ديني

ما الحكمة من استخلاف سيدنا ادم في الارض

مفهوم الاستخلاف في الأرض

مفهوم الاستخلاف

الاستخلاف هو : النيابة والوكالة أي القيام مقام الوكيل في تنفيذ أمره وقد ذكر في القرآن لفظ الاستخلاف 6 مرات، وورد في ألفاظ (خليفة، خلفاء، خلائف) 9 مرات ورغم ورود اللفظ  في الذكر الحكيم قليلاً إلا أن دلالته على قدر كبير من الأهمية.

هل نزول آدم للارض عقاب

إن الله تعالى عليم حكيم، وقد خلق سبحانه آدم وذريته ليستخلفهم في الأرض فينظر كيف يعملون، وقدر سبحانه أن يكون أكل آدم من الشجرة سبب إهباطه من الأرض، ولم يسكنه في الأرض ابتداء لتظهر له عداوة إبليس فيأخذ حذره منه، وقد كان إهباط آدم وذريته إلى الأرض من أكبر نعم الله عليه وعلى ذريته، فإن لله في ذلك حكما عظيمة لم تكن لتتحقق لو بقي آدم في الجنة، وقد أشار ابن القيم ـ رحمه الله ـ إلى طرف من هذه الحكم فقال: فَإِن الله سُبْحَانَهُ لما أهبط آدم أَبَا الْبشر من الْجنَّة لما لَهُ فِي ذَلِك من الحكم الَّتِي تعجز الْعُقُول عَن مَعْرفَتهَا والألسن عَن صفتهَا فَكَانَ إهباطه مِنْهَا عين كَمَاله ليعود إليها على أحسن أحواله فَأَرَادَ سُبْحَانَهُ أن يذيقه وَولده من نصب الدُّنْيَا وغمومها وهمومها وأوصابهَا مَا يعظم بِهِ عِنْدهم مِقْدَار دُخُولهمْ إليها فِي الدَّار الآخرة، فَإِن الضِّدّ يظْهر حسنه الضِّدّ، وَلَو تربوا فِي دَار النَّعيم لم يعرفوا قدرهَا، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أراد أَمرهم ونهيهم وابتلاءهم واختبارهم، وَلَيْسَت الْجنَّة دَار تَكْلِيف فأهبطهم إلى الأرض وعرضهم بذلك لأفضل الثَّوَاب الَّذِي لم يكن لينال بِدُونِ الأمر وَالنَّهْي، وأيضا فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أن يتَّخذ مِنْهُم أنبياء ورسلا وأولياء وشهداء يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ فخلى بَينهم وَبَين أعدائه وامتحنهم بهم فَلَمَّا آثروه وبذلوا نُفُوسهم وأموالهم فِي مرضاته ومحابه نالوا من محبته ورضوانه والقرب مِنْهُ مَا لم يكن لينال بِدُونِ ذَلِك أصلا… وأيضا فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُ الأسماء الْحسنى، فَمن أسمائه الغفور الرَّحِيم الْعَفو الْحَلِيم الْخَافِض الرافع الْمعز المذل المحيي المميت الْوَارِث الصبور، وَلَا بُد من ظُهُور آثَار هَذِه الأسماء فاقتضت حكمته سُبْحَانَهُ أن ينزل آدم وَذريته دَارا يظْهر عَلَيْهِم فِيهَا أثر أسمائه الحسنى فَيغْفر فِيهَا لمن يَشَاء وَيرْحَم من يَشَاء ويخفض من يَشَاء وَيرْفَع من يَشَاء ويعز من يَشَاء ويذل من يَشَاء وينتقم مِمَّن يَشَاء وَيُعْطى وَيمْنَع ويبسط إلى غير ذَلِك من ظُهُور أثر أسمائه وَصِفَاته… وأيضا فإنه سُبْحَانَهُ لما كَانَ يحب الصابرين وَيُحب الْمُحْسِنِينَ وَيُحب الَّذين يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا وَيُحب التوابين وَيُحب المتطهرين وَيُحب الشَّاكِرِينَ وَكَانَت محبته أعلى أنواع الكرامات اقْتَضَت حكمته أن أسكن آدم وبنيه دَارا يأْتونَ فِيهَا بِهَذِهِ الصِّفَات الَّتِي ينالون بهَا أَعلَى الكرامات من محبته فَكَانَ إنزالهم إلى الأرض من أعظم النعم عَلَيْهِم: وَالله يخْتَص برحمته من يَشَاء وَالله ذُو الْفضل العظيم.

هذا طرف يسير مما ذكره المحقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ في أول مفتاح دار السعادة مبينا حكمة إهباط آدم إلى الأرض وأنه من أعظم نعم الله عليه وعلى ذريته ليرجعوا إلى الجنة على حال أكمل بكثير من الحال الأولى، فليس في إهباط آدم إلى الأرض ما يعارض كون الله تعالى برا رحيما عفوا غفورا ولا ما يعارض قبوله توبة عباده ومحو آثار الذنوب عنهم بتوبتهم.

والله أعلم.

لماذا خلق الله آدم

من حكم الله سبحانه وتعالى و التي يوجد منها ما أدركه الإنسان ومنها ما لم يدركه منها الله أعلم بها لأن الإنسان في النهاية مهما بلغ عقله من فكر وعلوم فهو عقل محدود لا يستطيع به إدراك الحكمة الإلهية في كل شيء ومن الحكم التي استوعبها الإنسان هي حكمة خلق الله لأدم بل وتكريمه له على سائر مخلوقاته حيث أن الله سبحانه وتعالى خلق أدم وحواء ومن بعدهما ذريتهما ليسكنوا في الأرض وأستخلفهم فيها و إعطاءهم كل سبل العيش والاستمرار فيها من غذاء ، سماء ، أرض ومياه ، الكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى حيث أن التكريم الذي أعطاه الله للإنسان كان منذ خلقه أدم حيث خلقه الله سبحانه وتعالى بيديه جل جلاله بل نفخ فيه من روحه ومسح على ظهره فكانت ذريته من بعده حتى النهاية أي حتى قيام الساعة بل أشهد الله سبحانه وتعالى ذرية أدم على أنه هو الله الواحد لا شريك له حيث الفطرة الطبيعية السليمة التي يولد عليها الإنسان فطرة التوحيد حتى أن تفضيل الله للإنسان كان على سائر مخلوقاته في الأرض بتسخيره لمقدراتها لكي يقوم الإنسان بأعمارها وتزينها ويتخذها مسكناً له .

الحكمة الإلهية في خلق أدم :- كانت الحكمة الإلهية في خلق سيدنا ادم واستخلافه في الأرض من قبل الله جل جلاله أنه سوف يكون السبب في أعمارها وزينها بالبناء والتطور وانه سوف يحقق العبودية لله عز وجل فيها طوعا وليس إجباراً وسوف يكون عليه التقرب إلى الله جل جلاله بالعبادات وإتباع صراطه المستقيم حيث أن العبودية لله هي من أسمى أهداف استخلاف الإنسان في الأرض حيث سوف يكون التفاضل والتفضيل بين الخلق الثواب والعقاب والدرجات بين الناس سوف تكون الأعمال والأفعال هي الفيصل بين الناس الإيمان والكفر القرب من الله أو البعد عنه وأمام الإنسان الاختيار أما القرب إلى الله أو البعد عنه حيث تكون الدنيا ما هي إلا دار للاختبار وللعمل فمن الناس من يدخل الجنة ومنهم من يدخل النار منهم من يمتثل لله جل جلاله ومنهم من يكابر ويعاند ويفعل الأثام فتكون النهاية جهنم وبئس المصير .

خطبة عن الاستخلاف في الأرض

ما الحكمة من خلق الكون

إن الله خلق الإنسان والجان لعبادته، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}، وخلق لهم هذه الأشياء الدنيوية لينتفعوا بها ويستعينوا بها على طاعته وليعتبروا بها، كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً  {البقرة:29}، وقال تعالى: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ  {الجاثية:13}، وقال تعالى: وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ. {النحل:5}، وقال تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ  {البقرة:22}، وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا  {الأنعام:97}، وتدبر سورة النحل فقد أكثر الله فيها الحديث عما سخره لنا وأسبغه علينا من النعم فقد سماها بعضهم سورة الامتنان.

والله أعلم.

قصة سيدنا آدم

قصة آدم عليه السّلام

ورد ذكر قصة آدم -عليه السلام- في العديد من سور القرآن الكريم، حيث ذُكرت في سبعة مواضع في سورة البقرة، والأعراف، والحجر، والإسراء، والكهف، وطه، وص، وقد وردت أحداث القصة بدرجات متفاوتة من القِصر، والطول، والإيجاز، والإسهاب، والتفصيل، والاختصار، ولكن عند تجميع الأحداث تتشكل قصة مترابطة لا انقطاع فيها ولا اختلال، حيث تبدأ القصة بالحديث عن إرهاصات خلق الكائن الجديد وهو آدم عليه السلام، وبيان نوع المادة التي سيُخلق منها، ثم الاحتفاء به وأمر الملائكة بالسجود له، وبيان سجود الملائكة -عليهم السلام- له ورفض إبليس للأمر الإلهي، وتستمر الأحداث بالتسلسل إلى أن تنتهي بخروج آدم من الجنة وهبوطه إلى الأرض، وفيما يأتي تفصيل لقصة آدم عليه السلام.

خلق آدم عليه السلام

سبق خلق آدم -عليه السلام- إخبار الله -تعالى- ملائكته -عليهم السلام- بأنه سيخلق بشراً، وأنّ هذا المخلوق الجديد سيسكن الأرض، ويكون على رأس ذرية يخلف بعضهم بعضاً، فتساءلت الملائكة عن الحكمة من خلق آدم عليه السلام، فبيّن الله -تعالى- في القرآن الكريم استفسار الملائكة، حيث قال: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)، والظاهر من توقع الملائكة بأنّ ذرية آدم ستسفك الدماء وتُفسد في الأرض؛ لأنّ لديهم من الإلهام والبصيرة ما يكشف لهم شيئاً من فطرة المخلوق، أو أنّ لهم تجربة سابقة في الأرض، بالإضافة إلى أنّ فطرة الملائكة التي جُبلت على الخير المطلق لا تتصور غايةً للوجود إلا تسبيح الله -تعالى- وتقديسه، وذلك متحقق بوجودهم، وبعد ما أبداه الملائكة عليهم السلام من الحيرة بعد معرفة خبر خلق آدم، جاء الرد من رب العالمين حيث قال: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).

ثم بيّن الله -تعالى- للملائكة أنه سيخلق آدم -عليه السلام- من طين، وأنّه سينفخ فيه من روحه، وأمرهم بالسجود تكريماً له عند خلقه، وبعدها جُمع من تراب الأرض الأحمر، والأصفر، والأبيض، والأسود، ثم مُزج التراب بالماء فأصبح صلصالاً من حمأ مسنون، ثم تعفن الطين وانبعثت منه رائحة، ممّا جعل إبليس يتعجب ويتساءل ماذا سيكون هذا الطين، ثم جاء اليوم المُرتقب حيث سوّى الله -تعالى- آدم بيديه، ثم نفخ فيه من روحه فتمّ بذلك خلقه، ودبّت فيه الروح، وفي تلك اللحظة سجد الملائكة كما أمرهم ربهم -عز وجل- إلا إبليس الذي أعمى الكِبر والغرور بصيرته، فرفض السجود لآدم، فوبّخ الله -تعالى- إبليس، حيث قال له: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)،

ولم يرتدع إبليس بعِظم الذنب الذي ارتكبه بعصيان أمر الله تعالى، بل أصرّ واستكبر وردّ بمنطق الحسد والكبر قائلاً: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)، في تلك اللحظة صدر أمر الله -تعالى- بلعنة إبليس وطرده من رحمة الله -تعالى- إلى يوم القيامة، حيث قال تعالى: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ* وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ)، هناك امتلأ قلب إبليس بالحقد على آدم وذريته، وأصبح همّه الانتقام منه، فطلب من الله -تعالى- تأخيره إلى يوم القيامة، وشاءت حكمة الله -تعالى- إجابته فيما طلب، فأفصح إبليس عن هدفه في الانتقام حيث قال: (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)، ثم أسكن الله -تعالى- آدم -عليه السلام- الجنة وخلق له زوجته حواء.

خروج آدم من الجنّة واستخلافه في الأرض

بعد خلق الله -تعالى- لحواء زوجةً لآدم عليه السلام، وبعد إسكانهما الجنة يتنعّمان فيها بنعيم كثير، أمر الله -تعالى- آدم وزوجته بعدم تناول فاكهة شجرة واحدة في الجنة، والاستمتاع بكلّ ما تبقّى من النعيم، ففي الجنة أصناف لا تُعدّ من الطعام، وشراب لذيذ متى ما عطش آدم -عليه السلام- شرب منه، ولا حرّ فيها ولا شمس، وحذّر الله -تعالى- آدم -عليه السلام- من اتباع وساوس إبليس وأوامره، فقال -تعالى- في مُحكم كتابه الكريم: (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) فإبليس طُرد من الجنة وبالتأكيد لن يُريد لآدم -عليه السلام- إلا الشرّ، وقد سبق أن توعّد إبليس بإغواء آدم -عليه السلام- وذريته حتى يحشرهم الله يوم القيامة.

وذات يوم وسوس إبليس لآدم -عليه السلام- ليأكل من ثمر هذه الشجرة، وكانت الوسوسة قائمة على إقناع آدم -عليه السلام- بأنّ تناول ثمار هذه الشجرة سيجعله خالداً مع مُلكٍ لا ينفد ولا يبلى، وعلى الرغم من عبادة آدم -عليه السلام- لله تعالى، إلا أنّه ضعف لوسوسة الشيطان آنذاك وامتثل لأمره، فأكل من الشجرة، ومصداق ذلك ما جاء في قول الله تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ* فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ).

ويجدر بالذكر أنّ هذا الأمر قد كتبه الله -تعالى- على آدم -عليه السلام- قبل خلقه، ولكنّ قيامه بذلك كان تخييراً لا تسييراً، وكان الردّ من الله -عزّ وجلّ- أن يُخرج آدم -عليه السلام- وزوجته من الجنة، ويُنزلهما إلى الأرض، حيث الحياة الدنيا، حياة الشقاء والكدح والعمل، يسعى الإنسان فيها ليحصل على الرزق، ويتعب ويشقى ليعيش فيها، وكما هو معلوم فإنّ هذه الحياة حياة النِّزاع مع الشيطان ومحاربة الهوى والشهوات، فالإنسان في الدنيا مُخيّر أن يسير أحد في أحد طريقين؛ إمّا طريق الخير والفلاح وإمّا طريق الشر والخسران.

قصة آدم وحواء

قصّة آدم وحوّاء

قال تعالى: ( فدلّاهما بِغرور فلمّا ذاقا الشجرة بدت لهما سوْءتهما وطفِقا يخْصِفانِ عليهِما مِن ورقِ الجْنّةِ وناداهما ربهما ألمْ أنهكما عن تِلْكما الشجرةِ وأقل لّكما إِنّ الشيْطن لكما عدوّ مّبِينٌ).

خلق الله تعالى سيّدنا آدم وزوجته حوّاء من الطّين، وكرّم تعالى آدم عن طريق إعطاء الأمر للملائكة بأن يسجدوا له، فسجدوا له جميعاً إلّا إبليس، فقد أبى ذلك مستكبراً، وكرّم الله تعالى آدم وزوجته أيضاً بأن أسكنهما الجنّة متمتّعين بكلِّ ما فيها من نعيمٍ إلّا شجرةً واحدة عيّنها الله لهم، ونهاهما أن يأكلا منها مبيّناً لهما أنّ قربهم منها سيكون فيه ظلماً لأنفسهم، فعليهما أن يبقيا بعيداً عن هذه الشجرة حتّى يعيشان بنعيمٍ كبير.

عاش آدم وزوجته في نعيمٍ دائم حتّى جاء إبليس ووسوس لهما بأن يأكلا من تلك الشجرة الّتي نهاهما الله تعالى عنها، مقنعاً إيّاهما بأنّ الأكل منها سيجعلهما من الخالدين، أو من الملائكة، وأقسم لهما بأنّه من الناصحين ويريد مصلحتهما، فاغترّ كلّ منهما بقوله فأكلا من الشجرة، فبدت لهما سوءاتهما وأخذا يستران عليها من أوراق الجنّة، وبذلك خالفا أمر الله تعالى حتّى استخلفهما في الأرض حتّى تنشأ الذريّة.

السابق
كيف اعرف شخص يحبني
التالي
الحب ف سن المراهقة

اترك تعليقاً