احكام الشريعة الإسلامية

ما حكم شرب الخمر

حكم شرب الخمر والصلاة

حكم الصلاة بعد شرب الخمر

تجب الصلاة على شارب الخمر ولا تسقط عنه، إلّا أنّه لا يُثاب عليها؛ وذلك من باب العقوبة على ما شربه من نجاسةٍ خبيثةٍ، ويسقط عنه الفرض بأدائها، ويأثم إثماً كبيراً في حال ترك الصلاة، وتعدّ هذه عقوبةً لمن لم يتب عن شرب الخمر، أمّا إن تاب ورجع إلى الله تعالى؛ فيُغفر له، وتُتقبّل منه أعماله.

حكم شرب الخمر مرة واحدة

حكم شرب الخمر مرة واحدة؟ حرمة شرب الخمر حرام شرعًا، ودليل حرمتها قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» [المائدة: 90].
و إن هناك أمورا زمنية تختلف باختلاف الزمان، وهناك أمور مطلقة لا تختلف باختلاف الزمان، بعض الناس لا يعرف هذه الحقيقة.
و هناك اختلافا للزمان والمكان والأشخاص والأحوال، وأنه باختلاف تلك الجهات يختلف الحُكم، حيث إنه مبني على أن يكون هناك تكييف للواقعة بعد تصويرها، ثم معرفة الحكم والإفتاء.
وأن معرفة الحُكم هي مرحلة تختلف عن مرحلة الإفتاء، بمعنى أن الخمر حرام على الإطلاق، حتى بالنسبة للمضطر، إلا أنه في حالة الاضطرار تكون حرام ولكن منزوعة الإثم.

شرب الخمر حلال

هل شرب الخمر من أجل التدفئة وليس لدرجة السكر أو بغرض السكر حلال أم حرام؟

وعلقت لجنة الفتاوى بدار الإفتاء بأن تناول الخمر من أجل التدفئة حرامٌ شرعًا، وإن لم يقصد الشاربُ السكْرَ ولا وصل إلى حدِّ السكْر؛ فالمُسْكِر قليلُهُ وكثيرُهُ حرامٌ.

واستكملت: «التدفئة كما تحصل بتناول المحرَّم تحصل بغيره من المباحات، فلا ضرورة حينئذٍ تُرخِّص في تناول المحرمات، والضرورة هي التي إن لم يفعلها الإنسان هَلَكَ أو اقترب من الهلاك»، مستشهدة بقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219]، وقد روى أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ».

حكم شارب الخمر ابن عثيمين

حكم شرب الخمر بين الزوجين

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” كلُّ مسكِرٍ خمر وكل خمر حرام “ رواه مسلم (الأشربة/3735) .

وأجمع المسلمون إجماعاً قطعيا لا خلاف فيه بينهم ، حتى عدَّ بعض العلماء تحريم الخمر من الأمور المعلومة من دين الإسلام بالضرورة ، فالنصيحة له أن يَدَعَ شُرب الخمر ، وأن يَسْتَغْنِي بما أحل الله له من المشروبات الطيِّبة ، عما حرم الله عليك ، والخمر هي أم الخبائث ومفتاح كلِّ شر ، وتوعد الله من شرِبَها و لمْ يَتُبْ منها بالوعيد الشديد ، عَنْ جَابِرٍ أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ” إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ قَالَ عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ . “ رواه مسلم (الأشربة/3732) .

ويسهل تركه بصدق النِّية والعزيمة والاستعانة بالله تعالى .

أما أنتِ أيتها الزوجة فليس عليك ذنبٌ  إذا شرب زوجك الخمر فإن الإنسان لا يحاسب على أفعال غيره قال تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) فاطر 18 ، بل أنت مأجورة على نُصْحِكِ لزوجك ، ومعاشرتك لهذا ليست بمحرمة ولا ممنوعة ، لأن شرب الخمر لا يقتضي أن يكون كافراً ، فاستمري في دعوته ونصيحته والدعاء له لعل الله سبحانه وتعالى أن يتوب عليه ، وإن كان في هجرك إياه في المضجع مصلحة ليَرْتَدِع ويَِتْرُكَ شُرْبَ الخمر فإن ذلك جائز ، وإن لم يكن فيه مصلحة فلا تفعليه ،  نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع . وللمزيد يراجع فتاوى الشيخ ابن عثيمين 2/890.

حكم شارب الخمر في الآخرة

 شارب الخمر في الآخرة

أولا : عدم قبول الصلاة أربعين يوما

وجاء في أحاديث الوعيد عدم قبول صلاة شاربها أي لا ينال شيئا من ثوابها ومنها حديث : «لَا يشرب الخمر رجل مِنْ أُمَّتِي فَيَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا (النسائي وابن ماجة)

وحديث: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَلَمْ يَنْتَشِ (أي لم يسكر )لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ مَا دَامَ فِي جَوْفِهِ أَوْ عُرُوقِهِ مِنْهَا شَيْءٌ وَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا وَإِنْ انْتَشَى لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَإِنْ مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا (النسائي).

ومعنى قوله “مات كافرا” أي كالكافر في عدم قبول الصلاة، فإن الكافر لو صلى مع الكفر لم تقبل صلاته.

ثانيا : السقي من نهر الخبال

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حق من تكرر منه شرب الخمر مرارا أنه يسقى من نهر الخبال في جهنم (الترمذي وصححه الألباني) وهو نهر من صديد ( وهو قيح ودم أهل النار ) .

وهذه عقوبة خاصة يتوعد بها من لم يتب من شرب الخمر حتى مات .

ثالثا : الحرمان من الجنة

ومن الوعيد فيها الوارد الحرمان من دخول الجنة (ابتداء) ، قال ِ صلى الله عليه وسلم : « ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى » (النسائي وصححه الألباني).

رابعا: الحرمان من خمر الجنة

ومن عقوبات الآخرة أن من لم يتب منها يحرم من خمر الجنة، وهي خمر لا آفة فيها يجازي بها الله تعالى عباده الذي أطاعوه فتركوا خمر الدنيا وصبروا عليها .

قَالَ صلى الله عليه وسلم : مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ(متفق عليه

السابق
أحكام سجود السهو
التالي
ما حكم عقوق الوالدين

اترك تعليقاً