احكام الشريعة الإسلامية

كيفية السجود الصحيح

وضع اليدين في السجود

يُسَنُّ وضعُ اليدينِ حَذْوَ المَنْكِبَيْنِ  أو حَذْوَ الأُذُنينِ في السُّجودِ  ، وهذا مذهبُ المالكيَّةِ  واختارَه ابنُ قُدامةَ  ، وابنُ بازٍ  ، وابنُ عُثَيمين  .
الأدلَّة مِن السُّنَّة:
1- عن أبي حُمَيدٍ السَّاعديِّ رضيَ اللهُ عنه، وهو يَحكي صلاةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ثم ركَع فوضَع يدَيْهِ على رُكبتَيْهِ كأنَّه قابضٌ عليهما، ووتَّرَ يدَيْهِ فتجافى عن جَنبَيْهِ، قال: ثم سجَدَ فأمكَنَ أنفَه وجبهتَه، ونحَّى يدَيْهِ عن جَنبَيْهِ ووضَع كفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثم رفَع رأسَه حتَّى رجَع كلُّ عَظْمٍ في موضعِه، حتَّى فرَغَ، ثم جلَس فافتَرَش رِجْلَه اليُسرى، وأقبَل بصدرِ اليُمنى على قِبْلتِه، ووضَع كفَّه اليمنى على رُكبتِه اليُمنى، وكفَّه اليُسرى على رُكبتِه اليُسرى وأشار بأُصبُعِه))  .
2- عن وائلِ بنِ حُجْرٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((صلَّيْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكان إذا كبَّر رفَع يدَيْهِ ثم التحَفَ، ثم أخَذ شِمالَه بيمينِه، وأدخَل يدَيْهِ في ثوبِه، فإذا أراد أنْ يركَعَ أخرجَ يدَيْهِ ثم رفَعهما، وإذا أراد أنْ يرفَعَ رأسَه مِن الرُّكوعِ رفَع يدَيْهِ ثم سجَدَ، ووضَع وجهَه بين كفَّيْهِ وإذا رفَع رأسَه مِن السُّجودِ أيضًا رفَع يدَيْهِ حتَّى فرَغَ مِن صلاتِه))  .
عن وائلِ بنِ حُجرٍ: ((أنَّه رأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رفَعَ يَدَيه حين دخَلَ في الصَّلاةِ كبَّرَ- وصَفَّ همَّامٌ حِيالَ أذُنَيه- ثم التحَفَ بِثَوبِه، ثم وضعَ يَدَه اليُمنى على اليُسرى، فلمَّا أراد أن يركَعَ أخرَجَ يَدَيه مِن الثَّوبِ، ثم رفَعَهما، ثم كبَّرَ فركَع، فلما قال: سَمِعَ اللهُ لمِنَ حَمِدَه رفَعَ يَدَيه، فلما سجَدَ سجَدَ بين كَفَّيه))  .

كيفية السجود في القرآن

طريقة السجود الصحيحة .. يتطلب معرفة طريقة السجود الصحيحة، معرفة عددٍ من الأمور، وهي: معرفة الأعضاء التي يتم السجود عليها، ثمّ معرفة الكيفية التي يُنزل بها بسجوده على الأرض، وهو الهوي للسجود، ومعرفة المكان الذي يُوضع فيه اليدين عند السجود، وصفة النهوض من السجود، وفيما يأتي بيان تلك الأمور:
يجب على المصلّي أن يقوم بالسجود على سبعة أعضاءٍ، كما بيّنت ذلك السنة النبوية، وهي: الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وإلى هذا ذهب كلٌّ من فقهاء الشافعية، والحنابلة، والمالكية، وغيرهم، أمّا الدليل على ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أُمِرتُ أن أسجدَ على سبعةٍ أعظُمٍ، على الجبهةِ -وأشار بيدِه على أنفِه- واليدينِ، والركبتينِ، وأطرافِ القدمينِ، ولا نَكفِتَ الثيابَ والشعرَ»، على أن الأمر الوارد في الحديث النبوي للوجوب، وأجمع المسلمون على وجوب السجود على كلٍّ من اليدين والوجه.
كيفية الهوي إلى السجود
اختلف الفقهاء في تقديم اليدين أو الركبتين عند النزول إلى الأرض، وكان اختلاف ذلك إلى قولين؛ القول الأول: وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء؛ من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، وغيرهم، من أنّ السنة أن يقدّم المصلّي عند نزوله إلى السجود ركبتيه قبل يديه، ودليلهم على ذلك ما رواه كلٌّ من علقمة والأسود: «حفِظنا عن عمرَ في صلاتهِ أنه خرَّ بعدَ ركوعهِ على ركبتيهِ، كما يخِرُّ البعير، ووضع ركبتيهِ قبلَ يديهِ».
أمّا القول الثاني: فذهب إليه كلٌّ من فقهاء المالكية، والإمام أحمد في روايةٍ عنه، والإمام الأوزاعي، وغيرهم، من أنّ السنة في النزول إلى الأرض للسجود تقديم اليدين على الركبتين، ودليلهم في ذلك ما رُوي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وأنّ هذه الصفة في النزول أدعى وأحسن للخشوع، كما أنّ بتقديم اليدين على الركبتين يتجنب المصلّي حصول الألم في ركبتيه إذا جلس عليهما.
صفة النهوض من السجود:
 
اختلف الفقهاء في الصفة التي ينهض بها المصلّي من السجود للقيام، على قولين؛ فذهب فقهاء الحنفية، والحنابلة، وغيرهم، إلى أنّه من السنة أن يرفع المصلي يديه قبل ركبتيه، إلّا إذا كان في ذلك مشقةً عليه، أمّا فقهاء المالكية، والشافعية، فذهبوا إلى أنّه يُستحبّ للمصلّي أن يقوم من سجوده معتمدًا على يديه.
شروط صحة السجود
يشترط في صحة السجود عددٌ من الأمور التي يجب مراعاتها كي يكون السجود صحيحًا، ومنها:
أن يكون السجود على شيءٍ يابسٍ، تستقرّ الجبهة عليه؛ كالحصير، والبساط.
عدم وضع الجبهة على الكفّ، وقد ذهب كلٌّ من الشافعية، والمالكية، والحنابلة، إلى بطلان الصلاة بوضع الجبهة على الكفّ، بينما ذهب الحنفية إلى عدم بطلانها، مع كراهة وضع الجبهة على الكفّ.
ألّا يكون موضع الجبهة مرتفعًا عن موضع الركبتين أثناء السجود.
أخطاء في السجود 
يقع بعض المصلين في أخطاء أثناء السجود، ومنها أولًًا: عدم الطمأنينة في السجود: بعض الناس أيضا يُسرع في سجوده فينقره نقرًا من غير طمأنينة، في حين أن السجود محلّ للتسبيح والإكثار من الدعاء، وقد قال صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته: «ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا».
ثانيًا أخطاء في السجود: رفع أطراف القدمين في السجود: فمن الناس من يرفع قدميه أثناء السجود، ومنهم من يطوي أصابع قدميه إلى الخلف، بينما السنة أن يسجد على رؤوس الأصابع يضعها على الأرض، كما سيأتي في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
ثالثًا أخطاء في السجود: رفع الأنف عن الأرض في السجود: من الخطأ رفع الأنف على الأرض في حالة السجود إلا مِن عُذر، لأن السجود ينبغي أن يكون على سبعة أعظم. لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أمرت أن أسجد على سبعة أعظم؛ على الجبهة – وأشار بيده إلى أنفه- واليدين، والركبتين، وأطراف القدَمَين». متفق عليه.
رابعًا أخطاء في السجود: بسط الذراعين في السجود: من الخطأ في السجود أن يبسط الساجد ذراعيه حتى تلامس مرافقه الأرضَ، تماما كما تفعل السّباع، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم برفع المرفقين عن الأرض، ونهى عن بسط الذراعين، ففي صحيح مسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا سجدتَ فضعْ كفيك، وارفعْ مرفقيك».
وفي الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلاَ يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الكَلْبِ».
خامسًا: أخطاء في السجود: ترك التسبيح في السجود: من الناس مَن يشتغل بالدعاء في السجود، ويترك التسبيح فيه. ولا شك أن الدعاء في السجود مُرَغّبٌ فيه، فقد حثّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها ما أخرجه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ». لكن من السنة أيضا أن يقول المصلي في سجوده: “سبحان ربي الأعلى” على الأقل ثلاث مرات، ثم يدعو بعد ذلك بما يشاء من خيرَي الدنيا والآخرة. فقد أخرج ابن ماجة في السنن عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا رَكَعَ: « سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ» ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: « سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى» ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

طريقة الركوع الصحيحة

يركع مكبرا رافعا يديه الى حذو منكبيه جاعلا رأسه حيال ظهره واضعا يديه على ركبتيه مفرجا أصابعه , و يطمئن في ركوعه و يبسط ظهره و يسويه لما ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه :كان اذا ركع رفع يذيه حذو منكبيه رواه مالك في الموطأ

و قوله صلى الله عليه و سلم :اذا ركعت فضع راحتيك – كفيك – على ركبيتك ثم فرج بين أصابعك , ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه رواه بن خزيمة و صححه الألباني

ماذا يقال في السجود

الثابت عنه -عليه الصلاة والسلام- أن الاقتصار على سبحان ربي الأعلى سبحان ربي العظيم كما جاء لما نزل {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:١] قال: اجعلوها في سجودكم، ومثله سبحان ربي العظيم، وأما زيادة وبحمده فقد حكم عليها جمع من الحفاظ بأنها منكرة، ومن ذلكم أبو داود في سننه وغيره من أئمة الحديث أنكروها، فعلى هذا يقتصر على سبحان ربي العظيم، ويقتصر على سبحان ربي الأعلى في السجود، وأيضًا يضاف ما جاء في النصوص الأخرى بالنسبة للركوع والسجود،  «أمّا الركوع فعظموا فيه الرب وأمّا السجود فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء فقمنٌ أن يستجاب لكم» (مسلم:479).

تعريف السجود

السجود في اللغة هو التذلل والخضوع وهو بوضع الجبهة على الأرض، وقد يكون أيضاً بالإيماء بالعين أو أن يطأطأ الرأس لمن لا يستطيع أن يضع جبهته على الأرض.

دعاء السجود

السابق
كيفية أداء صلاة عيد الفطر
التالي
كيفية صلاة الآيات

اترك تعليقاً