تعليم

كيف تختار مهنة المستقبل

كيف تختار وظيفتك

لكل فردٍ في المجتمع مجموعة من المجالات المفضلة لديه والَّتي تتولد لديه الرغبة بشكل مستمر في تحقيقها، ويعدّ العمل أحد هذه المجالات فلكل شخص مبادئ مختلفة ووجهات نظرٍ متنوعة تسهم في تحديد المجالات الَّتي يحب العمل بها، وهنالك العديد من النقاط الَّتي يجب على الفرد أخذها بعين الاعتبار عند اختياره لوظيفته، وفيما يأتي تفصيل لأهمّ هذه النقاط:

تقييم الفرد لشخصيته

يجب على الفرد عند اختيار وظيفته أن يقيم شخصيته ونمط حيّاته المناسب، حيث يترتب عليه التفكير فيما إذا كانت الوظيفة تحقق التوازن المطلوب له بين عمله وحيّاته، وتقييم قدرته على القيام بعمل إضافي منتظم في ساعات ما بعد أوقات الدوام الرسمي والَّتي لها تأثيرها على وقت الفرد الذي يقضيه مع عائلته أو أصدقائه، بالإضافة إلى تقييم مشاعره وقياس اهتماماته تجاه الوظيفة.

تقييم الفرد لمؤهلاته

من النقاط ذات الأهمّية في اختيار وتحديد الفرد لوظيفته المناسبة هو تقييم مؤهلاته من خلال رؤية هل الوظيفة سوف تتناسب مع خبراته ومجالاته التعليمية الَّتي تتضمنها سيرته الذاتية، بالإضافة إلى عد اعتماده في تقييم وظيفته على شهاداته العلمية فقط بل على طموحاته والمواهب الَّتي يوَدُ العمل بمجالاتٍ ووظائف تتضمنها، بالإضافة إلى استشارة ذوي الخبرة في تحليل مؤهلاته.

استكشاف الفرد للوظائف

يجب على الفرد استكشاف الوظائف المتاحة وتقييمها من خلال العديد من الإجراءات ذات الأهمّية والَّتي تتمَّثل في استكشاف والبحث عن الوظيفة المناسبة من خلال موقعها الجغرافي، أو استكشاف الوظيفة من خلال أهمّيتها والفوائد الَّتي تطرأ على الفرد من خلال العمل بها مثل الحصول على خبرات مناسبة، ودراسة بيئة العمل إن كانت مناسبة له أو غير مناسبة.

معايير اختيار المهنة

هناك عدة معايير يجب أن توضع في الاعتبار عند اختيار المهنة المستقبلية ومنها:

  • الأرباح والحوافز والأجر المناسب، كل هذه الأمور يجب أن توضع في الاعتبار، لأن الهدف الأساسي من العمل بشكل عام هو الحصول على المال، وبدون المال المناسب قد لا يستطيع الشخص الإكمال في المهنة.
  • طريقة الوصول إلى العمل، هي سيكون ذلك متوفر لدى الشخص أم صعب، لأن هناك بعض الأعمال تكون بعيدة جدا عن سكن الشخص، وسوف يتطلب منه ذلك إهدار الكثير من الوقت والمال للوصول إلى العمل.
  • فرص الترويج من الأمور التي يجب الاهتمام بها، لأن الشخص عليه أن يسعى إلى معرفة الفرص التي تستطيع تحقيق النمو والتقدم له، وتعمل على تطوير مهاراته الشخصية، واكتسابه المزيد من الخبرات.
  • مدى الاستقلالية من الأمور التي يجب أن توضع في الاعتبار، بحيث يتعرف الشخص كمية المسؤولية الملقاة على عاتقة، والخضوع إلى الإدارة إلى أي مدى وغير ذلك من الأمور. ل
  • ابد أن يحاول الشخص معرفة الأشياء التي سوف يكتسبها من هذا العمل لو استمر فيه لفترة من الوقت، وهل هذه الأشياء سوف تفيده في الحياة العامة، أم أنها مهنة غير مفيدة على الإطلاق له.

مهنة المستقبل

تعبير عن مهنة المستقبل

كل شخصٍ في الحياة يحلم بما سيكون عليه في المستقبل، ويتخيل نفسه في المهنة التي يُحبها ويرغب بممارستها، فالمهنة التي يقوم بها الشخص في المستقبل ستظلّ معه إلى الأبد لأنها تُشكل مصدر رزقه الذي يحصل من خلالها على الأموال التي تسهل له حياته، ولهذا على كل شخصٍ أن يحرص على انتقاء المهنة التي تليق به والتي يرغب في أن يُمارسها بكل حبٍ ومتعة دون أن يشعر بالكلل أو الملل، فمن يُمارس المهنة التي يرغب بها، يتولد لديه إحساسٌ دائم بالتجدد والرغبة في التطوير، بعكس من يُمارس مهنةً يكرهها، لأنه سيظلّ يراها عبئاً على نفسه طول الوقت.
كثيرون من يحلمون بممارسة مهنة مستقبلية تفوق قدراتهم ولا تُناسب واقعهم، فتراهم ينسجون أحلاماً واسعةً جداً أكبر بكثير مما يليق بهم، فيقعون في فخ الفشل الذي يُصيبهم بالإحباط، لأن على كل شخصٍ أن يُحدد مسار مهنته وفق ما يُناسبه وليس وفق ما يُريد فقط، فالمعلم الذي لا يحب مهنته لا يُمكن أن يُبدع، وخصوصاً إن كان غير قادرٍ على توصيل المعلومات، وكذلك الطبيب والمهندس والنجار والحداد وغيرهم الكثير ممن يُمارسون المهن، فهي قبل أن تكون مصدراً للرزق تُعتبر أسلوباً يُمارسه الشخص في حياته. البعض ينظرون لمهنة المستقبل التي يرغبون فيها نظرة حالمة يبحثون فيها عن التفاخر والتكبر واستعراض المهارات والقدرات، وهذا خطأ كبير ويُعتبر بمثابة مقبرة المهنة، لذلك يجب ألا يكون الاختيار وفق هذا المقياس الخاطئ، لأن هذا يجعل من المهنة مجرد غاية دون النظر في عواقبها، فهي قبل أن تكون مهنة هي أمانة، لأننا من خلالها نُقدم خبراتنا فيها للآخرين، فإن لم نكن متقنين لما نقوم به فإننا حتماً سنفشل في أداء واجباتنا التي تفرضها المهنة على أكمل وجه.
يجب أن يكون اختيار مهنة المستقبل قائمٌ على أساساتٍ ثابتة، وأن يكون اختيارنا لها بناءً على ما نتمتع به من مواهب ومهارات، فمن يختار مهنته طبقاً لهوايته سيبدع جداً فيها وسيقدم أفضل ما لديه وسيكون قادراً على الابتكار والاختراع، أما من يضع نفسه في إطار مهنةٍ لا تُشبهه فسيكون كمن وضع نفسه في إناءٍ مغلق لا يسمح له بالحرية والتنفس والابتكار، لذلك تعكف الدول العظيمة دوماً على تشجيع أبنائها وحثهم على اختيار الدراسة التي يرغبون بها ليمارسوا المهنة التي يُحبون، ولا يفرضون عليهم ما تُمليه المتطلبات الأخرى التي تجعل من مهنة المستقبل مجرد وظيفةٍ روتينية يؤديها الشخص بطريقةٍ مملة خالية من الإبداع.

المهنة أحب أن أمارسها في المستقبل

المهنة التي أحب أن أمارسها تُعتبر المهنة التي يُمارسها الإنسان، انعكاساً لشخصيته وثقافته وخبراته في الحياة، خصوصاً أن الغالبية العظمى من الناس يُمارسون مهناً تتوافق مع نوعية دراستهم، بغض النظر عن ميولهم ورغباتهم الشخصية، فالبعض يدرسون تخصصاتٍ لا يحبونها ولم يرغبوا بها يوماً، وإنما يدرسونها بدافعٍ من الأهل ربما، أو نتيجة ظروفٍ معينة أجبرتهم على هذا التخصص بالذات، فيضطر الشخص أن يمتهن وظيفةً بعيدةً عن شخصيته ورغبته، فيغيب عنه الإبداع الذي كان من المفترض أن يخرج منه لو أنه مارس مهنةً يُحبها ويُقبل عليها بشغف.

عندما يُمارس الشخص مهنةً يُحبها، يُخرج كل ما لديه من إبداعٍ وتفوق، ويبتكر طرقاً عديدة كي يصل في مهنته هذه إلى أقصى درجات الإتقان، خصوصاً أن الإنسان بطبيعته يميلُ للإبداع في الأشياء التي ترغبها نفسه، فلو كان أحداً يرى نفسه طبيباً ويحب أن يُخفف أوجاع الناس، فلن يبدع أبداً لو فُرض عليه أن يمتهن الهندسة أو التعليم أو غيرها من المهن، لأنه سيظلّ يرى نفسه في مكانٍ آخر غير الذي وُضع فيه، ولو أنه كان يُحب أن يكون معلماً، فلن يعرف النجاح طريقه إليه إن فُرض عليه ممارسة مهنةٍ لا توافق هذا الطموح، ولهذا يجب على كل شخصٍ أن يمشي وفق طموحه ورغبته، وأن لا يضع نفسه في مأزق ممارسة أي مهنةٍ لا يُريدها، لأنه بهذا يكون كمن حبس نفسه في قفصٍ حديدي، لا يسمح له بالانطلاق أبداً، وسيبقى إلى الأبد رهين الملل.

عندما يُمارس الإنسان مهنةً يُحبها، يشعر في كل لحظةٍ بأنه يُمارس هوايةً ممتعة، ولا يقع في فخ الروتين والتقليد، خصوصاً أن الشخص يقضي سنوات عمره وشبابه في ممارسة نفس المهنة، فإن كان يُحبها فقد أفنى شبابه في شيءٍ يحبه، وإن لم يكن يُحبها، فقد أضاع عمره في عمل شيءٍ لا يُسبب له أي شعورٍ بالفرح، وستتحول علاقته بمهنته إلى علاقة أجير ومأجور، وتُصبح بالنسبة له مجرد عملٍ يُمارسه لأجل الحصول على المال، وهذا يخلق فجوةً كبيرةً بين العقل والنفس، ويجعل الشخص غارقاً في عوالم لا تُشبهه أبداً.

من حق الشخص على نفسه أن يضعها ضمن إطارها الصحيح، وألا يفرض عليها واقعاً لا ترغبه، ولهذا عليه أن يعرف أن أولى خطوات الإبداع والتقدم يبدأ من ممارسته للأشياء التي يُحبها ومن بينها المهنة، لأنها ليست مجرد مصدرٍ للرزق وإنما هي بابٌ من أبواب الحياة وطريقةٍ مثلى لممارسة أشياء مفيدة تُشعرنا بالمتعة والانتماء.

كيف تختار عملك المستقبلي

خطوات اختيار المهنة المستقبلية

يوجد بعض الخطوات التي يمكن عن طريقها اختيار المهنة المستقبلية والعمل ومنها:

  • تقييم الذات، حيث يجب أن يقوم الشخص أن يقوم بتقييم اهتماماته ومهاراته واستعداده لبعض المهن دون الأخرى قبل أن يبحث عن عمل. إعداد قائمة مهن، يجب أن يقوم الشخص بإعداد قائمة بالمهن الموجودة حالياً أمامه ليفحص المهن المناسبة التي تناسبه وتروق له. استكشف المهن الموجود في القائمة ، من خلال معرفة أوصاف الوظائف الموجودة ومتطلباتها وفرص التقدم إليها.
  • إنشاء قائمة مختصرة ، من خلال تضييق دائرة النطاق للوظائف المناسبة بعد دراستها. إجراء مقابلات إعلامية، عند تبقي عدد من الوظائف أمام الشخص يجب أن يعمل على ترتيب للقاء مع الذين يعملون في ذات المهن للتعرف عليها بصورة عميقة.
  • القيام باختيار الوظيفة المناسبة ، يجب أن يختار الشخص المهنة التي ستسبب له أقصى قدر من الرضا بناءً على المعلومات التي قام بجمعها عن كل منها، وعليه أن يعي إمكانية تغيير الوظيفة إذا أراد ذلك في أية مرحلة من مراحل حياته.
  • تحديد الأهداف ، بمجرد حصول الاختيار يجب على الشخص تحديد الأهداف على المدى الطويلة بحيث تشمل إكمال التعليم والتدريب والتي تستغرف من عامين إلى ثلاثة أعوام، والأهداف القصيرة التي تشمل التدريب الداخلي والتي تحتاج وقتاً أقل وقد يستغرق أقصاها ستة أشهر.
  • كتابة خطة عمل للتوظيف، يتوجب أن يقوم الشخص وضع خطة عمل مهنية بخطوات نقاط محددة للوصول إلى هدفه على المدى القصير والطويل.
السابق
تقرير عن قوة العقل الباطن
التالي
خطوات الفتة اللبنانية

اترك تعليقاً