تعليم

كيف تبدأ حياتك من الصفر

كيف تبدأ حياة جديدة مع الله

الحياة مع الله 

يجب على العبد المسلم أن يكون مُستعيناً بالله تعالى، ومُتوكلاً عليه، ومفتقراً إليه، وطالباً العون منه على أداء العبادة، والوصول للهداية كذلك، كما يجب أن يكون العبد قبل كلّ ذلك مؤمناً، حيث قال الله تعالى: (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)، فالإيمان يجب أن يكون بالأفعال والسلوكات، وليس فقط بالأقوال والمظاهر الخارجيّة، مع الحرص على تنقية القلب من الشوائب والأمراض والأدران، وعدم تعلّقه بالأمور الماديّة، والشهوات والزلّات، وإنّما تعلّقه بالله تعالى، ومن الوسائل التي تُعين على ذلك قراءة القرآن الكريم بتدبرٍ وتمعّنٍ، والتفكّر في دلالات الآيات ومعانيها، والعمل بالأوامر التي نصّت عليها، فالقرآن الكريم دليل العبد للخروج من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى الحقّ، كما يجب على المسلم الاقتداء بالرسول عليه الصّلاة والسّلام، ومجاهدة النفس في سبيل تحقيق ذلك، والحرص على الاطلاع على سيرته، والسير على نهجه واتّباع سُنّته؛ ففي ذلك تحقيقٌ للأمن والطمأنينة والاستقرار، والاستشعار بمراقبة الله -عزّ وجلّ- في كلّ وقتٍ وحينٍ، والمداومة على ذكره وحمده وثنائه، وتذكّر نعمه على العباد، وربط كلّ الأفعال والأقوال به، وذلك بجعل الهدف من أيّ عملٍ؛ زيادة الصلة بين العبد وربّه وتقويتها، وطلب رضاه في الحياة الدنيا والآخرة، ومن الطرق التي تحقّق للعبد الحياة السعيدة مع الله تعالى؛ معرفته الحقيقيّة به، ومعرفة الله تعالى لا يصل إليها العبد إلا بالعيش مع أسمائه وصفاته العليا، والحرص على تعلّمها، وتأمّلها، والتفكّر فيها، وتدبّر آثارها على الحياة، والإكثار من العبادات، وخاصّةً عبادة التفكّر، والعمل على القرب من الله تعالى بمختلف أنواع العبادة، فالله تعالى يتعرّف على عبده بصفات ألوهيته وربوبّيته، فالواجب على العبد أن يحبّ الله تعالى حبّاً صادقاً، ويشتاق إلى لقائه، ويتنافس في القرب منه، ويتودّد إليه بطاعته، والالتجاء إليه، كما يجب على العبد العمل على تحقيق توحيد الربوبيّة لله تعالى، والتوكّل والاعتماد عليه، والذلّ والخضوع والاستسلام له والاستعانة به، والواجب على العبد أيضاً أن يستشعر عطاء الله تعالى في المنع، وحكمته في ما قدّر وقضى، وعطاءه في ستره ومغفرته، وحكمته فيما أمر به ونهى عنه.

كيف أبدأ من الصفر

التركيز على ما يريده الشخص

يمكن للمرأ أن يبدأ حياة جديدة من خلال التركيز على الأمور التي يريدها على نطاق واسع، على سبيل المثال إذا أراد شخص ما أن يصبح رشيقاً فعليه التركيز على فكرة الرشاقة، وتجنب التفكير في الأمور السلبية التي تؤدي لعكس حصول ذلك، مثلاً قد يؤدي التركيز على فكرة تجنب الزيادة في الوزن لزيادة المشكلة وتفاقمها بسبب تمحور التركيز على المشكلة نفسها وليس على الحل لأنها تدور حول ما يريد الشخص تجنبه وليس ما يريد حصوله، إضافةً إلى أن التفكير الكثير في الأمور السلبية بصورة عامة مثل الفواتير، المشكلات مع بعض الأشخاص، وغيرها من الأمور السيئة تعمل على زيادة الطاقة السلبية وعلى تعزيز الإجهاد أيضاً لدى الإنسان.

تحسين الحياة

يمكن الإنسان أن يعمل على تحسين حياته بهدف بدء حياة جديدة من الصفر من خلال عدة خطوات منها:

  • مواجهة المخاوف وفعل ما يمكن لتغييرها.
  • استخدام قوة الإرادة للتأكد من القدرة على تغيير الماضي وإزالة الأخطاء لصنع الفرق في الحياة.
  • الإعتراف بالأخطاء للآخرين بهدف بدء علاقة جديدة كاملة.
  • الثقة بالنفس والإيمان بالإمكانيات والمهارات المختلفة وبالقدرة على تعلم المزيد.
  • طلب الحكمة ومحاولة استخدامها في التعامل مع تحديات اليوم والغد.
  • الحفاظ على الوقت.
  • استثمار الأرباح لخلق ثروة لاكتساب القوة الذاتية.
  • وضع كل الحيوية والنشاط والقوة في الأفعال المختلفة.
  • التمسك بالنزاهة بهدف التعرف على أشخاص يتمتعون بالنزاهة.
  • الكفاح من أجل ما هو صحيح في الحياة مثل المحاربة مثل الحصول على صحة جيدة أو لحماية العمل أو العائلة وغيرها من الأمور الهامة.
  • التمسك بفكرة التخصص حيث أنها تساعد على خلق واقع جيد يقود للوفرة والتميز والإنتاجية.

اكتشاف وتحديد الأهداف

يتوجب على الشخص أن يفكر في الأمور التي يجيدها في الحياة، والأشياء التي يشعر اتجاهها بالشغف ويستمتع بها كثيراً بحيث تجعله سعيداً وراضياً بشكل ما، حيث قد يساعده ذلك على إكتشاف أهدافه وبالتالي يمكنه إيجاد فرصة ممتازة لمعرفة وجهة سيره في الحياة حتى يتأكد أنه يسيسر على الطريق الصحيح، كما أن عليه التوقف عن القيام بأي شيء قد يكون له أثر سلبي ما على حياته حتى يعيشها بشكل ممتع، وحتى ينسى الماضي ويبدأ من جديد.

كيف تبدأ مشروعك من الصفر

البدايات عادة ما تكون صعبة .  دائماً ما نتردد في بداية أي أمر في حياتنا، قد يكون هو الخوف من التغيير ، أو الخوف من الفشل ، أو الخوف من المشاكل و المصاعب التي قد نواجهها.

فيما يتعلق بمشروعك الناشئ ، فالعديد من الشباب لديهم من الأفكار و المخططات الكثير و بالتأكيد أنت أحدهم ، و لكن قد تكون البداية غير واضحة ، و قد يتردد السؤال الأزلي : هل أنا مستعد للبدء ؟ هل أنا في أفضل وضع مادي و معنوي و ذهني لكي أبدأ !

ما أود تأكيده لك هو أنك دائما جاهز لتطبيق فكرتك ، برأيي الشخص هذه الخطوات الأربع ستكون أفضل طريقة لبداية مشروعك و الاستمرار في تنفيذه.

أولاً : امتلك الفكرة !

بلا أدنى شك ، هذا هو المفتاح الرئيسي لمشروعك . لكن لا تضيع وقتاً كبيراً في التفكير بالفكرة بحد ذاتها إذا كنت تعتقد أن الفكرة التي تمتلكها فكرة مذهلة. أما اذا لم تمتلك بعد تلك الفكرة فحاول أن تطور وعيك و قدراتك في المهام اليومية التي تؤديها ، خاصة تلك التي تقع ضمن دائرة شغفك و حماسك .

لا تنسى ـنه من المهم جداً ان تعمل على شيء تعشقه بحق ، فهذا ما ستنجح فيه فعلاً. لكي تولد فكرتك ، ركز على أي أمر يمكنك فعله بطريقة أفضل و بمجهود أقل . أفضل الأفكار هي تلك التي ستستخدمها بنفسك كل يوم أو أنك ستكون مستعد للدفع من أجلها في حال كانت موجودة فعلاً !

نقطة إضافية ، تذكر أن عملك و مجهودك الذي ستبذله في التحليل و التفكير في فكرة غير ناجحة سيكسبك خبرة أكبر من انتظار الفكرة الرائعة كي تنزل عليك ! فكر و ابدأ جلسات العصف الذهني لتحليل أفكارك في مخيلتك و من ثم قرر . هذا المجهود ما هو إلا عملية استرجاع لخبراتك و أفكارك المتراكمة في عقلك إلى منطقة العقل الواعي مما سيساعدك في صقل فكرتك بشكل أفضل لأن خبراتك أصبحت قريبة و سهلة التناول .

ثانياً: قطعها إلى أجزاء

أياً كانت فكرتك ، فإن تقسيمها إلى أجزاء صغيرة أمر مهم جداً . قطعها حتى تعتقد أنها صغيرة جداً لكن مازالت ذات قيمة. الآن هذه هي نسختك الأولى من المشروع ! في الواقع فحتى هذه الفكرة الصغيرة مازلت أعتبرها كبيرة جداً !
إذا لم تقم بإزالة و قص بعض المزايا و الخصائص من فكرتك الرئيسة فأنت على الأغلب “لن تطلق مشروعك أبداً ” . اعرف ما الذي تفكر فيه ، أنت تقول الآن  “ إذا اطلقت فكرتي بهذا الحجم فإنها ستكون بلا معنى ، من سيستخدم منتجي وهو بالكاد يكون قابل للاستخدام ؟
حسناً ، أنت أمام خيارين ، إما أن تطلق هذه الفكرة المتناهية في الصغر ، أو أنك لن تطلق شيء  لنأخذ الأمور بواقعية ، إذا كان مشروعك يستهدف 10 آلاف عميل ، فلتطلق النسخة المتناهية الصغر من فكرتك و ليستخدمها فقط 500 شخص . الهدف من هذا هو أن تحس بأن هناك إنجاز خرج على أرض الواقع. هذا هو ما سيدفعك لتواصل العمل ، أما إن أصريت على إكمال الفكرة بشكل كامل فلن تكون أفضل حالاً من الغالبية العظمى الذين فشلوا بإطلاق مشاريعهم عندما أصروا على إطلاقها بالإصدار الكامل

ثالثاً : شارك الفكرة ، احصل على الآراء

هذه أيضا خطوة مهمة ، و هي عادة ما يتم تجاهلها نهائيا من قبل أصحاب المشاريع الناشئة (خوفاً من أن تسرق الفكرة). البعض لا يفكر فيها أساساً و لا تخطر على باله. ببساطة ، تجاوز هذه الخطوة قد يكون السبب في تدمير مشروعك في مرحلة حساسة .
اعرض فكرتك كفرضية لشيء تعتقد أنه سينجح وسيعمل بالشكل الذي تراه. يجب أن تدافع عن الفكرة و تختبر فرضيتك بصرامة شديدة بعرضها على من تشاركهم بالفكرة. في الحقيقة هناك هدف آخر من مشاركة الفكرة ، ألا و هو الحصول على التحفيز. ستفتقد التحفيز إذا عملت على تطوير مشروعك لفترة طويلة دون أن تعرض مشروعك و تحصل على الآراء في كل مرحلة من مراحله.
احصل على الأراء لتصحح فكرتك و تختبرها، و لكن الأهم هو أن تحصل على الآراء لتشعر بشعور رائع و محفز تجاه ما تقوم به. إن سماعك لعبارة مثل : “متى راح يخلص ؟ متحمس أجربه ” سيكون وقعها كالسحر على طاقتك و حماسك لإنهاء المشروع.
لن يحطم مشروعك خلل تقني ، أو خطأ في السياسة التسويقية ، لكن سيقضى على مشروعك بشكل كامل في حال فقدت التحفيز.

رابعاً : انطلق بشجاعة

لن تجد الأمر سهلاً ، لكن إذا تجاوزت الخطوات السابقة ، فإن كل ما سيتبقى لعمله هو القليل من الشجاعة.

لا تغرق نفسك بالتفاصيل الدقيقة . متى سأطلق المشروع ؟ هل سأحتاج لشخص متخصص في التسويق ؟ ماذا عن نظام قواعد البيانات ؟ أليس من الأفضل أن أسلم تصميم الجرافيكس لشخص متخصص ؟ أوووه الشعار والمطبوعات !!
حسناً ، توقف عن كل هذا ، لا تزعج نفسك بذلك ، التفكير بكل هذه التفاصيل قبل البدء بالمشروع هذا هو الأسلوب التقليدي لإدارة المشاريع ، قد يكون هذا الأسلوب جيد لمشروع يعمل فيه عشرات الأشخاص و ينفذ لصالح شركة عملاقة حيث الأخطاء تكلف الملايين . لكن في حالة مشروعك الناشئ فإن الأخطاء لا تكلف شيء ، بالعكس الأخطاء تمنحك المزيد من الخبرة ، إن أعظم ما يمكنك فعله في مشروعك الناشئ هو أن تخطئ .. حاول أن تجعل ذلك يحدث مبكراً .

التحفظ الزائد سيمنعك من اكتشاف أخطائك مبكراً .. لذلك تحلى بالشجاعة وانطلق

البداية من جديد

كيف أبدأ من جديد

يتساءل البعض كيف لي أن أبدأ حياتي من جديد، وكيف لي أن أحدث التغيير فيها للأفضل، وما هي الوسائل المعينة للتحول، والانطلاق نحو النجاح، هذه التساؤلات يمكن الإجابة عنها بما يلي:

الدوافع

هي الشيء الذي يدفع الشخص للتصرف، أو الحركة، وتُعتبر الدوافع المحرك الأساسي للسلوك الإنساني، يقول فرانسيس بيكون:(نصيب الإنسان موجودٌ بين يديه)، فالإنسان عندما يكون لديه دوافع، وبواعث نفسية داخلية، يظهر عنده الحماس، والطاقة، وحتى الإدراك فإنّه يكون أفضل لديه بوجود الدوافع، بعكس الشخص الذي يعيش حياته بلا دافع؛ فإنّ العزيمة لديه تكون هابطة، والطاقة معدومة، وينصبُّ تركيزه، واهتمامه على الأمور السلبيّة فقط، يقول دنيس ويتلي: (تتحكم قوة رغباتنا في دوافعنا، وبالتالي في تصرفاتنا)، وهذا القول يبيّن أنّ الرغبة الموجودة عند الإنسان هي أول قاعدةٍ في النّجاح والتجديد، والذي ينعكس على أداء الإنسان وحياتهِ، فالدوافع الداخلية عند الإنسان هي السبب في قيامهِ بأعمالٍ أعلى من المستوى العادي، بحيث يصل إلى نتائج عظيمة، فامتلاك الإنسان للقوى الكامنة في داخله، واستغلالها بشكلٍ صحيحٍ، قد تُحدث فرقاً كبيراً في طريقِ نجاحهِ، يقول رالف والدوامرسون: (ما يوجد أمامنا وما يوجد خلفنا يُعتبر ضئيلاً جداً بالمقارنة بما يوجد بداخلنا).

كسب القلوب من طبيعة قلوب البشر، أن تُحبّ من يُحسن إليها، وتبتعد عمّن أساء إليها وآذاها، وقد حرص الإسلام على تعليم الإنسان هذا المبدأ العظيم من خلال ما غرسهُ من أخلاقٍ عظيمةٍ في شخصية سيدنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-؛ لما لكسب القلوب من أثرٍ على الإنسان، والبعد كلّ البعد عن الجفاء، والتنافر، والتباغض، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ). وقد دعا الإسلام المسلمين إلى الصبر عند الغضب ، والاتصاف بالحلم، و العفو عند الإساءة، وعلى الإنسان أن يُشعر بأخيه الإنسان، بأنّه ذو أهميةٍ عاليةٍ، وله دورٌ مهمٌ في الحياة، فهذه قواعد أساسيّة في التعامل مع الآخرين، وكسب قلوبهم، قال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ). فعلى الإنسان إذا أراد أن يبدأ حياةً جديدةً، ويكون ناجحاً في حياتهِ، أن يكسب قلوب المحيطين بهِ، كما فعل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث ترك الشدّة، والغلظة، وتعامل مع الناس برقّةٍ، ورفقٍ، ورحمةٍ.

الطاقة الكامنة وقود الحياة

إنّ التّجديد و التّغيير في حياة الإنسان يحتاج منه إلى طاقةٍ عاليةٍ؛ حتى يستطيع أن يجد القوة التي تدفعه للأمام، فالإنسان إن كانت لديه الحماسة العالية، كانت الطاقة أيضاً عاليةً لديه، لأنّ الرغبة الداخلية، والدوافع الكامنة، تمدّه بالطاقة اللازمة للتغيير ، إلا أنّ الإنسان يحتاج دائماً إلى توليد طاقةٍ جديدةٍ بالإضافة إلى الدوافع الداخلية، فالأكل، والشرب، والرياضة، والتنفس جميعها لها تأثيرٌ في حياة الإنسان وتقدّمهِ، يقول جورج برنارد شو :(العقل السليم في الجسم السليم، ولا بدّ من رفع مستوى كليهما؛ حتى تعيش حياةً صحيةً سليمةً).

التوجيه الصحيح

للقوة كلّ إنسانٍ يمتلك في داخلهِ قوةً، تزيد من إيمانهِ وطاعتهِ، وتُعينهُ على مواجهة الأهواء والصعاب، وتدفعهُ للعمل الحسن، وتُبعده عن كلّ الشرور، والقوة المقصودة هنا، ليست القوة الجسدية فقط، وإنما تشمل قوة العقل، والقلب، والإرادة، وهذه القوة يمكن أن يكرّسها الإنسان لأمورٍ كثيرةٍ في حياتهِ، فهي تفيدهُ في طاعة الله، وفي الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي تحسين وتطوير حياتهِ، وتجديدها، وهذه القوة هي علامة إيمان العبد، فدرجة المؤمن القوي عند الله تعالى، أفضل من درجة المؤمن الضعيف، فالمؤمن القوي أكثر عطاءً وفائدةً من المؤمن الضعيف، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ).

اتخاذ القرار

إنّ اتخاذ القرار في حياة الإنسان أصبح من الأمور الملحّة والضروريّة، حيث تكمن حاجة الفرد في التعبير عن مواهبهِ، وقدراتهِ، التي تميزهُ عن غيرهِ، وتظهر الحاجة لديه في ترك بصمةٍ في العالم، تشهد على وجوده، وأثرهِ، وإنجازاتهِ الناجحة ، ولذلك يبدأ بالتصميم، والإبداع، والابتكار، أو أيّ عملٍ آخر، يجد فيه التعبير عن ذاتهِ، وقد لا يبدأ الإنسان حياتهُ، بالمقدرة على اتخاذ قراراتهِ بنفسهِ، فيتخذها الآباء نيابةً عنه، كأن يقرروا ماذا يلبس، وماذا يأكل، أو نوعيّة البيئة التي يعيشها، والمدرسة التي يلتحق بها، إلا أنّه من الجيّد للإنسان أن يصل إلى مرحلةٍ معيّنةٍ من حياتهِ، يتّخذ فيها الإنسان قراراتهِ بنفسهِ، وأن يُحدد ما يريدهُ من حياتهِ، فاتخاذ القرار هو مهارة يتمّ تعلّمها، ويمكن ممارستها بسهولةٍ إذا وُجدت الثّقة بالنفس لدى الفرد.

كيف تبدأ من جديد بعد الفشل

١. تقبل الألم

الفشل يؤلم، يجلب معه سحابة من المشاعر السلبية: خيبة أمل، حزن، إحباط، غضب. وأحد أسوأ الأخطاء التي يمكنك القيام بها هو التصرف كما لو أن هذه المشاعر لم تصل إليك ولم تتخللك ولم تؤثر فيك. لأنه يمكنك إخفاء وجهك، والتصرف كما لو أن كل شيء على ما يرام، ولكنك قد تسحب تلك المشاعر المكبوتة في كل مكان معك، مثل كرة حديدية متصلة بالكاحل، وطالما أنك ترفض مواجهتها، فستبقيها مدفونة في أعماقك.

للارتداد بعد فشل مهني، فإن أول شيء يجب فعله هو تقبل المشاعر السلبية وتحمل الألم. فأنت لست منيعا، أنت إنسان. لذلك امنح نفسك الحق في الشعور بالألم. لن يجعلك هذا ضعيفا، ولولا وجود الألم لما كان للسعادة معنى.

٢. سامح نفسك

أنت لست مثاليًا، لا أحد كذلك. الجميع يخطئ: أنت، أنا، الصغير والكبير، الفقير والغني، التافه والحكيم. نعم درجة الخطأ تختلف من شخص لآخر وذاك مرتبط بدرجة الوعي واليقظة. المهم أن نتقبل فكرة أننا دائما سنخطئ، فلقد فعلنا ذلك في الماضي، ونحن نفعله الآن وسنفعل ذلك مرة أخرى. التقدم في الحياة تجارب والتجارب تلزم الخطأ.

إذا فشلت، فهذا يعني أنك قد أخذت المخاطرة، ووافقت أيضا على وضع نفسك في موقف غير مريح ومحاولة حله. وهذا النوع من المواقف هو ما قد يصنع منك شخصا ناجحا. ستقدم لك الحياة العديد من الفرص، لذا سامح واغفر لنفسك وانتقل للمستوى الآخر حتى لا تنسى عيش اللحظة فتظل حبيس الماضي.

٣. حلل الأسباب

الفشل ليس طريقا مسدودا، بل نقطة تقاطع تعيد فيه حساباتك وتسلك طريقا أفضل. فبعد أن تنعى ما فقدته، ستتمكن من تحليل الأسباب التي أدت بك إلى هذه النكسة. فلا أحد يستطيع تغيير الماضي، ولكن يمكنك تغيير أسلوبك ووضوح رؤيتك لجعل المستقبل أفضل، فاغتنم هذه الفرصة للتعلم من أخطائك ومحاولة فهم سبب فشلك وتجنب اللوم ورمي المسؤولية على غيرك ولعب دور الضحية، وكن صادقا مع نفسك، ربما الحقيقة سوف تؤذيك، لكنها ستجعلك أقوى.

وعندما تحدد هذه الأسباب التي أوصلتك إلى ما أنت عليه اليوم، ستتمكن من تجنبها والتحكم فيها لكي تتصرف بشكل مختلف وأفضل في موقف مشابه. بالإضافة إلى ذلك، ستسمح لك بالتعرّف عليك، مما يساعدك على النجاح والازدهار في حياتك. لأن معرفة نقاط القوة والضعف لديك ستساعدك في العثور على الوظيفة والتحديات التي تناسبك تمامًا.

٤. عد أقوى

بمجرد قبولك للمشاعر السلبية، ومسامحتك لنفسك، وتعرّفك على الأسباب التي أوصلتك إلى ما أنت عليه اليوم، فقد حان الوقت للرجوع والنهوض على قدميك مجددا. ستتولد لديك بعض المخاوف مخافة العودة لتلك الحفرة مجددا وعيش ما عشته من ألم وغضب وحزن أو اكتئاب، وهذا أمر الطبيعي تماما.

خلافا لذلك، فقد لا تدرك وتعي أنك بعد هذه الأشواط التي مررت بها، فقد جعلك الفشل أقوى بكثير مما كنت عليه، وذاك بسبب أنك اخترت استغلال الفشل لمصلحتك لكي تكتشف نفسك ولتتقدم أفضل من السابق.

كيف ذلك؟ الآن تعرف نقاط ضعفك أفضل ولديك مقاربة جديدة تمامًا قابلة للتطبيق. وأنك انتقلت للمستوى التالي. الشيء الوحيد المتبقي بالنسبة لك الآن هو استعادة موقف المبادر الذي لا يخاف من أي شيء، حتى لا تتردد في فتح طريق جديدة. الحياة مسألة رؤية، وأنت الذي تحدد زاوية رؤيتك للعالم ولنفسك، وهي التي ستمكنك من اختيار أن تكون إيجابيا وترى النصف الممتلئ من الكوب .

بداية الحياة العملية

نصائح تفيدك عند بداية الحياة العملية بعد التخرج

قد تعتري حياة الإنسان في بداياته بعض الظروف التي تُجبره على التخلي عن الكثير من رغباته بغية القبول بالموجود، وأكثر ما يُجسِّد هذا الأمر هو قبول الشاب بوظيفةٍ لا تتناسب مع قدراته ومؤهلاته من أجل توفير لقمة العيش، ولكن مع ذلك كان لا بدَّ من الحديث عن نصائح تفيدك عند بداية العملية بعد التخرج، وفيما يأتي سيكون ذلك:

  • لا بدَّ من الابتعاد عن الطَّريق المرسوم الذي يسلكه كلّ طالبٍ جامعيٍّ بعد أن يحصل على شهادته؛ لأنَّ ذلك يُعرِّضه لأن يكون إنسانًا عاديًّا يواجه نفس المصير الذي واجهه المئات غيره.
  • إنَّ الابتعاد عن الوظائف الحكومية خيارٌ لا بد من التفكير فيه بتمعن؛ لأنَّ وظيفة الدَّولة تعتمد على مبدأ تقديم رغيفٍ من الخبز كلَّ يومٍ دون الزيادة فيه، وهذا مما لا يُحقق طموح أي شخصٍ أراد كسر القاعدة.
  • إذا وجد الإنسان نفسه حاملًا لفكرةٍ عبقريَّةٍ غير مستهلكةٍ في مجتمعه، لا بدَّ له وأن يستثمرها وإن لم يستطع وحده فلا مانع من استقطاب خبراتٍ أخرى من أصدقائه المهتمين.
  • إنَّ الزواج المبكر يقتل الإبداع ويُوجه الإنسان في سيره إلى غير هدفه، مما يجعل منه شخصًا عاديًّا يهدف من عمله كلَّ يومٍ تأمين الحياة لأطفاله.
السابق
دواء روفامايسين Rovamycine علاج أو منع العدوى التي تسببها البكتيريا لا سيما في علاج عدوى الرئة والجلد
التالي
كيف تكون متفائلاً

اترك تعليقاً