تعليم

كيف تبحث عن السعادة

البحث عن السعادة الحقيقية

أين تجد السعادة الحقيقة

يتساءل الإنسان عادةً أينَ يُمكن أن أجد السعادة الحقيقيّة الدائمة؛ حيث إنّ هذا السؤال حيّر الكثيرين فإذا كانت جميع المُغريات والمُتع لا تدوم فالسعادة الحقيقيّة في دوام الشيء واستمرارية منفعته، وعليه فالفرد الناجح يجد سعادته في مجموعة من الأمور.

الإقبال على طاعة الله وعبادته

إنّ العبدَ المُسلم الذي يبحث عن سعادةٍ في القلبِ ورَاحةٍ في النفس يجد ذلك في طاعَتهِ لربهِ، وامتِثالهِ لأوامرهِ، وبُعدهِ عن معاصيهِ؛ فقلبُ المُسلم يَحنُّ ويشتاقُ للعبادةِ أكثر من حنينه لمتع الدنيا الزائلة، وبطاعة العبد، وإيمانه، وتقرّبه من الله سُبحانه يتعلّق قلبه به حتى يُصبح حب الله هو أسمى غاية، وأعظم رغبة يسعى لها العبد، فينالُ بذلك الحب، والطاعة، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ). إنّ الطاعة لله سبحانه وتعالى وعِبادته، وحسن القرب منه ليست كَلمات تُقال، وإنّما هي عَملٌ وسلوكٌ يُترجَم على أرضِ الواقع، ويَظهرُ أثره في الكون والحياة، فليس للعبدِ طريقاً أنفع، وأهدى من طريق الهداية، ولا أوصل للسعادة والبهجة إلا بها. قال تعالى في كتابه الكريم: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى). جاء في تفسير هذه الآية: (فَلا يَضِلُّ) أي في الدنيا، (وَلا يَشْقَى) أي في الآخرة، وقوله سبحانه (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي) بمعنى خالف أمري، وطاعتي، وأعرض عنه وتناساه، ولم يهتدي بهذا الهدي، (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) هذا جزاؤهُ في الدنيا، حيث يفقد الطمأنينة، ولا انشراح لصدره، بل قد يضيقُ صدرهُ وإن أظهرَ عكس ذلك، وأظهر النعم، فالسعادة القلبية تكون لديه مفقودة.

الذكر الدائم لله تعالى

الذكر والدعاء يُزيل قساوة القلب وشدته، ويجعل الإنسان يعيش في راحة بال واطمئنان في القلب، وسعادة في الحياة، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)؛ فذكر العبد يجعله يشعر بالسعادة في الدنيا والآخرة. ذكر ابن القيّم في كتابهِ فوائد عديدة لذكرِ الله سبحانه منها: بالذِّكْر ينال العبد رضا الله عز وجل، والذِّكْر يطرد الشيطان، ويُزيل الهم والحزن عن قلب المسلم، ويجلب الفرح، والسرور له، والسعادة والهناء، ويُقوّي الصحة والبدن، ويجعل في الوجه والقلب نوراً وإشراقاً، وهو كذلك جالبٌ للرزق، ويورّث المحبة من الله سبحانه ومن الناس جميعاً.

القناعة والرضا بما قدّر الله سبحانه

رِضا العبد بما قسم الله سبحانه وتعالى سببٌ للسّعادة والسرور، والفوزُ في الدنيا والآخرة، ومن قناعة العبد ورضاه أن ينظُر دائماً إلى من هو أقلّ منه من أهل الدنيا، ولا ينظر إلى من هو أعلى وأفضل منه؛ فالإنسان إذا نظر إلى مَن فُضِّل عليه بماله، أو جاهه، أو مكانته، أو أيّ أمرٍ من أمور الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، وأصبح يَسعى ليل نهار لنيلها، وهو ساخطٌ على كلِ من حولهِ، وقد استصغر ما عنده من نعم الله سبحانه وتعالى، وهذا الأمر يكثر عند أغلب الناس، أمّا إذا نظر العبد إلى من هو أقل منه من أمور الدنيا كالمال والمركز والصحة وغيرها شعر بقيمة نِعم الله سبحانه وتعالى عليه وقدّرها حق تقديرها، فأظهر نعم الله تعالى عليه، وسعد بها، وشكر المنعم سبحانه، وأطاعه حبّاً ورضا منه على ما وَهبه الله به وفضله على خلقه.

الإحساس بالمتع الحياتية

إنّ المُتع الحَياتية كثيرة وعديدة إن توفّرَت للعبد أدخلت السعادة على قلبه، وحياته، ومن هذه المتع وجود المرأة الصالحة في حياة الرجل، فوجودها توفيقٌ من الله سبحانه، ليجد السعادة فهي تُعينه على نوائب الدهر، وتكون عوناً له في الخير، وسنداً له في مواجهة الحياة. من المتع التي تجلب السعادة البيت الواسع، والجار الصالح؛ فهذه جميعها لا تأتي عبثاً بل بتوفيقٍ من الله سبحانه وتعالى، روى سعد بن أبي وقاص أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (ثلاثٌ من السعادةِ، وثلاث من الشقاوةِ، فمن السعادةِ: المرأةُ تراها تُعجبكَ، وتَغيبُ فتأمنُها على نفسِها ومالكَ، والدابةُ تكونُ وطيئةً فتُلحقُكَ بأصحابكَ، والدارُ تكونُ واسعةً كثيرةَ المرافقِ، ومن الشقاوةِ المرأةُ تراها فتسُوؤكَ، وتحملُ لِسانَها عليكَ، وإن غبتَ عنها لم تأمنْها على نفسهَا ومالكَ، والدابةُ تكون قطوفا، فإن ضربتَها أتعبتكَ، وإن تركتَها لم تُلحِقكَ بأصحابكَ، والدارُ تكونُ ضيقةً قليلةَ المرافقِ)

أقوال عن السعادة الحقيقية

حكم وأقوال عن السعادة الحقيقية في الحياة

  • السعادة والرضا أدوات تجميل عظيمة، وأدوات خادعة لحفظ مظهر الشباب، وعندما تتكاثر المصائب يمحو بعضها بعضا وتحل بك سعادة جنونية غريبة المذاق وتستطيع أن تضحك من قلب لم يعد يعرف الخوف.
  • السعادة لا يستحقها إلا من ينشدها مخلصًا.
  • لا أحد لديه الحق في استهلاك السعادة دون إنتاجها.
  • السعادة والزجاج بنكيران بسهولة.
  • من تزوج في يوم ماطر غمرته السعادة مدى الحياة.
  • العائق الكبير للوصول إلى السعادة هو انتظارنا سعادة كبرى.
  • في بؤس البعض سعادة للآخرين.
  • السعادة صحة جيدة وذاكرة سيئة.
  • البحث عن السعادة يفضي دائما إلى الحزم والشقاء.
  • ما الماضي إلا حلم، وما المستقبل إلا رؤية، وعيشك الحاضر بحب تام لله سبحانه وتعالى يجعل من الماضي حلماً من السعادة ومن المستقبل رؤية من الأمل.
  • حينما تكون روحك جميلة تستطيع أن ترى الكون بأسره جميلاً، فلو تلفّت حولك ونظرت إلى نفسك لرأيت أسرار الفرح ومفاتيح السعادة بيدك، ولكنك غافل عنها، فكثير منا لا يدرك أنه في سعادة إلا حينما يفقدها أو يفقد أسبابها، وفي حقيقة الأمر: نحن الذين بإرادتنا نستطيع أن نحيل حياتنا إلى أفراح أو إلى أحزان وآلام.
  • الأخلاق أولاً ثم العلم والكفاءة، هذا هو مفتاح السعادة للأفراد والحكومات والجماهير.
  • السعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفا من الله لا منهم.
  • إذا أردت أن تشعر بالسعادة الحقيقية والتي لا تنتهي، فعليك أن تستفتي قلبك قبل كل خطوة تخطوها: هل هذه الخطوة تقربك من الله أو تبعدك عنه؛ فإن كانت تقربك فافعلها، وإن كانت تبعدك عنه ولو أشباراً بسيطة فلا تقربها أبدا مهما كانت.

البحث عن السعادة كتاب

اضغط هنا لتحميل كتاب البحث عن السعادة

كيف تجد السعادة

ممارسة الأمور المفضلة للنفس

يمكن العثور على السعادة الحقيقية من خلال إيجاد طريقة لمعرفة ما يحبه الفرد ويفضله، مع تحديد هذه الأمور تبعاً لما يفضله القلب وليس كما يريده المجتمع؛ ففي حال الشعور بالخجل من القيام بالأمور التي يستمتع بها الشخص بسبب الضغط الاجتماعي فهناك احتمال بأن تؤثر هذه الأمور على سعادته بشكل مباشر، لذا ينصح بمتابعة القيام بالأمور التي يحبها الفرد دون الخوف من الحكم عليه بطريقة سلبية.

مشاركة القيم مع الآخرين

يمكن تحقيق السعادة والرضا في الحياة من خلال نشر الصفات الحسنة، والتأثير على الآخرين بطريقة إيجابية، ويمكن القيام بذلك من خلال التعرّف على نقاط القوة والصفات الجيدة التي يملكها الشخص، ثم عرضها للعالم الخارجي من خلال تقديمها ومشاركتها بكرم مع الآخرين، أو عبر مدونة إلكترونية لنشر الحكم والقيم العامة.

إظهار الود للآخرين

يمكن زيادة السعادة من خلال إظهار الود، والعطف، والمساعدة للآخرين، ويمكن القيام بهذه الأمور في أبسط صورها عبر التصرف بودية مع الأفراد، وإظهار ردود فعل إيجابية، وذلك من أجل جذب ردود فعل إيجابية منهم أيضاً.

الاستمتاع باللحظة

يمكن تحقيق السعادة عبر اتباع نهج الاستمتاع باللحظة من خلال التركيز على الحاضر، وتجنب القلق على الماضي أو المستقبل، حيث يؤدي عيش الحاضر والاستمتاع به بشكل جيد إلى الوصول للقناعة، وفي المقابل يسبب التفكير المستمر في الماضي والمستقبل الشعور بخيبة الأمل.

قضاء الوقت في الطبيعة

تشير الدراسات البحثية التي تم نشرها في مجلة ساينس ديلي بأن الأشخاص الذين يقضون وقتاً في الطبيعة يمتلكون شعوراً أكبر بالحيوية، والرفاهية، والسعادة من غيرهم، لذا تساعد الأنشطة التي تقام في الطبيعة في زيادة شعور الفرد بالسعادة ومن ضمنها: السباحة في المحيط، أو اللعب بالطائرة الورقية في الحديقة، أو القيام بنزهة في الغابة.

الاستماع للموسيقى

تساعد الموسيقى في تحفيز العقل بطريقة رائعة، حيث تزيد الأغاني السعيدة والمتفائلة طاقة الجسم وبالتالي تنعكس عبر ابتسامة على الوجه، بينما يجب تجنب الأغاني الحزينة التي تنشّط الذاكرة وخاصةً الذكريات الحزينة، لذا يجب التركيز على الاستماع للموسيقى السعيدة التي تحسّن من مزاج الفرد.

حقيقة السعادة

حكمة عن السعادة

  • الدّهر يومان، يومٌ لك ويوم عليك. فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فلا تضجر. (الإمام علي بن أبي طالب)
  • اذا ابتسم المهزوم فقد المنتصر لذّة النصر. (شكسبير)
  • السّعادة أن يكون لديك ثلاثة أشياء: شيء تعمله، وشيء تحبّه، وشيء تطمح إليه. (تولستوي)
  • حسبك من السّعادة في هذه الدّنيا: ضمير نقيّ، ونفش هادئة، وقلب شريف، وأن تعمل بيديك. ( مصطفى لطفي المنفلوطي)
  • النّقود لا تحقّق السعادة، إنّها فقط تهدّئ الأعصاب أحياناً. (جمال الدّين الأفغاني)
  • كن سعيداً وأنت في الطّريق إلى السّعادة؛ فالسّعادة الحقّـة هي في المحاولة، وليست في محطّة الوصول .
  • لا تتوقّف السّعادة على الحظّ والبخت، وإنّما على العمل ومواصلة الكفاح الدّائم. (فريدريك بريفس)
  • لو كانت السّعادة تكمن في ملذّات الجسد وحدها، لكان الثّور الذي يعيش في زريبة واحدة مع بقرة سمينة أكثر سعادة من البشريّة جمعاء. (هادي المدرسي)
  • أنت لا تحتاج إلى البحث عن السّعادة؛ فهي ستأتيك حينما تكون قد هيّأت لها موقع إقامتها في قلبك . (حكيم )
  • تتوقّف السّعادة على ما تستطيع إعطائه، لا على ما تستطيع الحصول عليه. (غاندي)
السابق
التأثير في الآخرين
التالي
كيف أشغل وقتي في البيت

اترك تعليقاً