القرآن الكريم

لماذا سميت سورة السجدة بهذا الاسم؟

لماذا سميت سورة السجدة بهذا الاسم حيث تسمى كل سورة في القرآن الكريم باسمها لسبب ما قد يرتبط بأسباب نزولها أو يرتبط بمعنى من معانيها العظيمة، كما أن هناك بعض السور التي تسمى بأسماء بعض الأنبياء، وهناك بعض السور التي تأخذ اسمها من رموز ذكرت بها، وسوف نتعرض اليوم لسورة السجدة لبيان سبب تسميتها وكل ما يتعلق بها، عبر موقعنا.

معلومات عن سورة السجدة

تعتبر سورة السجدة من السور المكية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وذلك باستثناء آياتها الكريمة التالية: (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (17) أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ (18) أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (19) وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمۡ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ (20) )، حيث تم نزول الآيات من الآية السادسة عشر حتى الآية العشرين من سورة السجدة على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وبذلك تعتبر آيات مدنية.

ومن حيث ترتيب سورة السجدة فتأخذ الترتيب الثاني والثلاثين في ترتيب سور القرآن الكريم  بعد سورة لقمان وقبل سورة الأحزاب، وتقع في الجزء الحادي والعشرين من أجزاء القرآن الكريم، وهي من السور القرآنية التي تبدأ بالحروف المتقطعة الم، وبالنسبة لعدد آياتها فيصل إلى ثلاثين آية، وتحتوي سورة السجدة على سجدة في الآية الخامسة عشر (إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِ‍َٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩) الآية (15)     .

لماذا سميت سورة السجدة بهذا الاسم

ترجع تسمية سورة السجدة بهذا الاسم إلى قول الله تعالى في سورة السجدة عن حال المؤمنين وأوصافهم عند سماعهم آيات القرآن الكريم يسجدون ويسبحون، في قول الله تعالى ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون )، لذلك كانت دعوة سورة السجدة في آياتها الابتعاد عن الاستكبار والإخبات والسجود والخضوع لله وحده.

وفي بعض المواضع تسمى سورة السجدة الم تنزيل السجدة، ويرجع ذلك إلى ما ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم على لسان أبي هريرة رضي الله عنه: ( كان النبي عليه الصلاة وأفضل السلام يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر (آلم تنزيل السجدة) وهل أتى على الإنسان)، وواظب الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة السجدة في يوم الجمعة عند أداء صلاة الفجر في ركعته الأولى.

فضل سورة السجدة

تمتلك سورة السجدة فضل عظيم عند قراءتها والعمل بها، والدليل على ذلك مداومة  الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة السجدة بدليل رواية البخاري عن أبي هريرة قال: كان رسول الله يقرأ في الفجر يوم الجمعة (الم تنزيل السجدة) و(هل أتى على الإنسان)، كما قال  الرسول عليه الصلاة وأفضل السلام عنها (هما يفعلان كل سورة في القرآن بسبعين حسنة، ومن قرأَها كتب له سبعون حسنة ومحي عنه سبعون سيئة ورفع له سبعون درجة).

وفي رواية أخرى عن جابر بن عبد الله قال: (كان النبي لا ينام حتى يقرأ  (الم تنزيل  السجدة) و(تبارك الذي بيده الملك)، وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الم تنزيل تجىء لها جناحان يوم القيامة تظل صاحبها وتقول لا سبيل عليه لا سبيل عليه).

وفي قول علي: (من قرأ: الم تنزيل” ضحك الله إليه يوم القيامة، وقضى له كل حاجة له عند الله وأَعطاه إياه بكل آية قرأَها غرفة في الجنة).

قول أبي عبد الله عليه السلام: (من قرأ سورة السجدة في كل ليلة جمعة أعطاه الله تعالى كتابه بيمينه، ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمد وأهل بيته عليهم السلام‏).

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ هذه السورة فكأنما أحيا ليلة القدر، ومن كتبها وجعلها عليه أمن من الحمى، ووجع الرأس، ووجع المفاصل).

أسباب نزول سورة السجدة

  • كان نزول الآية 18 من سورة السجدة في علي بن ابي طالب والوليد بن عقبة، وذلك نتيجة لحدوث نزاع بينهما، وقام الوليد بن عقبة فيه بالتباهي بقوته وطلاقته أمام علي بن أبي طالب وبأنه أكبر منه فما كان من علي بن أبي طالب أن وصف الوليد بينهما بن عقبة بالفاسق، وذلك في قول ابن عباس: ( قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن ابي طالب: أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملأ للكتيبة منك، فقال له علي : اسكت فإنما أنت فاسق، فنزلت الآية (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنَا كَمَنْ كَانَ فَاسِقَا لا يَسْتَوونَ ) قال : يعني بالمؤمن عليا والفاسق الوليد بن عقبة) .
  • ونزلت الآية 16 في المتهجدين القائمين في الليل، وذلك في قول معاذ بن جبل: (بينما نحن مع رسول الله الله عليه في غزوة تبوك وقد أصابنا الحر فتفرق القوم فنظرت فإذا رسول الله أقربهم مني فقلت : يا رسول الله انبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير ) فقال: قلت أجل يا رسول الله ،قال : (الصوم جنة والصدقة تكفر الخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله تعالى قال :ثم قرأ هذه الآية( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون).

أهداف سورة السجدة

تهدف سورة السجدة إلى العديد من المقاصد العظيمة، والتي تعرضها الآيات من بداية السورة حتى نهايتها، ومن أهم هذه المقاصد:

  • يقول البقاعي عن مقصود سورة السجدة بأنها تنذر الكفار بالقرآن الكريم الذي يبشر الأبرار والمؤمنين بدخول الجنة والنجاة من النار.
  • يقول سيد قطب عن مقصد سورة السجدة في ظلال القرآن على أنها إثبات  للوحي الذي أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان على صدقه عليه الصلاة وأفضل السلام في حمل الرسالة من الله عز وجل.
  • كما أنها مقصد لقضية الألوهية وصفتها: صفة الخلق، وصفة التدبير، وصفة الإحسان، وصفة الإنعام، و صفة العلم، وصفة الرحمة. وذكرت جميعها في إطار آيات الخلق والتكوين
  • مقصد أيضا للبعث والمصير من خلال عرض مشهد من مشاهد يوم القيامة في الآية الثانية عشر في قول الله تعالى: (إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم يعلنون يقينهم بالآخرة ويقينهم بالحق الذي جاءتهم به الدعوة)
السابق
فضل صلاة الضحى في رمضان ووقت صلاتها
التالي
الدروس المستفادة من سورة الحجرات وسبب نزولها

اترك تعليقاً