ديني

ما معنى الرشوة لغة وشرعا

تعريف الرشوة لغة واصطلاحا pdf

معنى الرّشوة لغةً

عرّفت الرّشوة لغة بعدّة معانٍ، منها:

  • الجُعل: وما يُعطى لقضاء حاجةٍ أو مصلحةٍ، والجمع منها رُشاً ورِشاً.
  • الرِّشوة بكسر الراء: ما يعطيه الشّخص للحاكم أو لغيره ليحكم له، أو ليفعل له ما يريد، بحسب ما قال الفيومي.
  • الرِّشوة هي: الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة، وأصله من كلمة الرِّشاء وهو الذي يُتوصل به إلى الماء. بحسب ما قال ابن الأثير.

معنى الرّشوة شرع

اختُلف في تعريف الرّشوة شرعاً، فقيل في معناها:

  • ما يؤخذ بغير عوض ويُعاب أخذه.
  • كل مال يُدفع ليبتاع به من ذي جاه ومنصب عوناً على ما لا يحلّ.
  • قال صاحب الأنصاف: الرّشوة ما يُعطى بعد طلبه.

ما هي الرشوة المحرمة

دفع المال من قبل شخص إلى آخر لإحقاق باطل، أو إبطال حقّ مستحقّ لإنسان، وهي كذلك بأنّها وسيلة لكسب وتحصيل ما لا يحلّ للإنسان وما لا يستحقه، أو لحمل الحاكم أو القاضي أو المسؤول على ما يريده مقدّم المال، ولا يشترط في الرّشوة أن تكون مادّية فقط، فربما تكون أمراً عينياً أو معنوياً كمن يعدّ شخصاً مسؤولاً أن يقدّم له أرضاً أو يعده بالتّرقية في وظيفته دون وجه حقّ.

شرح الرشوة

تُعدّ الرشوة من الأمور التي قد تشكلُ ظاهرة في بعض المجتمعات، التي يسودها الفساد الأخلاقي والإداري في السلك الوظيفي خاصة، ويُقال في اللغة العربيّة رشا أي قدم له الرشوة، والمراشاة تعني المحاباة والتحيّز، والرشوة جمعها رَشَوات، ورَشْوات، ورَشَاوَى، ويُقال إنّ رشْوَة بفتح الراء، أو كسرها، أو ضمها، تعني ما يُعطى من مال بدون وجه حقّ لتحقيق مصلحة ما، أو رفع شأن الباطل ودحر الحق، كما تُستخدم لفظة الرشوة بقول رش الدلو؛ أي جعل له رشاء أو حبل يصل به إلى الماء.

تُسمى خيوط اليقطين وخيوط الأعناب بالرشوة عندما تتفرع وتطول أغصانها لتشبه في ذلك الحبال، ويتضح أنّ استخدام لفظة الرشوة لتبيّن دفع المال من أجل مصلحة ما بصورة غير شرعيّة أو قانونيّة مُستمدة من معنى كلمة الرشوة، حيث يصنع الراشي بماله حبالاً ليصل إلى غايته.

الرشوة في الإسلام

الرشوة: 

هي ما يعطيه الشخص للحاكم أو غيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد، وهي محرمة في كل دين، وشيوعها يدل على شيوع الفساد في المجتمع؛ قال تعالى:﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 188]، وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: “لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي” أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.

ومال المرتشي سحت وحرام وغير طيب؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكعب بن عجرة رضي الله عنه: «يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِه» أخرجه أحمد في “مسنده”، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «يَا سَعْدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَل أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ» أخرجه الطبراني في “الأوسط”.

فالشريعة الإسلامية حرمت جريمة الرشوة؛ سواء أصدرت من موظف حكومي أم غير حكومي، وسواء أكان عموميًّا أم خاصًّا. والرشوة تُعَدُّ ضربًا من ضروب الفساد؛ مما يستوجب على المسؤولين في مواقعهم الضرب بِيَدٍ من حديد بلا تهاون على يد أولئك المفسدين كما نصَّ قانون العقوبات المصري الصادر برقم 58 لسنة 1937م في الباب الثالث من المواد 103 حتى 111 على أحكام الرشوة.

وعليه: فلا يجوز أن يتهاون الشخص ويبادر بدفع مال لموظف يطلبه بغير حق، حيث إنه يتقاضى أجرًا للقيام بعمله من الجهة التي يعمل بها، أو أن يدفع مالًا ليدافع به عن نفسه أو لأخذ ما يراه حقًّا له، فينبغي أن يكون المسلم إيجابيًّا لا يقر الفساد ويُنْمِيه، بل عليه أن يمنعه ويحاربه، ويتعاون مع المجتمع في القضاء عليه، ويتم ذلك بأن يعظ من يطلب الرشوة ويذكِّره بالله بدلًا من أن يعطيه ما يطلب، فإن لم يستجب المرتشي للوعظ أبلغ عنه المسؤولين؛ لمعاقبته والأخذ على يده.

فيجب أن يشتد القائمون على الأمر في الحزم مع المفسدين وعدم التهاون معهم في إنزال العقوبة بهم، وأن يشحذوا الهِمَمَ ضدهم، كما يجب على القائمين على الأمر أن يغيثوا كل من استغاث بهم من المواطنين الذين تُطلب منهم الرشوة، ويغيثوا كذلك الموظفين الذين يعرض عليهم الرشوة، ويجب على الراشين والمرتشين أن يقلعوا عن هذا الفعل، ويندموا على ما فرطوا في حق الله، ويعزموا على عدم العودة إليه أبدًا توبةً إلى الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى أعلم.

الرشوة في العمل

بعد تخرجى من الجامعة لم أجد عملا فعرض علي قريب لي أن أعطيه أوراقى و سوف يتوسط عند أحد أصدقائه لإيجاد عمل لي وفعلا تم قبولى فى هذا العمل الحكومى و فوجئت بقريبى يخبرنى أن صديقه يطلب مني مبلغا من المال إكراميات لمن ساعدوه فى تعيينى و دفعت المبلغ فهل يقع على ذنب الرشوة مع العلم بأننى لم تكن عندى النية فى ذلك وأنه فى هذه الأيام هذه الصفة سائدة فى المجتمع لقضاء المصالح وإذا لم أدفع مصلحتي تتوقف و يأخذ من غيري .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كنت أحق من غيرك بهذا العمل، فنرجو ألا يكون فيما دفعت من المال إثم عليك، وإذا كنت لا تستحق هذا العمل أو كنت أنت وغيرك فيه سواء، فما دفعت من المال رشوة محرمة، وقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي في الحكم)
وكان يجب عليك أن تمتنع من دفع المال ولو أدى ذلك لذهاب هذه الوظيفة.
والواجب عليك الآن هو التوبة والاستغفار؛ إن كان ما صدر منك داخلاً في حيز الرشوة حسب التفصيل السابق.
وانظر الفتاوى التالية:
1713 4245 12670
والله أعلم.

تعريف الرشوة في القانون

الرشوة في القانون معناها أن يتاجر الموظّف العام بأعمال الوظيفة، المختص بها، من أجل تحقيق مصلحة خاصة؛ تتمثّل في الكسب غير المشروع من الوظيفة، على حساب المصلحة العامة. وهي علاقة أخذ وعطاء تنشأ باتفاق بين الموظّف العام وبين صاحب المصلحة على حصول الموظّف على رشوة، أو حتى على مجرّد وعد بالحصول عليها، لقاء قيامه بعمل من أعمال وظيفته يختص به أو امتناعه عن القيام بهذا العمل.

أسباب الرشوة

  • ضعف الوازع الديني وانعدام الأخلاق.
  • قلة التوكل على الله، وكذلك انعدام الثقة في رزقه سبحانه وتعالى.
  • انخفاض المستوى المعيشي لدى بعض الأشخاص وخصوصاً الموظفين الذي يعملون في المؤسسات الحكوميّة.
  • الطمع والجشع وحبّ الثراء السريع.
  • ضعف السلطة السياسيّة.
  • انعدام الشفافية والمسائلة في العديد من المؤسسات، وكذلك منع حرية التعبير عن الرأي التي بدورها تقوم بفضح المرتشي والراشي على حدٍ سواء. الضعف الإداري، ويتمثل ذلك في ضعف الشخص الذي يشغل منصب المدير في أي مؤسسة، ففي حال فسدت الإدارة يفسد ما حولها.
  • ضعف الوعي لدى أفراد المجتمع وسكوتهم عن هذا الأمر بدل محاربته، بالإضافة إلى تدني المستوى التعليمي لأفراد المجتمع. الانسياق وراء الانتماءات المختلفة كالعشائرية والقبلية وعلاقات القرابة.
  • حالة الدولة وما تمرّ به من أزمات سياسيّة واقتصاديّة.

أمثلة على الرشوة

  • الرشوة من أجل تأمين عقد أو الاحتفاظ به.
  • الرشوة لتأمين النظام.
  • الرشوة للحصول على أيّ ميزة على مُنافس.
  • رشوة موظف محليّ، أو وطنيّ، أو أجنبيّ لتأمين عقد.
  • الرشوة لتزوير تقرير التفتيش أو الحصول على شهادة.
السابق
دواء يوليكسن eulexin يستخدم في علاج سرطان الموثة (البروستات) المنتشر
التالي
علاج الجروح

اترك تعليقاً