ما معنى الهجرة

تعريف الهجرة لغة واصطلاحا

الهجرة لغةً

الهجرة في اللغة هي المصدر للفعل المزيد هاجر، وتعني الانتقال من مكان إلى آخر، ويقال فلان هاجر، أي انتقل من بلده إلى بلد آخر بقصد الرزق والعمل أو لأي سبب آخر، وقد ورد عن علماء اللغة أنّ الأصل في حروف الهاء والجيم والراء من كلمة هجر أن يكون المعنى له أصلين الأول قطع أو ترك، والثاني ربط .

الهجرة اصطلاحًا

الهجرة من أهم المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات، وتعني في الاصطلاح الانتقال من مكان الإقامة الأصلي إلى مكان آخر، أو في حال كان المعنى المراد من الهجرة هو اصطلاح ديني، فإنّ المعنى يدل على انتقال الرسول الكريم ومن معه من المسلمين المستضعفين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

آثار الهجرة

للهجرة آثار كبيرة على كلٍّ من الفرد والمجتمع تتنوع بين إيجابيّة وسلبيّة، ومنها:

• التأثير الإيجابي: يتجلّى التأثير الإيجابي للهِجرة في تَحسين مُستوى الدّخل المعيشيّ للأفراد، وتكوين نهضةٍ فكريةٍ تنقل مُجتَمعاتهم الأم وتحوّلها إلى مكانٍ أفضل علميّاً ومعيشياً؛ حيث تنخفض نسبة الفقر والبطالة، وتزيد نسبة النقد الأجنبيّ فيها بسبب هجرة الأيدي العاملة منها.
• التأثير السلبي: يظهر الأثر السلبيّ على شكل هجرة العقول النيّرة خارج مواطنهم، وتَعرّض بعض المهاجرين إلى بعض أشكال التعصّب الفكريّ المُتطرّف في بلاد المهجر، خاصةً إذا كانوا من المُهاجرين غير الشرعيين، كما قد يضطرّون إلى العمل في وظائف شاقّة ولساعات عملٍ طويلة.

دوافع الهجرة

ربما يكون من الصعب على الأشخاص ترك أوطانهم والانتقال إلى مكان آخر للعيش، لكن لسبب أو لآخر هناك العديد من العوامل التي تجذب أولئك الأشخاص مما يؤدي إلى تفضيل خيار الهجرة والانتقال، وفيما يلي ذكر لأهم دوافع الهجرة:

• الدوافع الأمنية: تحقق عندما يشكل عيش الفرد داخل البلد خطراً حقيقياً على حياته أو حياة عائلته، وذلك يعود للكثير من الأسباب مثل الدين، أو الجنسية، أو العرق، أو الاتجاه السياسي، أو حتى الانتماء إلى منظمات أو جماعات، مما يدفع الأفراد إلى البحث عن مكان آمن ثمّ الانتقال إليه.
• الدوافع الاقتصادية: تؤدي الدوافع الاقتصادية والبحث عن فرص العمل والرفاهية من أكثر أسباب الهجرة انتشاراً والتي تؤدي إلى انتقال الأفراد من الأماكن النامية إلى تلك الأكثر ثراءً ومن المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية.
• الدوافع البيئية: تتمحور حول العوامل البيئية الطبيعية مثل جفاف المحاصيل، والتلوث البيئي، والكوارث الطبيعية.
• الدوافع الاجتماعيّة: هي العوامل التي تتعلق بتحسين نوعية الحياة لدى الأفراد مثل التعليم والخدمات والنمو والتطور الوظيفي.

فوائد الهجرة

إنّ للهجرة على اختلاف أسبابها وأنواعها فوائد كثيرة للدُّول الجاذبة للمهاجرين، وكذلك الدُّول التي يخرج منها المهاجرون، وتتمثَّل هذه الفوائد بالنقاط الآتية:

• يتمّ ملء الوظائف الشاغرة في البد المُضيف، مع الحفاظ على النموّ الاقتصاديّ فيه.
• يُصبحُ البلد المُضيف مُتنوِّعاً ثقافيّاً.
• يجلب المهاجرون معهم العديد من الأفكار الإبداعيّة، والطاقة الكبيرة.
• تزيد نسبة التحويلات الماليّة للدُّول التي يُهاجر منها الأفراد.
• تَقلُّ نسبة البطالة، وتزداد فرصة المهاجرين في تحسين مستوى معيشتهم.
• يُصبحُ المهاجرون قادرين على الادِّخار، كما أنّهم يحصلون على مهارات مختلفة؛ بسبب هجرتهم.

ومن الجدير بالذكر أنّه قد أُجرِيت دراسة حول الهجرة، والمهاجرين، من قِبَل وزارة التوظيف والتعليم في أكسفورد، حيث أشارت هذه الدراسة إلى أنّ المهاجرين يساهمون في تغذية الطَّفْرة الاقتصاديّة، كما تساهم العمالة المهاجرة في إبقاء بعض الشركات في السوق، وممّا أظهرته هذه الدراسة أيضاً، أنّ للمهاجرين فوائد عديدة في المجال السياحيّ، من خلال تحديث طُرُق جوّية جديدة، كما أنّ للهجرة تأثير جيّد في العمالة المحلّية، وكفاءتهم، وهي تساهم في إظهار نَهْج، وفِكْر جديد للشركات، وتُسهِّل النموّ الاقتصاديّ في البلد المُضيف.

حلول الهجرة

للحدّ من الهجرة هناك بعض الحلول المقترحة وهي كالآتي:

• تشجيع الشباب على المشاركة في الأمور السياسيّة دون خوف أو تهديد.
• توفير فرص عمل للشباب العاملين والخرّيجين.
• تحفيز الشباب على التعلق بوطنهم الأم وعدم التخلّي والتفريط به مهما حصل.
• القضاء على المحسوبية والواسطات.
• فتح أماكن لاستثمار كافّة مؤهلات الشباب مثال: الجمعيات والمؤسسات والنوادي الثقافية.
• الإهتمام بمؤهلات الشباب عن طريق توفير الامتيازات الهامة مثال: التأمين الصحّي، والمسكن، ووسائل المواصلات.

الهجرة الشرعية

تُعرّف الهجرة الشرعية أو القانونية (بالإنجليزية:Legal Migration) على أنّها الهجرة التي تحدث تحت إشراف جهات معترف فيها ومعتمدة دولياً، وتتم الهجرة القانونية عن طريق التقدُم بطلب تأشيرة من الدولة المراد الهجرة إليها، كالولايات المتحدة الامريكية مثلًا، ويوجد نوعين من تأشيرات الهجرة؛ تأشيرات الهجرة المخصصة، وتعطى للأشخاص الذين يرغبون بالبقاء بشكل دائم، وتعتبر هذه التأشيرات محدودة حيث تُوزع بحسب كل بلد، والنوع الثاني من التأشيرات تأشيرات غير المهاجرين، وتمنح للسياح، والطلاب، ورجال الأعمال الذين هم بحاجة إلى إقامة مؤقتة.