هل يغفر الله عقوق الْوَالِدَيْنِ إسلام ويب
إن كفارة العقوق تحصل بالندم، والعزم على عدم العود، والإكثار من الاستغفار، والأعمال الصالحة، والاستقامة على تقوى الله، وطاعته، ويضاف إلى هذا استسماح العاق لوالديه، والحرص على ما فيه رضاهما؛ فقد قال الله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. { الأنعام: 54 }. وقال تعالى: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا. { النساء: 110}. وقال تعالى: فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. { المائدة: 39 }. وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا. { الطلاق: 5 }. ويقول سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى. [طـه:82]. ويقول سبحانه: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. [هود:114]. وقال عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}. وقال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا {الفرقان:68- 71}.
حلول عقوق الوالدين
هل عاق الْوَالِدَيْنِ يخلد في النار
العقوق كبيرة من كبائر الذنوب ، ففي الصحيحين من حديث أبي بكر رضي الله عنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلاثًا ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ .
وعدّه عليه الصلاة والسلام من السبع الموبِقات الْمُهْلِكَات .
وقال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة ، والديوث ، وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والمدمن على الخمر والمنان بما أعطى . رواه أحمد والنسائي .
وقال صلى الله عليه وسلم : ثلاثةٌ قد حَرّمَ اللهُ – تَبَارَكَ وَتَعَالَى – عليهم الجنةَ : مُدْمِنُ الخمر ، والعاقّ ، والدّيّوثُ الذي يُقِرُّ في أَهْلِهِ الْخُبْث . رواه أحمد والنسائي .
وهذه من أحاديث الوعيد ، ويَرى العلماء أن لا تُفسّر لأنه أبلغ في الزجر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَقَدْ نُقِلَ كَرَاهَةُ تَأْوِيلِ أَحَادِيثِ الْوَعِيدِ عَنْ سُفْيَانَ ، وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ – وَجَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ . اهـ .
والله تعالى أعلم .
صفات الابن العاق
- عدم التربية الصحيحة والنشوء على الحب والاحترام
- شخص جاهل
- انعدام الضمير والاحساس
- مصادقته لاصدقاء السوء
من عق والديه عقه ولده
وعد الله الذي يطيع والديه ويبرهما بالجنة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة. ومن لم يقم بحقهما ولم يخدمهما فقد تعرض لسخط الله وعقابه والله تعالى لم يعين نوعا من العذاب في الدنيا فربما يأتي له أولاد يؤذونه، ولا يطيعونه ويكون ذلك بسبب عمله وإهماله وتسليط الشيطان عليه، حتى أدى بهم أن تسلط عليهم الشيطان من ورائه.
ولم يأمر الله أولاده أن يؤذوه وما رضي الله ذلك لهم بل أمرهم بالبر فهم مأمورون بأمر الله، وامتثال أمره، فلو كان رجل عنده أبوه، وقد آذى أبوه والده، فليس له أن يعمل كما عمل وإلا فيعذب، كما عذب هو. ومثل ذلك من تسلط على قوم يعصون الله وهو لا يريد ردهم ولا تأديبهم، وإنما يريد إشباع غرائزه الشيطانية والتسلط عليهم بما يملي عليه عقله وفكره وشهوته. فهو ظالم خارج عن دين الله والله يعاقبه. والله أعلم