العقلية، ويعتبر الطفل موهوبًا إذا زادت نسبة ذكائه عن انحرافَين معياريَين فوق المتوسط.

 

ب) مقاييس التحصيل الدراسي Learning achievement inventories:

وهي المقاييس المدرسية المقننة لتقدير درجة التحصيل الأكاديمي للمفحوص، ويعتبر المفحوص متفوقًا من الناحية الأكاديمية إذا زادت نسبة تحصيله الأكاديمي عن 60%.

 

ج) مقاييس الإبداع Creativity inventories:

حيث تعتبر مقاييس الإبداع، أو التفكير الابتكاري، أو المواهب الخاصة من المقاييس المناسبة في تحديد القدرة الإبداعية لدى المفحوص، ويعتبر مقياس (تورانس) للتفكير الإبداعي – والذي يتكوَّن من صورتين (الصورة اللفظية، والصورة الشكلية) – من المقاييس المعروفة في هذا الصدد، وكذلك مقياس (تورانس وجليفورد) للتفكير الابتكاري – والذي يتضمن الطلاقة والأصالة والمرونة – من أكثر المقاييس شيوعًا في هذا المجال.

 

د) مقاييس السمات الشخصية والعقلية Inventories of mental and personal characteristics:

وذلك مثل قوة الدافعية والمثابرة والالتزام بأداء المهمات، ومن أساليب الكشف عن الأطفال الموهوبين الطرق الثلاث التالية:

1- الاختبارات الفردية للذكاء Individual tests of intelligence:

نسبة الذكاء لها فاعلية محدودة عند التعرف على الموهوبين، إلا أنه مع ذلك يظل الذكاء الذي يمكن قياسه ركنًا هامًّا من أركان تعريف الأطفال الموهوبين وتصنيفهم، لذلك فإن استخدام أحد اختبارات الذكاء الفردية كجزء من مدخل شامل للقياس والتقدير، يمكن أن يسهل عملية التعرف على القدرات الخاصة للأطفال.

 

2- القياس الجمعي Group Assessment:

يعتبر القياس الجمعي نوعًا من التقييم يتضمن تحديدًا لمستوى النضج العقلي (نسبة الذكاء)، ومستوى الأداء التحصيلي على التوالي، وهو مُفِيد عندما يستخدم كوسيلة للدراسة للدراسات ذات الطبيعة المسحية؛ حيث إنه في مثل هذه الحالة، فإن الأطفال الذين يحصلون على نِسَب ذكاء تقع فيما بين درجتي (115، 120) في اختبار جمعي للقدرة العقلية، يمكن إحالتهم لقياس ذكائهم على أساس فردي؛ حيث أكدت مجموعة من الدراسات أن مثل هؤلاء الأطفال يحصلون على درجة ذكاء (130) عندما يطبق عليهم اختبارات (ستانفورد بينيه – وكسلر)، كما أنهم يقتربون من مستويات الصفوف الدراسية في معظم المواد الدراسية بمقدار سنتين أو ثلاث سنوات عن صفوفهم الحالية.

 

3- ملاحظات المعلمين Teachers observations:

حيث إن للمعلمين دورًا كبيرًا في اكتشاف الموهوبين، فمن خلال ملاحظاتهم التي يتم رصدها عن الأطفال الذين يقومون بالتدريس لهم، يمكن التعرف على هؤلاء الأطفال الموهوبين وقدراتهم الخاصة، ومجال هذه القدرات أيضًا.

أنواع مواهب الأطفال

عند الحديث عن الطفل الموهوب فلا يعني هذا مجالاً معيناً ومحدداً قد يبدع فيه الطفل ويتفوق في أدائه، فمجالات إبداع الأطفال مختلفة ومتعددة تشمل تقريباً معظم مجالات الحياة التي لا يحتاج التفوق فيها إلى خبرات أو معلومات سابقة، ومن المجالات التي قد يتفوق فيها الأطفال وأشكال إبداعهم:

الفنون المتنوعة
– الغناء: فبعض الأشخاص يولدون ومعهم هدية الصوت العذب، ويمكن أن تلاحظ هذه الهدية أو الموهبة منذ صغر سنهم بعد أن يتعلموا الكلام، وهذه من المواهب التي لا تحتاج لاكتساب وإنما تخلق مع الإنسان ويصقلها فيما بعد.

– التمثيل والتقليد: وتعد هذه الموهبة من الفنون المحببة والتي تعطي لمالكها صفاتً فكاهية، ويمكن استخدام هذه الموهبة في العديد من الأمور كأن يصبح الطفل في المستقبل ممثلاُ بارعاً.

– الرسم والعزف: وهذا النوع من المواهب يحتاج إلى عملية تعلم واتقان ومهارات خاصة من حيث القدرات الحركية أو ذوقية حسية في الرؤية أو السمع.

– الابداعات الأدبية والكتابية: أما القدرات الإبداعية في الكتابة والأدب بأنواعها المختلفة قد تتأخر في ظهورها عند الأطفال نظراً لما تحتاجه من تعلم مهارات القراءة والكتابة واللغة، وهي من المواهب التي قد تساهم إلى حد كبير في تحديد مستقبل الطفل الذي يملكها.

– المهارات الرياضية: وهي قدرات حركية قد تحتاج إلى مهارات خاصة، أو قوة جسدية أو سرعة في الحركة، قد تساعد الطفل للنجاح بأحد الفنون الرياضية مثل كرة القدم أو كرة السلة أو الطائرة أو فنون القتال أو أي من الألعاب الرياضية المتعددة.

– المهارات الحركية: فبعض الأطفال يظهرون قدرات خارقة في القيام بمهام حركية متعددة بوقت واحد، وفي بعض الأحيان قد تترافق مثل هذه القدرات مع إصابة الطفل بأحد الأمراض النفسية أو العصبية، مثل اضطرابات طيف التوحد، فقد لوحظ أن الأطفال المصابين بهذا المرض يمتلكون قدرات حركية غير اعتيادية (اقرأ عن متلازمة الموهوب أو العبقري)

الحرف واتقان الأعمال اليدوية
ففي مرحلة الطفولة المتأخرة قد تظهر لدى الطفل مهارات مبدعة تجعله محترف بالقيام ببعض المهن كالأعمال اليدوية أو الحرفية والتي يحتاج لإتقانها مهارات وقدرات خاصة قد لا ينجح فيها جميع الأطفال، مثل قيادة السيارات أو صناعات يدوية مثل الخياطة أو صناعة وتركيب العطور.

الأمور التكنولوجية والتقنية
– الكومبيوتر والبرمجة: تصميم بعض البرامج والمخططات، وقدرات عالية على فهم واستخدام الحاسوب في سن مبكرة، تعد هذه من المواهب العصرية ذات أهمية كبيرة في مستقبل الطفل العملي أو العلمي.

– أجهزة وبرامج الاتصال: اتقان العمل والتفنن فيه على الأجهزة الذكية الحديثة، حيث يعتبر بعض الأطفال موهوبين في استخدام هذه الأجهزة إلى حد القدرة على برمجة أو اختراع برامج وتطبيقات جديدة.

– الإلكترونيات: بعض الأطفال يظهرون اهتماماً بالأجهزة الإلكترونية، وقد يتمكنون من تطوير مهارات في استخدامها أو إصلاحها أو تطويرها.

الأمور العلمية والدراسية
– التفوق الدراسي: ويبدو هذا عندما نلاحظ وجود أطفال متفوقين في تحصيلهم العلمي والقيام بواجباتهم ومهامهم المدرسية ونجاحهم في الامتحانات أكثر من غيرهم.
– الاهتمام بأحد العلوم: فبعض الأطفال قد يلاحظ عليهم أنهم يحبون نوع معين من العلوم ويميلون للمعرفة أكثر عنه وتعلم كل ما يشتمل عليه، ويحاولون باستمرار تطوير معارفهم ومعلوماتهم حوله.

مهارات التفكير
– المهارات الحسابية: حيث أن بعض الأطفال لديهم قدرات ربما تعتبر خارقة، في إجراء بعض العمليات الحسابية الرياضية بسرعة كبيرة وبدقة عالية ودون الحاجة إلى استخدام الأجهزة أو الأوراق أو التقنيات المعدة لهذه المسائل.
– الذكاء في التعامل مع بعض المواقف ومهارات التفكير: مثل القدرة على التحليل والتركيب وإيجاد الحلول للمشاكل والقدرة على الإقناع ومهارات في الكلام ونيل إعجاب الآخرين.
– مهارات الذاكرة: وهذه من الخواص العقلية التي قد يتميز فيها بعض الأطفال أكثر من غيرهم، مثل السرعة في الحفظ وإعادة تذكر أمور حدثت منذ فترات طويلة وبأدق التفاصيل، وتعتبر هذه الخاصية مفيدة في الدراسة أو بعض الأعمال التي تحتاج إلى ذاكرة وتركيز عالي.

تقديم مواهب الأطفال

 

كيفية اكتشاف المواهب وتنميتها

المواهب انتشر في الآونة الأخيرة اهتمام بالغ بالمواهب المختلفة لدى جميعِ الفئات العمريّة، وظهرت العديد من البرامج والمسابقات والورشات التي تدعم وتطوّر المواهب. كما أنّ الموهبة أصبحت عنصراً مهمّاً تلتفت إليه المجتمعات؛ نظراً لدورها في النماء والازدهار في مختلف المجالاتِ.

فالموهبة لغة وهبة فطريّة ومكتسبة، وتُعرَّف اصطلاحاً بأنّها قدرات عامّة أو خاصّة تجعل الفرد مميّزاً عن الآخرين في مجالٍ ما أو عدّة مجالات، وهي تدلّ على مستوى عالٍ من التفكير والأداء، ولا يُشترطُ أن ترتبط بذكاء الفرد، فهي في أصلها قدرات خاصّة يمتلكها الشخص بشكلٍ فطريّ، وقد تكون قدرات عقليّة مرتبطة بالذكاء، أو استعداداً فطريّاً لاكتساب مهارة ما.

اكتشاف المواهب قد يكتشف الأهلُ موهبةَ طفلهم في عمر صغير، فيأخذونَ على عاتقهم تنميتها واستغلالها، وقد تبقى هذه الموهبة غضّة بحاجة لمن يرعاها، وكثيراً ما تكون الموهبة مدفونة، لا يعرف صاحبها أنّه يمتلكها، ويعتقد أنّه لا يمتلك أي موهبة، فيحتار في الاتجاه الذي عليه أن يسلكه في حياته؛ لذا لا بدّ أن يسعى الشخص لاكتشاف موهبته بمختلف الطرق والأساليب.

المرحلة التأمليّة يوجد عددٌ هائلٌ من المواهبِ التي قد يمتلكها الفرد؛ لذا لا بدّ من أن يبدأ باكتشاف موهبته الخاصّة عن طريق حصرها.

ويمكن أن يستخدم بذلك مجموعة من الأساليب التأمليّة والتخاطبيّة مع النفس أو مع الآخرين للوصول إليها، ومنها:

استرجاع ذكريات الطفولة: وتذكّر الأمور التي كانت تثير الانتباه لديه، أو الأنشطة التي كانَ يتوق لممارستها في أوقات الفراغ، فقد تكون هذه الأمور لا تزال تثير اهتمامه، أو تكون مفتاحاً لمعرفة الموهبة غير المكتشفة لديه.

اتباع الشغف والإلهام: هما محرّكان للقدرات، فمعرفة الأمور التي تحفّز الشخص وتلهمه، قد تكون دليلاً على استعداده الفطريّ لموهبةٍ ما.

تحديد الأمور السهلة: إذ يمكن تحديد الأمور التي يشعر الشخص بسهولة في عملها، والتي لا يشعر بإجهاد أو انزعاج عندما يضطر إليها، فقد تكون سهلة لكونها موهبة يستمتع بها.

الاستعانة بالمقرّبين: فقد يلاحظ الأهل أو الأصدقاء وجود بعض الجوانب المميّزة في الشخص، ويحصل على المديح عليها، فتكون هذه الجوانب نقاط قوّة في الشخص وفرصة لتكوُّن موهبة لديه.

المرحلة العمليّة تبدأ مرحلة الاكتشاف الحاسمة عندما يبدأ الشخص بالممارسة العمليّة والتحرّك سعياً لاكتشاف موهبته، ومن الأمور التي يمكن عملها:

كسر الروتين: فعندما يمارس الشخص روتيناً متكررّاً، لن يجرّب شيئاً جديداً ولن يكتشف موهبته.

التخلّص من الخوف: يعيشُ الإنسانُ ممتنعاً عن تجربة شيءٍ جديدٍ خوفاً من الفشلِ أو الانتقادِ، لذا عليه أن يتخلّص من الخوف وأن يبدأ بممارسة كلّ شيءٍ يرغب في أن يجرّبه، فقد يكون أحدها موهبته الضائعة.

تجربة الكثير من الأنشطة: على الشخص أن يجرّب أنشطة مختلفة وينتقل من نشاط لآخر، حتى يصل إلى نقطة يشعر فيها بالسعادة والحماس تجاه النشاط الذي يمارسه.

تنمية القدرات: إنّ القدرات التي يمتلكها البعض هيَ موهبةٌ تمارَسُ كروتين، فلا يعتقد الشخصُ بأنّها موهبته، فعند تنميتها والالتحاق بالدورات والدّروسِ التي تطوّرها، تظهر كموهبة تميّزه.

الاختبارات والمقاييس توجد بعض الاختبارات والمقاييس التي تُجرى لتكشف عن الموهوبين، ومنها:

اختبارات الذكاء الفرديّة: التي تقيس قدرة الفرد العقليّة بشكلٍ عام، ومنها مقياس ستانفورد بينيه، ومقياس وكسلر.

اختبارات الذكاء الجمعيّة: وهي تطبق على مجموعة من الأشخاص في الوقت نفسه، وتبيّن القدرات العقليّة للشخص، ومنها مصفوفة ريفن التتابعيّة.

اختبارات التحصيل: تقوم هذه الاختبارات على معرفة مقدار استعداد الشخص للتعلّم في مجالٍ ما.

اختبارات التفكير الابتكاريّ: وأشهرها اختبار بول تورانس الذي يقيس قدرات التفكير الابتكاريّ الأربعة وهي: الأصالة، والمرونة، والطلاقة، وإدراك التفاصيل.

مقاييس التقدير: التي تقوم بالكشف عن سمات التعلّم، والدافعيّة، والإبداعيّة، والفنيّة، والقياديّة، والمسرحيّة، والتعبيريّة، والاتصال الفعّال، وسمات التخطيط.

تعزيز وتطوير المواهب إنّ الموهبة وحدها لا تكفي، إذ يحتاج الفرد إلى تعزيز هذه الموهبة، وتوجيهها بالشكل الصحيح حتى تصبح أكثرَ إبداعاً وعطاءً.

ويمكن تحقيق ذلك بالانتباه أوّلاً لثقة الشخص بنفسه، فانعدام الثقة تخلق سقفاً للموهبة لا يمكن اختراقه.

وثانياً لا بدّ من مبادرة الشخص وكسر حاجزِ الخوفِ من الخطوة الأولى لديه، وتخطّي العقبات والمشكلات التي تواجهه.

كما ينبغي أن يمتلكَ الشخصُ شغفاً نحوَ ما لديه من مواهب، فهو بذلك يمتلك طاقة تساعده على العمل والتصميم لتطوير موهبته.

وأهمّ ما يمكن أن يفعله الموهوب هو التدريب المستمرّ، فلا يركن إلى الهبة ويكتفي بها، بل يسعى دائماً للعمل الجادّ لتطويرها.

وينبغي أن يكوّن الشخص علاقات تدعمه وتأخذ بيد موهبته في اتجاهٍ إيجابيّ، وأن يحاول تنمية موهبته مع مجموعة من الأشخاص، فالعمل الجماعيّ يقوّي ويدعم الموهبة، ويساعد على التخلص من نقاط الضعف فيها.

أنواع المواهب يمتلك كلّ شخص نوعاً من الذكاء، يُترجَم على شكل موهبة يمتلكها.

ولا تنحصر أنواع الذكاء بالنمط المتعارف عليه، من ذكاءٍ أكاديميّ وعلميّ، فللعقلِ أطرٌ متنوّعة وواسعة، تنعكسُ على الأداءِ والمهاراتِ التي يمتلكها الفرد. ويمكن أن تُدرجَ هذه الذكاءات ضمن 7 أنواع كما يلي:

الذكاء اللغويّ: والذي يظهر على صورة براعة لغويّة، كالكتابة، والخطابة، والصحافة، والقانون. الذكاء الموسيقيّ: فيمتلك الشخص قدرةً على إدراك الفروق الدقيقة ونماذج الألحان والإيقاعات، فيكون على استعداد للتعلّم على الآلات الموسيقيّة، أو الغناء، أو أي نشاط مرتبط بالأداء الموسيقيّ. الذكاء المنطقيّ الرياضيّ: فيكون الشخص قادراً على الاستنتاج والتحليل، واستخدام الأرقام للوصول للحلول. يظهر هذا النوع من الذكاء على شكل مواهب هندسيّة، وحاسوبيّة، ومحاسبيّة. الذكاء البصريّ والفراغيّ: إذ يستطيع الفرد أن يتصوّر الأبعاد الفراغيّة، ويتخيّل ترتيب العناصر داخلها. فتنشأ عنها موهبة الفنون التصويريّة والرسم، والتصميم الداخليّ. الذكاء الجسميّ والحركيّ: فيتحكمّ الشخص بحركات جسده، وينسق بين الحركات، فهو بذلك يمتلك استعداداً للتمثيل والرّقص، وفهم لغة جسد الآخرين. الذكاء الاجتماعيّ: إذ يكون الشخص ذا قدرة اتصاليّة مع الآخرين، ويستطيع تكوين علاقات قويّة، والشعور بالنّاس وقيادتهم. والذكاء الاجتماعيّ يُستغلّ في التعليم، والعمل الجماعيّ، والقيادة. الذكاء الشخصيّ: يمتلك الأشخاص قدرةً على التطوير الروحانيّ، وتأمّلٍ للذات وإدراكٍ لقوّتها. في هذه الحالة يكون الشخص مدرّباً ومحفّزاً للحياة، وقائداً روحانيّاً.

مواهب اجتماعية

https://www.facebook.com/%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%A8-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-789092537881189/

 

أنواع المواهب

  • المواهب اللغوية اللفظية هي تلك القدرة على التعبير بوضوح عن أفكارك بطريقة جميلة، من خلال الكلمات المرتبة، والأفكار الذهنية الموزونة، وتتأصل تلك الموهبة لدى أبرز الصحفيين والكتاب والمتحدثين.
  • المواهب الرقمية …
  • النوع المكاني من المواهب …
  • المواهب المادية …
  • المواهب الشخصية أو العاطفية

أمثلة على المواهب

-موهبة الحفظ والفهم .

-الكتابة والتأليف.

-البرمجة والتصميم بالحاسب .

-الخطابة والإلقاء .

-الاختراعات.

-الرسم .

-التصوير.

السابق
دواء برينافس – Brinavess يساعد على التحول السريع للرجفان الأذيني
التالي
دواء بشري – HUMAN يستخدم لإمداد الجسم ببروتينات الدم

اترك تعليقاً