مواضيع دينية متفرقة

كيف يعرف المسحور الشخص الذي سحره؟

كيف يعرف المسحور الشخص الذي سحره؟ وأعراض السحر ودليل وجود ، حيث أن كثيرًا ما يتعرض الشخص إلى عقبات مختلفة في حياته، ويرجع البعض السبب وراء كثرة الأزمات والاضطرابات التي يعاني منها إلى السحر، فما هو السحر؟، وما حقيقته؟،  وكيف يعرف المسحور الشخص الذي سحره؟، إذا أردت الجواب الشافي لأسئلتك، عليك متابعة قراءة المقال.

ما هو السحر؟

يعرف السحر بأنه وصف عام يستخدم عند صرف الشيء عن حقيقته، فهو عزائم ورقى تؤثر على الأبدان والقلوب، وتتم الاستعانة فيه بأشياء غير الله تعالى لمحاولة تبديل الأمور وتغيير الطبيعة، فتختلط فيه الأشياء بعضها ببعض، وتظن أن الشيء واقع وهو ليس بواقع، ولا شك أن السحر يعد كبيرة من الكبائر، ويحرم اللجوء إليه على أي حال من الأحوال.

ولا يلجأ إلى استخدام السحر سوى أصحاب النفوس المريضة، الذين يريدون إلحاق الأذى بالناس، وقد كان السحر سائدًا في مصر في عهد موسى عليه السلام، وقد كان يتم تحقيق السحر في جو معين من طقوس معينة يلجأ إليها الساحر، إلا أن الساحر لا يسحر سوى أعين الناس فقط ولا يستطيع أن يبدل الأحوال، فتبديل الأحوال بيد الله تعالى وحده.

دليل وجود السحر

وقد ثبت دليل وجود السحر ودليل حرمته في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، أما في القرآن فقد قال تعالى(واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر).

أما من السنة المطهرة فقد قال رسول الله|(صلى الله عليه وسلم)(اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله و السحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).

أعراض السحر على الشخص المسحور

للسحر أعراض قد تتشابه إلى حد كبير مع أعراض الأمراض النفسية أو حتى العضوية، وفيما يلي بعض أعراض السحر التي تظهر على الشخص المسحور

النفور من العبادات

في الغالب يحدث لدى الشخص المسحور نفور عام من جميع العبادات بالإضافة إلى عدم الرغبة في أداء الطاعات المختلفة، كما يميل إلى الابتعاد عن مجالس الذكر والأعمال الصالحة، ولا يحب الاستماع إلى القرآن لاسيما آيات السحر والسحرة، وقد يحب الدنو من مجالس اللهو والهوى.

ويمكن إجراء اختبار للشخص المسحور عن طريق محاولة إسقائه لماء مقروء عليه بعض آيات من القرآن، فإذا كان الشخص مسحور لن يستطيع تذوق أو استساغة الماء او حتى ربما ينفر من رائحته، وإن لم يكن مسحور سيجد الماء عاديًا يمكن شربه دون الإحساس بالغثيان أو القيء.

الأحلام المفزعة

يعاني الشخص المسحور من تكرار الأحلام المفزعة، وتكرار الكوابيس المزعجة، والاستيقاظ بالليل وعدم القدرة على النوم لساعات متواصلة، وقد يتكرر الحلم الواحد أكثر من مرة في ليلة واحدة، وقد يرى الشخص المسحور نفسه على وضع لا يحبه، وقد يرى نفسه مسحور في النام.

الشعور بالتعب

في الغالب يعاني الشخص المسحور من بعض الآلام خاصة في الرأس أو الصداع المزمن، كما يعاني من آلام البطن المستمرة دون معرفة أسباب معينة وراء ذلك، كذلك يتعرض بشكل شبه مستمر للتوتر والقلق والإعياء وتقلب المزاج.

الرائحة الكريهة

غالبًا ما يعاني المسحور من سوء رائحة فمه أو حتى جسده وجلده، وهذه الرائحة في الغالب لا تذهب حتى ولو اجتهد المسحور في التعطر والتزين، كذلك يشم هذه الرائحة من حوله، كما قد تخرج الرائحة من رأس المسحور، ويحدث هذا في أنواع السحر الملبوس أو المأكول.

التوهم والتوهان

يتعرض الشخص المسحور للتأفف من كل الأشياء حوله وعدم إبداء الاهتمام لما يدور حوله من أحداث، كذلك يتأفف من عمله ولا يقنع بأي شيء في يده، ويصيبه الضيق بشكل عام، وفي الغالب يتعرض لنوع من زيغ البصر وشخوصه.

عدم الاهتمام بالمظهر

قد ينقلب الحال للشخص المسحور من شخص محب للنظافة كثير الاهتمام بنفسه وأهل بيته إلى شخص لا يهتم بمظهره ولا يهتم بزوجته، بالإضافة إلى انحباسه أو نفوره عن زوجته أو الأشخاص المقربين منه، كذلك قد يرى الشخص المسحور الأشخاص في صورة قبيحة وهذا في الغالب يحسد في سحر التفرقة.

أنواع السحر

للسحر أنواع متعددة تختلف تبعًا لاختلاف الشيء الذي يسحر الساحر لأجله،  كما قد يلجأ بعض الأشخاص محبي الأذى والشر إلى اللجوء للسحرة والمشعوذين لإلحاق الضرر بالناس، وفي الغالب يلجأ السحرة للتواصل مع الشياطين حتى يكيدوا للناس، وفيما يلي بعض أنواع السحر:

سحر التفرقة

وهو أشهر أنواع السحر، حيث يلجأ الساحر إليه لوقوع التفرقة والكراهية والبغضاء بين الناس، فيبدأ الشخص المسحور باستقباح الشكل الخارجي للطرف الآخر بل وقد يكره الشخص المسحور الجوهر أيضًا، ويعرف هذا النوع أيضًا بسحر هاروت وماروت.

سحر التقمير

وفي هذا النوع من السحر يلجأ الساحر لجعل الشخص المسحور يرى الأشياء على غير حقيقتها التي عليها، ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع سحر سحرة فرعون، حيث سحروا أعين الناس واستر هبوهم، وقد وصف الله تعالى بأن سحرهم كان عظيم فقال

( قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116).

سحر العقل

وهذا النوع من السحر يؤثر بشكل مباشر على عقل المسحور ويصيبه بشيء من عدم الثبات وعدم الحكمة في اتخاذ القرارات، فأحيانًا يشرع في أمر أو قرار ثم ينكره وكثيرًا يقول الأشياء ويتعهدها ثم يعود فيها، وهذا النوع من أخطر أنواع السحر.

كيف يعرف المسحور الشخص الذي سحره؟

لابد أن السؤال المهم الآن هو كيف يعرف المسحور الشخص الذي سحره؟، وما حكم اللجوء إلى السحرة لفك السحر؟، والإجابة هي أنه لا يجوز اللجوء للسحرة لفك السحر وذلك لحرمة إتباع السحرة أو طلب العون منهم، فتحريم اتباع السحرة عام سواء لعمل السحر أو حتى فكه، إذ أن العون لا يطلب إلا من الله تعالي، أما عن كيفية معرفة الشخص الذي قام بالسحر، فلا سبيل لذلك إلا بعض الطرق الشرعية والتي منها:

البينة والاعتراف

وهي أقوى الطرق على الإطلاق، حيث لا يجوز إتهام الناس بالباطل أو ادعاء غير الكائن، فإذا اعترف الشخص أنه قام بالسحر لغرض من الأغراض، كان ذلك دليلًا عليه، وينبغي على من فعل السحر أو حتى ذهب إلى الساحر أن يسرع بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى.

الأعمال الصالحة

تعتبر الأعمال الصالحة من أكثر الأشياء التي قد تعين الشخص على معرفة من سحره، حيث ينبغي على من تيقن أنه مسحور أن يبتعد عن المعاصي وأن يكثر من الأعمال الصالحة عسى الله أن يقذف في قلبه علم يبصره بصاحب السحر، فيمكن للمسحور أن يتصدق أو يكفل الأيتام أو غيرها من الأعمال الصالحة.

الدعاء

لا شك أن الدعاء هو مفتاح جميع الأقفال، فيستحب لمن عرف أنه مسحور أن يتحرى أوقات الإجابة كوقت السحر أو الساعة التي تسبق الغروب يوم الجمعة، ويدعو الله بأن يريه من سحره، كذلك يمكنه أن يقرأ القرآن ويكثر من الصلاة التطوعية بنية أن يريه الله رؤية تبين له من سحره.

طرق الوقاية من السحر

توجد بعض الطرق التي ينبغي على المسلم اتباعها والمداومة عليها للوقاية من السحر، وهي طرق مشروعة مثل:

أذكار الصباح والمساء

المداومة على أذكار الصباح والمساء في أوقاتها تحصن المسلم من الإصابة بالأذى سواء عن طريق السحر أو الحسد أو غيرهم ومن هذه الأذكار قول

( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) 3 مرات في الصباح والمساء.

الرقية الشرعية

فيجوز للإنسان اللجوء إلى بعض الرقى والأذكار الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم لتحصين نفسه وآل بيته من شرور السحر والسحرة، كما يجوز أن يطلبها ممن هم أهل لها ممن تتوافر فيهم الشروط الشرعية، ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبريل عليه السلام

( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين…….)

القرآن الكريم

قراءة القرآن هي بالطبع أنجح الطرق لفك السحر وإبطاله والوقاية منه، ولا تقتصر القراءة على سور معينة أو آيات محددة بل يمكن قراءة ما تيسر منه وبالقدر الذي يستطيع الإنسان، لكن يفضل الاستعانة بالمعوذتين وآية الكرسي  والآيات الأخيرة من سورة البقرة وكذلك سورة الفاتحة والإخلاص.

الاستقامة

درهم من الوقاية أفضل من قنطار من العلاج، لذا ينبغي على الفرد أن يحصن نفسه ويبتعد عن كل ما قد يمكن الشيطان أو السحرة منه، وأن يحافظ على الفرائض والعبادات في أوقاتها، وكذلك يبتعد عن المحرمات والمعاصي إذ أن الاستقامة تصعب على الشياطين الوصول للشخص أو التمكن منه.

السابق
انواع الاضاءة المخفية في الجبس وطرق تنسيقها وعيوبها
التالي
دواء تربتيزول Tryptizol مضاد الاكتئاب

اترك تعليقاً