الأسرة في الإسلام

كيف نظم الاسلام العلاقة بين الآباء والابناء

تعبير عن الآباء والأبناء

موضوع تعبير عن رعاية الاباء للابناء وطن مُتكامل، حيثُ كُلّنا نَعلم أنّ الأب هُو أساس المنزل وأساس الأسرة، وهو الجُزء الأهمّ فِي حَياتِنا التي نعيشها، فالأب هُو الأخ والصّديق والحَبِيب الذِي يَقُوم بِدور حِمَاية ورعاية أفراد الأسرة، فهو بدوره يُقدّم لَهُم العديد من الخدمات الحياتية، مِثل تَأمين كافة مستلزمات الأسرة من مَأكل و مشرب و ملبس، ويُعتبر الأب ذلك الحَجر الكَبِير الذِي يَرتكِز عَليه كافة الأبناء، والآباء لهم فَضل كبير في تربيتنا وحُصولنا عَلى أعلى درجات الرّقي، حيثُ لا يسعنا فِي المَقال التالي إلّا أن نُطلعكم عَلى موضوع تعبير عن رعاية الاباء للابناء.

موضوع تعبير عن رعاية الآباء للأبناء

يَحرص العَدِيد مِن الآباء عَلى رِعاية أبنائهم بِشكلِِ يَرتقي مَع مُسلّمات الحياة أو المجتمع الذي نعيش به، وذلِكَ مِن خلال تعليمهم أهم الأساسيات التي تَقُدهم إلي مستقبل أفضل، بينما من الواجب على كل الآباء أن يَرعوا مَصالِح أبنائهم لأنّهم أغلى ما يملكُون فِي هذه الدنيا، ولقد حرص ديننا الحنيف على ضرورة وأهمية رعاية الأبناء من قبل الآباء لتخريج جيل صالح لنُصرة الإسلام والمُسلِمين، وإتّباع شرع الله في الأرض، فَمِن الوَاجِب عَلى الآباء حِمَاية ورِعاية أبنائهم ليُصبحوا له عونََا وسندَََا فِي المستقبل.

الأب قدوةََ لأبنائه، ومن الواجب على الأب تربية أبنائه تربية سليمة وصحيحة حتى يسعد بأخلاقهم الحميدة، حيث عند كِبَره وتَقدّمة فِي السّن لا يجد سِوى ما رباهم عليه من أخلاق وسلوكيات جميلة ترعرعت بمبادئ الإسلام، فتعليم الأبناء ومراعاتهم ليس سهلََا كَما نتوقع، ولكن هُناك العَدِيد مِنَ الطُّرق التي يتّبعها المسلمون في تربية أبنائهم وهي التي وردت فِي السّنة النّبوية والقرآن الكَرِيم، فإنّ الرّضاء على الأبناء والدعاء لهم بالصلاح والهدايه من رضاء الله سبحانه وتعالي، والله أخصّ بِرّ الوالدين وجعله من أكبر وأعظم الأعمال التي يحرص عليها الإنسان الصّالح والتي تُدخله الجنة.

نصائح تربوية للاب

هناك الكثير من النصائح التي تمّ تقديمها للآباء والأمهات الراغبين في تربية ابناءهم تربية حسنة، وذلك بناءً على ما تمّ اخذه من عدة كتب تربوية، ومن بعض الأحاديث النبوية الشريفة، فتابعونا لكي تتمكّنوا من الحصول على أهمّ نصائح تربوية للأب.

هُنا جمعنا أهمّ النّصائح التي يجب أن يَتّبعها الأب خلال تربيته أبنائه على الاستقامة ونيل الاستقرار المُجتمعي، من خلالها تتحقّق أسمى مُتطلّبات الحياة التي يتمنّاها كل أب لأبنائه، ومن أهم تلك النصائح التي يجب أن يتبعها الأب ويتحلّى بِها هي

  •  إذا تعامل الآباء مع أبناهم بِلُطف وتَفاهَم معهُم مُنذ الصّغر، فذلك سوف يُسهّل كثيراً التعامل بين الآباء والأبناء، ولن يَكُون هُناك أي حواجز تمنع الإبن مِن أن يُصارح والديه بما يشعر به كي يساعدوه في حلّ مشاكله.
    • يجب أن يجعل الآباء أبنائهم يَعتمِدُون عَلى أنفُسِهم، ولكن يجب أن يحرصوا على مراقبهم من بعد، للتّدخل عند تعرضهم للخطأ وتعليمهم الصواب، لأنّه إذا اعتمد الإبن على أهله في كل شيء فلن يستطيع بناء حياته ومستقبله الخاص به، وسوف يتعب كثيراً في حياته.
    • يَجِب أن يَحرِص الآباء على نُصح أبنائهم دائماً كي لا يَقعون في الخطأ، وأن يعلّموهم كيفية انتقاء الأصدقاء الجيدين والابتعاد عن أصدقاء السوء كي لا يضروهم فِي حَياتهم.
    • لا تُعاقب ابنك بقسوة وتؤذيه، لأن ذلك سيُؤثّر عليه كثيراً، وقَد يَجعلُه يَشعُر بالاكتئاب أو قد يكره أبويه، بل احرص على نُصحه وتوبيخه أو إذا أضطرَرت إلى عقابه فَيجِب أن تختار عقاب لا يؤذي صحته أو مشاعره كي يتعلم مِن خطئه ولا يتمادى أكثر في المستقبل.
    • إن كان ابنك كثير الأخطاء، ولا يشعر بمسؤولية، فمن الواجب أن تَصبِر عَليه وتحاول معه مراراً وتكراراً كي يتعلم الصواب.
    • يجب أن يزرع الوالدين حُب الخَير فِي أبنائهم، وكُره الشر حتى لا يتأثرون بِالمُجتمع السيء أو أي عادات سيئة يشاهدونها في الناس.
    • توعية الأبناء بضرورة طاعة والديهم ونَيل رِضَاهم، كي يكبر الأولاد على حب والديهم ويحرصون دائماً على نيل رضاهم.
    إن الأب المسؤول الأوّل عن أبنائه وعن أسرته بشكلِِ عَام، فالأب هو الحجر الأكبر والقوي في الأسرة والذي يعتمد علية الأبناء في كافة الحالات التي تصيبه سواء مكروه أو فرح، وللأب فضل كبير في تربية ورعاية الأبناء لا يُمكن إنكارها.

الصراع بين الآباء والأبناء

مظاهر سوء التفاهم بين الآباء والأبناء

اتسعت الفجوة بين الآباء والأبناء في العصور الحديثة بشكلٍ كبير، وذلك لابتعادهم عن بعضهم، وانشغالهم في التكنولوجيا، فلا يستخدمون الحوار البنَّاء الذي يهدئ النفوس، ويوصل كل طرف فيه ما يريد، بل يلجأ الآباء لفرض سلطتهم على الأبناء بالقوة والعنف وأساليب الترهيب والخوف، وفي المقابل يلجأ الأبناء للتمرد على هذه السلطة، ومقاومتها، وعدم الرضوخ لها، فيشعرون بأنهم وصلوا للسن الذي يؤهلهم لتحمل المسؤولية، واتخاذ القرارات دون تدخل الوالدين.

اتباع الأسلوب الخاطئ

يسعى كل طرف للوصول إلى حل، والعيش بسكينة وطمأنينة، إلا أنّ أساليبهم تكون مُستفزة وعنيفة، ولا يُتيحون لأنفسهم فرصة التفاهم والاتفاق، فيخشى الآباء هذا التمرد، ويمارسون كل قوة ممكنة لفرض أنفسهم وآرائهم، وتستمر الحياة في صراع دائم حتى يستطيع كل طرف فرض رأيه، ويقنع الطرف الآخر بأنه على خطأ، بحيث لا يكون لدى الآباء أدنى استعداد لفهم تصرفات أبنائهم، ومحاولة تصحيحها دون عنف وديكتاتورية، وفي المقابل لا يستطيع الأبناء فهم مدى خوف آبائهم عليهم، وعلى مستقبلهم.

خلل في التربية

الأولية قد يكون السبب الخفي وراء هذا الصراع هو التربية الأولية للأبناء، فلا يستطيع الآباء أن يزرعوا في نفوس أبنائهم منذ البداية أهمية احترامهم لآبائهم، وأهمية الحوار في الحياة، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وعدم الانسياق وراء كل ما يُستحدث من أساليب في الحياة، ولا يستطيعون التمييز بين ما يناسبهم وما لا يناسبهم من عاداتٍ وتقاليد وسلوكيات منتشرة بين الناس، فيكونون كالقطيع يسيرون نحو كل ما هو جديد دون إدراك لسلبيات وإيجابيات كل سلوك، فيأتي الآباء لتغيير هذا بعد مرور الوقت، وأصبحوا لا يستطيعون مراقبة أبنائهم وإرشادهم كالسابق.

حقوق الأبناء على الآباء وواجبات الآباء

اختيار الأم الصالحة

يعتبر اختيار الأم الصالحة الحق الأوّل للأبناء، علماً أنّ الأم الصالحة هي ذات الخلق الطيّب، والأصل القويم، وهي التي تحسن إلى زوجها، وتحفظه في غيابه، وتعينه على طاعة الله، وعلى أمور دينه ودنياه، إضافة إلى أنّها الأساس لتربية الأبناء تربيةً صحيحةً ووفق شرع الله، ولتعليهم الصدق والعفة والأمانة والعزة، ولا بد من الإشارة إلى أنّه يجب على الزوج أن يختار زوجته لدينها، وحسبها، وجمالها، ومالها، مع التركيز بشكل أساسي على الدين.

اختيار الاسم الحسن

يحق للأبناء أن يختار لهم الآباء اسماً جميلاً وحسناً ينادون ويعرفون به؛ لأنّ الاسم يعتبر ملاصقاً لصحابه ولا فكاك له عنه، علماً أنّ الناس يوم القيامة ينادون بأسمائهم التي كانوا مسمون بها في الدنيا، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الأسماء القبيحة تقلل شعور الأبناء بالثقة بالنفس، مما يؤثر في تفاعلهم واندماجهم مع البيئة المحيطة بهم.

التربية الإيمانية

يجب على الآباء أن يربوا أبنائهم تربيةً إيمانيةً صالحةً وقائمةً على الآداب الرفيعة، والأخلاق الحميدة، علماً أنّ هذا الأدب يشمل العلاقة مع الله، ومع رسوله، ودينه، ومجتمعه المحيط به، كما تشمل طريقة التصرف أثناء الأكل، والشرب، والنوم، واللباس، وغيرها من الآداب العام، إضافةً إلى أنّه يجب تربيتهم على تجنّب الإساءة للآخرين، مع ضرورة الابتعاد عن الرذائل، والأخلاق السيئة كقلة المروءة، والبخل، والجبن.

النفقة

يحق للأبناء أن ينفق عليهم آباؤهم كما لا يجوز للآباء التقصير عليهم إن كان بمقدروهم أن يوفروا احتياجاتهم، ويجب ألا تقف هذه الصدقة عند عمرٍ معيّن، إنما تجب عليهم النفقة وإن كانوا كباراً وغير مقتدرين على توفير ما يحتاجونه، إما لفقرٍ أو مرضٍ، أو غير ذلك، كما يجب على الآباء أن يزوجوا أبنائهم، وألا يجبروهم على من لا يريدونه، مع نصحهم وتوجيههم إلى الطريق الصحيح لاختيار الزوجة الصالحة، والمعينة لهم على نوائب الدهر.

الاهتمام بالتعليم

يجب على الآباء أن يلقوا بالهم إلى أبنائهم، وتوجيههم إلى العلم، وإحضارهم إلى مجالسه وهم صغار، وتعظيم أمر العلم في نفوسهم، إضافةً إلى وجوب النفقة الكاملة عليهم خلال مرحلتهم التعليمية، وتوفير جميع احتياجاتهم المادية والمعنوية، كما يجب نصحهم لاختيار الأصدقاء الجيدين، والابتعاد عن أصدقاء السوء.

الإعانة على الخير

يجب على الآباء أن يعينوا أبنائهم على الخير، وأن يحسنوا إليهم، وأن يوقّروهم، وألا يطلبوا منهم فعل ما يغضب الله، وألا يحرضوهم على قطع الرحم، أو الإساءة إلى الأخرين، وغيرها من الصفات غير الحميدة.

المساواة بين الأبناء

يجب على الآباء ألا يفرّقوا بين أبنائهم، وأن يرعوهم، وأن يعدلوا بينهم، كون التفريق بينهم يؤدي إلى كره الأخوة لبعضهم، وإحداث عداوة بينهم، كما لا يجب تفضيل الذكور على الإناث أو العكس والميل إلى أحد الجنسين من الأبناء على الآخر.

حب الأبناء في الإسلام

عدم أظهار الحب والعطف على الأولاد

من أهم مقومات الشخصية الناجحة هي أن يتمتع الشخص بحب الآخرين، ولا يمكن ذلك إلّا إذا كان محباً لنفسه وذاته، ونقصد بالحب هو الحب الذي لا يجعل الإنسان معتداً بذاته، ومغروراً بنفسه.
ومن هنا، فمن مقومات نجاح شخصية الوالدين هي أن يتمتعا بحب نفسيهما ليستطيعا أن يحبا أبناءهما والآخرين، فلا يمكن للإنسان أن يكون محباً للآخرين إذا كان كارهاً وناقماً على نفسه، فأول موارد الحبّ والعطف أن يتمتع الشخص بالرضا عن نفسه ليحُبها ويقدرها وبالتالي يستطيع أن يحب نفسه ويغمر عائلته بالحب والعطف…
ومن الموارد التي أكد عليها الشارع المقدس والأحاديث المتواترة هي أن يغمر الأبوان أبناءهم بالحب والعطف والرحمة، فأسلوب العطف والرحمة يؤدي إلى تقوية العلاقة بين الآباء والأبناء مما يجعل الأهل مؤثرين في أبنائهم، وهذا يحمل الأبناء على الطاعة والاحترام، عكس استخدام القسوة والشدة، فإنها تحمل الأبناء وتدفعهم إلى التمّرد والعصيان وعدم الطاعة، وقد روي عن الرسول العظيم محمد (صلى الله عليه واله): أحبوا الصبيان وارحموهم.
وروي أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قبّل الحسن والحسين (عليهما السلام) فقال الأقرع بن حابس: أن لي عشرة من الأولاد ما قبّلتُ واحداً منهم، فقال: ما عليّ إن نزع الله الرحمة منك!
ومن مظاهر الحب والعطف التي ذكرها الحديث وأكدها علماء النفس التربوي هي (تقبيل الأطفال والتصابي لهم واحترامهم وإظهار الرأفة بهم والتعامل معهم بإحسان واحتضانهم وتقدير آرائهم وأفكارهم مهما كانت بسيطة والاستماع إليهم وتوفير المتعة والسرور والسعادة إليهم وغيرها من الاهتمامات المعنوية والمادية).. كل تلك التصرفات تُثبت للأبناء معنى الحب والعطف، مما تؤدي إلى تعزيز العلاقة الإيجابية مع الأهل بشكل يساهم في تقوية الأواصر الأسرية.
وهذا يؤدي إلى انسجام وتفاعل وتأثر بين الأبناء وذويهم.
وقد أكد الرسول العظيم (صلى الله عليه واله وسلم ) على تقبيل الأبناء حيث قال: (قبّلوا أولادكم، فأن لكم بكل قُبلة درجة في الجنة ما بين كل درجتين خمسمائة عام)
قد يغفل بعض الآباء عن فعل هكذا أشياء بسيطة في أدائها وكبيرة في تأثيرها ومضمونها على الأبناء، فهي لا تكلف جهداً أو مالاً، ومع هذا فإن الأهل يغفلون أو لا يبالون بفعلها، ولعل الواحد منهم يمضي عليه العام والعامان بل تمضي عليه سنوات وهو لم يقبل ابنه أو يضمه إلى صدره، ويا لها من خسارة لهؤلاء الآباء والأمهات!
لقد أثبت العلم الحديث أن تقبيل الأطفال واحتضانهم سبب لزيادة الجسم من إفراز هرموني الاندورفينات والسيروتونين لكلا الطرفين، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالسعادة والراحة النفسية، فإذا كان التقبيل والاحتضان والكلام الجميل الإيجابي وكل موارد العطف تزيد من صحة الجسد فلماذا نغفل عنها يا ترى؟ أليس الأجدر بنا أن نعطيها اهتماماً وأولوية لما تحمله لنا فوائد عديدة أكثر من اهتمامانا بالأدوية الكيميائية!
صحيح أن حب الآباء والأمهات لأبنائهما هو حبٌ فطري ولا يحتاج التوصية، ولذلك لم يذكر الله تعالى آية واحدة توصي الآباء بأبنائهم بل ذكر آيات توصي الأبناء بآبائهم، ولكن هذه الفطرة السّوية التي أودعها الله تعالى في قلوب الأهل تتأثر بالظروف والبيئة التي يعيشها الأهل، وتتأثر بفعل الذنوب والمعاصي، فلا يستطيع بعدها الإنسان أن يميّز بين الصواب والخطأ لشدة ظلمة القلب وتراكم السيئات والمعاصي.
يُضاف إلى ذلك أسلوب التربية التي نشأ عليها هؤلاء الآباء والأمهات في أيام طفولتهم وشبابهم، الذي قد يؤدي إلى تغيير نسبي لهذه الفطرة السليمة أو تغيير في الرؤيا التربوية التي اتخذوها كأسلوب حياتي في أسرهم.
إنها دعوة للآباء والأمهات أن يرجعوا إلى فطرتهم السليمة، وذلك بالالتزام بأوامر الله تعالى وتوجيهات الرسول الكريم وأهل بيته الأطهار، فهي المنار الذي يستنار به العباد في الحياة الدنيا، وبه نصل إلى مرضاة الله تعالى، وهذا هو الهدف الأسمى الذي يجب أن يجعله كل الأهل نصب أعينهم من أجل الفوز بنعيم الأخرة والعيش بسعادة في هذه الدنيا الفانية، والله الموفق والمستعان ….

احتياجات الأبناء من الآباء

احتياجات الأبناء.. فهمها والتعامل معها:

لطالما تحدثنا عن الفجوة بين الجيلين “جيل الآباء وجيل الأبناء” ولكن من يردم هذه الفجوة وكيف؟.. هذه الندوة جاءت كمحاولة لردم الفجوات وتقريب الأزمان وتحقيق التواصل الفكري الذي فقد _مع كل أسف_ داخل كثير من بيوتنا.

تحدثت الجلسة الأولى التي أدراها الدكتور عبد المحسن السيف “أستاذ التربية بجامعة الملك سعود” عن احتياجات الأولاد وتطلعاتهم، أورد فيها الدكتور عبد الله الصالحي (أستاذ علم النفس بجامعة القصيم) مجموعة من التساؤلات التي تدور في أذهاننا مثل “لماذا لا ينصاع ابني لتوجيهاتي؟” “لماذا في هذا الزمن لا يسمع الأبناء كلام الآباء؟!” “لماذا تصرف ابنتي وقتا أطول مع زميلاتها مما تصرفه معي؟” “لماذا تعتقد ابنتي أن تفكيري وتوجيهي رجعي وغير مناسب؟” “لماذا ابنتي غير صريحة معي؟”

مبيناً أن كل هذه التساؤلات وغيرها يجب أن يقف عندها الأبوان وقفة صادقة عند الإجابة عليها ليدركا أن هناك فجوة بين الآباء والأبناء لم يعرف الآباء ردمها، كما أن الأبناء بسبب قلة الخبرة أو الخوف من الوالدين أحيانا لم يتمكنوا من تبيان ما بداخلهم لوالديهم ليقللوا حجم هذه الفجوة قدر المستطاع.

وأكد “الصالحي” أنه  يجب أن يدرك الوالد أن الفجوة ستبقى موجودة، وأن التربية الحسنة تقللها والتربية غير الإيجابية توسعها. متمنياً أن تساهم هذه الندوة في زيادة ثقافة ووعي الوالدين لمعرفة حاجات الأبناء وتطلعاتهم وسد الفجوات وتقليلها.

فيما أشار في ورقته إلى عدة حاجات مهمة لأبنائنا منها:  الحاجات العضوية، الحاجة الثقافية والمعرفية، الحاجات الاجتماعية.

من جهته، ذكر الدكتور علي الرومي “أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية” في ورقته التي جاءت تحت عنوان ” كيف نتعامل مع احتياجات الأولاد” عدد من النظريات التي يمكن توظيفها في تقديم تصور لدور الآباء في التعامل مع احتياجات الأبناء.

 ومن أهم هذه النظريات: النظرية الواقعية أو التجريبية  التي ترى أن يعطى الابن الحرية في الاختيار وأن لا تمارس عليه ضغوط توثر على اختياراته، لأنها عملية تعلم مفيدة في نموه وتطوره، ونظرية الضبط الذاتي التي  ترى ضرورة أن يتربى الأبناء على ضبط أنفسهم من خلال عدم الانسياق مع احتياجاتهم والتدرب على حرمان النفس مما ترغب، أما نظرية الضبط الاجتماعي فترى أن اندماج الفرد في مجتمعه ومشاركته في الأنشطة الاجتماعية يقوي النزعة الاجتماعية لديه ويوجد لديه ميلاً للتخلي عن تلبية احتياجاته التي لا تتناسب والأعراف الاجتماعية. ويمكن لهذه النظرية أن تسهم في تفسير النزعة الفردية لدى الأبناء وميلهم إلى إشغال والديهم باحتياجات شكلية، فالابن الذي لا يشغل في الأنشطة الاجتماعية يشغل والديه في أنشطته الخاصة.

ماذا يريد الأبناء؟

ألقت الدكتورة نورة السعد “أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبد العزيز” ورقتها  في الجلسة الثانية والتي أدارها الدكتور محمد الدويش “رئيس مجلس إدارة المربي” تحت عنوان “لماذا يفشل بعض الآباء في فهم احتياجات الأبناء”، مبينة أن المجتمع يمر بتغيرات جذرية عميقة شملت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ولعل أكثر المتأثرين بهذه التغيرات المتلاحقة هم الشباب, مؤكدة على أن هذه الفئة العمرية هي المعنية بعصر العولمة وقضاياه ومشكلاته, وأدواته, فالكمبيوتر والإنترنت وشبكات المعلومات المعقدة أصبحت في متناول أيدي الشباب في سهولة ويسر, بينما تعتبر هذه الأشياء بالنسبة للأجيال الأكبر سناً معضلة لا حلّ لها. كما أن أنماط المعيشة التي تطرحها (العولمة) من مأكل ومشرب وعادات ثقافية موجّهة بالدرجة الأولى لأجيال الشباب, لأنهم الأقدر على الاستجابة والتقبّل السريع لأي مفاهيم جديدة خارجة عن المألوف, خاصة إذا كانت تقدم لهم بوسائل باهرة وبطرق تقنية تؤثر في نفوسهم.

وأكدت “السعد” أن لعولمة الإعلام آثاراً إيجابية وسلبية تتمثل السلبية منها بالغزو الثقافي الذي يمثل معاناة للآباء في تعاملهم مع هؤلاء الأبناء. خصوصا ما يبدو على سلوكياتهم ومصادر معلوماتهم التي تتناقض مع مناخ التربية الإسلامية التي ينشدها الجميع تطبيقا فعلياً في الحياة .

كيف يمكن أن ينجح الآباء في فهم احتياجات أبنائهم ؟

عرضت  الدكتورة نورة السعد رؤية بعض التربويين حول ما نحتاجه في مجتمعاتنا عامة لينجح الآباء في فهم احتياجات أبنائهم نذكر منها:

–  أهمية القيام بمسئولية الأبوة والأمومة وإشاعة المحبة والأمن داخل الأسرة وتعويد الأبناء على المشورة والحوار, وبناء جسور الثقة معهم .

–  تنفيذ برامج إرشادية وتوجيهية للآباء عند تعاملهم مع الأبناء بحيث يكون العمل داخل الأسرة قائماً على تجنب السلوك غير المتوافق بين الأبناء, وتقليل الفجوات بين الآباء والأبناء.

– التوعية المستمرة على أهمية التحاق الآباء بدورات تربوية ونفسية وتعليمية تساعدهم على القيام بالتربية السليمة فما يلاحظ أن بعض الأمهات في مجتمعنا لديهن اهتماما بهذه البرامج والدورات التربوية الخاصة بكيفية التعامل مع الأبناء , ولكن ما هو مطلوب هو أن تكون هناك العديد من المراكز الاستشارية التربوية والنفسية لتقدم خدماتها للمقبلين على الزواج, وأيضا للوالدين الذين لديهم جهلا بأساليب التربية الصحيحة

– العمل الجاد من قبل الآباء على التغيير من سلوكياتهم ليكونوا القدوة للأبناء.

– الدعاء: فيكثر الوالدين من الدعاء للولد يسألون الله- عز وجل – أن يكون الولد صالحاً، كما قال الله-تعالى- : { وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ } فلعل هذا الدعاء  أن يوافق باباً في السماء مفتوحاً فيستجاب لهم ، وكم من أم وكم من أب دعا لولده دعوة أسعدته في الدنيا والآخرة ، أم سليم-رضي الله تعالى عنها- جاءت بأنس إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وقالت : – يا رسول الله – خويدمك أنس أدعو الله له فدعا له النبي-صلى الله عليه وسلم- بخير الدنيا والآخرة فتسببت له في ذلك الخير-رضي الله عنها .

وأكدت د. السعد على أهمية التقيد بالهدي النبوي في التربية والمعاملة لأن الجهل بهديه عليه الصلاة والسلام والتقصير في أداء مسئولية وأمانة التربية سيسهم في المزيد من الفشل التربوي للآباء تجاه احتياجات الأبناء

السابق
صفات الام المثالية
التالي
كم عدد أيام السنة

اترك تعليقاً