مواضيع دينية متفرقة

ما هي الأوقات المنهي عن الصلاة فيها؟

الأوقات المنهي عن الصلاة فيها والحكمة منها أمر في غاية الأهمية لكل مسلم، فيجب على كل شخص أن يستسلم لأوامر ونواهي الله عز وجل، فيلتزم بما كلفه الله به في كتابه، أو بما وصى به الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته وأحاديثه، فعلى المؤمن أن يتعبد لله بما أمره وشرعه في كتابه، ويبتعد عن ما نهى عنه.

الأوقات المنهي عن الصلاة فيها

قبل أن نقوم بحصر هذه الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، ننوه إلى أن ما يقصد بالصلاة المنهي عنها في هذه الأوقات، تكون هي النوافل المطلَقة، أو تأدية الصلاة بدون سبب، ومِن هذه الأوقات المنهي عن الصلاة فيها ما يلي:

  • من أولى الأوقات المنهي عن الصلاة فيها تكون بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.
  • عندما تظهر الشمس حتى تعلو قدر رمح في رؤية النظر أي بمعدل ١٢ دقيقة تقريباً.
  • حين يبدأ وقت الظهيرة وحتى زوال الشمس، وذلك وقتما لا يظل للقائم في الظهيرة ظلٌّ في المشرق ولا في المغرب، ويكون بمعدل ١٥ دقيقة تقريباً.
  • أيضاً من الأوقات المنهي عن الصلاة فيها تكون بعد صلاة العصر حتى يبدأ غروب الشمس.
  • عند تبدأ الشمس بالاصفرار إلى أن تغرُب.

هذه ٥ أوقات منهي عن الصلاة فيها تم ذكرها في الأحاديث الصحيحة ومن هذه الأحاديث ما يلي:

حديث أبي عبدالله الصنابحي رضي الله عنه

عندما قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ الشمس تطلُع بيْن قرني الشيطان، فإذا ارتفعتْ فارقها، فإذا كانتْ في وسطِ السماء قارنَها، فإذا زالتْ فارقها، فإذا دنت للغروب قارنَها، فإذا غربتْ فارقها، فلا تصلُّوا هذه الساعات الثلاث)) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

حديث ورد عن يسار مولَى ابن عمر رضي الله عنهما

قال: رآني ابنُ عمرَ وأنا أُصلِّي بعدَ طلوع الفجْر، فقال: يا يسار، إنَّ رسولَ الله  صلَّى الله عليه وسلَّم  خرَج علينا ونحن نُصلِّي هذه الصلاة، فقال: (ليبلغ شاهدُكم غائبَكم، لا تُصلُّوا بعدَ الفجْر إلا سجدتين) رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني في صحيح أبي داود.

حديث أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه

قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (لا صلاةَ بعدَ الصُّبح حتى تطلعَ الشمس، ولا صلاةَ بعدَ العصر حتى تغيبَ الشمس)، رواه البخاري ومسلم.

حديث عُقبة بن عامر رضي الله عنه

قال: “ثلاثُ ساعات كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ينهانا أن نُصلِّي فيهنَّ، أو أن نقْبُر فيهن موتانا: حين تطلُع الشمس بازغةً حتى ترتفع، وحين يقوم قائمُ الظهيرة حتى تَميل الشمس، وحين تَضَيَّفُ أي: تبدأ تميل إلى الجانب الغربي، الشمس للغروب حتى تغرب)، رواه مسلم.

حديث لابن عمر رضي الله عنهما

قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا يتحرَّى أحدُكم فيصلِّي عند طلوع الشمس، ولا عندَ غروبها)، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية قال: (إذا طَلَع حاجبُ الشمس أوَّل ما يبدو منها في الطلوع، وهو أوَّل ما يَغيب منها، فدعُوا الصلاة حتى تبرز، أي يقد بذلك: حتى تبدو الشمس ظاهرة بشكل واضح.

الحكمة من الأوقات المنهي عن الصلاة فيها

هناك الكثير من الحكم التي وردت لتبين صحة أو خطأ الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، والحكمة من الأوقات المنهي عن الصلاة فيها هي أن المؤمن يستسلم لم أمره الله بها، ويبتعد عن ما نهى عنه في عبادته، ولا يتوقف عن العبادة حتى يتطلع ويعرف الحكمة أو الخطأ من هذا الأمر بمعلومة صحيحة وموكدة، أو النهي عنها.

له أيضاً أن يواصل بالبحث على الكثير من الحُكم والعِلل خلال عمله، ليزداد بذلك إيمان وثبات بالله، وقد ذكر الفقهاء رحمهم الله تعالى، أن الشرع الإسلامي نهى عن أداء الصلاةِ في هذه الأوقات لأحكام عديدة، هناك من على علم بها وهناك من يجهلها، ومن أبرز هذه الحِكم هي كالتالي:

في فترة الظهيرة

أن في فترة الظهيرة قبل أن تزول يشعل في هذا الوقت جهنم اشعالاً بليغاً، فهناك حديث لعمرو بن عبسة رضي الله عنه  أن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (ثم صلِّ، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقلَّ الظل بالرمح، ثم أقْصِر عن الصلاة، فإنه حينئذٍ تُسجر جهنم))رواه مسلم.

عند طلوع وغروب الشمس

أما الحِكمة عن الأوقات المنهي عن الصلاة فيها عند طلوع وغروب الشمس، فهي تشبه المشركين.

  • فإنَّهم يتعبدون للشمس عندما تبدأ بالطلوع وعند غروبها، لحديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (صلِّ الصبح، ثم أَقْصِرْ عن الصلاة حتى تطلُع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع بين قرْني شيطان، وحينئذٍ يسجد لها الكفَّار).
  • ثم قال عليه الصلاة والسلام: (حتى تصلِّي العصر، ثم أقصِرْ عن الصلاة حتى تغربَ الشمس، فإنَّها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذٍ يسجد لها الكفار) رواه مسلم.
  • حديث لابن عمرَ رضي الله عنهما أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (لا تَحَرَّوا بصلاتكم طلوعَ الشمس ولا غروبها، فإنَّها تطلع بقرْني شيطان)) رواه مسلم.

الأحاديث المسموح للصلاة فيها في وقت النهي

هناك عدة أحاديث صحيحة، ذكرت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، للسماح بالصلاة في أوقات النهي وهي كالتالي:

  • ما ورد في صحيح البخاري عن قتادة بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين).
  • منها أيضاً السماح بأداء الصلاة التي سها عنها العبد، أو نام عنها، والدليل على ذلك ما ورد في الصحيحين لقول صلى الله عليه وسلم: «مَن نَامَ عن صلاة أو نسيَهَا فليصلِّها إذا ذكَرَهَا».
  • ومنها: السماح بأداء ركعتي الطواف، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم عليه: «يا بَنِي عَبدِ مَنَافٍ، لا تمنعوا أحداً طَافَ بهذا البيتِ وصَلَّى فيه أيَّةَ ساعةٍ شاءَ مِن ليلٍ أو نهارٍ».
  • كذلك السماح بإعادة الصلاة مرة أخرى من أجل الجماعة حتى لو كان في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، ويدل على ذلك حديث يزيد بن الأسود قال: (شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف، فلما أنهى صلاته وذهب فإذا كان يوجد هناك رجلين في آخر القوم لم يصليا معه، قال: عليّ بهما، فجيء بهما ترعد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصليا معنا؟ فقالا: يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في رحالنا، قال: فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم، فإنها لكما نافلة) رواه الترمذي وأبو داود والنسائي.
السابق
أبرز الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية
التالي
متى يظهر الجنين في كيس الحمل

اترك تعليقاً