ديني

ما مفهوم الزكاة

تعريف الزكاة لغة واصطلاحاً المكتبة الشاملة

زّكاة لغةً للزّكاة في اللّغة عدّة معانٍ وتعريفاتٍ، تبيّن مكانة الزّكاة حتّى في اللغة، وليس فقط في الشّريعة والإسلام، وهي مصدر زَكَوَ، وجمعها زَكَوات، وبيان معاني الزّكاة الشرعيّة على النّحو الآتي:

  •  الزّكاة بمعنى التّطهير: فزكاة المال تعني تطهيره ممّا علِق به من أدران الحرام التي تعلق به، ربّما دون قصد المسلم، وتصريفات هذا المعنى هي: زَكَى يُزَكِّي تَزكيةً.
  • الزّكاة بمعنى الصَّلاح: يُقال للرّجل: زكيّ؛ أي أنّه رجلٌ تقيّ ذو صلاحٍ، وجمعها أزكِياء؛ أي أتقياء صالحون.
  • الزّكاة بمعنى النَّماء: يُقال: زكا الزّرع يزكو زكاءً؛ أي ازداد وكثُر ونما، وكلّ شيءٍ ازداد ونما وكثُر؛ فهو زكي ويزكو زكاءً.
  • الزّكاة بمعنى الأفضل أو الألْيَق أو الأنسب: يقول العرب: هذا الأمر لا يزكو؛ أي أنّه لا يليق، والأزكى: هو الألْيَق، والأفضل.

الزّكاة اصطلاحاً

الزّكاة في الاصطلاح الفقهيّ: هي حصّة مُقدَّرة من المال، فرضها الله عزّ وجلّ لمُستحقّيها، وقد ورد ذِكرهم في القرآن الكريم، كما فصّلتهم السُّنّة النبويّة المُطهَّرة، ‏وقيل: هي القدر الواجِب إخراجُه لمُستحقّيه في المال الذي بلغ النِّصاب المُقدَّر شرعاً، بشروط معيّنةٍ، وقيل: هي مقدار مخصوص في مالٍ مخصوصٍ لطائفةٍ مخصوصةٍ‏، ويرد اسم الزّكاة على المال في الاسلام|المال]] المُزكّى نفسه الذي يُخرِجه صاحبُه، فيُسمّى المال المُزكّى به زكاةً‏.

تعريف الزكاة للاطفال

حكم الزكاة

الزكاة فرض بإجماع المسلمين، وإنكار وجوبها كفر، إلا إذا كان المنكر لها حديث عهد بالإسلام، أو كان معذورًا بعدم العلم، فإن علِم وعُلِّم ثم أصر على إنكارها فهو كافر مرتد، أما من منع الزكاة تهاونًا أو بخلًا ففي أمره خلاف بين الفقهاء، فمنهم من قال أنه لا يكفر، ولكنه أتى كبيرة، وهو الصحيح، وآخرون قالوا أنه يكفر.

شروط الزكاة

من المعروف أنّهُ هناك أمور وشروط يجوز فيها الزكاة على أشخاص وتسقط عن البقية .

  • أن يكون مسلماً : لأنّ الزكاة استوجبت على المؤمنين ولم تستوجب على الكافرين .
  • أن يكون حرّاً : أي بمعنى آخر أن يكون الشخص حر غير معبود أو مملوك وهذا الأمر قد انتهى منذ زمن بعيد ولكن قد تظهر صورتهُ بشكل آخر في الوقت الحالي بحيث يكون الشخص ملك نفسهُ ولهُ الحرية في صرف مالهِ .
  • أن يكون المال المتبرّع بهِ متجدد : أي بمعنى آخر أن يكون المال المتزكّى عنهُ قابل للنماء ويزداد وقابل للزيادة، مثل التجارة في شيء معيّن، أو الأنعام والأغنام والثمار الناتجة من الزراعة، والنقود التي يدخل فيها بعض من الزكاة التي تزداد سواء كانت مملوكة أو ذهباً فهي يدخل فيها الزكاة .
  • الملكيّة للمال : أي بمعنى آخر أن يكون مملوكاً لصاحبهِ إمتلاك تام دون أن يكون مال الغير أو يعمل عليها أو يدخل فيها شريك، ولكن من الممكن أن يكون هناك شريك في المال أو المصلحة ولكن يخرج الزكاة بقيمة المال الذي يكتسبه .
  • أن يمر على المال مدّة حول : والمقصود في هذه النقطة أن يمر على المال عام هجري كامل على المال فهنا يستوجب الزكاة في المال

ما هي الزكاة المفروضة

الزكاة في لسان العرب يقصد بها النماء والزيادة، وقد سمّي ما يخرج من المال للفقراء زكاةً؛ لأنّها تسبّب زيادةً وبركةً في المال المخرج منه، بالإضافة إلى أنّها تقيه الآفات، وأمّا الزكاة في الشريعة الإسلاميّة فهي مقدارٌ مخصوصٌ من المال يؤخذ من مالٍ مخصوصٍ على أوصافٍ مخصوصةٍ، ويُبذل لأناسٍ مخصوصين، وهي ركنٌ عظيمٌ من أركان الإسلام الخمس تختلف كُليّاً عن الضرائب التي تفرضها الدول والحكومات في أموال المواطنين، ومن أهمّ سماتها اقترانها بروح الإيمان والاحتساب، والقيام بالواجب والتكافل والتناصر بين أفراد المجتمع، وتختصّ أيضاً بأنّها تؤخذ من الأغنياء الذين يستوفون شروط وجوبها ويملكون نصابها وتًصرف في مصارفها المحدّدة من الفقراء والمساكين وغيرهم.

أهمية الزكاة

تعتبر الزكاة من الأركان المهمة في الإسلام، وتتجلّى أهمية هذا الركن فيما يأتي:

  • تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين، فالغني حينما يعطي ماله إلى الفقير يطيب بها نفسه، والفقير حينما يأخذ المال يطهر نفسه من الحسرة والحسد، ولا يفكر في السرقة أو الاعتداء على أموال الأغنياء، بل يتمنى نموها وازديادها.
  • إزالة الفوارق بين الأغنياء والفقراء في المجتمع المسلم.
  • نمو مال المسلم وزيادته، فبالزكاة تتحقق التجارة الرابحة مع الله تعالى، وتربو أموال الزكاة يوم القيامة أضعافاً مضاعفة.
  • القضاء على ظاهرة الفقر في المجتمعات الإسلامية، فإذا أدى الأغنياء زكاة أموالهم لم يتبق في المجتمع فقير أو محتاج.
  • تحقيق رضا الله تعالى عن العبد الذي يقوم بدفع زكاة ماله.
  • دلالة أداء الزكاة على صدق إيمان العبد، وأنه ممتثل لأوامر ربه عز وجل، وهي كذلك دلالة على شكر العبد لربه على النعم التي ينعمها عليه.
  •  سبيل للفوز بالجنة، والبعد عن النار، وهي سبب للنجاة من عذاب القبر، ويظل الله العبد بظل صدقته يوم القيامة.

الزكاة في الإسلام

​​عن الزكاة:

الزكاة ثالث أركان الإسلام ، وفريضة من فرائضه العظام ، أمر الله بها في كتابه الكريم ، وحث عليها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم  في سنته ، وقرنها الله بالصلاة في أكثر من ثمانين موضعا ، حيث تكرر قوله تعالى ((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)) وأجمع العلماء على وجوبها وفرضيتها .

وهي أهم العبادات المالية، فالعبادات تنقسم إلى : بدنية ، ومالية ، ومركب منهما ، والزكاة أهم العبادات المالية، لكونها ركن من أركان الإسلام .

ومما يدل على أهميتها : أن وجوبها ثابت بالقران ، والسنة ، والإجماع . ومما جاء في ذلك : قوله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) ( التوبة 103 ) ، وقوله تعالى (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ) ( الأنعام 141 ) ، وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) ( التوبة 35) وقد قال ابن عمر رضي الله عنه  : ( كل مال أديت زكاته وإن كان تحت سبع أراضين فليس بكنز ) (صححه الألباني)

ومما جاء في شأنها من الأحاديث، قوله صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذا إلى اليمن : أخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ) (أخرجه البخاري ومسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم ، فيجعل صفائح ، فيكوى بها جنباه وجبينه، حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار …) (أخرجه مسلم) ، ومما يؤكد أهميتها أيضا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث كان يرسل السعاة لجباية الزكاة من الناس ، وكذلك خلفاؤه من بعده .

وأما الإجماع على وجوبها ، فهو ثابت ، وفي جميع الأعصار ، كما حكى ذلك ابن قدامة رحمه الله .

ماهي الزكاة :

الزكاة هي المال المقدر الذي فرضه الله حقا للفقراء .

فضل إيتاء الزكاة : ​

يتجلى فضل إيتاء الزكاة من خلال عدة نقاط :

  1. اقترانها بالصلاة في كتاب الله تعالى ، وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فحيثما ورد الأمر بالصلاة أتى معه الأمر بالزكاة ، كقوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ولذلك قال أبو بكر -رضي الله عنه- فيمن منع الزكاة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والله لأقاتلن من فرق بين ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم )(أخرجه البخاري).
  2. أنها ثالث أركان الإسلام الخمسة ، لما جاء في حديث ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة …) (أخرجه البخاري وسلم)
  3. أنها تفضل سائر الصدقات ، وذلك لكونها من الفرائض ، وسائر الصدقات من المستحبات ، وأداء الفرائض أحب إلى الله من أداء المستحبات ، كما جاء في الحديث ( … وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه …) (أخرجه البخاري)

فوائد وثمار الزكاة :

للزكاة فوائد وثمار عديدة ، في جوانب متعددة ، كالجانب العبادي ، والاجتماعي ، والأخلاقي ، وغيرها . ومن فوائدها في :

  1. الجانب العبادي :
    أ‌-  أنها قيام بركن من أركان الإسلام ، الذي عليه مدار سعادة العبد في دنياه وأخراه.
    ب‌- أن الله يمحو بها الخطايا ، ويتجاوز بسببها عن الزلات ، كما جاء في الحديث (والصدقة تطفئ الخطيئة) (أخرجه ابن حبان في صحيحه)
    ت‌- أنه يترتب عليها أجر عظيم ، وثواب جزيل ، قال الله تعالى : (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (البقرة 276) ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبه ، كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل ) (أخرجه البخاري)
  2. الجانب الأخلاقي : 
    أ‌- أنها تطهر النفس من الشح والبخل ، وسيطرة حب المال على الإنسان ، ولذلك قال تعالى )  خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) (التوبة 103 ) فالزكاة تطهر الانسان ، وتزكي نفسه من أدرانها .
    ب‌- أنها تبني لدى الإنسان صفة الرحمة بالضعفاء ، وتعزز فيه خلق العطف على المعوزين ، وتجعله يشعر بمشاعرهم .
    ت‌- أنها تجلب السعادة للمعطي والآخذ ، وذلك أن المعطي للزكاة ، حين إعطاءه للزكاة ، وبذله لها للمحتاجين ، يشعر بمشاعر الإنجاز  والعطاء للآخرين ، فتأتيه السعادة . وأما الآخذ : فيشعر بالسعادة ، لكون هذه الزكاة تسد خلته ، وتساهم في معالجة حاجته .
  3. الجانب الاجتماعي :
    أ‌- أنها تحقق التكافل بين أبناء المجتمع المسلم ، وذلك لأن البشر متفاوتون في قدرتهم على تحصيل الرزق ، كما قال تعالى : ( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚ) ( النحل 71) ، وبوجود فريضة الزكاة – التي هي إعطاء للفقير من مال الغني – يتحقق الكفاف للفقير ، ويقل الفارق بينهما ، فالزكاة وسيلة مثالية لتحقيق معنى التعاون بين المسلمين .
    ب‌- أنها تحصن المال ، وتصونه من تطلع الأعداء ، وامتداد أيدي الآثمين والمجرمين.
    ت‌- أنها تساعد في زيادة الحركة الاقتصادية للمجتمع ،  وذلك لأن الزكاة فيها إلزام بدفع جزء من المال، لصالح الفقراء والمحتاجين ، الذين سيستعملون هذا المال مباشرة لقضاء حوائجهم ، مما يعني دخول هذا الجزء من المال في دورة المال مباشرة ، فيستفيد عموم المجتمع بهذه الحركة .

الأموال التي تجب فيها الزكاة : 

  1. الذهب والفضة ( ويلحق بهما الأوراق النقدية كالريالات والدراهم  )
  2. الزروع والثمار .
  3. بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والغنم )
  4. عروض التجارة ( كل الأموال المعدة للتجارة ، من أي شكل كانت )
  5. زكاة المعادن والركاز .​
السابق
أسباب ضعف الأظافر
التالي
مفهوم العلم في الاسلام

اترك تعليقاً