الأمومة والطفل

كيف أبني شخصية ابني

كيف أقوي شخصية ابني المراهق

مرحلة المراهقة

تعد مرحلة المراهقة إحدى أهم المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، فغالباً ما تُبنى شخصية الطفل أثناء هذه المرحلة، ولذلك تتصف بالصعوبة أحياناً لما يحدث فيها من تغيّرات جسمية ونفسية كثيرة، فعلى الوالدين أن يقدّموا اهتماماً كبيراً لهذه المرحلة، وأن يساعدوا الطفل في تحديد الشخصية المناسبة له ومراعاة حساسية هذه المرحلة.

بناء شخصية سليمة غالباً ما يظّن الناس أن الشخصية تتكوّن بمجرد نصائح كلامية ويجهلون أهمية الصحة البدنية في إنشاء شخصية سليمة، ما يلي عدّة نصائح لبناء شخصية سليمة بدنياً:

  • المحافظة على نظام غذائي صحّي، فالعقل السليم في الجسم السليم، لذلك يجب تقديم أطعمة صحية للطفل في مرحلة المراهقة من فواكه وخضراوات ومحاولة إبعاده عن تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية لما تحمله من مخاطر صحيّة وبدينة، فالوجبات السريعة تؤدي إلى زيادة وزن المراهق، والمشروبات الغازية تسبب تلف لخلايا الدماغ.
  • المحاولة من إنقاص وزن المراهق ذو الوزن الزائد، فالوزن الزائد يعرّض الجسم لخطر الإصابة بالأمراض، ويعرّض سلامة العقل للخطر أيضاً، فكما أثبت علمياً بأن الوزن الزائد يؤدي إلى تأخّر استيعاب الطفل وكذلك يؤدي إلى تلف في خلايا الدماغ، ومن خلال العديد من التجارب أثبت بأن الطفل ذو الوزن المعتدل قادر على التعلّم أكثر من غيره.
  • شرب الماء بكميات كافية، والحصول على مقدار كافي من النوم، فالطفل يحتاج إلى أكثر من 12 ساعة من النوم أثناء اليوم الواحد، فالنوم مهم جداً لترتيب الأفكار وتقديم الراحة البدنية، كما تُبنى العديد من خلايا الجسم أثناء النوم.

نصائح لتقوية شخصية المراهق بعد إنهاء المرحلة الأولى وتقوية سلامة الطفل البدنية يصبح الطفل مهيئاً لاستقبال النصائح النفسية وتحسين الشخصية، ما يلي بعض النصائح المساعدة في تقوية شخصية المراهق:

محاولة تخليص الطفل المراهق من الخجل، فالخجل صفة مذمومة وتؤذي صاحبها، ولتخليص الطفل من الخجل يرجى اتباع ما يلي:

  • منح الطفل الفرصة في الجلوس مع الأقارب والأشخاص الأكبر سناً للتخلّص من الخوف والخجل، فالأطفال بشكل عام يخافون من هم أكبر منهم سناً.
  • السماح للطفل في تقديم رأيه بالمواضيع المطروحة أثناء النقاش، ويفضّل إبداء الإعجاب في رأيه مهما كان.
  • الاهتمام بأناقة الطفل، فالمظهر الجيد يعطي الطفل ثقة أكبر في نفسه.
  • إطلاق المراهق نحو العالم الخارجي والسماح له المشاركة في الأندية والأعمال التطوعية.
  • محاولة تخليص الطفل من مخاوفه إن وجدت.
  • الانتباه لأصدقاء المراهق، فغالباً ما يتأثر المراهق في أصدقائه المقربين ويقلّد أعمالهم.

علامات قوة شخصية الطفل

 

كيف أنمي شخصية طفلي

تصحيح الأخطاء دون عقاب

يُمكنُ تنمية شخصية الطفل من خلال تصحيح الأخطاء التي يقومُ بها، وتوجيهه للطريق الصحيح دون المبالغة في العقاب؛ إذ يُعتبرُ العقابُ المفرط وسيلةً تزيد الوضعَ سوءاً، بحيث يمكن للوالدين توبيخ الطفل وانتقاد سلوكه بطريقةٍ غير مُهينة مع إظهار القليل من الاحترام، كما يُنصحُ بتجنب انتقاد تصرفات الطفل أمام الآخرين وفي الأماكن العامة، ويجبُ اتفاقُ الوالدين على وسيلةٍ تأديبيةٍ عقابية متزنةٍ للطفل في حال ارتكابه الأخطاء.

تنمية المهارات الاجتماعية

يُعتبر تعليمُ الطفلِ طرقاً متنوعة ليُحسن مهاراته الاجتماعية من الأمور الناجعة، وذلك من خلال تعريفه على أطفالٍ آخرين، وتمكينه من تكوين علاقاتٍ وصداقاتٍ جديدة، وإرساله إلى أماكن تحتّم اللقاءات الاجتماعية مع الغير مثل المسابقات والمباريات والمدارس؛ لأن التقاء الطفل مع أطفالٍ آخرين يُساهمُ في تعزيز عملية التواصل الاجتماعي لديه، وبالتالي تنمية شخصيته.

تطوير الفكر المعرفي للطفل

يمتازُ الطفل من سن 1-3 بقدرته على تمثيل الصور مع الكلمات، فهو يستطيعُ التفكير بالرموز والإشارة إلى العديد من الأغراض، ولهذا يجبُ على الوالدين تطوير مهارات الطفل المعرفية من أجل تطوير شخصيته ككُل.

التربية الإيجابية

يُعتبر استخدام تقنيات تربية إيجابية وصحيحة من الطرق التي تعزّز تنمية شخصية الطفل، ومن الأمثلة على تلك التقنيات:

مشاركةُ الطفل في أنشطةٍ اجتماعية، والتحدّث بطريقة هادئة وبلطف، والاعتذار، وتجنب السخرية، والدّعم الجسدي والعاطفي، والتفاهم، والصبر، والاستماع لمخاوف الطفل.

ممارسة تجارب جديدة

الانخراط في نشاطاتٍ وفعالياتٍ جديدة تساعد الطفل على تنميةِ فكره وشجاعته؛ حيث يمكنُ للأبوين تنظيمُ فعالية في الحديقة العامة والتخييم خارج المنزل؛ لمساعدة طفلهم على المشاركة في فعالياتٍ جديدة تعزز ثقتهُ الداخلية وتقللُ من شعورهِ بالخوف، والانتباه إلى ضرورة عمل الطفل لأموره الخاصة وإن كانت شاقة مثل مواجهة ما يخافهُ كالثعبان أو البق للمساعدة على تنمية القدرات الفكرية والنفسية لديه.

كيف أقوي شخصية طفلي عمره سنتين

شخصيّة الطفل ذي العامين

عند بلوغ الطفل السنتين من عمره، تبدأ مهاراته بالتشكّل، فيصبح قادراً على الربط بين الكلمات والأشياء، ويصبح قادراً على تمييز شكل الخطاب بين الذكور والإناث، كما يصبح بإمكانه إتقان بعض الصفات، ويصبح قادراً على حفظ مجموعة من الكلمات، تتجاوز الخمسين كلمة، والطفل في هذا العمر تربة خصبة إذا تم استغلاله بشكل صحيح وسليم، سيصبح شخصاً ناحجاً وفعالاً في المستقبل.

  طرق تقوية شخصيّة الطفل

  • عليكِ توفير بيئة أسرية آمنة، وسعيدة وتملؤها المحبة، ويسودها الاحترام المتبادل بين الوالدين، فهذه البيئة ستنعكس بصورة إيجابية وواضحة على نفسية الطفل، حيث تظهرعلى الطفل معالم السعادة، والراحة، والثقة بالنفس.
  • حافظي على نظام غذائي صحي ومتوازن له، واهتمّي بصحته وقدمي له العلاج المناسب إذا تعرّض لوعكة صحية، فالصحة الجيّدة تمنح الطفل ثقة عالية بالنفس، وعليك الانتباه إلى أنّ توفير البيئة الصحيّة يكون من فترة الحمل، فالبيئة الصحية السيئة في الحمل تؤثّر على الطفل بعد الولادة، فتسبب مثلاً صعوبة النطق عن الطفل.
  • لا تقارني بينه وبين غيره من الأطفال، فهذا سوف يزعزع من ثقته بنفسه ويزرع الحقد والكراهية في قلبه.
  • اختاري أسلوب عقاب خفيف، يعلّمه الخطأ، ولكن لا تعامليه بقسوة وعنف؛ لأنّ هذه الأمور من شأنها تقليل ثقة الطفل بنفسه.
  • دعيه يعمل ما يحلو له ما دام لا يثير المتاعب ولا المشاكل، واحرصي من كثرة تنبيهاتك له وكثيرة التعليقات حتى لا تقلّلي من ثقته بنفسه.
  • اقرأي له القصص والحكايات المفيدة، ولا بأس في إشراك العائلة في الاستماع للقصة، فهذه الخطوة من شأنها تقوية علاقات أفراد الأسرة وزيادة المحبة بينهم، وهذه العلاقة الرائعة تعطي الطفل دفعة كبيرة في الثقة بالنفس.
  • كوني قدوة حسنة لطفلك في القيام بالأعمال الخيّرة والصحيحة وأداء العبادات، وتجنّبي تعليمه سلوك وأنتِ تقومين بعكسه، فهذا سيضعه في حيرة من أمره، ووجعله يتساءل هل هذا العمل سليم أو لا، ويزعزع من ثقته بنفسه.
  • عليك الانتباه إلى إيجابياته وتشجيعه على القيام بها، وكلما عمل أمراً حسناً شجعيه بهدية أو امدحيه، وإذا ما فشل في عمل شيء ما قومي بتشجيعه ومساعدته على النجاح.
  • أشركيه في عمل بعض الأعمال المنزلية معك، مثل إلقاء ورقة في سلة القمامة.
  • انتبهي من تدليله بشكل زائد ومفرط، حتى لا يصبح شخصاً فاشلاً واتّكالياً .
  • استمعي له، ودعيه يعبّر عمّا يجول في باله حتى لو لم تكن كلماته مفهومة، أو حتى بالبكاء.
  • اطلقي عليه الصفات والألقاب الإيجابية، التي من شأنها تعزيز ثقته بنفسه ورفع روحه المعنوية.
  • قدّمي له الألعاب التي من شأنها تحفيزه على التفكير، مثل دفاتر الرسم ذات الرسومات البسيطة اطلبي من طفلك تلوينها وقومي أنتِ بمساعدته.

كيف أقوي شخصية طفلي عمره سبع سنوات

جوانب في التربية حذر منها علماء تحليل الشخصية

إن من أهم الجوانب التي حذر منها الدكتور فؤاد سعيد عطيه في مركز الراشد بالتعاون مع الجمعية السعودية للعلوم والتربية أثناء تنظيمه دورة تحت عنوان ” تحليل الشخصية ” (الجرافوثربي) هي حث ” الطفل ” على الكتابة بالقلم على (الورق المسطر) قبل بلوغه السابعة من عمره. كما ذكر سبب هذا الخطر على الأطفال، حيث إن جهازهم العصبي لم يكتمل بعد و التأثير السلبي على الجهاز العصبي قد يتسبب في عدم توازنه في المستقبل.

ثم نوّه إلى أن البديل هو مسك الصلصال وفرش التلوين والمقص لتقوية عضلات ” الطفل “، وهو ما استطاع اكتشافه عن طريق علم ” تحليل الشخصية ” والذي يعد من العلوم الحديثة. هذا يندرج ضمن اختصاصه العلمي فهو حاصل على دكتوراه من إحدى الجامعات الأمريكية في علوم الاتصالات الإنسانية وعلوم ” تحليل الشخصية “.

أما فيما يتعلق بـ ” تربية ” الطفل، فهناك ثلاثة جوانب يجب الاهتمام بها وهي:

 

أولاً:  القدرات العقلية  لـ  الطفل  ودورها في بناء الشخصية

تقوية شخصية الطفل
تقوية شخصية الطفل

إن جزءًا كبيرًا من ” القدرات العقلية للطفل ” نابع عن تكوينه الجيني، إلا أن هذا لا يلغي الجهد الملقى على عاتق الأبوين في تنمية ” قدرات العقل ” لدى طفلهم وتقويتها بما يتناسب مع واقع الحياة. ولهذه التنمية طرق عديدة أهمها:

  • ألعابه لا بد أن تكون مختارة بما يلائم عمره وبما يساعده على تنمية ” القدرات العقلية ” لديه.
  • إن القراءة للطفل من عمر السنة وتشجيعه على الإشارة بإصبعه على الأشياء هو خير وسيلة لتنمية عقله.
  • أثبتت الدراسات أن عطف الأم وحنانها له الأثر الكبير في تطوير ” قدرات العقل للطفل “.
  • الحزم في بعض الأمور التي تحتاج إلى ذلك، فقد أثبتت دراسة قامت بها Diana baumrind عن طريق ” تحليل الشخصية ” لبعض ” الاطفال ” أن المودة التي تقترن بالحزم تعمل على زيادة كفاءة الطفل وجعله مؤهلًا لتحمل المسؤولية، وذكرت أن استخدام المنطق و” العقل ” فقط بدون حزم سيجعل ” الطفل ” يفهم أنه غير ملزم بما تم وضعه من قوانين.
  • تشجيع ” الطفل ” على الإكثار من الأسئلة الاستيضاحية التي تساعده على توسيع مداركه وأن لا يتخلى عن معرفة كل الأجوبة.
  • تعليم ” الطفل ” توقير الكبار وأنهم مصدر قوي وحَيّ للمعلومات، وحثه على الإصغاء لهم أثناء حديثهم ومشاركتهم في كل عمل هادف ومفيد.
  • تعليم ” الطفل ” كيفية التعامل مع النجاح والفشل وأن الحياة فيها الربح وفيها الخسارة، فمن الخطأ أن يكون الأبوان مُصِرَّين أن ” الطفل ” يجب أن يكون ناجحًا وفي المركز الأول دائمًا؛ لأن هذا له خطورة بالغة على ” قدراته العقلية “. يقول جان جاك روسو: (التحمل هو أول شيء يجب على الطفل تعلمه وهذا أكثر شيء سيحتاج لمعرفته).
  • السماح له بالمشاركة في تخطيط مستقبل العائلة خاصة في الأمور التي يهتم بها، فهذا سيصقل ” قدراته العقلية ” وسيتيح له توسيع مداركه وتنمية ” شخصيته “.

ثانيًا: المهارات السلوكية ودورها في تقوية شخصية الطفل

تقوية شخصية الطفل
تقوية شخصية الطفل

إن ” الشخصية ” السوية لا بد أن تتسم بالسلوك السوي، وأول ما يتبادر للذهن في مسألة ” تربية الطفل ” هو تقويم سلوكه الخطأ. يقول دانتون: (بعد لقمة العيش أول حاجة للشعوب هي ” التربية “). وهناك معايير وخطوات كثيرة لتنمية المهارات السلوكية أهمها:

  • من الضروري وضع قوانين لـ ” الطفل ” تتسم بالاختصار والوضوح والإيجابية مع توضيح الغاية والفائدة لكل منها.
  • من المهم حثه على الاستمرار في تطبيق كافة القوانين الموضوعة ومساعدته في تحقيقها وإيضاح ما هو ممتع فيها، وعلى سبيل المثال: مساعدته في ترتيب غرفة نومه.
  • تجنب نقد ” الطفل ” ذاته بل نقد السلوك، فهناك فرق بين الاثنين. إن نعت الطفل بالغباء هو مثال لاستخدام لغة الانتقاص والاستهزاء مما سيجعله يتصرف على أساس ما وصفته به، فعقله سيطبع هذه الصورة عن نفسه وسيصنع من نفسه إنسانًا غبيًا. إضافة إلى أنه يجب الانتباه عند مقارنته مع غيره من إخوانه أو أقرانه.
  • إن معرفة أسباب فرح وغضب الطفل من خلال الاستماع له ومحاورته يعَّد خير وسيلة لتعليمه كيفية استخدام هذه المشاعر بشكل مناسب بدل الطرق السلبية للتعبير.
  • من الضروري أن يتعود ” الطفل ” على احترام الكبير وتوقيره وعدم تجاوز حدود الاحترام معه مهما كان الظرف.
  • من الخطأ استخدام أسلوب الرشوة أو التهديد في التعامل مع ” الطفل “، فإن هذا سيقوده إلى أن يتجاهل ما هو مطلوب منه بعد أن يتاكد بأن التهديدات التي تطرح وقت الغضب لا تُنَفَّذ في الغالب. واستخدام أسلوب الرشوة سيصنع من ” طفلك ” شخصية لا تطيعك إلا بثمن.
  • إن تعليم ” الطفل ” آداب المناقشة والحوار هو أمر جُلّ، فإنك بذلك ستصنع منه إنسانًا ناضجًا في المستقبل. ويمكن هذا من خلال السماح له بحضور مجالس الكبار مع الالتزام بآداب المجلس.
  • سرد القصص وطرح الأمثلة الإيجابية هو منفذ رائع لتثبيت السلوك الإيجابي لدى ” الطفل ” وإظهار مدى إعجاب الناس بهذه الأمثلة وكيف أدى سلوكها الإيجابي إلى النجاح.

 

ثالثاً: الجانب النفسي والروحي ودوره في تقوية شخصية الطفل

تحليل الشخصية

يعتبر الجانب النفسي لدى ” الطفل ” من أهم أركان ” الشخصية ” السوية والتي لها أثر كبير في تشكيل مستقبله، وإن معرفتنا بأن هذا الجانب هو أول ما يتاثر فيه منذ أن كان جنينًا ستمكننا من معرفة مقدار أهميته وتأثيره في شخصية الطفل والإنسان بشكل عام. ولكي يكون هذا الجانب من شخصية الطفل على أفضل ما يكون، يجب اتباع ما يلي:

  • توفير بيئة جنينة هادئة ومناسبة قدر الإمكان؛ لأنها تؤثر في طباع ” الطفل ” وتكوين ” الشخصية ” لديه في المستقبل. فقد أثبتت الدراسات أن الحالة المزاجية للأم تنتقل للجنين أثناء فترة الحمل.
  • إن الرضاعة الطبيعية من أهم وأروع ما يمكن أن تقدمه الأم لصغيرها من أجل بناء نفسية سوية، وذلك لما يمنحه حضنها الدافيء من حنان واحتواء أكثر أهمية من تغذيته. يقول لامونيه: (ما ندرسه في أحضان أمهاتنا لا يمحى أبدًا).
  • إن الدعم الإيجابي له بالغ الأهمية في تنشئة ” الطفل “، فمن الممكن إهداؤه بعض الأشياء الرمزية تعبيرًا عن الامتنان لتصرفه الحَسَن وتشجيعه على الاستمرار فيه.
  • تقدير واحترام رغبات ” الطفل “. إن شعور الطفل بأن رغباته مجابة بشكل معتدل سيزيد من ثقته بنفسه وبإنه يستحق الحصول على ما يريد، وطبعًا في حدود بعيدة عن المبالغة والإسراف في تنفيذ كل الرغبات. هذا سيزيد أيضًا من إحساسه بالأمان والاستقرار.
  • تشجيع ” الطفل ” ومدحه من أفضل الطرق التي تدعم نفسيته وتشعره بإيجابيته، وأنه قادر على أن يكون ناجحًا وإنسانًا سوي ” الشخصية “.
  • العطاء والاهتمام: وهنا ليس المقصود العطاء المادي فالبخل بخل المشاعر وليس المال فقط، ففي ظل ما يعيشه الآباء من انغماس وانهماك في العمل ضاع حق الطفل في الرعاية والاهتمام ومشاركة الوالدين وقتهم. وإذا شعر ” الطفل ” بأنه غير مرغوب به أو منبوذ انتهى به الأمر إلى شخص غير سوي ” الشخصية ” في المستقبل.
  • تعليم ” الطفل ” وتشجيعه على الحرية والاستقلال، فإن ثقة الطفل بنفسه نابعة من تعويده على الاستقلال وتحمل نتائج القرارات التي يتخذها وهذا لن يتوفر إلا إذا أتيحت له الفرصة لتجربة ذلك بنفسه.
  • احترام ” الطفل ” كإنسان واحترام آرائه؛ لأن من أسس ” الشخصية ” السليمة هو احترامه وهو طفل واحترام آرائه مهما كانت بسيطة وضيقة الافق ومحاولة تصحيحها بطريقة لائقة إذا كانت غير صحيحة. إن هذا سيجعل منه إنسانًا يتمتع بالثقة قادرًا على طرح رأيه بشجاعة دون الخوف من انتقاد الآخرين.

صفات الطفل قوي الشخصية

السمات الشخصية الخمس

قد تلاحظ الأم تغير طباع طفلها وطريقة ردوده مع الآخرين، لكن هذا لا يعني أن هذه التصرفات هي شخصيته، لأن شخصية الطفل تتضح معالمها أكثر في بداية سنين المراهقة، وتحديداً بعد سن الحادية عشرة من العمر، وقد حدد بعض الباحثون والمختصون في علم النفس خمس صفات لمعرفة شخصية الإنسان قد تُمكّن الوالدين من معرفة شخصية طفلهم، وهي:

  • المسؤولية: إذ يبدو ميول الطفل نحو تحمل مسؤولية مبكرة من خلال سلوكياته، والعمل على تحقيق أهدافه طويلة المدى دون متابعة من الآخرين، أو بتوجيه محدود، كما أنه يلتزم بشكل كبير بالمواعيد.
  • حب التجربة والإبداع: يتميز الطفل بحُب الاطلاع على بعض التجارب، وخوضها ويتميز بالإبداع، والمرونة، والفضول، وحس المغامرة، كما يحب استخدام وتحفيز حواسه الخمسة وعقله من خلال الاستماع إلى الموسيقى، وقراءة الشعر والأدب، وتذوق مأكولات جيدة، ومشاهدة الفن، وغيرها من الأمور.
  • القبول الاجتماعي: أي أن الطفل يختلط بالآخرين، ويتفاعل معهم بصورة إيجابية، ويتمتع بالقبول لديهم، فهو يقدم المساعدة للآخرين، ويعمل بصورة جيدة مع الجماعة.
  • الانفتاح: وهو الطفل غير المنعزل أو الانطوائي، ويظهر نشاطه في الاتصال مع الآخرين.
  • العصابية: أي تغلب عليه بصورة دورية مشاعر سلبية تتمثل بالتوتر، والغضب، والحزن، والشعور بالذنب، ويُذكر أن الذين ترتفع لديهم مستويات هذه المشاعر يكونون أكثر عرضة للتفاعل بشكل سئ مع المواقف الصعبة، والتعامل مع المواقف على أنها تهديد له، أو ميؤوس منها.

ابني شخصيته ضعيفة كيف اقويها

إن لكل منا شخصيته التي تميزه عن غيره، ومجموع السمات الفطرية التي تولد مع الطفل والسمات المكتسبة هو ما يحدد طريقة سلوكه وطريقة تفكيره، وردود فعله، وطرق تعامله. والأطفال يستمدون ثقتهم بأنفسهم وقوة شخصياتهم من البيئة حولهم، وعلى الأخص من النواة الأسرية، ويمدهم حب الأهل غير المشروط والحنان والاحترام والتقدير الذي يعاملون به بالركائز الأساسية التي تبنى عليها شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم وبالعالم حولهم، فإن كان هنالك خلل ما في هذه النواة الأسرية؛ ظهر الخلل في شخصية الطفل وسلوكه.

من الأساليب الخاطئة في التربية، والتي تساهم في إضعاف ثقة الطفل بنفسه وإضعاف شخصيته: الدلال الزائد والحماية المفرطة التي يحيط بها الأهل أبناءهم؛ فالدلال الزائد يضعف الشخصية ويهز الثقة بالنفس؛ ذلك أن الطفل الذي تعود الدلال يشعر بالضعف في داخله؛ لأنه يشعر بأنه لا يملك القدرات والمقومات التي تمكنه من مواجهة التحديات، فقد تعود الحماية من الأهل، ولم يدرب على الاتكال على النفس وتعلم المهارات المختلفة التي تساعده في مواجهة الحياة وتحدياتها، وتقوي من شخصيته. كما أن القسوة الزائدة أيضًا، واستخدام الضرب والتعنيف اللفظي، والإكثار من الانتقاد والتجريح للطفل يهدم شخصيته، ويضعف ثقته بنفسه، ويفقده الاحترام والتقدير لذاته. فكلا الأسلوبين من دلال زائد أو قسوة وضرب يؤدي إلى نفس النتيجة السلبية في النهاية.

كما أن هنالك نقطة أود التنويه إليها، وهي:

أن الاختلاف في الصفات الشخصية أيضًا أمر وارد حتى ولو لم يكن هنالك أخطاء تربوية، فلكل منا شخصيته التي تميزه عن غيره، والشخصية هي مزيج من الصفات التي يكتسبها الطفل من طريقة التربية والعوامل البيئية، ومن السمات الفطرية أيضًا والتي تولد مع الطفل وتكون متأصلة فيه، فتجدين بعض الأشخاص بطبيعتهم خفيفو الظل يملكون قدرة على إمتاع الآخرين وترفيههم، بينما تجدين البعض يفتقر إلى الجانب الفكاهي في شخصيته، حتى وإن حاول وبذل الجهد لذلك، وهذه اختلافات شخصية طبيعية، والاختلاف شيء جميل في الحياة؛ فلكل منا صفاته التي تميزه ونقاط قوته ونقاط ضعفه، وابنك -حفظه الله تعالىلديه أيضًا نقاط قوة واضحة، فهو متفوق في دراسته، جريء كما ذكرت، وهاتان صفتان قويتان تمكنانه من النجاح في كثير من المجالات، وإن كان قد أخفق في جوانب معينة؛ لذا فمن المهم أن يكون تركيزنا كأهل على الصفات الجيدة لدى أبنائنا، وتعزيزها، وتسليط الضوء عليها؛ حتى تدعم ثقتهم بأنفسهم، ومن ثم محاولة تجنب التركيز على نقاط الضعف والنقاط السلبية؛ حتى لا نعززها لديهم بتركيزنا عليها.

وهنالك بعض الأمور التي تساعد في تقوية شخصية الأبناء ودعم ثقتهم بأنفسهم:

  • أن تعملي على تعزيز ثقة ابنك بنفسه، فتشعريه بداية باحترامك أنت لشخصه وتقديرك لآرائه، فاستمعي له حين يتكلم، واسأليه رأيه في أمور البيت، وأشعريه بتقديرك لآرائه، وركزي على الصفات الإيجابية عنده، وسلطي الضوء عليها؛ حتى يدركها هو نفسه فتعزز من ثقته بنفسه.
  • توقفي عن التركيز على نواقصه وصفاته السلبية، ومنها ما ذكرته من ضعف شخصية واستسلام للأصدقاء، ولا تكثري من ترديدها على مسمعه، أو تظهري له أنها مشكلة وتتطلب حلاً. نمي قدراته الذاتية على حل المشاكل، وعلى اتخاذ القرارات وطرح الأفكار، وأكثري معه من لغة الحوار والنقاش، وأتيحي له الفرص ليعبر عن نفسه وعن رأيه ويؤكد ذاته، وتجنبي فرض الرأي والسلطوية في تعاملك أنت ووالده معه، وأعطياه قدرًا من الحرية في قراراته واختياراته.
  • ابدئي بتعليمه المهارات الاجتماعية المهمة لكسب الأصدقاء وكسب القبول بين الآخرين، وعلميه بعض الأساليب التي تساعده في تكوين الصداقة دون الحاجة إلى التنازل عن حقه أو الخضوع لأصدقائه، فعلميه حسن الاستماع والإصغاء، وعلميه أن يدرب نفسه على تقبل النقد أحيانًا، وأن لا يأخذ رأي الآخرين بحساسية، بل يستمع لآرائهم فيأخذ منه ما ينفعه، ويتجاهل ما قد يزعجه.
  • وشجعيه أيضًا على إقامة الصداقات، بأن تتيحي له المجال أن يدعو صديقًا ما أو أكثر لبيته يمارسان نشاطات يحبانها سويًا؛ فهذا سيتيح المجال لأصدقائه لمعرفته أكثر، ويقوي الود بينهم. علميه أن البكاء لأسباب صغيرة هي صفة لا تليق به في عمره هذا، وأنها صفة قد تنفر الآخرين منه؛ لأنها تجعل التعامل معه أمرًا صعبًا، وأنه الآن فتى كبير، ومن المفترض أن يدرب نفسه على التحمل والجلد.
  • ​اغرسي فيه قيم الاعتزاز بالنفس، فأخبريه أنه يملك الذكاء والقدرة على التفوق والنجاح، ويملك الجرأة والقدرة على الكلام، وهو يستطيع بما يملك من صفات وهبه الله تعالى إياها أن يكون الصداقات، وأن يكون له حضور، دون الحاجة لأن يضع التنازلات ويبالغ في إرضاء الأصدقاء كي يقبلونه.
  • اطلبي من والده أن يصحبه معه لعمله من حين لآخر، أو عندما يذهب لقضاء حوائجكم أو زياراته لأصدقائه؛ فالأب عادة هو القدوة التي ينظر إليها الابن ويتعلم منها، ومرافقته لأبيه ستتيح له مراقبة طريقة تحدثه وتعامله مع الناس ومع الأمور، فيقتبس منه ويتعلم منه أسلوب الحوار وطريقة الطرح، وكيف يجذب الغير بحديثه، وكيف يستخدم الدعابة بطريقة صحيحة.
  • اعهدوا إليه بمسؤوليات في الأسرة يقوم بها، وعلموه الاعتماد على النفس، وشجعوه على تعلم المهارات المختلفة، فكلما كان الطفل أقدر على الاعتماد على النفس والاستقلالية والقدرة على التصرف لوحده؛ كلما تعززت ثقته بنفسه أكثر. اكتشفي ما لديه من مواهب وهوايات وقدرات، وساعديه على تطويرها وإبرازها، ووفري له ما يلزم لذلك؛ حتى تعززي ثقته بنفسه.​
  • ابنك متفوق دراسيًا، وأنماط الذكاء تختلف بين الأشخاص، فمنهم من يكون ذكاؤه أكثر بروزًا في الناحية الدراسية، ومنهم من يكون ذكاؤه أكثر بروزًا اجتماعيًا أو رياضيًا أو فنيًا وغيره، فحاولي أن تقربي ابنك من أقران آخرين يتلاقون معه في الاهتمامات والصفات، وربما يكون ذكاؤهم دراسيًا مثلاً، مثل ابنك، وسجليه في ناد للشطرنج مثلاً إن كان يحب هذه اللعبة، أو في نادي أصدقاء المكتبة مثلاً، أو أي مجال تعتقدين أنه قد يلتقي فيه بأقران يألفهم.
  • ولا تنتقدي سلوكه أمامهم، ولا تركزي على طريقة حديثه وتنتقديها، ولا تكبري المشكلة أكثر من حجمها، فأحيانًا نحن الكبار ننظر للأمور بطريقة مختلفة عما يراها أبناؤنا، فإن عملت على دعم ثقته بنفسه وتقوية شخصيته؛ فاستثمارك هذا لن يضيع هدرًا، وستجدين أن شخصيته مع الأيام تتطور شيئًا فشئيًا، وسيطور المهارات الشخصية التي تساعده في مواجهة أمور لم يكن يستطيع مواجهتها مسبقًا.​
  • امنحيه حبك وعطفك ووقتك، دون مبالغة أو دلال زائد، وأشعريه باحترامك له وتقديرك، وأكثري من الثناء على سلوكياته وصفاته الجيدة مهما صغرت، وامدحيه أمام والده أو أمام الأقارب؛ فهذا يرفع من ثقته بنفسه ويشعره بحبكم وقبولكم له.
  • شجعيه على الرياضة، وإن كان لديه اهتمام بنوع معين من الرياضة ككرة القدم أو السلة أو غيرها؛ فسجليه في ناد لتنمية هوايته، كما أن رياضات الدفاع عن النفس مثل التايكواندو والكاراتيه مفيدة جدًا في تحسين الثقة بالنفس؛ لأن الطفل يشعر بأنه أصبح أقدر على حماية نفسه من قد يحاول أن يؤذيه.
  • أعطه انتباهك الكامل ووقتك عندما يتحدث إليك، واتركي ما في يدك وانتبهي إليه؛ حتى يشعر بأنه إنسان مهم له قيمته، وأصغي إليه جيدًا، وتجاوبي معه.
  • قوي إيمانه وثقته بالله تعالى، وعوديه التوكل على الله تعالى وإحسان الظن به، وأن يلتجئ إليه عندما يحتاج إلى شيء ما. واحرصي على توفير البيئة الأسرية المستقرة التي يرى فيها الاحترام المتبادل بين أبيه وأمه وأخوته، وفي طريقة تعاملهم معه؛ فإن نظرة أبنائنا لأنفسهم وذواتهم كثيرًا ما يحددها نظرتنا نحن لهم وطريقة تعاملنا معهم، فإن أعطيناهم الاحترام والتقدير؛ رأوا أنفسهم من نفس المنظار، وانعكس هذا على احترامهم لذواتهم. وأكثري له من الدعاء بالصلاح والفلاح، واسألي الله تعالى أن يحبب قلوب عباده به، وأن يجعله من السعداء دنيًا ودينًا.

كيف أخلي طفلي جريء

الاقتداء بالوالدين

يجب أن يكون والدا الطفل نموذجاً للشجاعة أمام أطفالهم، حيث يميل الطفل إلى التقليد وفعل الأمور نفسها التي يقوم بها الأبوين، لذا عليهم التصرف بشجاعة ومقاومة مخاوفهم كصعود المرتفعات أو التحدث إلى مدير العمل مثلاً، ثمّ التعبير عن مدى السعادة التي يشعرون بها نتيجة التغلب على مخاوفهم، فبذلك سيتعلم الأطفال كيفية مواجهة التحديات الصعبة والتحلّي بالشجاعة.

مشاركة أعمال الشجاعة مع الغير

تتطلب الشجاعة الممارسة، لذا يُمكن تشجيع الأطفال على القيام بأمر يتطلب الشجاعة كلّ يوم، كتقديم أنفسهم للتعرف على شخص جديد، أو دعوة زميل جديد للعب، وغيرها من الأمور التي تطلب شجاعةً لفعلها، ثمّ يجب مشاركة تلك النجاحات الشجاعة مع الغير فقد تتحدث الأم عن شجاعة طفلها عند تناول العشاء مع العائلة، أو يُمكن كتابة مواقف الشجاعة للطفل على شرائط ورقية وتدبيسها معاً لتشكل سلسلة، وغيرها من الأساليب التي تُعزّز من شجاعة الطفل.

الإحاطة بمخاوف الطفل

تُعدّ معرفة مخاوف الطفل من الأمور الأساسية لمساعدته على التخلص منها والتحلّي بالشجاعة، ففي بعض الأحيان يخاف الأطفال لأنّهم أساؤوا فهم شيء ما، أو لأنّهم يجهلون المعلومات الأساسية الخاصة بموضوع ما، فمثلاً هناك أطفال يخافون من رجال الإطفاء ظناً منهم أنّهم يُشعلون النيران، لذا على الوالدين الإحاطة بمخاوف طفلهم من خلال طرح بعض الأسئلة مثل: ما الذي تخشاه، أو ما الذي يُقلقك، وتقديم المعلومات الكافية للطفل حتّى يتخلص من مخاوفه، كما أنّ توفير الألفة ومناقشة الطفل فيما يُمكن القيام به في مواقف معينة أمور هامة لغرس الشجاعة لدى الطفل.

غرس الثقة في نفس الطفل

يُمكن للوالدين غرس الثقة بالنفس وتعزيز شجاعة أبنائهم من خلال الإيمان بقدرات أبنائهم وتجنب الوقوف في وجه طموحاتهم وتحدياتهم، وذلك بمقاومة الرغبة الفطرية في تأمين الحماية لهم، والتركيز على مهاراتهم وقدراتهم بدلاً من ذلك، وتعزيز الكفاءة الذاتية لديهم للتعامل مع تحديات الحياة المختلفة.

السابق
دواء فالدوكسان – valdoxan يوصف في حالات الاكتئاب
التالي
تمارين الصباح للأطفال

اترك تعليقاً