الحياة والمجتمع

ما معنى الحوار

تعريف الحوار وشروطه

تعريف الحِوار

يُعرّف الحِوار بِأنّه مُناقشة الكلام بين الأشخاص بهدوءٍ واحترام ودون تعصُّب لِرأيٍ مُعيّن أو عُنصريّة، وهو مَطلَبٌ من مَطالِب الحياة الأساسيّة؛ فَعَن طريقه يتمّ التّواصل بين الأشخاص لِتبادُل الأفكار وفَهمِها.[١] يُستخدَم الحِوار لِلكشف عن الحقيقة فَيَكشِف كلّ طرف من المُتحاورين ما خَفِيَ على الطّرف الآخر، وهو الحِوار يُشبع حاجة الإنسان، ويَسمح له بِالتّواصل مع البيئة المُحيطة والاندماج بِها، إضافةً إلى أنّه يساعد على التعرّف على وجهات النّظر المُختلفة للمُتحاورين.

ما هي شروط الحوار

الأمر القائم في الحياة أن الإنسان يتحدث ويحاور بالفعل، ولا يكاد يخرج من حديث أو حوار إلا ويخوض في آخر، فالإنسان اجتماعي بطبيعته، و للنجاح في إدارة أي حوار منذ بدايته، وحتى يكون فعال ومفيد يلزم معرفة ما هي شروط الحوار وقواعده والالتزام بها، وهي كالآتي:

  • الاحترام من أفضل الصفات والأخلاق التي يمكن أن يتصف بها المرء، وهو أساس التعامل بين الناس.
  • تحديد الموضوع الرئيس للحوار والهدف منه، مما يساعد في كسب الوقت من أجل الوصول إلى النتيجة المرادة من الحوار.
  • الموضوعية في الحوار، حيث يتم الحوار على أساس الموضوع وليس بناءً على الشخص المحاور أو شخصيته، كما يجب عليه تجنب الكذب، والتوثيق العلمي والبعد عن الميول.
  • استخدام لغة واضحة مفهومة وقوية. يجب أن يكون الحوار هادف، والغرض منه التوصل إلى الحقائق.
  • مناقشة أصل الموضوع قبل الخوض في فروعه.
  • الاتفاق على أصل المرجع والمصدر حسب الموضوع، كالقرآن والسنة النبوية، الأبحاث العلمية وغيرها.
  • التزم الهدوء وضبط النفس. حسن الاستماع وعدم الاستعجال في الرد، فالمستمع الجيد محاور جيد.
  • اختيار المكان والزمان والشخص المناسب.

إن الأمر الملازم لمعرفة ما هي شروط الحوار، هو معرفة شروط المحاور، وهي كالآتي:

  • البعد عن الغرور والتكبر وعدم تجاهل آراء الآخرين، أو التعصب للرأي الشخصي.
  • أن يكون المحاور صاحب فكر ووجهة نظر مستقل ومنفرد بشخصيته بعيد عن التقليد.
  • سرعة البديهة وقادر على الرد وعلى التعامل مع المواقف بحنكة.
  • اللباقة بالكلام، واستخدام الكلمات المناسبة للرد على الأسئلة أو الآراء المطروحة.
  • تقديم الأدلة والبراهين من أجل إثبات الحقائق.

أهمية الحوار

يُعتبر الحوار الطريق الوحيد الذي يتم استخدامه من أجل إقناع الطرف الآخر المخالف، فهو المفتاح لإقناعه بالرأي الصائب، كما يعد أسلوباً للتواصل، والتفاهم بين الناس، وطريقاً للتعرف على بعضهم، وهو منهج الإصلاح، والدعوة في المجتمع، ووسيلة التربية، والتعليم للأبناء، وهو نقطة الالتقاء، والتقارب بين الأفراد.

للحوار دور بارز في إنهاء الحروب بين الناس، فلولاه لانتشر الفساد، ولتصرف الأفراد بتسرع وتهور، فهو الطريق التي يتم إظهر الحق خلاله دون حدوث خسائر، أو إهانة لأحد من الطرفين.

أنواع الحوار

الحوار أنواع كثيرة وأقسام متشعّبة من أبرز هذه الأنواع:

  • الحوار لطلب العلم.

  • الحوار عند الغضب.

  • الحوار في عجالة.

  • الحوار بهدوء وسكينة.

آداب الحوار

بعض آداب الحوار هناك مجموعة من الآداب والضوابط والخصائص التي يجب أن تتوفر أثناء الحوار من قبل جميع الأطراف المشاركين فيه؛ وذلك حتى يتم تحقيق الهدف الرئيسي من الحوار وبالتالي لا يتحول هذا الحوار والحديث إلى جدال أو مراء أو كلام بلا فائدة، ومن أهم آداب الحوار ما يلي:

  • أن يكون موضوع الحوار معلوماً من قبل جميع الأطراف المشاركين فيه، وبالتالي يكون لدى الجميع القدرة على المحاورة والنقاش بشكلٍ فعال وجيد.
  • لا بدّ من أن يمتلك الأطراف المشاركين في الحوار لصفة الاعتراف بالخطأ في حال مخالفته لكل ما هو صائب.
  • الالتزام بالألفاظ الحسنة والمناسبة والابتعاد عن الألفاظ السيئة والبذيئة، مما يؤدي إلى التأدب في الحديث بين الطرفين المشاركين في الحوار وبالتالي تحقيق الهدف المنشود منه.
  • لا بدّ أن يكون الهدف الرئيس والدافع الأساسي من الحوار هو الوصول إلى الحقيقة والصواب والابتعاد عن التشتت وإخفاء الحق.
  • يجب الاعتدال في الحديث حتى انتهاء الحوار، وبالتالي البعد قدر الإمكان عن الغضب ورفع الصوت وكل ما يؤدي إلى ذلك.
  • عدم التزمت أو التشدد لفرض رأي معين، بل يجب أن يتميز بالمرونة والسلاسة.
  • يجب على الأطراف المشاركين في الحوار الإصغاء الجيد لبعضهم البعض أثناء عملية الحوار، ويجب عليهم التأني وعدم التسرع وكبت جماح النفس أثناء الجدال والحوار وهذا يعني أن يكون كل طرف من الأطراف حليماً يمتلك صفات جيدة؛ وهي: الأدب والفهم الإصغاء، وبالتالي الاستفادة من كل ما يطرحه الأطراف الآخرين.

أهداف الحوار

  • يساعد الحوار على عرض الأفكار من قبل الطرفين والحجج والأدلة على صحة الطريق الذي يمشون به، فهو يدفع الشبهات ويجعل المحاور قادراً على عرض أسبابه وغاياته وتوضيح الشبهات.
  • يمكن المحاور من دعوة الطرف الآخر لأمر ما بشكل حضاري وفعّال، حيث إنه يقوم بعرض كل ما لديه بشكل مريح.
  • يمكن للحوار أن يقرب وجهات النظر، ويزيل الفجوات بين المتحاورين ويبعد التباغض والتناحر فيما بينهم.
  • إظهار الحقائق، وكشف جميع الأكاذيب والترهات.
  • ينشر المعارف والثقافات، ويعزز من كمية معلومات المتحاورين حول مواضع معينة.
  • نشر الألفة والمحبة بين البشر، وصنع العلاقات الجيدة والصداقات.
  • يعزز وجود الإنسان الروحي.
  • تعدد الخيارات والحلول أمام المحاور، مما يسهل عليه عملية الفهم والاختيار السليم.

مهارة الحوار

عندما يتأمل المتأمل في مهارة الحوار و يتأمل في أساليب التمكن منه و حُسن إجادته سيكتشف أن الحوار كان و لا يزال الوسيلة الأقدم و الأسهل و الأسرع للتواصل بين الناس منذ فجر البشرية الأول .
فنحن عندما نتدبّر آيات القرآن الكريم نجد الحوار حاضراً فيها في مثل قوله تعالى : { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا } الكهف ، و نجد ذكر الحوار حاضرا أيضا في قوله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ  } المجادلة .
وهذا دليل قاطع على أهمية الحوار و أهمية إتقان آدابه و مهاراته لأنه كان و لا يزال الخطوة الأولى للبحث إما عن حل لمشكلة أو إجابة على تساؤلات قد تدور في ذهن أحد أطراف الحوار أو لتسوية خلاف أو لغير ذلك .
و يمكننا تعريف الحوار بأنه : التناقش عن طريق الكلام المباشر بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص بطريقة هادئة و منظمة حول موضوع أو فكرة معينة .
إن صفة التمكن من مهارة الحوار و من حُسن إدارته و من حُسن الردود فيه هي بمثابة الخطوة الأولى من خطوات سُلَّم الحوار الناجح فهي تعكس مدى ثقة المحاور بنفسه و بقدارته و إمكاناته .
و للحوار كما لغيره من المهارات آداب ينبغي علينا أن نتأدب بها و نتقنها حتى نحصل على حوار هادف متميز و من هذه الآداب : الحديث باللغة العربية الفصحى ، تحري الصدق في الحديث أثناء الحوار ، إعطاء المحاور الوقت الكافي للحديث ، حُسن الاستماع للطرف الآخر في أثناء حديثه ، طرح الأفكار و وجهات النظر بأسلوب مهذب لبق ، الحديث بنبرة صوت واضحة تنم عن ثقة المحاور في نفسه و يجب مراعاة عدم رفع الصوت ، وجوب الإحاطة الكاملة بجميع نواحي موضوع النقاش الذي سينعقد الحوار حوله ، إحترام الطرف الآخر و إظهار الاهتمام له و متابعته بتركيز و اهتمام أثناء حديثه .
و في نهاية مطاف حديثنا الموجز عن مهارة الحوار يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ألّا يكون إختلاف وجهات النظر -في حالة عدم وصول أطراف الحوار إلى إتفاق- سبباً للتباعد و التنافر بل يجب محاولة تكرار الحوار بأسلوب راقي و محاولة تقريب وجهات النظر و البحث عن القواسم المشتركة بين أطراف الحوار حتى نصل إلى حل مناسب و تقارب في الآراء و به يكون الحوار حوار مثالي مثمر .

الحوار في الإسلام

مفهوم الحوار في الإسلام يزخر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالكثير من القصص والنماذج التي تجسد معنى الحوار، فهو أفضل طرق الإقناع الذي ينبع من ذات الإنسان وأعماق نفسه، كما أنّه أساس الإيمان النابع من داخل الإنسان والذي لا يمكن أن يفرض عليه فرضًا من الخارج، ومن النماذج التي قدمها القرآن الكريم تمثيلًا لمفهوم الحوار:

  • قصة إبراهيم عليه السلام والرجل الذي آتاه الله الملك، وقصة أصحاب الجنتين، وقصة قارون وقومه، وداوود عليه السلام مع الخصمين، ونوح عليه السلام مع قومه، وقصة ابني آدم، وقصة نبي الله موسى مع العبد الصالح.
  • حوار موسى عليه السلام مع الله تعالى حين طلب منه أن يسمح له برؤيته.
  • سؤال الله تعالى عيسى عليه السلام إن كان قد طلب من الناس أن يعبدوه وأمه من دون الله.

استخدم القرآن الكريم مبدأ الحوار كوسيلة ناجعة في توضيح المواقف، وهداية العقول، والتدرج بالحجة التي تحترم كرامة الإنسان وتعلي من شأن عقله، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان أفضل من استخدم أسلوب الحوار وعرف أهميته ووظيفته، كما أنّه يعرف أساليبه وآدابه وفنونه، وقد مارسه عليه الصلاة والسلام مع الرجل والمرأة، والشيخ والطفل، والمسلم والكافر طوال حياته.

السابق
دواء توكليس – toclase لعلاج السعال الجاف
التالي
دواء توفيرام – Tofyram لعلاج أعراض الاكتئاب

اترك تعليقاً