ما الفرق بين النبي والرسول ولما يعد سيدنا محمد خاتم النبيين لا الرسل

ربما جال بخاطرك يومًا ما الفرق بين النبي والرسول فهو سؤال يخطر لنا عند قراءة القرآن الكريم وقصص الأنبياء ونجد أن سيدنا موسى رسول بين سيدنا صالح نبي ونحتار في الفرق بين الاثنين.

الفرق بين النبي والرسول تعددت فيه الأقاويل فقد ورد عنه أن الرسول يوحى إليه والنبي لا يوحى إليه، وقد ورد ذكر أن الرسول مسئوليته تبليغ الرسالة ولكن هذا ليس بالضرورة واجب على النبي.

نجد أن الأقاويل السابقة يجانبها الصواب، ذلك لأن النبي والرسول كلاهما يوحي إليه، ذلك لما ورد في قوله تبارك وتعالى:

“وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” سورة النحل الآية 43.

لذا نجد أن الوحي تنزل على الأنبياء والرسل على حد سواء، كما أن كل نبي مسئول عن تبليغ أهل قريته وقومه وإلا لا يأتي كونه نبي بثمار لأحدٍ سواه، لذا فإن هذه الأقاويل لم تصب عين الحقيقة، إلا أن الرأي الأصوب والله أعلم هو أن الرسول يفيد العموم والنبي يفيد الخصوص فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول.

أما الرأي الأرجح في الفرق بينهم فيتمثل في:

• أن الرسول يأتي بشريعة جديدة أنزلها الله عليه على قوم آثمون أو ضالون، أما النبي فيأتي تأكيدًا من الله وتثبيتًا لعباده المؤمنين بمعنى إنه يحكم بشريعة من سبقوه ولا تتنزل عليه أية أحكام أو شرائع جديدة، فهو فقط يأتي لتقرير شرع الله ويحكم به حتى يثبت الناس على الدين ولا يضلوا ضلالًا بعيدًا.

ما يؤيد الرأي الأرجح من القرآن

آتي في القرآن الكريم ما يؤكد بأن الأنبياء يحكمون بشراع الله تبارك وتعالى الذي أنزله من قبل، وذلك تقر به الآية الكريمة: “إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا” سورة المائدة الآية 44.

أما الرسل فهم يأتون بشريعة جديدة وكتاب كالتوراة أو الإنجيل أو القرآن بالإضافة إلى معجزة يأتي بها الرسول قومه ليصدقوه مثل معجزة سيدنا موسى في شق البحر ومعجزة سيدنا عيسى كانت كلامه في المهد وإحياء الموتى، أما معجزة سيدنا محمد كانت القرآن التي تحدى الله به أكثر أهل الأرض بلاغة ونزل على نبي أمي.

يؤيد معجزات الرسل في القرآن الآيات التالية:

“وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴿69﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ﴿70﴾” سورة طه.

“فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا” سورة مريم الآيات من (29: 33).

“أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ ۖ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍۢ مِّثْلِهِۦ” سورة يونس الآية 38.

“وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ” سورة البقرة الآية 23.

لماذا قال الله إن محمد هو خاتم النبيين وليس الرسل؟

بعد أن عرضنا الأقاويل في الفصل بين معنى النبي والرسول فنجد أن الله في كتابه الكريم يقول: “مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا” سورة الأحزاب الآية 40، لذا يكون التساؤل عن معنى قول الله خاتم النبيين وليس خاتم الرسل.

هذا الأمر تم الإجابة عنه بأن كل رسول نبي وليس العكس بمعنى إنه ليس كل نبي رسول وهذا يدل على أن بما أن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم كل الأنبياء والرسل فإن ختمه للرسالة لا يستلزم ختم النبوة ولكن ختم النبوة يوجب ختم الرسالة.

لهذا كان التعبير القرآني دقيق في قوله تعالى أن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وليس خاتم الرسل.

خلاصة الموضوع في 5 نقاط

سنلخص لكم أبرز ما ذكر في هذا الموضوع في 5 نقاط، هم:

1. تعددت التفسيرات التي تجيب عن سؤال ما الفرق بين النبي والرسول؟
2. النبي على الأرجح هو من أتي ليقر شرع سبق الله تنزيله.
3. الرسول على الأرجح هو من أتى بشرع جديد ومعجزة وكتاب.
4. تم تأييد الرأي الراجح بالآية رقم 44 في سورة المائدة والله أعلم.
5. محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لأن هذا المعنى أعم ويصيب الهدف ولكن خاتم الرسل لا تستوجب ختم النبوة لهذا كان التعبير القرآني دقيق.