ديني

كيف كان يعتكف الرسول في رمضان

ماذا كان يفعل الرسول في رمضان

أعمال الرسول في رمضان

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحسن الناس خُلقاً؛ إذ مدحه الله -تعالى- فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[٢] ونهى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن كُلّ ما يُنقص من أجر الصيام في رمضان؛ من سوء الخُلق، وغيره، فقال: (الصيامُ جُنَّةٌ ، فإذا كان أحدُكم صائمًا فلا يَرفُثْ ولا يَجهلْ ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَهُ فَليَقُلْ إنِّي صائمٌ)،[٣][٤] ويُشار إلى أنّه كان من هَديه -عليه الصلاة والسلام- أيضاً في شهر رمضان توجيه الناس إلى خيرَي الدُّنيا والآخرة، وحَثّ الناس على استغلال رمضان، والأوقات المباركة فيه، كليلة القَدْر؛ وذلك لشدّة رحمته، وإشفاقه، ومَحبّته لأمّته، وإرادة الخير لهم؛ بحَثّهم وتشجيعهم على فِعل الخيرات، والإكثار من الطاعات؛ للوصول إلى مغفرة الله، ثُمّ الجنّة.

إفطار النبيّ وسحوره في رمضان

كان من هَدي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في رمضان تعجيل الإفطار؛ فقد كان يفطر على رُطب، فإن لم يجد رُطباً، فإنّه يُفطر على تمر، فإن لم يجد، فإنّه يُفطر على ماء، وممّا يُؤكّد هذه السنّة قوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا يزالُ النَّاسُ بخَيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ عجِّلوا الفطرَ فإنَّ اليَهودَ يؤخِّرونَ)،[٦] وكان يدعو عند فِطره، فيقول: (ذهب الظمأُ، وابْتَلَّتِ العروقُ، وثبت الأجرُ -إن شاء اللهُ-)،[٧][٨] أمّا هديه -عليه الصلاة والسلام- في السحور، فكان يعتمد على تأخيره إلى ما قبل صلاة الفجر بوقت قليل، والمواظبة عليه، واعتباره مُوجِباً للبركة؛ إذ قال: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً).

مدارسة الرسول القرآن في رمضان

كان جبريل -عليه السلام- يلقى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في رمضان، ويُدارسه القُرآن؛ فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القُرآن، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)،[١١] ولهذه المُدارسة الكثير من الفوائد؛ فهي تُجدّد للرسول -عليه الصلاة والسلام- العهد بغنى النفس الذي يؤدّي إلى الجُود، فكان -عليه الصلاة والسلام- في رمضان أجود من الريح المُرسَلة، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان عندما يُدارسه جبريل القُرآن، وقد رأى العُلماء أنّ من المحتمل أنَّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُقسّم ما نزل عليه من القُرآن على ليالي رمضان جميعها، فيقرأ كُلّ ليلة بجُزءٍ منه؛ وفي ذلك حَثٌّ للصائمين على استغلال رمضان بقراءة القُرآن، والتحذير من الغفلة عنه، وينبغي للمؤمن أن يكون ممّن يتلو القرآن حقّ تلاوته، ويُحرّم حرامه، ويُحلّ حلاله، ويعمل بمُحكَمه؛ لينال الأجر، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ).

كثرة تصدُّق الرسول في رمضان

كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أكثر الناس جوداً وكرماً، خاصّة في شهر رمضان؛ لحديث ابن عبّاس الذي وصف فيه كرم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (كانَ رسولُ اللَّهِ أجودَ النَّاسِ وَكانَ أجودَ ما يَكونُ في رمضانَ حينَ يلقاهُ جبريلُ وَكانَ جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ قالَ كانَ رسولُ اللَّهِ حينَ يلقاهُ جبريلُ عليْهِ السَّلامُ أجودَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ المرسلَةِ)؛[١٤] فقد شبّه كرم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالريح وإرسالها؛ لما تأتي به من الرحمة، وكثرة النفع، فتكون سبباً في إنزال الغيث، وإحياء الأرض الميّتة، وتأتي مراتب جود النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على عدّة مراتب؛ فتبدأ بتفضيل جُوده على جُود باقي البشر، ثُمّ جُوده في شهر رمضان على باقي أشهر السنة، ثُمّ جُوده عند لقاء جبريل على باقي ليالي رمضان، ويُشار إلى أنّ الإمام الشافعيّ استحبّ الزيادة في الإنفاق في رمضان؛ اتِّباعاً لسُنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وممّا ورد في فضل الصدقة في رمضان أنّه يجتمع لها شرف الزمان مع شرف العبادة، وفي ذلك مُضاعفة للأجر؛ لأنّ فيه إعانة للصائمين على الطاعة، ممّا يُوجب رضا الله -تعالى-، إلى جانب تكفير الخطايا، وبالتالي دخول الجنّة.

اعتكاف الرسول في رمضان

الاعتكاف إحدى العبادات التي كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يحرص عليها في رمضان، وهو يعني: لزوم المسجد، والتفرُّغ لطاعة الله -تعالى-، فلا يخرج المُعتكف من المسجد إلّا بهدف الوضوء، ونحوه، وقد كان من هدي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الاعتكاف اعتزال أهله، وطيّ فراشه، وشَدّ مِئزره، وكان يعتكف العشر الأولى من رمضان في بداية اعتكافه، ثُمّ اعتكف العشر الأواسط، ثُمّ اعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان؛ فقد جاء عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ)،[١٦] وكان يبدأ اعتكافه من قبل غروب شمس أوّل ليالي العشر الأواخر، وينهيه بمغيب شمس آخر يوم من شهر رمضان؛ وذلك لإدراك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،[١٧] ومَن يتأمّل اعتكاف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، يُلاحظ عدّة أمور، منها: أنّه كان يتقلّب في الاعتكاف بين أيّام شهر رمضان جميعها إلى أن استقرَّ على العشر الأواخر، وكان الصحابة يجعلون له مكاناً خاصّاً به في المسجد؛ ليعتكف فيه، كما كان -عليه الصلاة والسلام- يهتمّ بحُسن مَظهره في الاعتكاف، ونظافة الجسد، وكان لا يخرج إلّا لحاجة، وعندما ينتهي من اعتكافه كان يخرج في الصباح، وليس في المساء من الليلة التي بعد اعتكافه.

جهاد الرسول في رمضان

يُعَدّ شهر رمضان في حياة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- شهر الجهاد؛ والمقصود هُنا الجهاد الذي يشمل قتال غير المسلمين؛ بقصد إعلاء كلمة الله -تعالى-، ومن الأحداث والمعارك التي خاضها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في شهر رمضان غزوة بدر، وكانت في السنة الثانية من الهجرة، وهي من أهمّ المعارك التي خاضها بنفسه، وسَمّاها الله ب(يوم الفرقان)، ونَصر فيها نبيّه، وعباده المؤمنين نصراً عظيماً، وفي شهر رمضان من السنة الثامنة من الهجرة كان فتح مكّة، واستسلام أهلها، وتحطيم أصنامهم، وقد هيّأ ذلك لانتشار الإسلام خارج الجزيرة العربيّة.

تهجُّد الرسول وقيامه في رمضان

تميّز النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بقيام الليل، ومن أبرز النقاط التي ميّزت قيامه عن غيره: أنّه لم يكن يزيد في قيامه عن إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ولم يكن يقوم الليل كُلّه؛ فقد كان يُصلّي، ويقرأ القُرآن، كما كان يقوم وحده؛ مخافة أن تُفرَض صلاة قيام الليل على الأُمّة، وكان يُطيل في قيامه؛ لقول عائشة عندما سُئِلت عن قيام النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَقَالَتْ: ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)،[٢٠][١٨] وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ الحرص على صلاة التراويح؛ وهي قيام الليل في رمضان، والبقاء مع الإمام حتى ينهيَ صلاته، سبب لنَيل أجر قيام ليلة كاملة؛ إذ قال: (إنَّهُ من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ)،[٢١][٤] وكان النبيّ يجتهد في العبادة والطاعة في رمضان كلّه، إلّا أنّه كان يجتهد في العشر الأواخر أكثر من غيرها، وخاصّة قيام الليل فيها.

كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله

 عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ”.

1756- وَعَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ”. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا.

مع النبي في رمضان

اضغط هنا لتحميل كتاب مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

كيف كان يستقبل الرسول رمضان

* كان صلى الله عليه وسلم- لا يصوم حتى يرى الهلال رؤية محقَّقة أو بإخبار العدل أو بإكمال عدّة شعبان ثلاثين يوماً.
* وكان صلى الله عليه وسلم- يكتفي بشهادة الواحد، وفي هذا حجَّة على قبول خبر الواحد. وثبت أنَّ الأمة صامت برؤية أعرابي جاء من البادية فأخبر النَّبي –صلى الله عليه وسلم- أنَّه رأى الهلال فأمر –صلى الله عليه وسلم- بلالاً أن يؤذن بالصيام.
* وكان صلى الله عليه وسلم- ينهى أمَّته أن تتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين احتياطاً وتعمقاً إلا أن تكون عادةً لأحدهم؛ لذلك نهى عن صيام يوم الشك.
* وكان صلى الله عليه وسلم- يبيُّت النيَّة من الليل قبل الفجر، وأمر أمَّته بذلك.
وهذا الحكم من خصوصيات صيام الفريضة، أمَّا صيام النافلة فلا يشمله هذا الحكم.
* وكان صلى الله عليه وسلم- لا يُمسك عن الأكل والشرب والمفطرات حتى يرى الفجر الصادق رؤية محقَّقة عملاً بقول الله تعالى: {وكلوا وأشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}.
وبيَّن صلى الله عليه وسلم- لأمته أن الفجر فجران صادق وكاذب، فالكاذب لا يُحرم طعاماً ولا شراباً ولا جِماعاً، ولم يكن –صلى الله عليه وسلم يُشدِّد على أمَّته في رمضان ولا في غيره، فلم يشرع لهم ما يسمى -بغير حق- أذان الإمساك.
* وكان صلى الله عليه وسلم- يُعجل الفطور ويؤخر السحور، ويأمر أمَّته بذلك قائلاً: «لا تزال أمَّتي بخير ما عجَّلوا الفطور».
* وكان بين سحوره –صلى الله عليه وسلم- وقيامه لصلاة الفجر قدر قراءة خمسين آية.
* أمَّا أخلاقه صلى الله عليه وسلم- فحدِّث عن حُسنها ورِفعتها ولا حرج؛ فقد كان –صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أخلاقاً، كيف لا وقد كان خلقه القرآن، كما وصفته أم المؤمنين عائشة.
وقد أمر صلى الله عليه وسلم- أمَّته بحُسن الخُلق خصوصاً للصائمين منهم فقال: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
* وكان يتعاهد أهله ويُحسن عشرتهم في رمضان أكثر من غيره.
* وكان لا يمنعه الصيامُ من تقبيل أهله ومباشرتها وكان أملك الناس لإربه.
* ولم يكن يدع السِّواك في رمضان وغير رمضان؛ يطهِّر فاه ويُرضي ربَّه.
* وكان صلى الله عليه وسلم- قد احتجم وهو صائم، ورخَّص بالحجامة للصائم
* وكان صلى الله عليه وسلم- يُجاهد في رمضان، ويأمر أصحابه بالفطر ليقْوَوا على ملاقاة عدوِّهم.
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم- بالأمَّة أن رخَّص للمسافر بالفطر، وللمريض، والشيخ الفاني، والمرأة العجوز، والمرأة الحامل أو المرضع، فيقضي المسافر، ويُطعم الشيخ الفاني والحامل أو المرضع.
* وكان يجتهد في العبادة والقيام في رمضان ما لا يجتهد في غيره، خصوصاً في العشر الأواخر يلتمس ليلة القدر.
* وكان يعتكف في رمضان خصوصاً في العشر الأواخر واعتكف في العام الذي توفي فيه عشرين يوماً، وكان لا يعتكف إلا صائماً.
* وأمَّا مدارسته للقرآن: فلم يكن أحد يجتهد اجتهاده، وكان جبريل يلقاه فيدارسه القرآن في رمضان لأنه شهر القرآن.
* وأمَّا جوده وكرمه في رمضان فلا يوصف؛ فقد كان – صلى الله عليه وسلم- كالريح المرسلة بالخير لا يَخشى من ذي العرش إقلالاً.
* وقد كان صلى الله عليه وسلم- أعظم المجاهدين ولم يمنعه الصيام من المشاركة في الغزوات، فقد غزا ستُّ غزوات في تسع سنين سنواتٍ، كلها في شهر رمضان، وقام بأعمال جِسام في رمضان حيث هدم مسجد الضرار وهدم أشهر أصنام العرب، واستقبل الوفود، وتزوَّج بِحفصة أم المؤمنين، وفتح مكة في رمضان.
والخلاصة: أن شهر رمضان شهر اجتهاد وجهاد وتضحية في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لا كما يفهم (ويفعل) كثيرٌ من المسلمين زماننا أنه شهر دعةٍ وكسل وخمول وبطالة!!
فاللهم وفِّقنا لاقتفاء أثره نبيَّك صلى الله عليه وسلم وأحينا على سنَّته، وأمَّتنا على شريعة.

الاعتكاف في رمضان

شروط الاعتكاف

1- النية

فينوي المعتكف لزوم المسجد قربةً وتعبدًا لله جل وعلا ؛ لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» (متفق عليه)

2- أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه تقام فيه صلاة الجماعة

فلا يصح في غير المسجد؛ لقوله تعالى: ( وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ) [البقرة:187]؛ ولفعله (صلى الله عليه وسلم)؛ لأن الاعتكاف في مسجد لا تقام فيه صلاة الجماعة يقتضي ترك الجماعة وهي واجبة عليه، أو تكرار خروج المعتكف كل وقت، وهذا ينافي المقصود من الاعتكاف، أما المرأة فيصح اعتكافها في كل مسجد سواء أقيمت فيه الجماعة أم لا، هذا إذا لم يترتب على اعتكافها فتنة، فإن ترتب على ذلك فتنة منعت، والأفضل أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه تقام فيه الجمعة، لكن ذلك ليس شرطًا للاعتكاف.

3- الطهارة من الحدث الأكبر

فلا يصح اعتكاف الجُنُب، ولا الحائض، ولا النُّفَساء؛ لعدم جواز مكث هؤلاء في المسجد.

قصص النبي في رمضان

وردت الكثير من الأحاديث والسير عن شهر رمضان في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يأمر الناس بالمعروف ويحثهم على الخير، وتذكر كتب السيرة النبوية، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان ينقطع في شهر رمضان المبارك للعبادة، معظم أوقات الشهر، لعلمه صلى الله عليه وسلم بفضل هذه الأيام، وتميزها عن غيرها.

وبحسب السير النبوية، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم صام 9 رمضانات، حتى انتقل إلى جوار ربه في ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، كما ذكر الإمام النووي.

الصيام:

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا، وكان يحث أصحابه على ذلك ويقول: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”، كما روى البخاري ومسلم، وقال لأصحابه: “من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”، كما روى البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابّه أحد فليقل إني امرؤ صائم”، أخرجه البخاري ومسلم.

القيام:

كان النبي كثير القيام بالليل في رمضان وغيره، وكان لا يدع قيام الليل أبدًا، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا”، حتى إن الله مدحه هو وأصحابه على القيام فقال له في القرآن الكريم “إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ”.

الصدقة:

كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فكان يتصدق على الفقراء والمساكين، ويقول لأصحابه “أفضل الصدقة صدقة في رمضان”، كما أخرجه الترمذي.

إطعام الطعام:

كان النبي يطعم الطعام في رمضان، ويحث أصحابه على ذلك، وعلى بعض الخصال التي تنشر المحبة، ويقول لهم “يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”، كما روى أحمد والترمذي.

تفطير الصائمين:

كان النبي يحث أصحابه على تفطير الصائمين، ويؤكد ثواب ذلك، فيقول “من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء”.

الجلوس في المسجد:

كان النبي يجلس في المسجد بعد صلاة الفجر، حتى تطلع الشمس، كما أورد مسلم، وعن أنس بن مالك أن النبي قال: “من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة” كما روى الترمذي.

الاعتكاف:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام؛ فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا، كما أخرج البخاري.

ليلة القدر:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وفي مسند الإمام أحمد، قال النبي: “من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”.

السابق
عمل الرسول عندما كان يعيش مع عمه
التالي
دواء زوفين – zofen يستخدم العلاج لمنع نشوء نوبات الشقيقة

اترك تعليقاً