ديني

كيف ننصر الله

كيف ينصرنا الله

(إن تنصروا الله ينصركم)

وعد الله تعالى عباده المؤمنين بأن يمنع عنهم كيد أعدائهم فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)، فهذا وعد من الله الذي لا يخلف وعده قال الله تعالى: (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ) (التوبة: من الآية111)، وقال تعالى: (وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:6)، فالوعد في هذه الآية بالنصر والتمكين للمؤمنين متحقق لا محالة.
ووعد آخر بالعلو على الكافرين وهزيمتهم قال الله تعالى: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (النساء: من الآية141)، ولكن لكل واحد من الواعدين شروطا يتوقف تحققه عليها.

فالآية الأولى تبين أن النصر مشروط بنصرة العباد لله تعالى، ونصرة الله تعني الامتثال التام لما أمر الله به، والاجتناب التام لما نهى عنه، وهي دعوة جرت على ألسنة الرسل قبل نبينا صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (الصف:14)، فعيسى عليه السلام دعا قومه وأتباعه لنصرة الله تعالى.

والآية الأخرى علقت النصر والتمكين بنصرة الله، كما أن الآية التي أخبر الله تعالى فيها بأنه لن يجعل للكافرين علوا ولا ظهورا على المؤمنين بينت أن ذلك الكبت للكافرين إنما يكون في مقابل أهل الإيمان والإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، فالمسلم حتى يكيد الله له ويقويه على أعدائه ويصرف عنه كيدهم لابد أن يوالي الله تعالى حق الولاء، ويقوم بما يجب عليه حق القيام، فمن فرط في نصرة الله تعالى لن ينال من الله عز وجل النصر والتأييد ولذا قال المولى تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).

ولاسبيل للمسلم إلى ولاية الله، حتى يكيد له رب العزة كما كاد جل جلاله لأنبيائه ورسله بمن هو أهل للكيد، إلا إذا سار على درب الأنبياء وعمل بتعاليمهم فعندئذ لن يتخلف وعد الله تعالى الذي أثبته في كتابه: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) (الصافات:171-172).

إننا نتساءل اليوم متى نصر الله؟ أما آن لليل أن ينجلي؟ أما آن للفجر أن ينبلج؟ أما آن للقيد أن ينكسر، ولكننا إلا من رحم الله نمدد أمد الليل بمسيرنا عكس جهة الشروق، وذلك بما ندخله في بيوتنا من مفاسد وشرور، ونوغل في البعد بما نطوق به أنفسنا من المعاصي والمخالفات، وندبر عن طريق الفجر والنور بإعراضنا عن منهج الله.

ألا فليعلم من يقع في المخالفات أنه ثقل في موازين الأعداء، خصم على أمته، وليعلم من يعرض عن الطاعات أنه يحدث في جسد الأمة –وهو منها- جراحات غائرة تزيدها إثخانا وضعفاً، وليعلم من يتغافل عن نصح غيره ويترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه يطيل على الأمة ما هي فيه من الكربات.

إن كل واحد منا مدعو لأن يزن حاله ليعرف هل هو خصم على الأمة، هل هو ثقل في ميزان أعدائها، هل هو سبب في إطالة ليلها بما اقترفت يداه، فما أشقى من شقيت به الأمة وما أسعد من سعدت به الأمة، أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم.

نصرة الله للمؤمنين

يتّضح التطبيق العمليّ لنصر الله لعباده المؤمنين ومظاهره؛ إذ تتجلّى آثاره في العديد من الوقائع والأحداث التي حصلت في عصر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم – وبعده، منها ما يأتي:

  • في حادثة الهجرة النبويّة عندما وصل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى غار ثور كان واثقاً من نصر الله -تعالى- له، هادئ البال مطمئنّ النفس رغم مضايقة أهل قريش له، وسيرِهم خلفه للإمساك به.
  • في غزوة بدر الكُبرى ظهر إيمان المهاجرين والأنصار، وثقتهم بنصر الله -تعالى- بأبهى الصور، حيث تمثّل ذلك بانقيادهم المُطلَق للرسول صلّى الله عليه وسلّم، والتسليم التامّ لأمر الله -تعالى- حتّى كان النصر حليفاً لهم.
  • في غزوة أُحد كان النّصر حليفاً للمسلمين، وعندما خالف بعض المسلمين شرط الإخلاص لله -تعالى- وركنوا إلى الدنيا وطمعوا بالغنائم، انقلب النّصر للمُشركين.

أسباب تأخر نصر المسلمين

مضت سنوات طوال، ونحن نبحثُ عن الحلول عند الشرق وعند الغرب.. ومآسينا تزداد، ونزيف جراح أمتنا يكادُ يُغرقنا.. زَهِدنا بما في أيدينا وغاب عنّا أن الإسلام هو الحل، وهو الدواء الشافي لجميع أمراض الأمة وأفرادها

إخواني.. كثرت ذنوبنا وبعدنا عن الدين وانشغلنا بالدنيا والسعي وراء لقمة العيش وهذا أحد أسباب تأخر النصر، يقول تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) فالصحابة الكبار عوقبوا في معركة أحد بعد أن عصوا الرسول، فكيف لا نعاقب نحن، ونحن ضعاف قد غلبتنا ذنوبنا..

نعم إخوتي.. وسبب جوهري آخر هو الخلاف قال تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: (وتطاوعا ولا تختلفا)

وقد ذكر سيد قطب رحمه الله: ” والنصر قد يبطئ على (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)، فيكون هذا الابطاء لحكمة يريدها الله:

1- قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها، ولم يتم بعد تمامها، ولم تحشد بعد طاقاتها، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكاً لعدم قدرتها على حمايته طويلاً.

2- وقد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة، وآخر ما تملكه من رصيد، فلا تستبقي عزيزاً ولا غالياً، لا تبذله هيناً رخيصاً في سبيل الله .

3- وقد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر، إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعدها إلى الله.

4- وقد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله، وهي تعاني وتتألم وتبذل ولا تجد لها سنداً إلا الله، ولا متوجهاً إلا إليه وحده في الضراء وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن الله به، فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها الله به .

5- وقد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحيتها لله ولدعوته، فهي تقاتل لمغنم تحققه، أو تقاتل حمية لذاتها، أو تقاتل شجاعة أمام اعدائها، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله، بريئاً من المشاعر الأخرى التي تلابسه، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة، والرجل يقاتل ليرى، فأيها في سبيل الله؟ فقال: ” من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله”.

6- كما قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية خير، يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصاً، ويذهب وحده هالكاً، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار!

7- وقد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة لم ينكشف زيفه للناس تماماً، فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له انصاراً من المخدوعين فيه، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله، فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة، فيشاء الله أن يظل الباطل حتى يتكشف عارياً للناس، ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية.

8- وقد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الخير والحق والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة، فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها قرار، فيظل الصراع قائماً حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر، ولاستبقائه!

ومن أجل هذا كله ومن اجل غيره مما يعلمه الله، قد يبطئ النصر، فتتضاعف التضحيات، وتتضاعف الآلام، مع دفاع الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية. وللنصر تكاليفه واعباؤه حين يتأذن الله به بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه وتهيأ الجو حوله لاستقباله واستبقائه (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)
فوعد الله الوثيق المؤكد المتحقق الذي لا يتخلف هو أن ينصر من ينصره فمن هم هؤلاء الذين ينصرون الله، فيستحقون نصر الله القوي العزيز الذي لا يهزم من تولاه؟ إنهم هؤلاء: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ (فحققنا لهم النصر وثبتنا لهم الأمر) أَقَامُوا الصَّلَاة…)” انتهى

إن هذا الحال الذي وصلت إليه أمتنا ليس مدعاة لليأس، بل للعمل، والعمل الجاد بنفوس صابرة راضية.. روى البخاري في صحيحه عن خباب بن الآرت رضي الله عنه قال: (شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: ( قد كان من قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)

كيف يتحقق نصر الله للمؤمنين

نصر الله للمسلمين على أعدائهم من الكفار المحاربين لهم وعدُ حقٍّ ، وقولُ صدقٍ ، فقد وعد الله تعالى به المؤمنين ، وأخبرهم أنه قريب ، وإنما يؤخره تعالى لحكَم جليلة ، ومن كان قوي الإيمان ، صادق اليقين فسيعلم أن ذلك يكون قريباً كما أخبر به الرب تعالى .
قال الله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) البقرة/ 214 .
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله :
” فمعنى الكلام : أم حسبتم أنكم أيها المؤمنون بالله ورسله تدخلون الجنة ولم يصبكم مثلُ ما أصاب مَن قبلكم مِن أتباع الأنبياء والرسل من الشدائد والمحن والاختبار ، فتُبتلوا بما ابتُلوا واختبروا به من ” البأساء ” ، وهو شدة الحاجة والفاقة ، ” والضراء ” ، وهي العلل والأوصاب ، ولم تزلزلوا زلزالهم ، يعني : ولم يصبهم من أعدائهم من الخوف والرعب شدة وجهدٌ ، حتى يستبطئ القومُ نصرَ الله إياهم ، فيقولون : متى الله ناصرنا ؟ ثم أخبرهم الله أن نصره منهم قريبٌ ، وأنه مُعليهم على عدوِّهم ، ومظهرهم عليه ، فنجَّز لهم ما وعدهم ، وأعلى كلمتهم ، وأطفأ نار حرب الذين كفروا ” انتهى .
“تفسير الطبري” (4/288) .
وذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – بعض الفوائد المستقاة من الآية – :
” ومنها :
1. أنه ينبغي للإنسان ألا يسأل النصر إلا من القادر عليه ، وهو الله عزّ وجلّ ؛ لقوله تعالى : ( متى نصر الله ) .
2. أن المؤمنين بالرسل منهاجهم منهاج الرسل ، يقولون ما قالوا ؛ لقوله تعالى : ( حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ) ، يتفقون على هذه الكلمة استعجالاً للنصر .
3. تمام قدرة الله عزّ وجلّ ؛ لقوله تعالى : ( ألا إن نصر الله قريب ) .
4. حكمة الله حيث يمنع النصر لفترة معينة من الزمن ، مع أنه قريب .
5. أن الصبر على البلاء في ذات الله عزّ وجلّ من أسباب دخول الجنة ؛ لأن معنى الآية : اصبروا حتى تدخلوا الجنة .
6. تبشير المؤمنين بالنصر ليتقووا على الاستمرار في الجهاد ترقباً للنصر المبشرين به ”

صفات من وعدهم الله بالنصر

المؤمن الذي وعده الله بالنصر
وردت آيات كثيرة فيها وعد قاطع بالنصر للمؤمنين، منها قوله تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)
يسأل المؤمن ما هي صفات هؤلاء المؤمنين الذين وعدهم الله بالنصر؟
هل هذا الإيمان هو مجرد التحقق بأركان الإيمان الستة فقط؟ الجواب: لا
فمن المؤمنون الذين يستحقون النصر؟ إنهم الذين ذكرهم الله في أول سورة الأنفال، عندما اختلف بعض الصحابة في كيفية تقسيم الغنائم، فأنزل الله القرآن معاتبا المؤمنين ومبينا لهم أن تقسيم الغنائم هو لله ورسوله ويأمرهم بثلاثة، أوامر ومبينا لهم صفات المؤمنين المستحقين للنصر
أما الأوامر الثلاثة فهي (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين)
فهذه ثلاثة أسباب للنصر
فالتقوى سبب للانتصار والفرقان (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا)
إصلاح ذات البين: سبب لقوة المسلمين (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)
طاعة الله والرسول سبب للفوز (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
صفات المؤمنين:
ثم بين الله أن المؤمنين المستحقين للنصر لهم خمس صفات (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا …)
ثلاثة صفات هي من أعمال القلوب، وجمعت في آية واحدة، وصفتان هما من أعمال البدن جمعت في آية أخرى، فهذه الصفات الخمس إذا تحقق بها المسلمون جاءهم نصر الله والفتح كلمح البصر أو هو أقرب
الصفة الأولى:
الخوف من الله تعالى: (إذا ذكر اله وجلت قلوبهم)
الوجل: الخوف، وإذا ذكر الله خافت القلوب وخشعت لله تعظيما له، وفزعا من عذابه وهذا دليل على قوة الإيمان، وسلامة القلوب.
أثر الخوف من الله في النصر:
الخوف من الله سبب في زوال الظالمين وهلاكهم وهو سبب في التمكين والاستخلاف في الأرض (فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد)
الخوف من الله سبب للابتعاد عن المعاصي، قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى).
الخوف من الله سبب للاجتهاد في الطاعات والعبادات، قال النبي صلى الله عليه وسلم (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا وإن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة) رواه الترمذي عن أبي هريرة بسند حسن. قال النووي (أدلج: سار من أول الليل، والمراد التشمير في الطاعة)

 

السابق
ما إسم ميقات أهل المدينة
التالي
أنواع المحاكم

اترك تعليقاً