احكام الشريعة الإسلامية

كيفية الجماعة

كيفية صلاة الجماعة لشخصين

اتّفق العلماء على أنّ أقلّ عدد لصلاة الجماعة اثنان؛ ما يعني أنّ صلاة الجماعة تنعقد وتُقبل بشخصين فقط؛ إمام ومأموم، رجل وامرأة، أو رجلان أو امرأتان، ودليل ذلك ما رواه مالك بن الحويرث رضي الله عنه، حيث قال: (أتيتُ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنا وصاحبٌ لي، فلمّا أردْنا الإقفالَ من عندِه قال لنا: إذا حضرتِ الصلاةُ فأَذِّنا، ثمّ أَقيما ولْيؤمَّكما أكبرُكما)،[٨][٩] أمّا كيفيّة الوقوف للصّلاة الثّنائيّة؛ فلو كان يصلّي مع الإمام رجل واحد أو صبيّ عاقل، فالإمام يقف على يساره والمأموم يقف عن يمين الإمام، وشاهد ذلك ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (قام فصلَّى فجئتُ فقمتُ إلى جنبِه، فقمتُ عن يسارِه، قال: فأخذني فأقامني عن يمينِه)،[١٠] وهذا الأصل في صلاة الإمام معه آخر، وإن وقف المأموم على يسار الإمام أو رجع فوقف خلفه جاز ذلك مع الكراهة عند جمهور الفقهاء خلافاً للحنابلة الذين ذهبوا إلى بطلان الصّلاة في تلك الحالة، وأمّا إن كانت المأمومة إمرأةً فإنّها تقف خلف الإمام إن كان الإمام رجلاً، وإن كانت الإمام امرأةً تؤم امرأةً أخرى أو جماعةً من النّساء عند من يرى جواز صلاة الجماعة للمرأة؛ فإنّهنّ يقفن صفّاً واحداً.

كيفية صلاة الجماعة خلف الإمام

كيفية الصلاة وراء الإمام

لا تختلف صلاة الجماعة وراء الإمام في الأداء عن الصلوات الأخرى إلّا في بعض النقاط، وفيما يأتي بيان طريقة الصلاة وراء الإمام بالتفصيل:

  • إذا كان المؤتم الذي يصلّي جماعةً وراء الإمام واحداً فقط ولم يكن معه مأموم غيره فإنّه يقف عن يمين الإمام ولا يقف خلفه، دون أن يكون متقدّماً عليه، ولا ينفصل عنه، أمّا إن كانوا جماعةً أكثر من واحد، فإنّهم يقفون خلف الإمام مباشرةً محاذين له، أمّا إن وُجد ما يمنع وقوف الاثنين فأكثر خلف الإمام؛ كضيق المكان، أو لأي سببٍ نحو ذلك، فيجوز أن يقفوا إلى جوار الإمام دون أن يتقدّموا عليه.
  • ينبغي على المأموم أن يتابع إمامه في جميع الأحوال، فيستقبل القبلة ويفعل ما يفعل من أركان الصلاة.
  • ينوي المأموم الصلاة مقتدياً بالإمام، ولا يُشترط التلفظ بالنيّة، بل يكفي استحضارها في قلبه.
  • إذا كبّر الإمام تكبيرة الإحرام يتابعه المأموم قائلاً: (الله أكبر)، وبذلك يكون قد شرع بالصلاة، فلا يجوز له الالتفات أو الحديث.
  • يضع المأموم يده اليمنى فوق يده اليسرى فوق صدره.
  • يقرأ أي دعاء من أدعية الاستفتاح، ومثاله أن يقول: (اللهمّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهمّ نقّني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهمّ اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)، أو أن يقول: (سبحانك اللهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك).
  • إذا قرأ الإمام الفاتحة يُنصت له المأموم، ولا يُنازعه في قراءتها حتى ينتهي منها، ويشرع الإمام في قراءة ما تيسّر له من كتاب الله.
  • يُتابع المأموم إمامه في جميع أفعال الصلاة، من الركوع، والسجود، والقيام، والجلوس، حتى ينتهي من صلاته على هذا النحو.
  • يقول المصلّي في أثناء الركوع: (سبحان ربي العظيم)، مع تكرارها ثلاث مرّاتٍ أو أكثر، حتى يرفع الإمام رأسه.
  • بعد أن يرفع الإمام رأسه قائلاً: (سمع الله لمن حمده)، يقول المأموم متابعاً له: (ربنا ولك الحمد)، ويجوز أن يزيد قائلاً: (ربنا ولك الحمد، ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد).
  • يقول المأموم والإمام في السجود: (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرّاتٍ أو يزيد، حتى يرفع الإمام رأسه.
  • يفعل المصلّي في الركعة الثانية ما فعله في الركعة الأولى، مُتابعاً إمامه.
  • بعد أن ينتهي من الركعتين الأوليين يجلس مُتابعاً إمامه، ثمّ يقرأ التشهّد، والصلاة الإبراهيمية، وصيغتهما: (التحيات لله والصلوات الطيبات، السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمّد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ)، ثمّ يدعو الله بما شاء من الأدعية التي يتحصّل بها خير الدنيا والآخرة.
  • يُسلّم الإمام عن يمينه قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله)، وعن يساره كذلك، ويتابعه المأموم بالتسليم على نفس النحو.
  • إذا كانت الصلاة رباعيّة فعل ما فعله في الركعتين الأوليين، من القيام، والركوع، والجلوس، والتشهّد.

كيفية صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة

شروط صلاة الجماعة

لا بدّ من بيان شروط صلاة الجماعة، فمن المعروف أنّ لصحة الصّلاة شروطًا لا بدّ من اتّباعها، من وضوءٍ وطهارةٍ واستقبال للقبلة وما إلى ذلك، ولصلاة الجماعة الشروط نفسها مع بعض الإضافات، وسيتناول المقال تلك الشروط، فمن شروط صلاة الجماعة ما يأتي:

  • أن يكون عدد المصلين اثنين فأكثر لتصحّ صلاة الجماعة، وورد في ذلك أحاديث نبويّةٌ كثيرة، ومن أمثلة ذلك ما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أنَّ رَجُلًا دخَلَ المَسجِدَ، وقد صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأصْحابِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن يَتَصدَّقُ على هذا فيُصلِّيَ معه؟ فقام رَجُلٌ من القَومِ، فصلَّى معه”،[٤] وذلك دليلٌ أيضًا على أهميّة صلاة الجماعة، فجعلها بمثابة صدقةٍ يتصدّق المرء بها على أخيه المسلم، لينال أجر الجماعة.
  • أن يكون الإمام قادرًا على قراءة ما يتوجّب قراءته في الصلاة؛ كالفاتحة مثلًا، فلا تصحّ الصلاة من دونها، فمن الضروريّ أن يكون الإمام متقنًا لها، وأن لا يضع حرفًا بدلًا من حرفٍ آخر، فإن كان لعلّةٍ في نطقه -وهذا خارجٌ عن استطاعته- صحّت صلاته لنفسه ولمَن هم مثله؛ وذلك لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}،[٥] وإن كان بإمكانه تجاوز هذا الإبدال أو اللحن ولم يفعل، فلا صحّة لصلاته لا لنفسه ولا لغيره.
  • أنْ يكون إمام الذكور المصلين رجلًا، فلا تصحّ إمامة الأنثى للذكور ولا للصبْية المميّزين، وأمّا إمامةُ الأنثى لجماعة النساء فتصحّ على الرّاجح؛ لِما ورد من أنّ السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت تؤمُّ النساء في صلاتهم.

كيفية الوقوف في صلاة الجماعة

السابق
أحكام الوضوء
التالي
حكم خطبة الجمعة

اترك تعليقاً