ديني

ما الفرق بين الفجر والصبح

ما الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح وصلاة الضحى

إنّ صلاة الفجر هي صلاة الصبح نفسها، ولا يوجد بينهما فرق، وهي عبارة عن ركعتين مفروضتين، ولصلاة الفجر سُنة قبليّة ركعتان، وتسمى سنة الصبح أو سنة الفجر، أو ركعتي الفجر، ويبدأ وقت صلاة الفجر من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس، وقد ذُكر اسم صلاة الصبح وصلاة الفجر في السنة النبوية على هذه الفريضة، فقد رُوي عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ : دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْمَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ فَقَعَدَ وَحْدَهُ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ)
وأما عن تسميتها بصلاة الفجر؛ فعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا).

أما بالنسبة لصلاة الضُّحَى فهي الصلاةُ التي تكون في وقتِ الضُّحَى، ووقت الضُحى هو أوَّلُ النَّهارِ، وهي صلاة مُستحبَّةٌ باتِّفاقِ جميع المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة؛ الحَنَفيَّة، والشافعيَّة، والمالِكيَّة، والحَنابِلَة، وقد ورد ذكر صلاة الضُحى في السنّة النبوية، فعن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه قال: ( يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى)[٩]، وعن أبي هريرة قال (أوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ)

يبدأُ وقتُ صلاةِ الضُّحى مِن ارتفاعِ الشَّمسِ قِيدَ رُمحٍ، وذلك بعدَ طلوعِها إلى أن تستوي قبلَ زوالِها، فعن عَمرِو بنِ عَبسةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((قدِم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فقدِمْتُ المدينةَ، فدخلتُ عليه، فقلتُ: أخبِرْني عن الصلاةِ، فقال: صلِّ صلاةَ الصُّبحِ، ثم أَقصِرْ عن الصَّلاةِ حين تطلُعُ الشمسُ حتى ترتفعَ؛ فإنَّها تطلُع حين تطلُع بين قرنَي شيطانٍ، وحينئذٍ يَسجُد لها الكفَّارُ، ثم صلِّ؛ فإنَّ الصلاةَ مشهودةٌ محضورةٌ، حتى يستقلَّ الظلُّ بالرُّمح))، وإذا كانت صلاة الضحى في أول وقتها، فإنها تسمَى حينها بصلاة الإشراق، وأفضلُ وقتٍ لصلاةِ الضُّحى عندما تعلو الشمس ويشتدّ حرّها، وهذا هو مذهب الجمهور، كما أن أقل عدد ركعات صلاة الضُحى هو ركعتان باتفاق المذاهب الأربعة، أما أكثرُ ركَعاتِ صلاةِ الضُّحَى فقد اختَلَف أهلُ العلمِ في ذلك على عدة أقوالٍ، أقواها قولان، وهما:

  • القول الأول : إنَّ أكثرَ صلاةِ الضَّحى هو ثماني ركَعاتٍ، وهذا هو مذهبُ جمهور المالكية والحنابلة، والشافعية على المعتمد، والدليل من السنّة: (أنَّهُ لَمَّا كانَ عَامُ الفَتْحِ أتَتْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو بأَعْلَى مَكَّةَ قَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عليه فَاطِمَةُ ثُمَّ أخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ به، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى)
  • . القول الثاني: أنَّه لا يوجد حدَّ لأكثرِ صلاةِ الضُّحى، واختار ذلك ابنُ جريرٍ الطبريُّ، وابنُ عُثيمين وابنُ باز، والدليل من السنّة؛ عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ ما شَاءَ اللَّهُ)

وقت صلاة الفجر وصلاة الصبح

إنّ صلاة الصبح أو ما تسمى بصلاة الفجر لها ركعتان مفروضتان، ولها ركعتا سُنّة قبلية يُطلق عليها اسم سنة الصبح أو سُنّة الفجر أو ركعتي الفجر، وصلاة الصبح لا يتم تحديد وقتها بالساعات بل بالتوقيت الشرعي، فباختلاف الزمان والمكان تختلف الساعات، حيث يبدأ وقتها من طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس، وكلّ من يُصليها في هذا الوقت المحدد فقد صلاها في وقتها، ومن المستحسن تأديتها في بداية وقتها، وفي حال كان هناك جماعة فيجب أن تُصلى مع الجماعة، أما وقت سنة الفجر فيبدأ من طلوع الفجر الصادق، فإن صلاها المسلم قبل هذا الوقت فكأنّه لم يُصليها، والفجر الصادق هو عندما يُؤذن المؤذن الأذان الثاني في حال كان هناك أذانان للفجر

كيف نصلي صلاة الفجر بالتفصيل

فريضة الفجر يُؤدّي المسلم صلاة الفجر في المسجد جماعةً، أو في البيت، ويجوز لمن يُؤدّيها في البيت أن يُؤدّيها بمُجرّد قول المُؤذّن: “الله أكبر”؛ فهي إعلامٌ بدخول الوقت، ولا يُشترط انتظار انتهاء المؤذّن، إلّا أنّ من السنّة أن يُردّد المسلم عقب المؤذّن، ويدعو بالدعاء المأثور: (اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ)، وإن صلّاها في جماعةٍ وكانت الصلاة قائمةً، فلا يشتغل عنها بصلاة تحيّة المسجد، أو السنّة القبليّة لصلاة الفجر؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فلا صَلَاةَ إلَّا المَكْتُوبَةُ)، وإن شاء قضى السنّة بعد الفرض.

وكلٌّ من الفرض والسنّة ركعتان؛ يبدأهما بتكبيرة الإحرام، وذلك بقول: “الله أكبر”، ثمّ يقرأ سورة الفاتحة، ويُسَنّ أن يقرأ بعدها بطِوال المُفصَّل من سور القرآن؛ من سورة الحُجرات إلى آخر سورة البروج، أو ما بين الستّين آيةً إلى المئة؛ لِما ثبت في صحيح البخاري عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الصُّبْحَ وأَحَدُنا يَعْرِفُ جَلِيسَهُ، ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ)، وذلك في حال الحضر، أمّا في السفر، فيقرأ المُصلّي ما شاء من القرآن بعد الفاتحة؛ فقد ثبت أنّ النبي -عليه الصلا والسلام- صلّى الصبح بالمُعوَّذتَين في سفره. ثمّ يُكبّر للركوع رافعاً يديه، ويُسبّح في ركوعه قائلاً: “سبحان ربّي العظيم” ثلاثاً على الأقلّ، ثمّ يُكبّر رافعاً يديه، مُعتدلاً من الركوع، قائلاً: “سمع الله لمن حَمِده، ربّنا لك الحمد”، ثمّ ينتقل إلى السجود، ويُسبّح قائلاً: “سبحان ربّي الأعلى” ثلاثاً، وهكذا في الركعة الثانية، ثمّ يجلس في نهايتها للتشهُّد، والصلاة الإبراهيميّة، ثمّ يُسلّم عن يمينه وشِماله.

متى ينتهي وقت صلاة الصبح

وقت صلاة الصبح ينتهي بطلوع الشمس, ولا يستمر إلى وقت زوال كراهة النفل, جاء في الموسوعة الفقهية: لا خلاف بين الفقهاء في أن أول وقت صلاة الفجر هو طلوع الفجر الثاني أي الفجر الصادق، وآخر وقتها إلى طلوع الشمس. انتهى.

صلاة الصبح بعد طلوع الشمس

حكم صلاة الصبح بعد طلوع الشمس

لا يصح تأخير الصلاة عن موعدها عمداً، كما يجب الأخذ بالأسباب المعينة على الاستيقاظ، فمن تعمد تركها فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، أما من فاتته بسبب نوم غلبه أو نسيان غير متعمّد فهو بلا شك معذور، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع صحابته رضوان الله عليهم في سفر، واستيقظوا بعد طلوع الشمس ففاتتهم صلاة الفجر، فصلوها قضاءً بعذر.

السابق
زهرة الربيع
التالي
مدخل الى علم الاجتماع

اترك تعليقاً