منوعات

ما هو عيد النيروز

معنى النيروز

عيد النيروز أو ما يُعرَف بالنوروز ويعني “يوم جديد” باللغة الفارسية، وهو مهرجان يتم فيه إقامة بعض الطقوس للاحتفال بقدوم فصل الربيع وببداية السنة حسب التقويم الشمسي الذي تتبعه إيران وافغانستان، إذ تم اختيار يوم 21 آذار اليوم الذي يَحدث فيه الاعتدال الربيعي حيث يتساوى الليل والنهار بالطول وينقلب فصل الشتاء إلى ربيع ليُمثل اليوم الرسمي للاحتفال بعيد النيروز بقرار من الأمم المتحدة، حيث طالبت البُلدان التي تحتفل فيه بأن يكون هنالك يوم رسمي له.

عيد النيروز عند الأكراد

بدأت احتفالات عيد النيروز (الربيع)، في عدة مدن تركية، حيث يجتمع مئات الآلاف في الميادين العامة، خاصة في وسط المدن ذات الأغلبية الكردية، للإحتفال بهذه المناسبة، وهو أول يوم في التقويم الهجري الشمسي 21 آذار/ مارس، ويحتفل به الفرس والأكراد، وعلى الرغم من أنه لا يوجد تاريخ واضح المنشأ، لكن يقال إن بداية النيروز تُنسب إلى عصور ما قبل التاريخ.

وكان أبناء الشعب التركي في العصر العثماني، يعدون عيد النيروز بداية الربيع، وتجدد الحياة والصفاء والنقاوة في العالم، ويعده البعض منهم يومًا مقدسًا، كليلة القدر، وعامل الوحدة والانسجام والتضامن، وذكرى مولد الامام علي، وذكرى خلافته، ويوم زواجه بالسيدة  فاطمة الزهراء.

ويشار إلى أن عيد نوروز، معربها نيروز، هو أول يوم في التقويم الهجري الشمسي، 21 مارس، ويحتفل به أيضا الفرس و الأكراد معًا، ويقال إن أصل كلمة نوروز (Newroz)، هو من الكردية، وتتكون من “نو” (new) بالكردية اللاتينية يعني “جديد”، وروز الكردية بالأحرف العربية – هي “يوم” مما يعني يوم جديد.

النوروز في تركيا

كان الأتراك منذ عهد الإمبراطورية العثمانية، يحتفلون بعيد النوروز، وكانت الاحتفالات تستمر عدة أيام، وبعد تأسيس جمهورية تركيا الحديثة، بدأت مظاهره تقل تدريجيا، وأصبحت تقام الاحتفالات، وتتركز في المناطق الكردية والشمالية في تركيا.

ولكن الحكومة التركية، أعلنت في سنة 2005م، في منشور وزاري رسمي إلى المراكز التعليمية، تطلب منهم الاحتفال بهذا العيد بصورة رسمية، وأعلنت وزراة التربية و التعليم التركية ذلك.

ويشار في هذا المنشور الوزاري، إلى احتفالات عيد النيروز في بلدان آسيا الوسطى، و يطلب من مدراء المؤسسات التعليمية، أن تقام احتفالات، وبرامج ثقافية، و فنية لهذا العيد في اليوم الأول من شهر الربيع.

وتقام احتفالات واسعة بعيد النوروز، في مدن جنوب شرقي تركيا كدياربكر، وشانلي اورفا، وكهرمان مرعش، ومرسين.

كما أن الشعوب الإيرانية، والكردية، وعددًا من الطوائف الاخرى، كالإسماعيلية، والعلويين، والبهائيين، يحتفلون بهذا العيد في 21 مارس من كل عام، ويعدّونه عيدا مقدسا.

ويصادف هذا العيد أول أيام السنة الفارسية والكردية، ويصادف كذلك حالة الاعتدال الربيعي، حيث تكمل الأرض دورتها حول الشمس، و يقوم الإيرانيون والأكراد بالاحتفال بهذا اليوم، بإقامة طقوس مختلفة، فيلبسون ثيابا مزركشة وزاهية الألوان، ويخرجون للمتنزهات، للاستمتاع بجمال الطبيعة، حيث الخضرة والماء.

ولدى الفرس من الأعمال المحبوب عملها في نوروز، والتي تعد من طقوس هذا اليوم، وضع سُفرة، أو مائدة تتضمن 7 اشياء، تبدأ بحرف السين، مثل: سير (ثوم)، سكة (عملة نقدية)، سنجر (فاكهة مجففة)، سبزي (خضرة)، سبيكة (سبيكة من الذهب)، ساهون (حلويات)، سماق، إضافة إلى مرآة وقرآن وسمك أحمر وفاكهة ومكسرات.

كما أن هناك عدة دول وشعوب شرقية، تحتفل بهذا العيد من بينها إيران، تركيا، بالإضافة إلى أفغانستان، وبعض دول آسيا الوسطى، ولكل شعب طريقة معينة وتقاليد محددة، بعضها التزم بكثير من الطقوس التقليدية القديمة، وأخرى أعطت هذا العيد صبغة إسلامية، أو بمعنى آخر، قيدته إلى حد كبير بضوابط الدين الإسلامي.

عيد نوروز لدى الأكراد

النوروز، الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية (21 آذار)، هو العيد القومي لدى الشعب الكردي، وعدد من شعوب شرق آسيا، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدة.

هذا العيد مقدس لدى الأكراد، ومن طقوس نوروز لدى الكرد، التزيّن باللباس الكردي التقليدي من رجال ونساء كبار وصغار، والاحتفال به، والخروج من البيوت إلى الطبيعة، وتحضير الأطعمة التقليدية، وعند الأكراد، يعد النوروز عيدًا قوميًا، يحتفلون به في جميع أنحاء العالم.

وفي كردستان العراق، يعد عيد نوروز مناسبة رسمية، إذ تعطل كل الجهات الحكومية، والأهلية، اعتبارًا من 21 آذار، ولأربعة أيام، ويتم إشعال شعلة نوروز في كل المدن الكردية، والتي تسمى شعلة كاوة الحداد.

النوروز من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الأكراد والفرس والأذريون، ويصادف التحول الطبيعي في المناخ، والدخول في شهر الربيع، الذي هو شهر الخصب، وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الآسيوية، لكنه يحمل لدى الأكراد بعدًا قوميًا، وصفة خاصة، مرتبطة بقضية التحرر من الظلم، فوفق الأسطورة، كان إشعال النار رمزًا للانتصار والخلاص من الظلم.

ولا يُعد عيد نوروز، من الأعياد المنتشرة لدى العرب، إلا أنه المصريين يحتفلون به، ويسمونه شم النسيم، وفي العراق، وخصوصًا جنوب العراق، يسمى محلياً عيد الدخول، وفي عيد النوروز يقصد الناس مدينة المدائن قرب بغداد، والتي تضم مسجد سلمان المحمدي “الفارسي”، والآثار الساسانية، مثل طاق كسرى.

ويحملون معهم الأطعمة، وينتشرون في الحدائق والبساتين، ويحتفلون بعيد النوروز، وقدوم الربيع، وعادة تقوم الأسر بالخروج إلى الحدائق المساحات الخضراء في هذا اليوم، وما يرافقها من احتفالات.

ويذكر أن هذا العيد يرمز في أساسه للصراع بين قوى الظلام والنور، أو الفضيلة والرذيلة، أو بمفهوم أكثر شمولية، الصراع بين الخير والشر، وتُنسب بداية فكرة النيروز إلى عصور ما قبل التاريخ.

إلا أن تركيا تعيش هذا العام، في حالة تأهب أمني، بعد سلسلة من التفجيرات، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصا، وكان أحدثها تفجير انتحاري في إسطنبول، قتل إثره ثلاثة إسرائيليين وإيراني يوم السبت، ولذلك رفعت السلطات التركية يوم الاثنين، حظرا للتجول فرض بهدف التصدي للمسلحين الأكراد في منطقة من مدينة ديار بكر، وهي أكبر مدن جنوب شرق البلاد، لكن تم تشديد الإجراءات الأمنية، مع احتفال الأكراد برأس السنة الكردية الجديدة، أو أعياد النيروز.

عيد النيروز ٢٠٢٠

الجمعة 20 آذار

حكم عيد النيروز

ليس للمسلمين عيد يحتفلون به إلا عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما سوى ذلك فهو أعيادة محدثة ، لا يجوز الاحتفال بها .
وقد روى أبو داود (1134) والنسائي (1556) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَقَالَ : مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا : يَوْمَ الْأَضْحَى ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2021).
ويدخل في الأعياد المحدثة : عيد النيروز ، وعيد الأم ، وعيد الميلاد ، وعيد الاستقلال ، وما شابه ذلك ، وإذا كان العيد في الأصل عيدا للكفار كعيد النيروز كان الأمر أشد وأعظم .
وعيد النيروز عيد جاهلي ، كان يحتفل به الفرس قبل الإسلام ، ويحتفل به النصارى أيضا ، فيتأكد المنع من الاحتفال به لما في ذلك من المشابهة لهم .
قال الذهبي رحمه الله في رسالة “التمسك بالسنن والتحذير من البدع” :
” أما مشابهة الذِّمة في الميلاد ، والخميس ، والنيروز ، فبدعة وحشة.
فإن فَعلها المسلم تديُّناً فجاهل ، يزجر وُيعَلَّم ، وإن فعلها حُبّاً [لأهل الذِّمة] وابتهاجاً بأعيادهم فمذموم أيضاً، وإنْ فعلها عادةً ولعباً، وإرضاءً لعياله، وجبراً لأطفاله فهذا محل نظر، وإنما الأعمال بالنيَّات، والجاهل يُعذر ويبين له برفق، والله أعلم ” انتهى نقلا عن “مجلة الجامعة الإسلامية” عدد 103، 104 .
والخميس : عيد من أعياد النصارى ، ويسمونه الخميس الكبير .
وفي “الموسوعة الفقهية” (12/7) : التشبه بالكفار في أعيادهم : لا يجوز التشبه بالكفار في أعيادهم , لما ورد في الحديث : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) , ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به …
وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : من مر ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك , حشر معهم يوم القيامة . ولأن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه وتعالى : ( لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه ) كالقبلة والصلاة والصيام ، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج , فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر , والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر , بل الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع ومن أظهر ما لها من الشعائر , فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره .
قال قاضي خان : رجل اشترى يوم النيروز شيئا لم يشتره في غير ذلك اليوم : إن أراد به تعظيم ذلك اليوم كما يعظمه الكفرة يكون كفرا , وإن فعل ذلك لأجل السرف والتنعم لا لتعظيم اليوم لا يكون كفرا . وإن أهدى يوم النيروز إلى إنسان شيئا ولم يرد به تعظيم اليوم , إنما فعل ذلك على عادة الناس لا يكون كفرا . وينبغي أن لا يفعل في هذا اليوم ما لا يفعله قبل ذلك اليوم ولا بعده , وأن يحترز عن التشبه بالكفرة .
وكره ابن القاسم ( من المالكية ) للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة , ورآه من تعظيم عيده وعونا له على كفره .
وكما لا يجوز التشبه بالكفار في الأعياد لا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك بل ينهى عن ذلك , فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته , ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد , مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته , خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم , مثل إهداء الشمع ونحوه في عيد الميلاد .
وتجب عقوبة من يتشبه بالكفار في أعيادهم ” انتهى .
وقال الشيخ ابن جبرين حفظه الله : ” لا يجوز الاحتفال بالأعياد المبتدعة كعيد الميلاد للنصارى ، وعيد النيروز والمهرجان ، وكذا ما أحدثه المسلمون كالميلاد في ربيع الأول ، وعيد الإسراء في رجب ونحو ذلك ، ولا يجوز الأكل من ذلك الطعام الذي أعده النصارى أو المشركون في موسم أعيادهم ، ولا تجوز إجابة دعوتهم عند الاحتفال بتلك الأعياد ، وذلك لأن إجابتهم تشجيع لهم ، وإقرار لهم على تلك البدع ، ويكون هذا سبباً في انخداع الجهلة بذلك ، واعتقادهم أنه لا بأس به ، والله أعلم ” انتهى من كتاب “اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين” ص 27 .

قصة عيد نوروز

ماهي الأسطورة المُرتبطة به؟ ومن هو كاوا حداد؟
تعود القصة إلى آلاف السنين، ففي “ملحمة الملوك – شاهنامه”، يروي الفردوسي قصة “كاوه الحداد” الذي يعتبره الشعب كردي فارس الحرية ورمزَ الثورة الكردية على الظلم والاستبداد، كيف لا وهو من خلصهم من الحاكم الظالم الذي قتل المئات من الشعب الكردي، فكاوا حداد أنهى تاريخ الملك الشرير الذي يُدعي “الملك زهاك ” وبالعربية يُدعى “الملك التنين”.

كان هذا الملك، وحسب رواية القدماء، يقتل الأطفال ويُطعم أدمغتهم لثعابينه التي يضعها على كتفيه.

ومنهم من قال: إنه كان مختلاً عقلياً ويقتل الناس كي يحصل على أدمغتهم ويضعها على رأسه.

وبعودتنا إلى القصة، سلب هذا الملك الشرير أطفال كاوه الـ 15 ولم يتبقً لديه سوى فتاة صغيرة، أراد الحداد أن يفديها بروحه فتوجه إلى قصر الملك وحاربه وانتصر بمطرقته على سيف الظالم.
وأشعل النيران على سطح القصر وحمل شعلة بيده، فعرف الأهالي أن مشعل الحرية ارتفع، وأن شمس الـ 21 من آذار هي ولادة جديدة وفصل يُبشر باللون الأخضر والفرح.

وتأتي قدسية عيد النوروز، بحسب الباحث والمؤرخ كمال بابان في حديث سابق له لموقع الجزيرة نت، من “ارتباطه بالأسطورة التاريخية التي تتحدث عن ثورة قادها كردي كاوا الحداد ضد ملك جائر متسلط اسمه “زحاك” أنهت حكمه”

*من أين جاء مُسمى ” نوروز”؟
عيد نوروز، تُعرب على نيروز، وهو أول يوم في التقويم الهجري الشمسي، الذي يصادف 21 آذار/مارس، ويعتبره الكرد بداية العام الجديد نسبة إلى التقويم الكردي الذي يُعلن انتهاء فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، ويحتفل به أيضا الفُرس في إيران، ويُقال: إن أصل كلمة نوروز Newroz، وهو من الكردية، وتتكون من مقطعين “نو” new بالكردية اللاتينية يعني “جديد”، وروز الكردية بالأحرف العربية هي “يوم” ممَّا يعني يوم جديد.

*ماهي طقوس الاحتفال؟
من طقوس الاحتفال بعيد النوروز، ارتداء الأزياء التقليدية للشعب الكردي، حيث يرتدي الرجال اللباس الأخضر التقليدي، أما النساء فترتدي الأثواب الملونة والمزركشة المستمدة من ألوان زهور الطبيعة.

كما أنهم يخرجون إلى الطبيعة ويقيمون حفلات الشواء احتفلاً وبهجةً بخلاصهم من الملك الشرير الظالم، و يشعل الكرد النيران مع بداية ليلة نوروز قبل شروق شمس العام الجديد، وهذا الإجراء هو تقليد لما فعله كاوه الحداد عندما انقض على الملك زهاك.

كما تسمع الأناشيد والأهازيج الكردية القديمة، وحديثاً بات المطربون والفنانون الكرد يقيمون الحفلات في هذا اليوم ويؤدي فيها رقصاتهم التقليدية “الجوبي” التي عادة ما تشبه “الدبكة” .

حسب اليونسكو، يحتفل اليوم ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالنوروز، وفي جلسة في شباط 2010 م، قررت اليونسكو إدراج عيد النوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم 21 آذار بوصفه «يوم نوروز الدولي».

موضوع عن عيد نوروز

الأعياد غير الدينية

على امتدادِ العالم يوجد العديد الأعياد التي لا تُصنّف أنها أعياد دينية، وهي أعياد استحدثتها ثقافات الشعوب ومعتقداتها، وتعود أصولها إلى الخلفيات الثقافية والبيئات المتعددة، ومن بين هذه الأعياد عيد نوروز، وهو من الأعياد التي يشيع الاحتفال بها في كثيرٍ من دول العالم، ومن ضمنها بعض الدول في الوطن العربي، حيث يرتبط هذا العيد بكثيرٍ من الشعوب أو الطوائف المسيحية عامة، لكنّ شهرتَه الواسعة بدأت من إيران وامتدت إلى باقي الدول، فيما يعتبره البعض عيدًا خاصًا ببداية فصل الربيع، ويتضمن طقوس احتفالية خاصة، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن عيد نوروز باستفاضة، وذلك بذكر معلومات عن عيد نوروز.

عيد نوروز

تعدّدت الروايات حول عيد نوروز أو كما يُسمى بعيد رأس السنة المصرية أو عيد الشهداء أو عيد رأس السنة القبطية، إذ يُعرف عيد نوروز بتسميات مختلفة باختلاف الدول، ومن هذه الروايات أنّ عيد نوروز مناسبة سنوية تحتفل بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم الحادي عشر من أيلول من كل عام، ويوافق هذا الناريخ بداية السنة القبطية التي تبدأ بشهر توت، وعيد رأس السنة المصرية أو النوروز هو أول أيام السنة الزراعية الجديدة، ومصطلح نوروز يعود في أصله إلى كلمة قبطية تعني الأنهار، ويُعرف يوم الاحتفال بعيد النوروز بأنه ميعاد اكتمال موسم فيضان نهر النيل باعتباره سبب الحياة في مصر، وبعد دخول اليونانيين إلى مصر، حرفوا كلمة نوروز وأضافوا إليها حرف السين فأصبحت نيروس، فظنّها العرب كلمة نيروز الفارسية.[٢] في اللغة الفارسية تعني كلمة نيروزاليوم الجديد، وهو عيد الربيع بالنسبة للفُرس، فاختلط على العرب الفرق بين نوروز ونيروز، وظنوا أنه العيد نفسه، وفي روايةٍ أخرى أنّ عيد نوروز أو النيروز هو عيد رأس السنة الفارسية، ويوافق هذا اليوم يوم الاعتدال الربيعي، أي الحادي والعشرين من آذار بحسب التقويم الميلادي، ويعود أصل عيد نوروز إلى التقاليد الدينية المجوسية، لكنّ خرج من عبادء التقاليد المجوسية وبقي الاحتفال به موجودًا حتى بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس، وهو مستمر إلى اليوم، ويُعدّ من أكبر الأعياد القومية الفارسية، وتحتفل به إيران والدول المجاورة لها مثل: تركيا وأفغانستان والأكراد في شمال العراق، وانتقل الاحتفال به إلى باقي الدول من خلال طريق الحرير، ويُعدّ يوم عيد نوروز يوم عطلة رسمية في العراق وإيران وأذربيجان وقرغيزستان، وبشكلٍ عام فإنّ عيد نوروز هو عيد الربيع.

تاريخ عيد نوروز

تقول الروايات إنّ تاريخ عيد نوروز يعود لأيام الملك الفارسي جمشيد الذي كان يُدعى جم، وكان يتجول في العالم حتى وصل إلى أذربيجان، فأمر بنصب عرش وجلس عليه حتى أشرقت الشمس وسطع نورها على التاج فابتهج الناس وقالوا: هذا يوم جديد، ويُقال إنّ هذا هو أصل الاحتفال بمناسبة عيد نوروز، أما النقوش الأثرية التاريخية والأدب الإيراني بشكلٍ عام، فقد تحدثا عن عيد نوروز بوصفه عيدًا، وبأنّ الساسانيين الذين حكموا بلاد فارس كانوا يحتفلون به، ووضعوا تقويمهم على أساس هذا اليوم، إذ إنّ الكهنة البابليّون والمجوس الإبرانيين الذين كانوا يقيمون في بابل قد أجروا حسابات دقيقة للتقويم عن طريق رصدهم للنجوم، لكن عيد نوروز لم يكن ثابتًا عندهم في ذلك الزمان، إذ إنهم لم يُراعوا بعض التغيرات مثل السنة الكبيسة، وبعض الاختلاطات الحاصلة.

بعد الفتح الإسلامي لم يحظّ عيد نوروز بالاهتمام، لكنّ الخلفاء الأموّيين بدأوا بتوزيع الهدايا على الفرس في أيام عيد نيروز، ويُقال أن الحجاج بن يوسف الثقفي هو أوّل من قدّم هدايا عيد نوروز، لكنّ عمر بن عبد العزيز ألغى هذه العادة، ورغم هذا فقد استمرّ تقديم هدايا عيد نوروز للفرس في زمن الدولة العباسية، خصوصًا أن الدولة الإسلامية في ذلك الوقت كان فيها الكثير من الاختلاط بين العرب والعجم، وفي الوقت الحاضر، وتحديدًا فلي جلسة شباط من عام ألفين وعشرة، قررت اليونسكو اعتبار عيد نوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي، واعتبرت يوم الحادي والعشرين من آذار يوم نوروز عالمي.

طقوس عيد نوروز

كما ورد ذكرُهُ فإنّ عيد نوروز في الأصل هو عيد مجوسي إيراني، ويتميز هذا اليوم بعددٍ من الطقوس وأهمها تقديم الهدايا المختلفة للمحتفلين، إذ كانوا يتهادون فيه الزهور والثمار المتنوعة، ويعدّونها تفاؤلًا ببركة العام، كما يُكثرون فيه من اللهو واللعب والأجواء الاحتفالية الممتدة لعدّة أيام، حيث كان الفرس يُقيمون احتفالّا كبيرّا، ويُهدون فيه الحكّام والخلفاء الهدايا، وعدد أيام الاحتفال فيه عند الفرس هي ستة أيام متواصلة. ومن أبرز ما يُميز طقوس الاحتفال بعيد نوروز هو السفرة المخصصة لهذا اليوم تحديدًا، والتي تُسمى “ي هفت سين”، أي سفرة السينات السبع، وتحتوي هذه السفرة على سبعة أطعمة مختلفة وكلّها تبدأ بحرف السين، وأحيانًا يمتدّ الاحتفال بهذا العيد مدّة أسبوعين مع تعطيل المرافق العامة والدراسة، وفي الوقت الحاضر يحتفل أكثر من ثلاثمئة مليون شخص حول العالم بهذا العيد، وتترافق طقوسه في بعض الدول بظهور شخصية الحاج فيروز في الشوارع، وارتدائه للباس باللون الأحمر، مع وجه مصبوغ باللون الأسود، ويُنشد القصائد الشعبية.

عيد نوروز في الإسلام في الوقت الحاضر أصبح الاحتفال بالأعياد التي تخصّ معتقدات الشعوب الاخرى من الأمور الشائعة عند البعض، وهذا من الأمور المنهي عنها في الإسلام، وكما تمّ ذكره من معلومات عن عيد نوروز، فإنّ عيد نوروز عيد مجوسي إيراني لا يمتّ للإسلام بأي صلة، وهو يخصّ الأقباط المسيحيين والمجوس والعجم والسريانين والأشخاص الذين يتبعون بعض الطوائف والعادات، ولهذا فإنّ حكم الاحتفال به من قبل المسلم حرام، ولا يجوز له المشاركة به بأي شكل، لأنّ الاحتفال به من عادات الجاهلية التي نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عنها.

السابق
ما هي أعراض الورم في الرأس
التالي
من اكتشف تجفيف الحليب

اترك تعليقاً