الاسره والمجتمع

ما المقصود بالتنمر

ما المقصود بالتنمر

التنمّر هو ظاهرة عدوانيّة وغير مرغوب بها تنطوي على مُمارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فردٍ أو مجموعة أفراد نحو غيرهم، وتنتشر هذه الظاهرة بشكلٍ أكبر بين طلّاب المدارس، وبتقييم وضع هذه الظاهرة يتبيّن أن سلوكيّاتها تتّصف بالتّكرار، بمعنى أنها قد تحدث أكثر من مرة، و الأفراد الذين يمارسون التنمّر يلجؤون إلى استخدام القوّة البدنيّة للوصول إلى مبتغاهم من الأفراد الآخرين، وفي كلتا الحالتين، سواءً أكان الفرد من المتنمرين أو يتعرّض للتنمّر، فإنه معرّض لمشاكل نفسيّة خطيرة ودائمة.

ما هو التنمر الإلكتروني

يشير مفهوم التنمّر الإلكتروني إلى السلوك العدواني وغير المرغوب فيه والذي يقوم على استخدام شبكة الإنترنت لإلحاق الأذى بالآخرين والإساءة لهم؛ من خلال نشر أو مشاركة محتوى سلبي وضارّ عن شخص ما، ويتضمن مشاركة وتبادل المعلومات والصور الشخصية لشخص مما يعرضّه للسوء والإهانة والإحراج، كما تتضمن مهاجمة الأشخاص وتهديدهم وغير ذلك، وذلك من خلال استخدام الأجهزة الرقميّة مثل الهاتف المحمول، والحاسوب، والرسائل النصية، والتطبيقات، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات وغير ذلك الكثير.

التنمر الاجتماعي

يعني التنمر الاجتماعي بأنه إيذاء الشخص معنويّاً، كتَرْكه وحيداً، ودَفْع الآخرين إلى تَرك صحبته، وإخبارهم بعدم مصادقته، أو التعرُّف إليه.

أسباب التنمر

يعتبر التنمر سلوكاً غير طبيعي، وينتج عن خلل المسبب الرئيسي له هو الأهل، إليكم أسباب وعوامل اكتساب الطفل للسلوك العدائي:

  • الإهمال: يعتبر الإهمال من الأسباب الرئيسية في نشأة الطفل نشأة غير سليمة، واكتسابه لسلوكيات خاطئة من ضمنها التنمّر، إذ يؤدي انشغال الأهل بالعمل وتوفير حياة كريمة لأطفالهم إلى تمادي الأطفال في الإساءة والخطأ للفت الانتباه وجذب الاهتمام.
  • التربية الخاطئة: للأسف.. قد يفتخر بعض الآباء بسلوك أطفالهم العدائي ويتم تصنيفه تحت مسمى الجرأة أو الشجاعة، ومنهم من يعتبره قدرة على قيادة الآخرين والسيطرة، فيقومون بتشجيعه والدفاع عنه إن تسبّب بأي مشكلة في المدرسة.
  • قلة ثقة الطفل بنفسه: يواجه العديد من الأطفال مشكلة قلة الثقة بالنفس والتي تنتج عن جهل الأهالي بطرق التربية الصحيحة التي تعزّز ثقة الطفل بنفسه، فبالتالي يلجأ بعض الأطفال إلى أسلوب التنمّر ليثبت قوته، ويحصل على ثقته بنفسه من خلال لفت الانتباه.
  • العنف الأسري: يطبّق الطفل كل ما يتعلّمه في المنزل، لذا فإن اعتياده على رؤية سلوك عدائي من الأهل، سواء عنف أسري يمارس عليه أو العيش ضمن جو عائلي مشحون بالمشاكل، فسيكون التنمر لدى الاطفال في هذه الحالة أسلوب طبيعي يتعامل فيه مع الآخرين، فبنظره هذا هو الأسلوب الطبيعي للتعامل مع الآخرين.
  • الغيرة: يجب أن يزرع الأهالي في أطفالهم خصلة القناعة، وحب الخير للآخرين، وحثّهم على مدح أي صفة أو ممتلكات تخص أصدقائهم. تجمع المدرسة الأطفال من جميع الطبقات، فإن كان الطفل قنوعاً لن يشعر بالغيرة إذا واجه من هو أفضل منه، سواء دراسياً أو مادياً. أما لو كان الطفل غيوراً، فمن المحتمل أن يمارس التنمّر اللفظي على زملائه، كأن تذم طفلة تسريحة شعر زميلتها حتى وإن أعجبتها، فهي غير معتادة على حب الخير للآخرين.
  • الغرور: تربية الطفل على الدلال المفرط يجعل منه طفلاً متعالياً وغير مكترث لمشاعر الآخرين، لذا يجب الاعتدال دائماً وعدم إعطاء الطفل كل ما يرغب به، ففي المدرسة سيَعتبر الطفل المدلّل نفسه أفضل من الآخرين، مما سيدفعه لممارسة التنمّر على أقرانه من الطلاب والتطاول على المدرسين، فهو غير معتاد على أن يقوّمه أحد.
  • الألعاب الإلكترونية العنيفة: يرغب الأطفال دائماً بتطبيق كل ما يشاهدونه، لذا إن كان الطفل محباً للألعاب القتالية أو مشاهدة الأفلام التي تحرّض على العنف، سيصبح العنف بالنسبة له وسيلة للتسلية والمتعة وسيرغب في التنمر على الاطفال تنمراً جسدياً. يأتي دور الأهل هنا في متابعة ما يشاهده أطفالهم والحرص على اختيار محتوى جيد يساعد في تقويم سلوكهم لا تدميره.

أشكال التنمر

  • التنمّر الجسدي: أي الضرب، والدفع، والعرقلة، والقرص، وإيقاع الآخر وغيرها وقد يكون لهذا النوع من التنمّر آثار قصيرة وطويلة المدى.
  • التنمّر اللفظي: وهو ما يشمل التلقيب، والإهانة، والترهيب، والتجريح، والتهديد، والتعيير، والتعييب.
  • التنمّر الاجتماعي: هدفه الإساءة إلى سمعة الشخص اجتماعيًا ومنه الإشاعات، والكذب، والإحراج، وتشجيع الآخرين على نبذ الشخص اجتماعيًا.
  • التنمّر على الإنترنت: عبر وضع أمور مهينة للشخص سواء علنًا أو بالسر، مثل رسائل، وصور، وفيديوهات، وتشويه سمعة، أو رفض مصادقته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
  • التنمّر الجنسي: أي قصد القول أو القيام بأعمال مؤذية أو مهينة جنسيًا للشخص الآخر، مثل تعابير مهينة، وحركات جسدية ذات معنى جنسي غير لائق، واقتراحات جنسية، وصور إباحية. وهو غالبًا ما يبدأ في سن المراهقة.
  • التنمّر العرقي: وهو التنمّر على عرق أو دين أو لون أو جنس الشخص الآخر.

علاج التنمر

من أهم استراتيجيات علاج التنمر ما يأتي:

  • مشاركة الفرد: إذا اعتقد الأهل تعرض أحد أفرادهم للتنمر أهم ما يمكن القيام به هو التكلم معه وإشعاره بالراحة والدعم.
  • الحصول على التعليم: التدريب المستمر والتعليم أمر ضروري لوقف التنمر في المجتمع، من المهم تثقيف جميع أفراد المجتمع من الأطفال والمعلمين والوالدين بطبيعة التنمر، وكيفية فهم السلوكيات التي تعتبر تنمرًا، وآثاره وكيفية العمل على منعه في المجتمع.
  • بناء مجتمع داعم: اللجوء إلى استشاريين وإداريين لتطوير استراتيجية علاج التنمر.
  • تعزيز الثقة واحترام الذات: وبما أن تدني احترام الذات يميل إلى أن يكون عامل خطر في أن يصبح الفرد ضحية للتنمر، فإن التداخلات التي تعزز الثقة واحترام الذات هي طرق مهمة للحد من خطر التعرض للتنمر.
  • المشاركة في الأنشطة: التي يمكن أن تحسن من ثقة الفرد واحترامه لذاته وقوته العاطفية بشكلٍ عام سواء أكانت رياضة أو موسيقى أو أنشطة أخرى، يمكن أن يساعد الانخراط في هذه الأنشطة في بناء الصداقات وتحسين المهارات الاجتماعية.
  • العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية النفسية: إذا كان ضحية التنمر لديه أعراض عاطفية كبيرة تتداخل مع قدرته على العمل التي قد تصل إلى حالة صحية نفسية قابلة للتشخيص، يتم اللجوء إلى العلاج النفسي والأدوية.

عقوبة التنمر

إن الشخص الذي يرتكب جريمة التنمر يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على ثلاثين ألف جنيه أو باحدى هاتين العقوبتين.

السابق
آثار التفكك الأسري على الأطفال
التالي
بحث عن المسنين

اترك تعليقاً