ديني

كيفية صلاة ليلة القدر بالتفصيل

صلاة ليلة القدر

كيفيّة صلاة ليلة القدر بالتفصيل

وردت عدّة أقوال في ركعات ليلة القدر، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- داوم على أداء إحدى عشرة ركعة، ويجوز للمسلم الزيادة على ذلك العدد أو النقصان منه، إلا أن الأفضل له الاقتداء بما ورد عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ومما يدل على جواز الزيادة على ما ورد عن النبي أن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يُصلّون عشرين ركعة زمن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وقال الترمذي في ذلك: (وأكثر أهل العلم على ما روي عن عمر وعلي وغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ركعة، فهو قول الثوري وابن المبارك والشافعي، وقال: هكذا أدركت الناس بمكة يصلون عشرين ركعة)،[٦] ودليل صلاة النبي ما رواه البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِهِ على إحدى عشرةَ ركعةً)،[٧] ويكون قيام ليلة القدر بصلاة ركعتين ركعتين بتشهّد وسلامٍ من كل اثنتين، ودليل ذلك ما ورد من قول الرسول -عليه الصلاة والسلام- لرجلٍ سأله عن قيام الليل فأجابه: (مَثْنَى مَثْنَى، فإذا خَشيَ الصُّبحَ صلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صلَّى)،[٨] فيجوز للمسلم قيام الليل بما يشاء من عدد الركعات، إلا أنه يتشهّد ويسلّم من كل ركعتين، ومما يدل على ذلك أيضاً ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- من صفة قيام الرسول، حيث قال: (فصلى ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم أَوْتَرَ)،[٩]والوتر قد يكون بأدائه ركعة واحدة، أو ثلاث، أو خمس، أو سبع، أو تسع ركعات.

كيفية إحياء ليلة القدر

تعدّ ليلة القدر من الليالي العظيمة التي يتحراها العبد المسلم في العشر الأواخر من رمضان ليكثر من الطاعات فيها، وعرفت ليلة القدر في اللغة بـ: “الليلة: وهي ما يعقب النهار من الظلام، والقدر أي: الشرف والعظمة والوقار” وفي الاصطلاح: “ليلة من ليالي العشر الأخيرة من رمضان تنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا ويستجيب الله فيها الدعاء، وهي الليلة التي نزل فيها القرآن العظيم”،[٤] أمّا عن كيفية إحياء ليلة القدر فقد ورد العديد من الأعمال والطاعات التي يستحب الإكثار منها في هذه الليلة التي يتحراها العبد في الليالي الفردية من العشر فقد ورد أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى”،[٥][٦] واتفق الفقهاء على أنّه يندب إحياء هذه الليلة بالقيام والصلاة والإكثار من الدعاء والتسبيح، فهي ليلةٌ لا شر فيها إلى طلوع الفجر، ولا يقدر الله فيها لعباده إلا السلامة والإجابة، وسيتم التحدث في السطور التالية عن فضل قيام هذه الليلة وأجرها.

كيف أقوم ليلة القدر

قيام ليلة القدر

الإكثار من الصلاة في ليلة القدر

أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ ﷺ قال: «مَن يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه». ومن فعل ذلك فقد تحرّى ليلة القدر؛ بل الغرضُ الأسمَى من إحياء ليالي العشر الأخير من رمضان هو: تحري ليلة القدر، ورجاء موافقتها.
فيجب المحافظة على الصلاة المكتوبة لا سيما صلاة المغرب والعشاء والفجر. فقد أخرج الإمام مالك في الموطأ عن سعيد بن المسيب رحمه الله أنّه قال: «مَن شَهدَ العشاء ليلة القدر في جماعة فقد أخذ بحظه منها». ومثله عن الإمام الشّافعي رحمه الله، وزاد الصبح.وأفضل الصّلاة قيام اللّيل وهي ما يُصَلّى من النّوافل بعد صلاة العشاء .

إيقاظ الأهل والأولاد للصّلاة

وقد ذكر العلماء أن ذلك يتأكّد في الوتر التي يُرْجَى فيها ليلة القدر، فقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة بنت الصّديق رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله».

الإكثار من قراءة القرآن والذكر والدعاء

فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت: «يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة هي ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.

الاعتكاف

ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتّى توفّاه الله تعالى.

كيفية قيام الليل للعاجز

من كان عاجزاً عن قيام ليلة القدر لعذرٍ أو انشغالٍ أو عملٍ وأراد أن يُقيمها بذكر الله وتحميده، وتسبيحه، والصَّلاة على رسوله، وقراءة القرآن الكريم، ومُذاكرة أحاديث المُصطفى – عليه الصّلاة والسّلام- فله ذلك، ويُحسب من الذّاكرين، ويُؤجر على قِيامه وذكره وقراءته، وينال أجر قيام ليلة القدر، وذلك لقوله عليه الصّلاة والسّلام: (مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخر سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ) قِيلَ: كَفَتَاهُ مِنْ قِيامِ اللَّيْلِ.

متى تبدأ صلاة ليلة القدر

  • لا يعرف أحد متى تكون ليلة القدر حتى يجتهدوا في العبادة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، ويمكن القول أن ليلة القدر تكون في الأيام الفردية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
  • فيمكن أن تكون ليلة القدر هي ليلة الحادي والعشرين أو الثالث والعشرين أو الخامس والعشرين أو السابع والعشرين أو التاسع والعشرين من رمضان.
  • وهي تبدأ من غروب الشمس حتى طلوع الفجر في إحدى ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
السابق
أسباب الحمى الداخلية
التالي
ما أفضل الأعمال عند الله

اترك تعليقاً