السرطان

ما هو الإشعاع لعلاج السرطان

العلاج الإشعاعي للراس

العلاج الإشعاعي هو نوع من العلاجات المستخدمة في علاج مرض السّرطان، كما يستخدم بطريقة أقلّ شيوعًا في أمراض غير خبيثة، مثل: الغدّة الدّرقية، واضطرابات الدّم، وعلاج الأورام الحميدة، والحالات الالتهابية، وله تأثير قوي عندما يستهدف الأورام الموجودة في منطقة محدّدة.

ويشمل العلاج الإشعاعي إطلاق موجات قويّة من الطّاقة لتمنع خلايا السّرطان من النّمو والانقسام، بالتّالي قتلها وتقليص الورم لتسهيل إزالته جراحيًا.

لكنّ للعلاج الإشعاعي آثارًا جانبيةً إذ إنّه يؤثّر على الأنسجة السليمة القريبة من السّرطان، كما أنّه يسبّب التّعب العام الذي يؤثّر على كامل الجسم.

العلاج الإشعاعي للرّأس

يُصاب الدّماغ بالسّرطان نتيجةً لنموّ خلايا غير طبيعية في الدّماغ أو في خلايا قريبة منه، الذي تتعدّد أنواعه في الرّأس، إذ توجد الأورام الحميدة (غير الخبيثة)، أو الأورام الخبيثة، كما يمكن أن يصاب الدّماغ بسرطان منتشر من جزء آخر في الجسم، ويعرف هذا النّوع بالأورام النقيلية أو الثّانوية، أمّا في حال كان ورم الدّماغ قد بدأ فيه فيعرف باسم الورم الدّماغي الأولي.

وتختلف أورام الدّماغ عن بعضها كثيرًا من ناحية سرعة النّمو، ومدى تأثيره على وظائف الجهاز العصبي، لذا فإنّ اختيار الأطباء لطريقة علاج أورام الدّماغ تعتمد على نوعه وحجمه وموقعه.

و تستخدم طريقة العلاج الإشعاعي للرّأس لقتل الورم بواسطة:

  • أشعّة ذات طاقة عالية، مثل: البروتونات، أو الأشعّة السّينية.
  • أو في بعض الحالات النّادرة جدًا يمكن استخدام مادّة مشعّة تحقن في الجسم في المنطقة القريبة من الورم داخل الدّماغ، وهي طريقة تعرف بالمعالجة الكثبيّة.
  • كما يمكن أن تسلّط الأشعة على منطقة محددة في الدّماغ، أو تسلّط على كامل الدّماغ، وهي طريقة تعرف بالعلاج الإشعاعي للدّماغ بالكامل، وهذه الطريقة تعالج الحالات التي انتشر فيها السرطان إلى الدّماغ من أجزاء أخرى في الجسم.

و من الآثار الجانبية تحدث نتيجة العلاج الإشعاعي للرّأس:

  • الصّداع
  • تهيّج فروة الرّأس
  • الإحساس بالتّعب. وتعتمد هذه الآثار الجانبية على نوع الإشعاع، والجرعة التي يتلقّاها المريض.

العلاج الإشعاعي للأورام الحميدة

يستخدم العلاج الإشعاعيّ في علاج بعض الأورام الحميدة المتميزة بنمو الخلايا غير المسيطر عليه، حيث يوقف العلاج الإشعاعي عادةً نموّ هذه الخلايا ويسيطر على المشكلة، ومن الجدير بالذكر أنّه على الرغم من أنَّ لهذه الخلايا القدرة على الانقسام السريع، فهي لا تعتبر خلايا خبيثة تماماً، وذلك لأنها تفتقر إلى القدرة على الانتشار والهجرة إلى أماكن أخرى من الجسم.

وفي الحقيقة يقتل العلاج الإشعاعي الخلايا سريعة النمو بمعدّل أكبر بكثير من الخلايا الطبيعية بطيئة النمو، لذلك لا يكون مصحوباً بالعديد من الآثار الجانبيّة.

و من الأمثلة على الأورام الحميدة التي تُعالَج بالعلاج الإشعاعي:

  • ورم العصب السمعي: وينتج هذا الورم عن تكاثر خلايا شوان المفرط في الأذن الداخلية، الأمر الذي يؤدي إلى الضغط على أعصاب التوازن والسمع.
  • أورام الدماغ: حيثُ إنَّ أورام الدماغ قد تكون أوراماً حميدة أو سرطانية.
  • الورم السحائيّ: وهو أحد أنواع الأورام التي عادةً ما تكون حميدة وبطيئة النمو، والتي تنشأ من أغشية السحايا، وهي الأغشية المحيطة بالنخاع الشوكيّ والدماغ.
  • الأورام الحميدة في الحبل الشوكي: وينشأ هذا الورم من الحبل الشوكي أو المناطق المحيطة به، مسبِّباً الشعور بالألم، والوخز، والخدران.
  • الأورام الرباطية: و فيها تتكاثر خلايا الأنسجة الضامة بصورة غير مسيطَر عليها، خصوصاً الأنسجة المتواجدة في عضلات الجذع، ونهايات الأطراف القريبة، وعادةً ما يتمّ علاجها عن طريق الإجراءات الجراحية والعلاج الإشعاعيّ معاً، حيث يصعب على الطبيب تمييز الخلايا الطبيعية من خلايا الورم عند إجراء العملية الجراحية، لذا يتمّ استخدام العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا الهامشية غير الطبيعية المتبقيّة بعد الجراحة.

علاج حروق الإشعاع

رغم أن الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي على الجلد لم تعد بالشدة التي كانت عليها في السابق، إلا أن الإصابة بجفاف الجلد الناجم عن العلاج بالأشعة ما يزال يعد أمرا شائعا. و قد لا يقتصر الأمر على الجفاف فحسب، وإنما أيضا قد يتقشر الجلد ويصاب بالحكة، كما وقد تحدث تغيرات في جلد منطقة العلاج وكأنها تعرضت إلى حرق شمسي، فضلا عن تغيرات أخرى.
وللتخلص من هذه الأعراض، يجب أولا التحدث مع الطبيب المعالج للسرطان، وذلك ليقوم بالفحوصات اللازمة للتعرف على ما إن كان هناك سبب مستبطن لهذه الأعراض أم أنها ناجمة عن العلاج بالأشعة، وذلك ليتسنى له اختيار العلاج المناسب.

و النصائح التالية تُفيد في علاج حروق الإشعاع:

  •  الحفاظ على رطوبة الجسم؛ بشرب الكثير من السوائل.
  •  ترطيب الجلد خارجيا؛ فالمستحضرات المرطبة تصنع “سدا” على الجلد لمنع الماء من الهروب منه، غير أنه يجب تجنب ما يحتوي منها على الكحول. وتجدر الإشارة إلى أن المستحضرات الكثيفة والسميكة تقوم بذلك بشكل أفضل. ومن هذه المستحضرات ما يباع من دون وصفة طبية، من ضمنها الكاتافيل واليوسيرين والفانيكريم. فضلا عن ذلك، فإن زيت الإيمو، وهو مستحضر من زيت مأخوذ من طائر أسترالي ضخم ﻻ يطير، يستخدم موضعيا في تحسين عملية شفاء الحروق الناجمة عن العلاج الإشعاعي، وذلك بشكل موضعي، غير أن فعاليته في شفاء حروق العلاج بالأشعة وقدرته على الوقاية من جفاف الجلد الناجم عن العلاج بالأشعة لم تؤكد بعد.
  •  تجنب أخذ حمام طويل المدة، فمن الجدير بالذكر أن قضاء وقت طويل في اﻻستحمام والاستحمام بماء ساخن يزيلان الزيوت الواقية من الجلد. لذلك، فيجب أن تقتصر مدة الاستحمام على 15 دقيقة أو أقل. كما ويجب الاستحمام بماء دافئ، وليس ساخنا.
  •  تجنب الصابون الذي يسبب الجفاف واستخدام ذلك الصابون الذي يحتوي على الزيوت، ومن ذلك صابون “نيوتروجينا” و”بيسز” و”دوف”. ويذكر أنه يجب عدم استخدام أي مستحضر بدون سؤال اختصاصي الأشعة.
  • تجنب استخدام الصابون المضاد للبكتيريا ومزيل عرق تحت الإبط، فذلك يساعد على الحد من تهيج مناطق معينة، منها تحت الإبط والوجه واليدين والقدمين.
  •  تجفيف البشرة عبر الربت عليها، فبعد الاستحمام أو التغسيل، يجب تجفيف البشرة بمنشفة عبر الربت عليها، وذلك لإبقاء بعض الترطيب فيها. ويذكر أنه يجب اتباع ذلك بوضع كريم مرطب لا يحتوي على كحول.
  • تجنب استخدام العطور على الجلد المصاب، وتجنب العطور ذات الأساس الكحولي تماما.
  • تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، فإن كان لا بد من ذلك لأكثر من دقائق معدودة، فيجب تغطية الجسم قدر الإمكان.
  • تجنب أسرة التسمير.

أما إن لم يتحسن الجفاف والحكة مع اتباع هذه النصائح أو ظهرت ندب أو آثار جروح نتيجة للعلاج الإشعاعي، فعندها سيقوم الطبيب بوصف أدوية لا تباع من دون وصفة طبية للتخفيف أو التخلص من هذين العرضين وغيرهما.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من تأثيرات العلاج الإشعاعي على الجلد عادة ما تظهر خلال أيام إلى أسابيع من بدء العلاج، وقد تستمر لأسابيع عدة بعد انتهائه. ونظرا لطول هذه الفترة، ينصح بعدم إهمال علاج هذه التأثيرات.

هل يعود السرطان بعد العلاج الإشعاعي

من أكثر الأشياء المخيفة التى تراود المتعافين من السرطان هى عودة المرض مرة أخرى بعد الشفاء، حيث ثبت حدوث انتكاسة لعدد كبير من المرضى من الشفاء فى مختلف البلدان وهو مايشكل ضربة قوية تدمر الحالة النفسية والجسدية لهم.

ومن أجل تجنب المعاناة بهذا المرض نعرض لكم فى التقرير التالى أهم الأسباب التى تجعل السرطان يعود مرة أخرى بعد العلاج وفقا لما توصل له العلم حتى الآن حسبما جاء فى تقرير مركز المملكة المتحدة لأبحاث السرطان.

  •  عدم تخلص العلاج الأصلي من جميع الخلايا السرطانية وتلك الخلايا الباقية خلفت ورمًا جديدًا.
  •  انتشار بعض الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم وبدأت تنمو هناك لتشكيل ورم.
  •  يعود السرطان بعد الجراحة نتيجة لترك بعض الخلايا السرطانية ذات الحجم الصغير خلال العملية لانفصالها عن السرطان الأساسي وعدم التمكن من رؤيتها.
  •  يعود السرطان بعد تناول أدوية السرطان أو العلاج الإشعاعي حيث لم يتمكن العلاج من تدمير كل الخلايا السرطانية.
  •  في بعض الأحيان يمكن أن يصبح السرطان مقاومًا للعلاج بالعقاقير السرطانية، وهذه التغييرات الجينية تجعل الخلية تتصرف بشكل مختلف عن الخلية الطبيعية، يمكن أن تستمر الخلايا السرطانية في التحور حتى تصبح غير طبيعية أكثر فأكثر.
  •  العلاج الإشعاعي يجعل فواصل صغيرة في الحمض النووي داخل الخلايا. هذه الفواصل توقف الخلايا السرطانية عن النمو والانقسام وغالبا ما تجعلها تموت .فإذا لم يقتل العلاج الإشعاعي جميع الخلايا السرطانية ، فسوف تنمو مرة أخرى في المستقبل.

نسبة نجاح العلاج الإشعاعي

قد يوفر طبيبك اخضاعك لفحوصات دورية بعد العلاج لمعرفة كيفية استجابة السرطان للعلاج الإشعاعي وذلك في حالة تلقيت العلاج الإشعاعي للورم.

في بعض الحالات، قد يستجيب السرطان إلى العلاج مباشرةً. وفي الحالات الأخرى، قد يستغرق الأمر أسابيع أو شهورًا حتى يستجيب السرطان.

تجربتي مع العلاج الإشعاعي

الهدف الأساس من العلاج الإشعاعي هو تقليص حجم الأورام وقتل الخلايا السرطانية، وفي حين أن الأشعة قد تستهدف الخلايا السليمة أيضا إلا أنه ليس من الضروري أن تصاب بالضرر الذي يلحق السرطانية، حيث أن الخلايا السليمة تتمتع بقدرة على إنعاش نفسها.

قد يتم اختيار العلاج الإشعاعي في كل من الحالات التالية:

  • تخفيف أعراض معينة لمراحل متقدمة من السرطان.
  • كعلاج أساسي للقضاء على أورام.
  • بالتزامن مع علاجات أخرى (محاربة الورم من الداخل ومن الخارج).
  • لتقليص الورم قبل الجراحة.
  • للقضاء على خلايا سرطانية متبقية بعد خيار الجراحة.

الاستعداد للعلاج الإشعاعي:

بعد أن يقرر الطبيب أن هذا العلاج هو الوسيلة الأنسب لهذه المرحلة من مشوار علاجك الكلي، سيحدد لك الطبيب المختص خطة العلاج، الجرعة أو الحزمة الإشعاعية المناسبة وتكرارها.

بعد ذلك ستخضع لجلسة محاكاة إشعاعية، يتم من خلالها محاكاة ظروف العلاج وتحضير خطة وقالب ثابت يتم من خلاله تحديد مواقع توجيه الحزم الإشعاعية.

خلال جلسة المحاكاة ستخضع لفحوصات مقطعية أو أشعة سينية لتحديد المدى الكامل للورم وتحديد مواضع تركيز الإشعاع.

و طريقة إجراء العلاج الإشعاعي:

  • بشكل عام تمتد الجولة الواحدة من العلاج الإشعاعي طيلة 5 أيام في الأسبوع لمدة 10 أسابيع، في حين تستغرق الجلسة الواحدة حوالي 10-30 دقيقة. فيما يختلف عدد الجولات العلاجية بحسب خطة الطبيب لحجم وموضع الورم.
  • خلال الجلسة تقوم بالاستلقاء على طاولة العلاج الإشعاعي، وسيقوم الفريق الطبي بتثبيتك بوضعية مطابقة تماما لما تم اعتماده خلال المحاكاة، وذلك بواسطة القالب الذي سبق وجهزه لك الأطباء فيها.
  • بعد الاستلقاء سيتم استخدام جهاز التسريع الخطي الذي يوجه ويسلط الأشعة بحسب الإحداثيات التي تم رصدها، قد تتحرك ماكينة الإشعاع حولك وحول الطاولة وقد تصدر أزيزا، فبكل الحالات لا تقلق من ذلك.
  • مبدئيا لا يجب أن تشعر بالألم خلال التعرض لهذه الأشعة والعلاج، كما أن الأطباء سيكونون بقربك لذا كن مرتاحا.

بعد الخضوع لبضعة جلسات علاجية يصبح بإمكان الطبيب أن يقارن تأثير الجرعات على الورم وعلى صحتك العامة، لذا ستمر بمجموعة من الفحوصات التصويرية المقطعية والإشعاعية أيضا، ثم يخبرك الطبيب حول وضعك.

في حال كنت تعاني من الاثار الجانبية للعلاج، أخبر طبيبك بها ولا تعاني منها لوحدك، فقد يكون لديه بعض الوسائل التي تخفف منها.

السابق
كيفية تشخيص سرطان الرئة
التالي
علاج الخوف من الاماكن العامة و المزدحمة

اترك تعليقاً