احكام الشريعة الإسلامية

كيفية صلاة التهجد

ماذا يقرأ في صلاة التهجد

صلاة التهجد كم ركعة

قال تعالى: “وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)، صلاة التهجد: هي صلاة الليل بعد النوم، وهي سنة من سنن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومن النوافل المحببة، وقد ذكرها داوود -عليه السلام- بأنها أفضل الصلاة، وتبدأ من بعد صلاة العشاء إلى أخر الليل، وقد أمر الله سبحانه وتعالى الرسول -عليه الصلاة والسلام- بأدائها، إلا أنها ليست فرضاً وأمراً على المسلمين، سوى الاقتداء بشفيعهم -عليه الصلاة والسلام-، والطمع بالفضل والأجر الكبير، والتهجد: مأخوذ من الهجود، بمعنى ترك النوم.

صلاة التهجد والتراويح

الفرق بين صلاة التهجُّد والتراويح

التهجُّد فيختصّ بالصلاة فقط، وقد حصره بعض العلماء بالقيام للصلاة بعد النوم، وقال أكثر الفقهاء أنّ التهجُّد يكون بصلاة الليل مُطلَقاً؛ سواءً قبل النوم، أو بعده، فيظهر من ذلك أنّ قيام الليل يشمل التهجُّد؛ إذ يدخل فيه معنى الصلاة قبل النوم، أو بعده، ويشمل عبادات أخرى، وقد ذُكِر القيام والتهجُّد في القرآن الكريم؛ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا)، وعن التهجُّد قال -عزّ وجلّ-:(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ)، ويُطلِق العلماء على صلاة قيام الليل في رمضان اسم صلاة التراويح، كما يمكن أن تُسمّى تهجُّداً.وسيأتي في المقال تفصيل كلٍّ من هذه الصلوات.

صلاة التهجُّد

يُطلَق مصطلح التهجُّد في اللغة على النوم والسهر، وهو مُشتَقّ من الهجود، وهجَدَ الرجل؛ أي نام بالليل، ويُطلَق أيضاً على الصلاة في الليل، وقد فرّق معجم لسان العرب بين المُتهجِّد والهاجد؛ فالمُتهجِّد هو: مَن قام للصلاة في الليل بعد النوم، أمّا الهاجد فهو: النائم، وفي الاصطلاح الشرعيّ يُعبِّر التهجُّد عن صلاة التطوُّع في الليل من غير الفريضة، والتهجُّد مسنون في الشرع، وقد واظب عليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان يَعدُّه فريضة أخرى غير الفرائض الخمس، فقال -عليه الصلاة السلام-: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ)؛[٧] أي التهجُّد، وأقلّ التهجُّد ركعتان باتّفاق الفقهاء، في حين أنّهم اختلفوا في أكثرها؛ فذهب الحنفية إلى أنّ أكثرها ثمان ركعات، ورأى المالكية بأنّ أكثرها إمّا عشر ركعات، أو اثنتي عشرة ركعة، ولم يُحدّد الشافعية والحنابلة صلاة التهجُّد بعدد مُعيَّن، وأفضل وقته الثُّلث الأخير من الليل.

التراويح

التراويح لفظة مفردها ترويحة، وتعني: استراحة النفس، وقد أُطلِق لفظ التراويح على صلاة القيام في شهر رمضان؛ لأنّ المُصلّين كانوا يستريحون فيها بعد كلّ أربع ركعات، وقد كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يستريح في قيامه بالليل بين كلّ أربع ركعات،[١٥] وصلاة التراويح من النوافل التي تُسَنّ لها الجماعة، وهي سُنّة مُؤكَّدة أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-،[١٦] وقد صلّاها في الصحابة عدداً من الليالي، ثمّ انقطع عنهم بعدها؛ لأنّه خَشِي أن تُفرَض عليهم، واستمرّ عليها الصحابة بعد وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وحافظ المسلمون عليها إلى الوقت الحاضر، ويُشار إلى أنّ العلماء اختلفوا في عدد ركعات التراويح؛ فمنهم من ذهب إلى أنّ عددها ثلاث وعشرون ركعة، وقال آخرون إنّها ستّ وثلاثون، وكانت هناك أقوال أخرى تزيد عن هذه الأعداد أو تقلّ، ولم يرد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تحديدها بعدد مُعيَّن.

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

الفرق بين صلاة التهجُّد وقيام الليل من حيث المعنى

لكلٍّ من صلاة التهجُّد، وقيام الليل معنى مُستقِلّ بذاته، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • التهجُّد: تُطلَق كلمة التهجُّد في اللغة على مَعانٍ كثيرة؛ فالنوم في الليل يُسمّى تهجُّداً، كما أنّ السَّهر في الليل يُسمّى تهجُّداً، والتهجُّد يُطلَق على الصلاة في الليل، كما عرّف بعض العلماء التهجُّد بأنّه: الصلاة في الثُّلث الأخير من الليل، أو التطوُّع بصلاة نافلة غير صلاة الفرض، وتكون في الثُّلُث الأخير من الليل، أمّا المُتهجِّد في الاصطلاح الشرعيّ، فهو: الذي يستيقظ من النوم؛ للصلاة في الليل، والتهجُّد سُنّة مُؤكَّدة أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وواظب عليها، وهي صلاة ثابتة المشروعيّة في القرآن الكريم، وفي السنّة النبويّة، وفيها قال -تعالى-: (كانُوا قَلِيلا مِّنَ الليل مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
  • قيام الليل: وهو يعني: إحياء الليل بالصلاة، والعبادة، والذِّكر، والدعاء، ومعنى أقام الليل: أي أحياه بطاعة الله -تعالى- ويُعَدّ انشغال العبد أثناء الليل؛ كلّه، أو جزء منه بأيّ نوع من أنواع الطاعة المشروعة؛ بهدف التعبُّد لله -تعالى- قياماً لليل، كأداء الصلاة، أو قراءة القرآن، أو الاستماع إليه، أو قراءة الحديث، أو ذِكر الله -تعالى-؛ من تسبيح، ونحوه، أو الصلاة على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فبذلك يكون قيام الليل.

فضل صلاة التهجد

صلاة الليل هي أفضل صلاة بعد الفريضة، قال تعالى {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}[٨]، وقد أمر الله تعالى بصلاة الليل ورَغَّبَ فيها، وحَضَّ العِباد عليها في كثيرٍ منَ الآيات؛ فقال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}[٩]، وفي آية أخرى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا}[١٠]، وإنّ لقيام الليل أهميةً كبيرةً في حياة المسلم، فقد كانت في بداية الإسلام فرضًا على كلّ المسلمين، ولكن نظرًا لمشقة أدائها رفع الله تعالى فرضها وبقي فضلها و صلاة التهجّد هي قيام الليل ذاته بخلاف أنه يستحب فيها الرقود قبل أدائها، لذا اختلف بعض أهل العلم على أنّ صلاة التهجّد في البيت أفضل أم في المسجد، وكان الشافعيّ ومالك قد أجمعا على أنّ صلاة التهجّد في البيت أفضل إذا كان الغرض منها حثّ أهل البيت على الالتزام بأدائها، لما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اتَّخَذَ حُجْرَةً – قالَ: حَسِبْتُ أنَّهُ قالَ مِن حَصِيرٍ – في رَمَضَانَ، فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ مِن أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إليهِم فَقالَ: قدْ عَرَفْتُ الذي رَأَيْتُ مِن صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ في بُيُوتِكُمْ، فإنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا المَكْتُوبَةَ” ولأنها تعتبر من النوافل وهي من السنن الراتبة، فإن الأصل هو أداء صلاة التهجّد في البيت.

وقت صلاة التهجد

تَعودُ صلاة التهجد على صاحبها بالخير الكثير، والفضل العظيم وهي سُنّة مؤكدة،[٢] وصلاة التهجّد هي صلاة التطوّع في الليل،[٣] ويبدأ وقتُها من بعد صلاة العشاء، حتى طلوع الفجر، والأفضل أن تكون في الثلث الأخير من الليل، ففي هذا الوقت يَنزلُ المولى جلّ جَلاله إلى السماء الدنيا،[٤] وعدد ركعاتها إحدى عشرةَ ركعةً، أو ثلاثَ عشرةَ ركعةً، وكلاهما مع الوتر.

صلاة التهجد بعد الوتر

يجوز لمن صلى الوتر أن يتنفل بعده، والأولى أن يكون الوتر هو آخر صلاة في الليل، فمن غلب على ظنه أنه سوف يستيقظ في الليل للتهجد استحب له تأخير الوتر إلى ما بعد التهجد، ومن خشي أن لا يستيقظ يصلي الوتر قبل النوم.

السابق
دواء بروسبان – Prospan يستخدم للنزلات الحادة
التالي
دواء بروستانتك – Prostanic لعلاج أعراض وعلامات تضخم البروستاتا الحميد

اترك تعليقاً