احكام الشريعة الإسلامية

ما عقاب الزاني

عقوبة الزاني التائب

إقامة الحدِّ على الذنب الذي شرع فيه الحد : يكفِّر الذنب وما يترتب عليه من إثم .

والتوبة الصادقة من الذنوب تكفِّر ما يترتب عليه من إثم ، و ” التائب من الذنب كمن لا ذنب له ” ، بل إن الله تعالى يبدِّل سيئاته حسنات .

فإن صدق في التوبة ، وأكثر من الاستغفار فلا يلزمه أن يعترف ليقام عليه الحد ، بل التوبة كافية إن شاء الله تعالى .

قال الله تعالى :  والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً . إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيماً . ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متاباً  الفرقان / 68 – 71 .

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف ، فمن وفَّى منكم : فأجره على الله ، ومَن أصاب مِن ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا : فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله : فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه ” .

رواه البخاري ( 18 ) ومسلم ( 1709 ) .

وفي صحيح مسلم ( 1695 ) عندما جاء “ماعز” إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقر بالزنى وقال : “طهِّرني” (يعني بإقامة الحد) ، قال له : ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه .

قال النووي :

وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى سُقُوط إِثْم الْمَعَاصِي الْكَبَائِر بِالتَّوْبَةِ , وَهُوَ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ اهـ .

وقال الحافظ ابن حجر :

ويؤخذ من قضيته – أي : ماعز عندما أقرَّ بالزنى – أنه يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله تعالى ويستر نفسه ولا يذكر ذلك لأحدٍ . . . وبهذا جزم الشافعي رضي الله عنه فقال : أُحبُّ لمن أصاب ذنباً فستره الله عليه أن يستره على نفسه ويتوب اهـ .

عقوبة الزاني عند الشيعة

حكم الزاني المتزوج في القرآن

إمّا أن يكون الزاني محصناً، أو أن يكون غير محصنٍ، والمحصن هو المتزوج الذي وطء زوجته في قبلها، بنكاحٍ صحيحٍ، وكانا بالغين، عاقلين، حرين، ويظهر من ذلك أنّ للإحصان خمسة شروطٍ، وفيما يأتي بيانها:

  • الوطء في القُبُل، بأن يتقدم للزاني والزانية وطءٌ مباحٌ في الفرج.
  • الوطء بنكاحٍ صحيحٍ.
  • البلوغ لكلا الزوجين.
  • الحرية لكلا الزوجين.
  • العقل لكلا الزوجين.

فإذا تحققت تلك الشروط الخمسة في الزاني، فإنّه يكون حينها متزوجاً محصناً، وحكمه إذا زنا أن يرجم بالحجارة حتى الموت، سواءً أكان رجلاً أو امرأة، وحكم الرجم ثابت عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، بالقول والفعل، وقد ورد أنّ رجلاً أتى إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وهو جالسٌ في المسجد، وأخبر الرجل النبي أنّه زنا، فأعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فعاد الكرّة بإخبار النبي بأنّه زنا، فأعرض عنه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مرةً ثانيةً، وكرر الرجل ذلك حتى أقرّ على نفسه بالزنا أربع مراتٍ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أبكَ جُنونٌ؟ قال: لا، قال: فهل أحصنتَ؟ قال: نعم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اذهَبوا به فارجُموه)، وقد أجمع العلماء على أنّ الرجم بالحجارة حتى الموت، هو حكم الزاني المتزوج المحصن.

من هو الزاني الغير محصن

الزاني الغير محصن هو الذي وقع في الزنا ولم بتزوج من قبل 

عقوبة الزانية المتزوجة

حدَّ الزنا في الإسلام لا يختلف بين الرجل والمرأة، ولكنَّه يختلف فيما إنْ كانَ الزانية أو الزاني محصّنًا أو غير محصّن، وهنا يكون الفَيْصَل، فمَن زَنى وهو محصّن فيرجم حتَّى الموت، أمَّا مَن زَنى وهو غير محصّن فحدُّه الجلد فقط، قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ

هل تقبل صلاة الزاني

هل تقبل صلاة الزاني فهذا علمه عند الله -سبحانه وتعالى-، والله هو الذي يقبل العمل أو لا يقبله وهو الحكيم العليم، فيمكنُ أن يقبلها ويمكن أن يردَّها، كلُّ هذا تحت مشيئة الله -سبحانه وتعالى- ولكن ما ينبغي على هذا الإنسان ألَّا لا يؤخر الصلاة وأن يتوب إلى الله توبة صادقة، وإذا لم يفضح أمره فعليه أن يتكتم على ذنبه ولا يجاهر به، كما عليه أ، يندم على فعلته وأن يعزم على عدم العودة إليها، وأ، يتم شروط الصلاة الصحيحة، ويسأل الله أن يقبل منه عمله ويغفر له ذنبه، والله هو الغفور الرحيم. [٢] وجديرٌ الذكر أنَّه يجبُ على من ارتكب الزنا أن يستر نفسه -كما وردَ سابقًا- وألَّا يقنط من رحمة الله، قال تعالى في سورة الزمر: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ  ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ، ويجب على الزاني أن يلتزم أعمال الخير ويلتزم الاستغفار ويحذر من ترك الصلاة واليأس من رحمة الله، فترك الصلاة ذنب من أعظم الذنوب ويؤدي بالإنسان إلى الكفر كما أوضح رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف: “بين الرجلِ وبين الشركِ والكفرِ تركُ الصلاةِ” ،

والله تعالى أعلم.

عقوبة الزنا

رتّب الله -تعالى- على فعل الزنا عقوبات شديدة، في الدنيا والآخرة، بل جعل للزنا حدّاً خاصّاً يُقام على فاعله جزاءً على فعلته، وهذا الحدّ يختلف باختلاف حال الزاني أو الزانية، وفيما يأتي بيان تفصيل حدّ الزنا:

  • إن كان الزاني أو الزانية غير محصن؛ أي لم يسبق له الوطء في القُبل، بنكاحٍ صحيحٍ، فإنّ عقوبته تتمثّل بالجلد مئة جلدة، ويُضاف للرجل التغريب مدّة عام كامل عند جمهور العلماء، وقد وردت عقوبة الجلد ونصّ عليها الله -تعالى- في القرآن الكريم، حيث قال: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ)، كما قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (خُذوا عني، قد جَعَل الله لهنّ سبيلاً، البكْر بالبِكْر جَلْدُ مئة ونَفْيُ سَنَة).
  • إن كان الزاني أو الزانية محصناً؛ أي سبق له أن وطء في القُبل، بنكاحٍ صحيحٍ، فإن عقوبته حينها الرجم؛ أي الرمي بالحجارة حتى الموت، وقد ورد ذلك في قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ إلَّا بإحدى ثلاثٍ، رجلٌ زنَى بعدَ إحصانِهِ فعليهِ الرَّجمُ)، وقد نقل عدد من العلماء الإجماع على هذا، وقال ابن قدامة إنّ الصحابة -رضي الله عنهم- أجمعوا عليه، وقال البهوتي إنّ الرجم ثبت عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، بقوله وفعله في أخبار تشبه التواتر.

بالإضافة للحدّ الذي يُقام على الزاني أو الزانية في الحياة الدنيا فإنّ الزنا يُوجب عقوبات وآثار دنيوية أخرى على صاحبه، فهو يُورث سواد الوجه وظلمته، وكذلك ظلمة القلب، وذهاب نوره، وهو يسقط الإنسان من اعتبار الله تعالى، ومن أعين خلقه، ويسلب صاحبه صفات العفّة، والطهر، والنقاء، ويعطيه صفات الفسق، والفجور، والخيانة، والخبث، كما أنّ الله -تعالى- يضع في صدر الزاني الوحشة والضيق، وذلك معاملةً له بنقيض قصده من الزنا، فالزاني يزني رجاءً أن يحصل بذلك على اللذة والسعادة، إلّا أنّه لا يجني منه إلّا الضيق والكدر.

وأمّا عن عقوبة الزنا في الآخرة فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قوله في الرؤيا التي رآها ثمّ قصّها على صحابته رضي الله عنهم، ما رواه البخاري في صحيحه: (فانطلقنا، فأتينا على مثلِ التنُّورِ، قال: وأحسب أنّه كان يقول فإذا فيه لغطٌ وأصواتٌ، قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عراةٌ، وإذا هم يأتيهم لهبٌ من أسفلَ منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهبُ ضَوضَوا)، ثمّ بيّن الرسول ما رآه لصحابته، فقال: (وأمّا الرجالُ والنساءُ العراةُ الذين في مثل بناء التنورِ، فإنهم الزناةُ والزواني)، ففي الحديث السابق بيان حال الزناة، وعقوبتهم في الآخرة.

من هو الزاني المحصن

المحصن : هو من تزوج وجامع زوجته في نكاح صحيح وهما بالغان عاقلان حران .

فشروط الإحصان إجمالاً :

1. التكليف : أي أن يكون الواطئ عاقلا بالغا .
2 .الحرية .
3 . الوطء في نكاح صحيح .

قال المرداوي رحمه الله في “الإنصاف” (10/172) : ” قوله ( والمحصن : من وطئ امرأته في قبلها في نكاح صحيح ) ويكفي تغييب الحشفة أو قدرها ( وهما بالغان عاقلان حران )

السابق
حكم طلاء الاظافر
التالي
ما هو داء الفيل

اترك تعليقاً