ديني

ما صفات المنافقين

صفات المنافقين في القرآن

يُعرف المنافقون بلؤم سرائرهم، وحقدهم على الإسلام، وجبنهم في المواقف، وامتناعهم عن المصارحة والمواجهة، ومع ذلك هم لا يخفون على من أنار الله بصيرته، فالله تعالى أوضح صفاتهم وجلّاها، ويمكن بيان صفات المنافقين فيما يأتي:

  • السخرية من الدين ومن المؤمنين؛ فدائماً ما يتهكّم المنافقون من المؤمنين ومن دينهم، ويصفونهم بالسفه، ويلمزونهم في دينهم، وقد بيّن الله تعالى هذه الصفة للمنافقين في قوله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗأَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ)،
  • بينما يمدحوا الكفار، ويحاولون التقرّب إليهم، وموالاتهم؛ لأنّ ملّة الكفر واحدةً، فالمنافقين والكفار في خندقٍ واحدٍ، ويجمعهم همٌّ واحدٌ، وهدفٌ واحدٌ، وهو عداوة الإسلام، وصدّ المسليمن عن دينهم، ولذلك يحاولون فضح أسرار المسلمين، ونقل أخبارهم، والتجسّس عليهم. توقّع هلاك المؤمنين، وتمنّي ذلك، فقلوب المنافقين ميتةٌ لا حياة فيها، فهي قلوبٌ لا تعرف حُسن الظنّ بالله، فهم لا يؤمنون بأنّ الله سينصر عباده الصالحين، ولذلك دائماً ما يتوقّعون هلاك المؤمنين، وانتهاء دعوتهم عند إقدامهم على الجهاد في سبيل الله، ومواجهة الباطل المدجّج بالقوة المادية، مصداقاً لقول الله تعالى: (بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا).
  • الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف؛ فالمنافقين نصّبوا أنفسهم خط الدفاع الأول عن الرذائل، وحماية أهل المنكرات، وفي المقابل فإنّهم يبذلون كلّ ما في وُسعهم في محاربة الخير والفضيلة، والنيل من أهل الدين، ويسعون لصدّ الناس عن كلّ بابٍ من أبواب الأخلاق الفاضلة، وقد بيّن الله تعالى أنّ ذلك من صفاتهم في القرآن الكريم، حيث قال: (المُنافِقونَ وَالمُنافِقاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمُنكَرِ وَيَنهَونَ عَنِ المَعروفِ وَيَقبِضونَ أَيدِيَهُم نَسُوا اللَّـهَ فَنَسِيَهُم إِنَّ المُنافِقينَ هُمُ الفاسِقونَ).
  • توفير الغطاء الشرعي لأعمالهم؛ إذ إنّ المنافقين دائماً ما يحذرون من ظهور باطنهم للناس؛ لأنّهم يُبطنون النفاق ويظهرون الإيمان، فيحاولون سبغ أعمالهم بصبغة الشرع، وإيهام الناس بأنّ أعمالهم من الدين، وتصبّ في مصلحة الإسلام، وذلك من خلال خداع المسلمين، والكذب عليهم، والمثال على ذلك ما فعله أحد المنافقين الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان، وهو جد بن قيس عندما دعاه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الجهاد في سبيل الله، وقال له: (يا جَدُّ هل لكَ في جلادِ بني الأصفرِ، قال جدٌّ: أوْ تأذنْ لي يا رسولَ اللهِ، فإنّي رجلٌ أُحِبُّ النساءَ، وإنّي أخشى إن أنا رأيتُ بناتِ بني الأصفرِ أن أُفتَنَ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وهو مُعرضٌ عنهُ: قد أَذِنْتُ لك)، فحاول إخفاء نفاقه، وقعوده عن الجهاد في سبيل الله، بإظهار العفّة والطهارة، والخوف من الوقوع في الفواحش، ولم يكن يتوقّع أنّ الله تعالى سيكون له بالمرصاد، ويكشف خبث سريرته، فالله تعالى كشف لرسوله زيف ادّعاء ذلك المنافق وأمثاله، حيث أنزل قوله: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ).

صفات المنافقين وكيفية التعامل معها

كيفية التعامل مع المنافقين

  • عدم طاعة هؤلاء الأشخاص وعدم تصديقهم في أي قول يقولونه. يجب الابتعاد عنهم والقيام بوعظهم وهدايتهم إلى الطريق الصحيح.
  • تجنّب مجادلتهم في أي موضوع يقومون بالحديث فيه، وعدم الدفاع عنهم بأي شكل من الأشكال.
  • عدم مجالستهم أو اتّخاذ أي منهم صديقاً والتعامل معه، والإعراض عنهم وعدم مخالطتهم والاحتكاك بهم، لنواياهم السيئة ونجاسة المعتقدات التي يعتقدونها، لقول الله عزّ وجلّ: “فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ”.
  • تجاهله وعدم إعطائه أي نوع من أنواع الاهتمام وخاصة أمام الناس.

الحذر من المنافقين

صفات المنافقين في سورة التوبة

أبرز صفات المنافقين في سورة التّوبة

  • كثرة الأعذار الواهية التي لا تمتّ للحقيقة بصلة، وإنّ هذه الأعذار لا تظهر منهم إلاّ في الشّدائد والملمّات وحينما يتطلّب الأمر منهم البذل والعطاء والتّضحية، فحينما كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام يجهّز الجيوش للمعارك كان المنافق منهم يأتي للرسول الكريم ليعتذر له بأعذارٍ واهية، لعلّ النّبي يرخّص له في التّخلف عن القتال، فمنهم من يقول إنّ المسافة بعيدة لا نقدر عليها، ومنهم من يقول إنّ الجوّ شديد الحرارة لا تطيقه النّفس، ومنهم من يعتذر بضعف نفسه أمام الشهوات فلعلّه بزعمه رأى شيئاً من محاسن الرّوميّات فافتتن بذلك.
  • كثرة الحلف، فالمنافق يحلف كثيراً لظنّه أنّ النّاس سوف تصدّقه في قوله فتظنّ به خيراً أو تبتعد عن الشّك فيه.
  • كثرة اللّمز والكلام فيما لا يعينه، فالمنافقون من صفاتهم أنّهم يلمزون المسلمين الذين يبذلون أموالهم في سبيل الله تعالى، ويقفون ليتكلّموا في عطاء كلّ واحدٍ منهم، كما أنّ رضاهم وسخطهم يكون معياره ما يعطون من الخير، فإن كان لهم نصيبٌ رضوا بذلك واطمأنت نفوسهم، وإن لم يعطوا غضبوا ولمزوا وطعنوا في رسول الله والمسلمين.
  • الفرح لما يصيب المسلمين من شرٍ أو سوء، والحزن أو التّظاهر بالفرح عندما ينتصر المسلمون على عدوهم.

صفات المنافقين في سورة الأحزاب

صفات المنافقين في سورة الأحزاب

ومن أوصاف المنافقين ما ذكر الله تعالى في سورة الأحزاب لما تحزب الكفار وتجمعوا من قبائل العرب ورموا المسلمين عن قوس واحدة وجاءوا حول المدينة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق بإشارة سلمان الفارسي، فقد حصلت شدة على المؤمنين وبلاء وفتنة عظيمة، فثبت الله المؤمنين، أما النفاق فقد نجم وظهر.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} [الأحزاب:9 – 11]، أما موقف المنافقين فقد قال الله عنه: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب:12]، فالمنافقون ليس عندهم إيمان ولا صبر ولا تحمل.

قال تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا * وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ} [الأحزاب:13 – 14] يعني: المدينة {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا * وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا * قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا * قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا * قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ} [الأحزاب:14 – 19] أي: القتال: {رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ} [الأحزاب:19] والمراد بالخير الغنيمة، فإذا ذهب الخوف عنهم جاءوا ليشاركوكم في الغنيمة، قال تعالى: {أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [الأحزاب:19].

ثم قال الله سبحانه: {يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب:20]، فهم يحسبون أن الأحزاب -وهم الكفار الذين تحزبوا على المسلمين- لم يذهبوا، وإذا أتى الأحزاب يودون لو أنهم في البادية والبرية يستمعون الأخبار، أي: يستمعون أخباركم ما الذي حصل بكم؟ أما المؤمنون فقد ثبتهم الله، فقال في المؤمنين: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:22 – 23].

صفات المنافقين في الجزء ٢٨

يُعدّ المنافقون أخطر الفئات على المجتمع الإسلامي، إذ إن ضررهم يفوق ضرر أعداء الأمة الظاهرين، ولذلك حذر الله -تعالى- منهم في الكثير من آيات القرآن الكريم، وبيّن لعباده صفاتهم، ويمكن بيان بعض صفات المنافقين فيما يأتي:

  • مرض القلب: فقد بيّن الله -تعالى- في القرآن الكريم أن قلوب المنافقين مريضة، حيث قال: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)، وفي الحقيقة أن السبب في المرض الذي أصاب قلوبهم هو جبنهم عن التصريح بما في قلوبهم من إنكارٍ للحق، واتباعٍ للباطل، فلا هم قادرون على إعلان إيمانهم بشكل واضح وصريح، ولا هم قادرين على مواجهة أهل الإيمان وإعلان موقفهم الحقيقي من إنكار للحق. السفاهة والزيف: وصف الله -تعالى- المنافقين بالسفَه، حيث قال: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ)، فالمنافقون يعتبرون الإيمان بالله -تعالى- والإخلاص له -سبحانه- نوع من السفاهة، وفي الحقيقة أن نظرتهم هذه قمة السفاهة والانحراف.
  • الإفساد وزعم الإصلاح: على الرغم من فساد المنافقين وحربهم على كل شيء فيه خير، وسعيهم للإفساد في الأرض، إلا أنهم يزعمون الإصلاح والسعي إلى ما فيه مصلحة للناس، ولكن الله تعالى بيّن حقيقتهم، وفضح سريرتهم، وأكّد لعباده أن هؤلاء هم المفسدون، حيث قال: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ)، حيث إن ميزان المنافقين بين الخير والشر قد اختل بسبب بعدهم عن منهج رب العالمين، وإعراضهم عن المقياس الرباني الصحيح.
  • رفض حكم الله والتحاكم إلى الطاغوت: لأن إيمان المنافقين مجرد ادّعاء باللسان، ومخالفٌ لما في قلوبهم من الشك والتكذيب، فإنهم يرفضون شرع الله -تعالى- ويحاربونه بكل ما أُوتوا من القوة، لا سيّما أن حكم الله -تعالى- يعارض مصالحهم الدنيوية، ولا يحقق أهواءهم ورغباتهم، بينما يقدّسون القوانين الوضعية التي اخترعتها عقول البشر، ويلتزمون بها، ويتخذونها ديناً لهم؛ لأنها توافق أهواءهم ومصالحهم، وقد بيّن الله -تعالى- صفتهم هذه في القرآن الكريم حيث قال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ).
  • الخدِاع والتآمر: من صفات المنافقين الجُبن، واللؤم، والخسّة، والخبث، والمكر، حيث يتلوّنون كما تتلوّن الحرباء، ويحاولون خِداع المؤمنين من خلال إظهار الإيمان أمامهم، وسرعان ما يظهرون على حقيقتهم الوضيعة، ويخلعون ثوب الإيمان عند لقائهم بالكفار وأمثالهم من المنافقين، وهدفهم من ذلك الإيقاع بالمؤمنين، وإلحاق أكبر قدر من الأذى بهم، وقد بيّن الله -تعالى- صفتهم هذه في القرآن الكريم حيث قال: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ).
  • الإرجاف والتولّي يوم الزحف: ومن أخطر صفات المنافقين في المحن والشدائد التي تعصف بالأمة الإسلامية؛ الإرجاف، والتخويف، وتهبيط الهمم، وتثبيط العزائم، فهم دائماً ما يسعون إلى شتات الأمّة، وتفريق الصفوف، وإثارة الفتن، ليحاولوا تحقيق ما عجز الأعداء عن تحقيقه، وعند الشدة والبلاء والتحام الصفوف، يكونون أول الخائرين، المنسحبين، الهاربين، حيث يفرّون من أي مواجهة في أي ساحة من ساحات القتال، مصداقاً لقول الله تعالى: (لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ).
  • إعطاء التصورات الخاطئة عن أعداء الإسلام: حيث يحاول المنافقون إعطاء انطباعات ومعلومات خاطئة عن أعداء الأمّة؛ بهدف تضليل المؤمنين عن حقيقة عدوّهم، وحتى لا يكونوا على بصيرة ودراية بأحوال الأعداء.
  • التجسس وخدمة العدو الخارجي: غالباً ما يرتبط المنافقون بالعدو الخارجي ارتباطاً وثيقاً، وينقلون إليه كل المعلومات التي تتعلق بنشاطات المسلمين وقادتهم البارزين، وإمكاناتهم العسكرية، ولذلك وعدهم الله -تعالى- بالدرك الأسفل من النار حيث قال: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا).
السابق
صفات المؤمن
التالي
مشروبات لحرق الدهون

اترك تعليقاً