ديني

ما هي اداب الاستئذان

حديث آداب الاستئذان

  • رَوَى الإِمَامُ مَالِكُ فِي المُوَطَّأ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ الثِّقَةِ عِنْدَهُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: «الاسْتِئْذَانُ ثَلاَثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلَّا فَارْجِعْ».
  • قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيتٍ حتى يستأذن؛ فإن فعل فقد دخل»
  • ومن ذلك ما أخرجه مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:  «من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، فقد حل لهم أن يَفْقَئُوا عينَه».

آداب الاستئذان في أخذ الأشياء

  • السلام قبل الاستئذان: إنَّ تقديم السلام قبل الاستئذان أحد آداب الاستئذان، وتكون من خلال قول السلام عليكم، ثم قول: هل أدخل؟ وإن لم يردَّ أحد عليه يُعيد السؤال مرة ثانية وثالثة، وفي حال عدم الإجابة فيجب عليه المغادرة، والدليل على هذا من السنة النبويّة، أنّه (استأذن على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو في بيتٍ فقال ألِجُ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لخادمِه: اخرُجْ إلى هذا فعلِّمْه الاستئذانَ فقل له: قلْ: السلامُ عليكم أأدخُلُ ؟ فسَمِعَه الرجلُ, فقال: السلامُ عليكم، أأدخُلُ؟ فأذن له النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فدخل)
  • ابتعاد المُستأذن عن قُبالة الباب: يُعتبر الابتعاد عن قُبالة الباب من آداب المُستأذن، حيث ورد (أن رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أتى بابَ قومٍ لم يستقبلِ البابَ من تلقاءِ وجهِه، ولكن من ركنِه الأيمنِ أو الأيسرِ، ويقولُ: السلامُ عليكمُ السلامُ عليكمُ وذلك أن الدورَ لم يكن عليها يومئذٍ ستورٌ).
  • تعريف المستأذن عن نفسه: يُعدُّ تعريف المستأذن عن نفسه من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المستأذن، فلا يحوز قول (أنا)؛ وذلك لأن أنا ليست تعريفاً عن النفس، ولكن يجب أن يُعرّف المستأذن لصاحب البيت عن نفسه، ويكون ذلك بذكر الاسم، أو الكُنيّة؛ فعلى سبيل المثال: يُقال: أنا أحمد، أو محمد، أو غير ذلك من الأسماء.
  • عدم طرق الباب بقوة وعنف: يجب أن يُدق الباب بأدب ولطف؛ فهناك الكثير من الأشخاص الغليظة في التعامل؛ حيث يقرعون الجرس، أو يطرقون الباب بعنف شديد، وكأنهم جيش يقفون خلف باب المنزل، أو ربما استعان بالذراعين والقدمين أو أحد المارّة لمساعدته في الطرق، ومن الجدير ذكره هنا أنَّ هذا التصرف ينمُّ عن قلة وغياب الأدب.
  • تنبيه الزوجة عند الدخول: يجب أن يقول الرجل أذكار دخول البيت، ثم يتنحنح، أو يُصدر صوتاً بقدمه، وذلك من أجل إعلام أهل بيته بقدومه، وهذا من منطلق عدم الدخول على الأهل في حال لا يُحبُّ مشاهدتهم به، وبالتالي لا بدَّ من طرق الباب، والتنحنح، وإصدار أصواتاً تُنذر بالقدوم.
  • الرجوع في حال عدم السماح بالدخول: من آداب الاستئذان الرجوع في حال عدم السماح للمستأذن بالدخول، فقد يكون صاحب البيت مشغولاً، ولا يستطيع استقبال أحد،[١] والدليل على هذا ما جاء في محكم التنزيل: ( فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا) الاستئذان قبل الخروج.

خطبة عن آداب الاستئذان

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه أمركم بآداب شرعية؛ في التزامها تسود المحبة وتحفظ الحقوق، وفي تركها تصبح الحياة فوضى، والحقوق مهدرة، والبغضاء منتشرة.

ومن تلك الآداب: الاستئذان، ولا شك أن الذي يرغب في دخول بيت غيره لا يخلو إما أن يكون أجنبيًا أو من محارمه؛ فإن كان أجنبيًا فلا يحل له الدخول فيه من غير استئذان؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) [النور: 27]، ومعنى (تَسْتَأْنِسُوا)، أي: تستأذنوا؛ سواء كان الساكن في البيت أم لم يكن؛ لقوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ) [النور: 28].

وهذا يدل على أن الاستئذان ليس للسكان أنفسهم فقط، بل لأنفسهم ولأموالهم؛ لأن الإنسان كما يتخذ البيت سترًا لنفسه يتخذه سترًا لأمواله، وكما يكره اطلاع غيره على نفسه يكره اطلاعه على أمواله.

وسمي الاستئذان استئناسًا؛ لأنه إذا استأذن أو سلم؛ أنس أهل البيت بذلك، ولو دخل عليهم بغير إذن؛ لاستوحشوا وشق عليهم. وأمر مع الاستئذان بالسلام.

والاستئذان ثلاث: فإن أذن للمستأذن، وإلا فليرجع؛ فعن أبي سعيد الخدري؛ قال: كنت جالسًا في مجلس من مجالس الأنصار، فجاء أبو موسى فزعًا مذعورًا، فقال: استأذنت على عمر ثلاثًا، فلم يأذن لي، فرجعت، فقال: ما منعك؟! قلت: استأذنت ثلاثًا، فلم يؤذن لي، فرجعت، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا استأذن أحدكم ثلاثًا، فلم يؤذن له فليرجع”. فقال: والله لتقيمن عليه بينة، أمنكم أحد سمعه من النبي؟! قال: فقال أبيّ بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم، فقمت معه فأخبرت عمر أن النبي قاله. وفي بعض الروايات أن عمر قال لأبي موسى: “إني لم أتهمك، ولكن الحديث على رسول الله شديد”. وفي بعضها الآخر: “ولكني خشيت أن يتقول الناس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-“.

عباد الله: الاستئذان ثلاثًا هو سنة رسول الله لنفسه؛ فعن قيس بن سعد بن عبادة؛ قال: زارنا رسول الله في منزلنا، فقال: “السلام عليكم ورحمة الله”. فرد سعد ردًّا خفيًّا. قال قيس: فقلت: ألا تأذن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! فقال: ذره يكثر علينا من السلام. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “السلام عليكم ورحمه الله”. فرد سعد ردًّا خفيًّا، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “السلام عليكم ورحمه الله”. ثم رجع، واتبعه سعد، فقال: يا رسول الله: إني كنت أسمع تسليمك، وأرد عليك ردًّا خفيًّا لتكثر علينا من السلام. قال: فانصرف معه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وينبغي لمن يستأذن أن لا يستقبل الباب تلقاء وجهه، وإن كان الباب كاشفًا لعورة رده وصرف بصره عنها حتى لا يقع نظره على ما يكره أهل البيت.

فعن سهل بن سعد؛ قال: اطلع رجل في حجرة من حجر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومع النبي مدرى يحك به رأسه، فقال: “لو أعلم أنك تنظر؛ لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر”.

وعلى المستأذن أن يذكر اسمه صريحًا إذا سأل عنه المستأذن عليه؛ فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: استأذنت على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: “من هذا؟!”. فقلت: أنا. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أنا، أنا”. كأنه كره ذلك.

قال العلماء: وإنما كره النبي ذلك؛ لأن قوله: أنا! لا يحصل بها التعريف، وإنما الحكم في ذلك أن يذكر اسمه؛ كما فعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأبو موسى الأشعري -رضي الله عنهما-.

ولا يجوز دخول بيوت الغير إلا بعد الإذن والتسليم، فإن أذن له دخل، وإلا فليرجع؛ كما فعل مع سعد، وأبو موسى مع عمر -رضي الله عنهما-.

قال قتادة: قال رجل من المهاجرين: لقد طلبت عمري كله هذه الآية فما أدركتها، يقصد: (وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ) [النور: 28]، وإني لأستأذن بعض إخواني، وأرجو أن يقول: ارجع! فأرجع وأنا مغتبط؛ لقوله تعالى: (هُوَ أَزْكَى لَكُمْ).

إن بعض الناس يقرأ هذه الآية، ولكنه يغفل عن عظيم معناها؛ فإذا طرق الباب على أخيه، وكان أخوه مشغولاً، وطلب منه الرجوع؛ غضب، وانتفخت أوداجه، وربما اغتاب أخاه، ولم يعده مرة أخرى، وما علم أن الرجوع خير له من الدخول.

عباد الله: وسواء على الإنسان أكان الباب مغلقًا أم مفتوحًا؛ لأن الشرع قد أغلقه بالتحريم للدخول حتى يفتحه بإذن صاحبه.

وأما إن كان البيت غير مسكون، ودعت الحاجة إلى دخوله؛ فيجوز دخوله؛ قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ) [النور: 29].

قال ابن كثير -رحمه الله-: “هذه الآية تقتضي جواز الدخول إلى البيوت التي ليس فيها أحد إذا كان له متاع فيها بغير إذن؛ كالمعد للضيف، إذا أذن له فيه أول مرة؛ كفى”.

فإن كان الداخل هو صاحب البيت، ومن فيه محارم له؛ فلا إذن عليهم؛ إلا أنه يسلم إذا دخل.

قال قتادة: “إذا دخلت بيتك؛ فسلم على أهلك؛ فهم أحق من سلمت عليهم”.

فإن كان البيت يسكن فيه مع صاحبه أمه أو أخته؛ فقد قال العلماء: “يتنحنح، أو يضرب برجله؛ حتى تتنبها لدخوله؛ فقد تكونان على حالة لا يحب أن يراهما فيها”.

وروى ابن جرير عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود؛ قالت: “كان عبد الله إذا جاء من حاجة، فانتهى إلى الباب؛ نحنح، وبزق؛ كراهة أن يهجم منا على أمر يكرهه”.

وعن أبي هريرة؛ قال: “كان عبد الله إذا دخل الدار؛ استأنس؛ تكلم ورفع صوته”.

وقال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: “إذا دخل الرجل بيته؛ استحب له أن يتنحنح أو يحرك نعليه”.

ولهذا جاء في الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ أنه” نهى أن يطرق الرجل أهله طروقًا”. وفي راوية: “ليلاً؛ يخونهم”.

إن بعض الناس لم يعر هذه الآداب أي اهتمام؛ فيأتي الواحد منهم إلى بيت قريبه، وهو أجنبي بالنسبة لمن في البيت من النساء، والبعض منهن يتحجبن منه، فيدخل لمجرد أن الباب مفتوح، أو بمجرد أن يأذن له أحد الصغار الذين لا يعقلون، ولربما بدأ يستأذن وهو يدخل حتى يتغلغل في البيت، وهذا أمر لا يجوز لعاقل أن يعمله؛ فلربما كان الرجل غير موجود، ولربما كانت النساء متبذلات في بيوتهن، فتقع عينه على ما حرم نظره!!

ولكن بعض أصحاب البيوت هم الذين يجرئون من يفعل ذلك على فعله، وذلك لأنهم لا ينبهون من وقع في مثل هذا، ولا ينهونه عن غيه، بل ربما يفعلون ذلك هم أنفسهم مع غيرهم.

وليعلم الرجل الذي يسمح للأجانب بدخول بيته بغير إذن، وإن كانوا من أقربائه، لكنهم أجانب عن محارمه؛ ليعلم أنه يجعل بيته كالشارع من حيث حرمته، بل إن الفتنة فيه أعظم من الشارع؛ لتحقق الخلوة.

فاتقوا الله -عباد الله- وتأدبوا بما أمركم به، ومن لم يرضَ بما أمر الله؛ فلا بارك الله فيه.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

عباد الله: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [النور: 58].

هذه الآيات بينت استئذان الأقارب بعضهم على بعض؛ قال أكثر أهل العلم: إنها آية محكمة واجبة على الرجال والنساء؛ فقد أدب الله -عز وجل- عباده في هذه الآيات بأن على العبيد والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم إلا أنهم يعقلون ما يرون أن يستأذنوا على أهلهم في هذه الأوقات الثلاثة، وهي الأوقات التي هي عرضة للانكشاف:

أولها: من قبل صلاة الفجر؛ لأن الناس إذ ذاك يكونون نيامًا في فرشهم، وهو أيضًا وقت انتهاء النوم ووقت الخروج عن ثياب النوم ولبس ثياب النهار.

الثاني: وقت القيلولة، حين تضعون ثيابكم من الظهيرة؛ لأن الإنسان قد يضع ثيابه في تلك الحال مع أهله.

الثالث: من بعد صلاة العشاء؛ لأنه وقت النوم، فيؤمر الأطفال والخدم أن لا يهجموا على أهل البيت في هذه الأحوال؛ لما يخشى أن تقع أبصارهم على أمر يجب ستره.

أما في غير هذه الأوقات؛ فمسموح لهم الدخول بغير إذن؛ لأن العورات بعدها تكون مستورة، وعن ابن عباس أن رجلين سألاه عن الاستئذان في ثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن، فقال ابن عباس: “إن الله ستير يحب الستر، كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم، ولا حجال في بيوتهم، فربما فاجأ الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله، فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمى الله، ثم جاء الله بعد بالستور، فبسط الله عليهم الرزق، فاتخذوا الستور والحجال، فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به”.

وأما إذا بلغ الأطفال الحلم؛ فيجب عليهم الاستئذان على كل حال، وإن لم يكن في الأحوال الثلاثة؛ قال تعالى: (وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) [النور: 59].

قال الأوزاعي: “إن كان الغلام رباعيًا؛ فإنه يستأذن في العورات الثلاث على أبويه؛ فإذا بلغ؛ فليستأذن على كل حال”.

وأما الصغير الذي لا يميز بين العورة وغيرها؛ فيدخل في الأوقات كلها.

وأما إن كان أهلاً للتمييز بأن قرب البلوغ؛ فعلى والديه أن يمنعاه من الدخول في الأوقات الثلاثة؛ تأديبًا وتعظيمًا لأمور الدين؛ كما في الأمر بالصلاة إذا بلغ سبعًا وضربه إذا بلغ عشرًا.

وقد أشير في الآية إلى علة الأمر، وهي بلوغ الأطفال الحلم؛ أي: نشأة شعور الجنس في نفوسهم.

عباد الله: إن بعض الناس قد تهاونوا بهذا الأب مع أولادهم بدافع الدلال المفرط أو عدم المبالاة؛ فنجد أن بعض الناس يكون أولاده مدركين، ثم لا يأمرهم بالاستئذان في هذه الأوقات الثلاثة، بل إن البعض قد زاد هذا الأمر بجمعه معهم مضجع واحد، وظنوا أنه من مصلحتهم، ولكنهم مخطئون؛ فهم يدركون ما يرون، وربما وقعت أنظارهم على عورات أهليهم أو غيرها، وربما بدأ الشعور الجنسي عندهم مبكرًا، ثم يشغل بالهم ما رأوه.

وقد ينتبه لهم الأبوان بعد هذه الحال، فيعزلونهم، ولكنهم لا يفرقون بين الذكور والإناث في المضاجع؛ فقد يقع فساد كبير، وفي ذلك الأدب حفظ لهم ولسلامة فطرهم.

فاتقوا الله -عباد الله- وتأدبوا بآداب الإسلام، وألزموا أنفسكم وأولادكم بهذا الأدب الرفيع وغيره، وأبعدوهم عن كل ما يثير غرائزهم من أفلام وصور خليعة؛ لئلا تحطم أخلاق الناشئة كما حطمت أخلاق منتجيها، فأصبحوا كالحيوانات في حظائرها، تنزو بعضها على بعض.

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

آداب الاستئذان في سورة النور

*آداب الأستئذان من سورة النور*

(ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)
فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)
لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29)

نستعرض لكم أخواتي الغاليات أحكام من سورة النور وهي أداب شرعيه ادبنا الله عز وجل عليها من خلال محكم كتابه العزيز
ومن هذه الآداب أدب الأستئذان عند دخول البيوت عند زيارة الأهل والأصدقاء أو الجيران لما لها من
فوائد لكلا الطرفين :

قوله تعالى (حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) : أي يستأذنوا قبل الدخول , ويسلموا بعده

فمن هذه الآداب المشروعه : أن يستأذن ثلاث مرات , فإن أذن له وإلا انصرف

كما ثبت في الحديث الصحيح أن أبى موسى حين أستأذن على عمر ثلاثا فلم يؤذن له انصرف

قال عمر رضي الله عنه : ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس يستأذن ؟

ائذنوا له فطلبوه فوجدوه ذهب فلما جاء بعد ذلك قال: ما رجعك ؟ قال إني استأذنت : ثلاثافلم يؤذن لي

وإنب سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أذا أستأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فلينصرف ”

ثم ليعلم المستأذن على أهل المنزل أن لايقف تلقاء الباب بوجهه , ولكن ليكن الباب عن يمينهأو يساره

لما رواه أبو داود ك حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني في آخريت فقالوا:

حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن بُسر قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه, ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ,

ويقول ” السلام عليكم , السلام عليكم ”

وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور, تفرد به أبو داود

وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :

” لو أن أمرأ اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه , ما كان عليك من جناح ”

وأخرج الجماعه من حديث شعبه عن محمد بن المنكدر عن جابر قال :

أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب , فقال “من ذا ؟ ”

فقلت : أنا , قال “أنا أنا ”

كأنه كرهه , وأنما كره لأن هذه اللفظه لا يعرف صاحبها حتى يفصح عن أسمه أو كنيته التي هو مشهور بها

وإلا فكل أحد يعبر عن نفسه بأنا , فلا يحصل المقصود من الأستئذان الذي هو الأستئناس المأمور به في الآيه ,

وقال العوفي عن ابن عباس :

الأستئناس الأستئذان , وكذا قال غير ذلك

وقد قال الأمام أحمد : حدثنا روح , حدثنا ابن جريج , أخبرني عمرو بن أبي سفيان أن عمرو بن أبي صفوان أخبره أن كلده بن الحنبل

أخبره ان صفوان بن أميه بعثه

في الفتح , والنبي عليه الصلاة والسلام بأعلى الوادي , قال : فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلمولم أسلم ولم أستأذن

فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ارجع فقل السلام عليكم أأدخل؟”

وذلك بعد ما أسلم صفوان

أخبرنا أشعث بن سوار عن كردوس عن ابن مسعود قال:

عليكم أن تسأذنوا على أمهاتكم وأخواتكم ,قال أشعث عن عدي بن ثابت أم أمرأه من الأنصار قالت :

يارسول الله إني أكون في منزلي على الحال التي لا أحب أن يراني أحد عليها لا والد ول ولد , وإنه لا يزال يدخل رجل من أهلي

وأنا على تلك الحال , فنزلت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا)

وقال بن جريج : سمعت عطاء بن أبي رباح يخبر ابن عباس رضي الله عنه قال:

ثلاث آيات جحدهن الناس : قال الله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )

قال: ويقولون إن أكرمهم عند الله أعظمهم بيتا , قال والأذن كله قد جحده الناس قال:

أستأذن على أخواتي أيتام في حجري معي في بيت واحد ؟

قال: نعم فرددت عليه ليرخص لي فابى , فقال : تحب أن تراها عريانه؟

قلت : لا , قال : فاستأذن قال: فراجعته أيضا

قال : أحب أن تطيع الله ؟ قال: قلت نعم , قال: فاستأذن

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان الواسطي , حدثنا عبد الله بن نمير , حدثنا الأعمش عن عمروا بن مره عن أبي هبيره قال:

كان عبد الله إذا دخل الدار استأنس وتكلم ورفع صوته , وقال مجاهد : حتى تستأنسوا , قال : تنحنحوا أو تنخموا

وقوله تعالى (فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن)

وذلك لما فيه التصرف في ملك الغير بغير إذنه , فإن شاء أذن , وإن شاء لم يأذن

(وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ)

أي إذا ردوكم من الباب قبل الإذن أو بعده

(فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ)

أي رجوعكم أزكى لكم وأطهر

وقوله تعالى (لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ)

هذه الآيه الكريمه اخص من التي قبلها وذلك أنها تقتضي جواز الدخول الى البيوت التي ليس فيها أحد إذا كان له متاع فيها بغير إذن

كالبيت المعد للضيف إذا إذن له فيه أول مره كفى

وروي عن عكرمه والحسن البصري , : هي بيوت التجار كالخانات ومنازل الأسفاروبيوت مكه وغير ذلك

والله تعالى أعلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُموَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) ُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)

هذه الآيات الكريمه اشتملت على أستئذان الأقارب بعضهم على بعض, وما تقدم في أول السوره فهو أستئذان الأجانب بعضهم على بعض

فامر الله الله تعالى المؤمنين أن يستأذنهم خدمهم مما ملكت أيمانهم وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم منهم ثلاثة أحوال

الأول _ من قبل صلاة الفجر

لأن الناس إذ ذاك يكونون نياما في فرشهم

الثاني(وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ)

أي في وقت القيلوله لأن الإنسان قد يضع ثيابه في تلك الحال مع أهله

الثالث(وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء)

لأنه وقت النوم , فيؤمر الخدم والأطفال أن لا يهجموا على أهل البيت في هذه الأحوال لما يخشى من أن يكون الرجل

على أهله أو نحو ذلك من الأعمال

ولهذا قال الله عز وجل (ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ)

أي أذا دخلوا في حال غير هذه الأحوال , فلا جناح عليكم في تمكينكم أياهم في ذلكولا عليهم إن رأوا شيئا في غير تلك الأحوال

لأنه قد أذن لهم في غيرهم ولأنهم طوافون عليكم اي في الخدمه وغير ذلك, ويغتفر في الطوافين ما لا يغتفر في غيرهم

ولهذا روى الأمام مالك

واحمد بن حنبل وأهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

في الهره ” إنها ليست بنجسه إنها من الطوافين عليكم أو الطوافات ”

ولما كانت هذه الايه محكمه ولم تنسخ بشئ وكان عمل الناس بها قليلا جدا انكر عبد الله بن عباس ذلك على الناس

وقال بن عباس : ترك الناس ثلاث آيات فلم يعملو بهن( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)

والآيه التي في سورة النساء ( وإذا حضر القسمة أولو القربى)

والآيه في سورة الحجرات( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)

وقال السدي : كان أناس من الصحابه رضي الله عنهم يحبون أن يواقعوا نسائهم في هذه الأوقات ليغتسلوا ثم يخرجوا الى الصلاة

فأمرهم الله أن يأمروا المملوكين والغلمان أن لا يدخلوا عليهم في تلك الساعات إلا بأذن

وقال مقاتل بن حيان : بلغنا _ والله أعلم_ أن رجلا من الأنصار وامرأته أسماء بنت مرثد صنعا طعاما للنبي صلى الله عليه وسلم

فجعل الناس يدخلون بغير أذن فقالت أسماء: يا رسول الله ما أقبح هذا , انه ليدخل على المرأه وزوجها

_ وهما في ثوب واحد _ غلامهما بغير إذن ,

فأنزل الله في ذلك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)

وقال الأوزاعي عن يحيى بن كثير : إذا كان الغلام رباعيا , فإنه يستأذن في العورات الثلاث على أبويه ,

فإذا بلغ الحلم فليستأذن على كل حال

وقال في قوله (كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ)

يعني كما أستأذن الكبار من ولد الرجل وأقاربه

يستفاد من تفسير هذه الآيات ومن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم :

1_على المؤمن أن يستأذن عند دخول بيت غيره

2_ينبغي للمؤمن أن يستأذن ثلاث مرات, فإن أذن له وإلا رجع , والرجوع هنا للوجوب

3_هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأستئذان أنه يقول ” السلام عليكم ” ثلاث مرات

4_يبغي للمؤمن عند الأستئذان أن لا يقف تلقاء الباب بوجهه , ولكن ليكن عن يمينه أو عن يساره

5_على المستأذن أن يفصح عن أسمه أو كنيته التي هو مشهور بها ولا يقل “أنا”

6_على المؤمن أن يستأذن ععلى أمه أو أخته لأنه _ كما جاء في التفسير _ لا يحب أن يراها عريانه

7_لا يجب على الرجل أن يستأذن على أمرأته , ولكن يستحب ذلك , لاحتمال أن تكون على هيئه لا تحب أن يراها عليها

8_حرمة الدخول إذا لم يكن في البيت أحد

9_عدم الإذن بالدخول قد يكون صريحا , وقد يكون ضمنيا كالسكوت , وينبغي للمؤمن أن لا يغضب من ذلك

10_ البيوت غير المسكونه التي لا حرج من دخولها مثل الفنادق والخانات ومنازل الأسفار

11_ آيات سورة النور_ والله أعلم_ خاصه قوله تعالى

( وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا) بيان عظيم لقوله تعالى

( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم

حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) النساء : 65

والآن أخواتي رب سائلٍ يسأل ما الحكمه من الأستئذان

الحكمه من الأستئذان هي لحفظ البصر من التطلع الى ما ليس لنا الحق النظر

أليه

قد يكون عدم الأستئذان على البيوت قد لايحب الشخص منا أن يطلع أحد على

عورات بيته

أو قد لايحب أن يرى أحد ما على بيته من أمور خاصه

أيضا الأستئذان حفظ لعورات النساء وذلك لمساوئ الأختلاط بالنساء

فأمر الأستئذان هو بمثابة النهي عن الأختلاط

فلنحافظ على الأستئذان على الناس

ولنحافظ في الأستئذان داخل بيوتنا

فما جعل الله شيئ إلا ولنا فيه الخير الكثير

فكم أناس دفعوا الثمن غالي للسماح لنسائهم بالأختلاط مع الأجانب

 

فوائد الاستئذان

هناك العديد من الفوائد والنتائج الإيجابية التي تترتب على انتشار ثقافة الاستئذان بين أفراد المجتمع ، ومن أهمها :

-التحلي بثقافة الاستئذان تدل على أن صاحبها شخص راقي وذو أدب رفيع وتدل أيضًا على عفته وحيائه وحرصه على عدم الاطلاع على عورات الآخرين أو الاستماع لحديث خاص بهم لا يجب أن يسمعه أحد غيرهم .

-صيانة حرمة البيوت : حيث أن الاستئذان وعلى وجه الخصوص قبل الدخول إلى البيوت يُساعد في الحفاظ على حرمة هذه المنازل ، ويرفع عن أهله الحرج ويُساعد على حفظ العورة ، والمقصود بالعورة هنا هي عورة البدن ، وعورة الملبس ، وعورة الطعام والأثاث وغيرها .
-يُعطي صاحب المنزل الاحترام والمكانة وحرية التصرف في السماح للآخرين بدخول منزله من عدمه .

-يعتبر الالتزام بالاستئذان من أهم سبل الامتثال لأوامر الله عز وجل والتزاماً بالسنة النبوية الشريفة .

-يُساعد على نقل ثقافة الاستئذان إلى النشأ الصغير وبالتالي يتم تعويدهم على الالتزام بالحصول على الإذن قبل دخول منازل الغرباء أو الجيران أو الأقارب والإذن قبل استخدام أغراض الآخرين والإذن أيضًا قبل دخول حجرات الآخرين ، وهكذا .

-كما أن انتشار ثقافة الاستئذان بين أفراد المجتمع من شأنها أن تجلب إلى كل شخص الطمأنينة من عدم انتهاك أي شخص آخر لحرمة منزله .

-الاستئذان والحصول على موعد سابق لزيارة أي شخص تجعله قادرًا على الاستعداد جيدًا لاستقبال أي زائر دون كشف لعورات أهله ومنزله .

 

آداب الاستئذان في أخذ الأشياء للاطفال

قرع الباب أمر واجب على الكبير، أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام، فكيف هو على الصغير الذي يخشى أن يرى ما لايناسبه؟ تنصحك الاستشارية التربوية دنيا الفايد، بتعليمه الآتي:

– المبادرة بإلقاء التحية أو السلام في حالة وجود شخص يراه أو يسمعه كأن يكون الباب شبه مفتوحاً.
– أن يقف بعيداً عن الباب قليلاً؛ بحيث لا يكشف المكان بالكامل إذا فتح الباب.
– أن يبدأ بالطرق استئذاناً وينتظر حتى سماع الإجابة أو فتح الباب حتى 3 طرقات.
– إذا لم يجبه أحد، فعليه أن يرجع وفقاً لمبادئ الإسلام.
– إذا طلب منه الرجوع لاحقاً أو جاء الرد بالاعتذار لظروف ما، فعليه أن يرجع.
– إذا رد عليه أحد من الداخل وسأله: “من؟” عليه أن يجيب باسمه بطريقة واضحة، وليس بكلمة أنا التي نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم.
– يجب أن يكون الطرق خفيفاً أو يستخدم الجرس بشكل مهذب ولائق منعاً للإزعاج.
– عدم النظر في البيوت المفتوحة أو الغرف المفتوحة في بيوت الغرباء.
– التنبيه على الطفل بعدم دخول البيوت الفارغة من أهلها؛ نظراً لحرمة الأمر وما فيه من خطورة على الطفل.
– أن يقوم بالاستئذان عند مغادرة المنزل أو الغرفة، فإذا كان في غرفة صديقه على سبيل المثال، فعليه أن يستأذن من صديقه قبل فتح الباب والخروج لممرات البيت.

 

تعريف الاستئذان لغة وشرعا

أولًا: المعنى اللغوي:

الهمزة والذال والنون أصلان أحدهما أذن كل ذي أذنٍ، والثاني العلم، وهو من استأذن يستأذن استأذانًا، والاستئذان يعني طلب الحصول على الإذن، واسم الفاعل مستأذِن، واسم المفعول مستأذَن، وإذن مفرد جمعها أذون، يقال: أذن له في الدخول أي: سمح وأباح له الدخول، والأذان هو الإعلام، وبالتالي فالمقصود بالاستئذان هو طلب السماح والإباحة والرخصة والإعلام1.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

قال الجرجاني في تعريف الإذن: هو «فك الحجر وإطلاق التصرف لمن كان ممنوعًا شرعًا»2.

والتعريف الأدق للإذن هو: السماح باعتقاد الشيء، أو قوله، أو فعله مع إمكانية ترتب ثواب أو عقاب على إتيان المأذون به، أو تركه.

وبالتالي يكون تعريف الاستئذان اصطلاحًا: طلب السماح باعتقاد الشيء، أو قوله، أو فعله مع إمكانية ترتب ثواب أو عقاب على إتيان المأذون به، أو تركه.

مما سبق يظهر الترابط الوثيق بين تعريفي الاستئذان اللغوي والاصطلاحي، فكلاهما ضمن إطار السعي للحصول على الرخصة، والإباحة، وعدم الممانعة.

السابق
معنى اسم مكة
التالي
ظهور حب الشباب

اترك تعليقاً