الحياة والمجتمع

ما المقصود بالعصر الجاهلي

بحث عن العصر الجاهلي

صفات العرب في العصر الجاهلي

انتشرت في ذلك العصر صفات كالشدة والغلظة نظرًا لطبيعة البيئة القاسية التي كان يحيى فيها الإنسان العربي؛ فهي بيئة صحراوية قاحلة تجبر المرء على صعوبة العيش والتنقل من مكان لمكان. كما انتشرت الحروب بين القبائل لأسبابٍ تافهة أحيانًا ، وآمن العرب بالثأر إيمانًا عميقا، ولكن مع ذلك فقد عرف عنهم القوة والمروءة والكرم والكرامة، كما عرف عن العربي حسن الضيافة؛ فقد كانوا يساعدون الضالين ويأمنونهم حتى ولو كانوا أعداءً لهم، وعرفوا أيضًا بالعفو، ولكنهم اشترطوا اقترانه بالمقدرة وإلا كان ضعفًا. كما أن الشجاعة والقوة كانا من أهم صفات العربي، وكان العربي مغرمًا بالفروسية ويسعى دائمًا لخوض دور البطولة والشعور بالانتصار.

الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي

– انقسمت القبائل إلى القبائل الشمالية وهي العدنانية، والقبال الجنوبية وهي القحطانية، عرف عرب الجنوب بالتحضر وبعض من عرب الشمال، لكن معظم عرب الشمال كانوا بدو رُحل ينتقلون في شبه الجزيرة بين القبائل، وأما عرب الجنوب المعروفين بالتحضر فكانت حياتهم مستقرة، استغلوا الأرض وعملوا في الزراعة والحرف، وأما البدو فكانوا في تنقل دائم باحثين عن المأكل والمشرب.

– آمن العرب بأنسابهم واعتزوا بها، وكانت مدعاة للتفاخر بينهم، ما كان يشعل الصراعات والحروب بينهم، خاصة بين القبال القحطانية والعدنانية (قبائل الشمال وقبائل الجنوب).

– آمن العرب أيضا بنظام القبيلة، التي كانت كالملاذ لأبنائها، تحميهم وتدافع عنهم.

الحياة الدينية في العصر الجاهلي

– اشتهر العرب بعبادة الأصنام كاللات والعزى ومناة وسواع ويعوق ونسرا، وكانت على صورة طير أو حيوان أو إنسان، وكانوا يقدمون لها القرابين والهدايا.

– وكان منهم من يعبد الكواكب والقمر والشمس والنجوم وسموا بالصابئة، ومنهم من كان يدين بالمسيحية خاصة في مناطق نجران واليمن والغساسنة والحيرة وربيعة، وفئة أخرى تدين باليهودية في خبير ويثرب وتيماء، وعرفت ديانات أخرى منها الزرادشتية (الايمان بالخير والشر)، وكان هناك فئة صغيرة تسمى (الحنفية) كانوا يؤمنون بعبادة الله الأحد ومنهم ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو، حتى كانت بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام فاعتنق الناس الدين الإسلامي وتبنوا عقيدة التوحيد.

المرأة في العصر الجاهلي

لم تتمتع المرأة في العصر الجاهلي بحقوق كثيرة؛ انتشرت عادة وأد البنات؛ بسبب تطير العرب بالإناث وخوفًا عليهن من البغي وإلحاق العار بهم، كما كانت تحرم من الميراث. وعلى صعيد آخر فكانت هناك فئة النساء الحرات اللاتي كانت تتمتع بمزايا أخرى فكانت تصحب الرجال في الحروب، وتأخذ بالثأر، وكن يمارسن التجارة وكن يخترن أزواجهن وإذا أساؤوا معاملتهن تتكرنهم.

الشعر في العصر الجاهلي

شهد العصر الجاهلي إزدهارًا شعريًا واضحًا، وكان فطريًا لديهم، فأجادت الشعر أغلب طبقات المجتمع. وكان للشاعر مكانة مرموقة لدي قبيلته، فكان هو حامي العرض، وحافظ الآثار، وناقل الأخبار، وكان يتغنى بانتصارات القبيلة، يرثي موتاها، ويهجو أعداءها. وبلغ الشعر مكانة عظمى في المجتمع الجاهلي مع شعراء المعلقات والشعراء الصعاليك.

ومن أشهر شعراء العصر الجاهلي: امرؤ القيس – الأعشى الأكبر – النابغة الذبياني – عنترة بن شداد – الخنساء – طرفة بن العبد – زهير بن أبي سلمى، عروة بن الورد.

الحياة في العصر الجاهلي

الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي

كانت قيمةُ الناس في العصر الجاهلي بحسب نسبهم، وكانت القوة تُقاس بكثرة الرجال، فمن ولد في قبيلة كثيرة الرجال فقد كان عزيزًا منيعًا بين الناس بقومِهِ، أما من كان من قبيلة قليلة العدد فهو حرٌّ ولكنَّه ليس عزيزًا كأفراد القبائل القوية، فلا يجرؤ على التعرض لأحد رجال القبائل القوية الأخرى، وقد انتشر العبيد في العصر الجاهلي انتشارًا كبيرًا بسبب زواج العرب من الإماء والعبيد وهم الطبقة المنحطة بين الطبقات في المجتمع العربي في العصر الجاهلي، لا حقوق لهم أبدًا، وإنَّما يستغلهم أسيادهم استغلالًا ظالمًا في الأعمال التي لا يعملها أصحاب النسب وأصحاب الطبقة الرفيعة في المجتمع.

أمَّا المرأة فكانت العرب تنظر إليها نظرة دونية وتعدها أقل منزلة من الرجال، حتَّى انتشر الوأد بين العرب، حيث كان الرجل يدفن ابنته وهي حية عندما يُبشَّر بمولود أنثى، فكان الذكر مفخرة لأبيه وكانت الأنثى مذلة ومنقصة، وهذه من العادات التي تدل على جاهلية العرب وهمجيتهم في تلك الفترة أيضًا.

الأدب في العصر الجاهلي

الأدب الجاهلي هو فن الشعر والنثر في العصر الجاهلي -أي قبل ظهور الإسلام؛ حيث كانت طرق إيجاده عن طريق الذين حفظوا الشعر من الشعراء ثم نشروها بين الناس، وهكذا إلى أن جاء عصر التدوين، حيث ظهرت جماعة سُمّوا (الرواة)، ومن أشهرهم: حماد بن سلمة، خلف الأحمر، أبو عمرو بن العلاء، الأصمعي، المفضل الضبي. وعُرِف عن حمّاد وخلف الأحمر الكذب فاشتهرا بالانتحال، حيث أصبح الشعر تجارة بالنسبة لهما. ومن أشهر الكتب التي جُمِع فيها الشعر الجاهلي الأصمعيّات للأصمعي، ومفضليات المفضل الضبي، و طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلاّم الجُمَحي.

الشعر في العصر الجاهلي

يعدّ الشعر في العصر الجاهلي شعرًا ناضجًا من حيث اللغة ودقّة التصوير، ولا يمتدّ زمنُه لأكثر من مئتيْ عام قبل الإسلام كما قال الجاحظ، ومن أقدم ما وصل من الشعر في العصر الجاهلي كان للشاعر امرؤ القيس بن حجر الكندي، وقد ضاع كثير من الشعر الجاهلي قبل أن يُجمع بدواوين ويصل إلينا وسبب ذلك كما قال ابن سلام الجمحي أنه بعد مجيء الإسلام انشغل العرب عن الشعر بالفتوح والغزوات ولمّا اطمأنوا بالأمصار وراجعوا الشعر كان قد مات من العرب من مات وضاع من القصائد الشيء الكثير خاصة أنه لم تكن أدوات الكتابة منتشرة كثيرًا ولم تكن في أيدي جميع الشعراء، ومع ذلك استطاع بعض الرواة الثقات أن ينقلوا إلينا قصائد ومعلقات ما زالت محفوظة حتّى الآن ومنهم: المفضل الضبّي والخليل بن أحمد الفراهيدي وأبو عمرو بن العلاء والفراء وغيرهم.

لماذا سمي العصر الجاهلي بهذا الاسم

فقد أعتاد العرف على إطلاق لقب الجاهلية على العصر الذي سبق الدين الإسلامي فقد كان يغلب على الناس في تلك الفترة حياة البداوة وكانوا دائم التنقل من مكان إلى آخر كما أن هؤلاء الناس لم يكن لهم علاقة مع العالم الخارجي وقد كانت معيشتهم خلال تلك الفقرة غافلة ومليئة بالجهل وكانوا يعبدون الأوثان والأصنام من دون الله عز وجل، كما أن تلك الفترة لم يكن لها تاريخ مثل باقي العصور المشهورة لذا أطلق عليهم العصر الجاهلي.

خصائص العصر الجاهلي

الخصائص الموضوعيّة للشعر الجاهلي

يتميز الشعر في العصر الجاهليّ بالخصائص الموضوعيّة الآتية:

  • الاستطراد: يوصف الشعر الجاهليّ على أنَّه مستطرد؛ وذلك بسب تعدد موضوعاته، فلا يقف على موضوع واحد، وتبدو القصيدة وكأنَّها مجموعة من الخواطر، التي ترتبط مع بعضها البعض بوحدة الوزن والقافية.
  • افتتاح القصيدة الجاهليّة بالمقدمة الطللية، وذلك من خلال الوقوف على الديار والتغني بها.
  • توظيف الحكمة بشكل كبير في القصائد الجاهليّة، بحيث تُعبّر الحكمة عن تجربة الشاعر وخبراته في الحياة.
السابق
ما هي البرمجة العصبية
التالي
دواء دوتاريم – Dotarem يستخدم مع التصوير بالرنين المغناطيسي

اترك تعليقاً