ديني

ما هي الزندقة

معنى الزندقة في لسان العرب

    1. زَندَقة: (اسم)
      • الزَّنْدَقَة : القولُ بأَزليَّة العالم، وأُطلق على الزرادشتيّة، والمانوية، وغيرهم من الثنوية، وتُوُسِّع فيه فأُطلق على كل شاكٍّ، أو ضالٍّ، أو ملحد
      • الزَّنْدَقَةُ : الْخُبْثُ والضَّلالُ والْمَكْرُ والإِلْحادُ، وَكُلُّ قَوْلٍ يَخْرُجُ عَمَّا هُوَ مُتَعارَفٌ عَلَيْهِ وَإِنْكارُ الدِّينِ
    2. زَندَق: (اسم)
      • الزَّنْدَقُ : الشديد البُخل
    3. زِنديق: (اسم)
      • الجمع : زَنادِقة و زَنادِيقُ
      • الزِّندِيقُ : الْمُمارِسُ للزَّنْدَقَةِ، الضَّالُّ الخَبيثُ، الْمُلْحِدُ، مَنْ يُظْهِرُ الإِيمانَ وَيُخْفِي الكُفْرَ وَيُضْمِرُهُ
    1. زَنادِقة: (اسم)
      • زَنادِقة : جمع زِنديق
    2. زَنادِيقُ: (اسم)
      • زَنادِيقُ : جمع زِنديق
    3. مُتزندِق: (اسم)
      • مُتزندِق : فاعل من تَزَندَقَ
    4. زِنجار: (اسم)
      • الزِّنْجَارُ :صدأ الحديد والنحاس
    5. أهْدَرَ السُّلْطَانُ دَمَ الزِّنْدِيقِ:
      • جَعَلَ دَمَهُ مُسْتَباحاً، أبَاحَهُ. ¨أَهْدَرَ الخُمَيْنِيُّ دَمَ سَلْمانَ رُشْدِي.
  1. تَزَندَقَ : (فعل)
    • تزندقَ يتزندق ، تزندُقًا ، فهو مُتزندِق
    • تَزَنْدَقَ الرَّجُلُ : تَخَلَّقَ بِأَخْلاَقِ الزَّنَادِقَةِ
    • تَزَنْدَقَ الرَّجُلُ : صار زِنْديقًا يُظهر الإيمان ويُبطن الكفر
  2. تَزَندُق : (اسم)
    • مصدر تَزَنْدَقَ
    • تَزَنْدُقُ الرَّجُلِ: تَخَلُّقُهُ بِأَخْلاَقِ الزَّنَادِقَةِ، صَيْرُهُ زِنْدِيقاً
  3. تزندُق : (اسم)
    • تزندُق : مصدر تَزَندَقَ
  4. زَنَدَ : (فعل)
    • زنَدَ يَزنُد ويَزنِد ، زَنْدًا ، فهو زانِد ، والمفعول مَزْنود
    • زَنَدَ النَّارَ : أَشْعَلَها مِنْ عودِ الثِّقابِ
    • زَنَدَ نارَ القَدَّاحَةِ : قَدَحَها، أَخْرَجَ نارَها
    • زَنَدَ الإِناءَ : مَلأَهُ بِالْماءِ
    • زَنَدَ عَلَى أَهْلِهِ : شَدَّدَ عَلَيْهِمْ
    • زَنَدَ نارَ الحرب: أثارها
  5. زَنِد : (اسم)
    • زَنِد : فاعل من زَنِدَ
  6. زَنِدَ : (فعل)
    • زَنِدَ زَنَدًا فهو زَنِدٌ
    • زَنَدَ الوَلَدُ : عَطِشَ
  7. زَنْد : (اسم)
    • زَنْد : مصدر زَنَدَ
  8. زَنَّدَ : (فعل)
    • زنَّدَ / زنَّدَ على يزنِّد ، تزنيدًا ، فهو مُزنِّد ، والمفعول مُزنَّد
    • زَنَّدَ : أوْرَى زَنْدُه
    • زَنَّدَ :كذَبَ
    • زَنَّدَ شيئًا: ضيَّق
    • زنَّدَ على أهلِه: شَدَّدَ
    • زَنَّدَ فلانًا: عاقبَه فوق ما يستحقُّ
    • زَنَّدَ الإِناءَ : مَلأَهُ، زَنَدَهُ
  9. زَند : (اسم)
    • الزَّنْدُ : العودُ الأعلى الذي تُقدحٌ به النَّارُ، والأَسفل هو الزَّنْدَة والجمع : زِنَادٌ، وأزْنادٌ
    • وتقول لمن أنجدَك وأعانك: ورَتْ بك زِنادي
    • الزَّنْدُ كِتَابٌ للمجوس
    • الزَّنْدُ المسنَّاةُ من خشب وحجارةٍ يُضَمُّ بعضها إِلى بعضَ والجمع : أزْنَادٌ
    • جمع أَزْناد وزِنَاد: موصِّل طرف الذّراع بالكفّ
    • عصب الزند: العصب الممتدّ بطول الساعد والقريب من سطح الجلد
    • عظم الزَّنْد: العظم الممتدّ من المِرْفَق إلى مِعْصَم اليَّد في الجِهَة المقابلة للإبهام لدى البشر
    • الزَّاندان:
    • السَّاعِد والذِّراع
    • عظما السَّاعد
    • جمع أَزْنُد (لغير المصدر):
    • مصدر زنَدَ
    • عود تُقْدَح به النَّار
    • زَنْد البندقيَّة: المِقْداح الذي يُحرَّك يدويًّا لإطلاق النّار
    • جمع: زِنادٌ، أَزْنُدٌ، أَزْنادٌ (مصدر زَنَدَ)
    • أَخْرَجَ النَّارَ مِنَ الزَّنْدِ : الرَّأْسُ الأَعْلَى الَّذِي تُقْدَحُ بِهِ النَّارُ
    • ضَغَطَ على زَنْدِ البُنْدُقِيَّةِ فانْطَلَقَ الرَّصاصُ : الزِّنادُ
    • سَقْطُ الزَّنْدِ : دِيوانُ الْمَعَرِّي
  10. زنَّدَ : (فعل)
    • زنَّد الشَّخصَ عاقبه فوق ما يستحق زنَّد ابنَه حتى لا يستمرّ في مجُونه
    • زنَّد الثَّوبَ: ضيَّقه
    • زنَّد على أهله: شدَّد وضيَّق عليهم

ما معنى زنديق في اللغة العربية

قال شيخ الإسلام:في مجموع الفتاوى [ 7/471-472 ]
((والمقصود هنا أن الزنديق فى عرف هؤلاء الفقهاء هو المنافق الذي كان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم وهو أن يظهر الإسلام ويبطن غيره سواء أبطن دينا من الأديان كدين اليهود والنصارى أو غيرهم أو كان معطلا جاحدا للصانع والمعاد والأعمال الصالحة
ومن الناس من يقول الزنديق هو الجاحد المعطل وهذا يسمى الزنديق فى اصطلاح كثير من أهل الكلام والعامة ونقلة مقالات الناس ولكن الزنديق الذي تكلم الفقهاء فى حكمه هو الأول ))

حركة الزندقة في العصر العباسي pdf

https://archive.org/details/zidane3943_hotmail_20160127_0045/mode/2up

الزندقة واثرها في الشعر العباسي

الزنادقة الأوائل مع مختارات من كتاباتهم وأشعارهم:

ذكر ابن النديم أسماء رؤساء الزنادقة:

“ومن رؤسائهم المتكلمين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الزندقة: ابن طالوت، أبو شاكر، ابن أخي أبي شاكر، ابن الأعدى الحريزي، ونعمان بن أبي العوجاء، صالح بن عبد القدوس، ولهؤلاء كتب مصنفة في نصرة الاثنين (النور والظلمة) ومن مذاهب أهلها وقد نقضوا كتباً كثيرة صنفها المتكلمون في ذلك. ومن الشعراء: بشار بن يرد، إسحاق بن خلف، ابن نباتة، سلم الخاسر، على بن الخليل، على بن ثابت، ومن تشهر أخيراً أبو عيسى الوراق، وأبو الناشي، والجبهان بن محمد بن أحمد”

وذكر ابن النديم أيضاً من كان يُرمى بالزندقة من الملوك والرؤساء: “قيل إن البرامكة بأسرها، إلا محمد بن خالد بن برمك، كانت زنادقة، وقيل في الفضل وأخيه الحسن مثل ذلك، وكان محمد بن عبيد الله كاتب المهدي زنديقاً واعترف بذلك فقتله الخليفة المهدي”

أقول: هكذا استبان لنا خطر الزندقة لدرجة أنهم تغلغلوا في جهاز دولة الخلافة وصارت لهم مناصب كبيرة من رؤساء وشعراء!! ومن ثم لا عجب أن يوصي الخليفة العباسي المهدي (ت169هـ) ولده موسى الهادي (ت170هـ) بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم.. حيث يقول الخليفة المهدي في وصيته:

وصية الخليفة المهدي:

“يا بني إذا صار الأمر إليك فتجرد لهذه العصابة، يعني أصحاب ماني، فإنها تدعوا الناس إلى ظاهر حسن كاجتناب الفواحش، والزهد في الدنيا، والعمل للآخرة، ثم تخرجها من هذا إلى تحريم اللحوم، ومسّ الماء الطهور، وترك قتل الهوام تحرجاً، ثم تخرجها إلى عبادة: اثنين أحدهما النور والآخر الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات، والاغتسال بالبول، وسرقة الأطفال من الطرق، لتنقذهم من ضلال الظلمة إلى هداية النور، فارفع فيها الخشب، وجرّد السيف فيها، وتقرّب بأمرها إلى الله. فإني رأيت جدي العباس رضي الله عنه في المنام قد قلدني سيفين لقتل أصحاب الاثنين”

بعد هذا التطواف نتكلم عن أهم رموز الزنادقة قديماً نختار منهم: صالح بن عبد القدوس/ وبشار بن برد أما ابن الريوندي  فيحتاج إلى بحث خاص.

أولاً صالح بن عبد القدوس:

هو صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس من أهل البصرة، كان يجلس للوعظ ويقص الأخبار. غير أنه كان يزين الثنوية (دين الفرس القديم)، فلما اشتهر أمره استقدمه الخليفة المهدي، لكنه هرب إلى دمشق واستخفى بها زمناً فلما عرف المهدي مكانه، وجه إليه قريشاً الحنظلي فقبض عليه وجاء له إلى بغداد. فحاكمه المهدي ثم قتله سنة 167هـ.

ويجمع الإخباريون أن صالح بن عبد القدوس كان من كبار الزنادقة وأنه كان من الثنوية من أتباع ماني.. وقد ذكره ابن النديم في معرض ذكره عن كبار الزنادقة:

” ومن رؤسائهم المتكلمين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الزندقة: ابن طالوت (..) وصالح بن عبد القدوس”

وذكره الخطيب في تاريخه:

” صالح بن عبد القدوس أبو الفضل البصري مولى لاسد أحد الشعراء اتهمه المهدى أمير المؤمنين بالزندقة فأمر بحمله اليه واحضره بين يديه فلما خاطبه اعجب بغزارة ادبه وعلمه وبراعته وحسن بيانه وكثرة حكمته فأمر بتخلية سبيله فلما ولى رده وقال له ألست القائل

والشيخ لا يترك أخلاقه *** حتى يوارى في ثرى رمسه

إذا ارعوى عاد الى جهله *** كذى الضنى عاد الى نكثه

قال: بلى يا أمير المؤمنين.  قال:  فأنت لا تترك أخلاقك ونحن نحكم فيك بحكمك في نفسك ثم أمر به فقتل وصلب على الجسر.. ويقال إن المهدى أبلغ عنه أبيات يعرض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم فاحضره المهدى وقال له أنت القائل هذه الأبيات قال لا والله يا أمير المؤمنين والله ما أشركت بالله طرفة عين فاتق الله ولا تسفك دمى على الشبهة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ادرءوا الحدود بالشبهات وجعل يتلو عليه القرآن حتى رق له وأمر بتخليته فلما ولى قال أنشدنى قصيدتك السينية فأنشده حتى بلغ البيت أوله والشيخ لا يترك أخلاقه فأمر به حينئذ فقتل ويقال إنه كان مشهورا بالزندقة وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات”

قال عنه الذهبي في ميزان الإعتدال: (صاحب الفلسفة والزندقة).. وذكر ابن المعتز سبباً لا عتقاله وهو أنه طعن على الرسول صلى الله عليه وسلم ورجح أن الخليفة هارون الرشيد هو الذي قبض عليه وتولى محاكمته، وأمر بقتله، وإن كان معظم المؤرخين يرون أن المهدي هو الذي قتله .. وعلى أية حال هم متفقون جميعاً على زندقة صالح بن عبد القدوس وأنه ألف كتباً في نصرة المانوية وتصدى للمتكلمين الذين كانوا يدافعون عن الإسلام.. المهم أن ابن المعتز تفرد بهذه الرواية التي تثبت زندقة ابن عبد القدوس حيث يقول: “حدثت من غير هذا الوجه بما هو عندي أثبت من الأول، وذلك ما رويناه أنه أنهي إلى الرشيد عنه هذه الأبيات، يعرض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم:

غصب المسكينَ زوجتَهُ *** فجرتْ عيناهُ من دُرَرهْ

ما قضى المسكينُ من وطرِ *** لا ولا المعشارَ من وطرهْ

عذتُ بالله اللطيف بنا *** أن يكونَ الجوْرُ من قَدَره “

خلاصة القول في صالح بن عبد القدوس:

أنه كان زنديقاً زندقة دينية لا زندقة اجتماعية.. فلم تكن زندقته على سبيل اللهو والعبث والمجون، بل كان يعتقد تعاليم ماني الفارسية القديمة اعتقاداً صادقاً، وكان يومن بالإثنية والإمتزاج بين إله النور وإله الظلمة، وكان يتمسك بنحلته وبمعتقده تمسكاً قوياً، ويدافع عنه دفاعاً مستميتاً.

ثانياً: بشار بن برد (ت167هـ):

“أصل بشار بن برد من طخارستان في أقصى خراسان وقع جده يرجوخ في سبي المهلب بن أبي صفرة حينما كان والياً على خراسان (78 إلى 82هـ) فأهداه إلى امرأته خيرة بنت ضمرة القشيرية، وكانت تقيم بضيعة لها بالبصرة. ولما وصل يرجوخ إلى البصرة كان معه طفل صغير اسمه بُرد. ولما بلغ برد مبلغ الرجال زوجته مولاته خيرة فتاة من بني عقيل، فولد له بشار سنة 91هـ في الأغلب. ولد بشار أكمه (لا يبصر) ونشأ على الفقر وكان شريراً. ثم بدأ قول الشعر وهو لا يزال حدثاً وأخذ يهجو الناس. ويتم بشارٌ عن أبيه وهو بعد صغير. ثم قضى بشار معظم حياته في البصرة وتلقى فيها ضروباً من العلم تسرب إليه معها كثير من الزندقة .. فاتهم بالزندقة وبأن غزله فاحش يدعو إلى الفسق ثم قتل في البصرة نحو 167هـ. كان بشار شعوبياً زنديقاً”

أقول: هذا هو بشار بن برد القائل:

إبليسُ أفضلُ من أبيكم آدم *** فتبينوا يا معشر الفجار

النارُ عنصره وآدم طينة *** والطين لا يسمو سمو النارِ

الأرضُ مظلمةٌ والنارُ مشرقةٌ *** والنارُ معبودةٌ مذ كانت النار

بكل تبجح يقدم بشار إبليس على آدم عليه السلام لأن إبليس مخلوق من نار، ويرجح رأي إبليس في امتناعه من السجود لآدم عليه السلام!! لذلك لما سمع واصل بن عطاء المعتزلي شعر بشار السابق قال: “أما لهذا الملحد الأعمى المشنف المتكنى بأبي معاذ مَنْ يقتله؟ أما والله لولا أن الغيلة سجية من سجايا الغالية (أي المانوية) لبعثت إليه مَنْ يبعج بطنه على مضجعه، ويقتله في جوف منزله”

يقول عنه عبد القاهر البغدادي: “وحكى أصحاب المقالات عن بشار أنه ضمّ إلى ضلالته في تكفير الصحابة وتكفير عليّ معهم ضلالتين أخريين إحداهما قوله برجعة الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة كما ذهب إليه أصحاب الرجعة من الرافضة. والثانية قوله بتصويب إبليس في تفضيل النار على الأرض”

قال عنه الذهبي: “اتهم بالزندقة فضربه المهدي سبعين سوطاً ليقر فمات منها وقيل كان يفضل النار وينتصر لإبليس.. هلك سنة سبع وستين (ومائة) وبلغ التسعين”

أقول: هذا هو بشار بن برد الذي يهيم به العلمانيون!! لقد كان بشار بن برد مستخفاً بالدين مضيعاً للفروض، إذ كان يدعي الخروج إلى الحج، لينفي تهمة الزندقة عن نفسه، ثم يعود على الحانات، فيقضي وقت الحج بين القيان والخمر، حتى إذا قربت عودة الحجيج حلق رأسه واندس بين القافلين المارين به، لكي لا يشك الناس في أمره. كما كان يبيح لنفسه ترك الصلاة مع الجماعة، مدعياً أنه لا يبصر ولا يتقن أداءها، إذ يقول:

وإنني في الصلاة أحضرها *** ضحكة أهل الصلاة إن شهدوا

أقعدُ في الصلاة إذا ركعوا *** وارفع الرأس إن هم سجدوا

ولستُ أدري إذا إمامهم   ***  سلم كم كان ذلك العددُ

“ويبدو أنه لك يكن صادقاً في دفاعه عن نفسه واقناعه للناس بعدم التعرض له لتخلفه عن صلاة الجماعة، فإنه كان لا يصلى في بيته، إذ يقول بعض أصحابه: (كنا نكون عنده، فإذا حضرت الصلاة قمنا إليها، وجعلنا على ثيابه تراباً حتى ننظر هل يقوم يصلي، فكنا نعود والتراب بحاله وما صلى”

هذا هو بشار بن برد الذي يسبح بشعره العلمانيون وأهل الحداثة!! لذلك لا غرو أن يدافع عنه الزنادقة الجدد كأدونيس في كتابه الثابت والمتحول.. لا غرو أن يدافع عنه بشار وحماد عجرد وأبي نواس وغيرهم من أهل الزندقة والمجون والخلاعة. لا غرو أن تحصل جيهان صفوت زوجة الرئيس الهالك أنور السادات على درجة العالمية من جامعة القاهرة بتقدير امتياز في رسالتها عن بشار بن برد شيخ الحداثة، ذلك المعذب صاحب الفكر المستنير ضد السلطة الرجعية!!

لاغرو أن يتغنى الزنادقة الجدد بشعر شيخ الحداثة والخلاعة بشار بن برد الذي وضع اللبنات الأولى للزندقة وتسهيلها لدى عوام الناس عن طريق عذوبة شعره وتفننه في توليد المعاني.

بشار بن برد شاعر الخلاعة والتحريض على الفسوق هو القائل:

قد لا مني في خليلتي عُمَرُ  ***  واللومُ في غير كنهه ضجرُ

قال أفق قلتُ: لا. قال: بلى  ***  قد شاع في الناس منكما الخبرُ

ثم يتمادى في وصفه للقبلة واللمسة ودغدغة المشاعر:

حسبي وحسبُ الذي كلفتُ به  ***  مني ومنه الحديث والنظرُ

أو قبلة في خلال ذاك وما   ***  بأسٌ إذا لم تُحَلََّ لي الأزرُ

أو عضةٌ في ذراعها ولها  ***  فوق ذراعي من عضّها أثرُ

أو لمسةٌ دون مرطها بيدي  ***  والبابُ قد حال دونه السترُ

والساقُ براقةٌ مخلخلها  ***  أو مصُّ ريقٍ وقد علا البَهرُ

واسترخت الكفُّ للعراكِ وقا  ***  لت إيه عني والدمعُ منحدرُ

انهضْ فما أنت كالذي زعموا  ***  أنت وربي مغازلٌ أشرُ

يا ربّ خذ لي فقد ترى ضرعي  ***  من فاسق ما به سَكرُ

فعلى هذا المنوال نسج بشار قصائده التي تحض على الفحش والرذيلة ورغم تلونه وتفلته كثيراً من عقوبة الزندقة إلا أنه شهد عليه شهود عدول أمام قضاة يحكمون بما أنزل الله وفي حضور خليفة المسلمين المهدي فأمر بضربه سبعين سوطاً حتى هلك..  ولكن بقي شعره المفعم بالزندقة يتوارثه خفافيش الزندقة بغية تحقيق مآربهم الخبيثة..

أقول: أود أن أشير إلى أن هناك أديباً وناقداً كبيراً قد حلل شعر بشار بن برد بطريقة علمية رائعة ألا وهو الدكتور نجيب محمد البهبيتي أستاذ الأدب العربي بالقاهرة في كتابه الماتع (تاريخ الشعر العربي حتى أواخر القرن الثالث الهجري) وهو كتاب عظيم الفائدة طبعته مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الكتاب العربي بلبنان.. ويعتبر الدكتور البهبيتي من أفضل من سبر غور الشعر العربي القديم وخاصة شعر بشار بن برد بل إنه غاص في تحليل الصورة الشعرية لدى بشار وتحليل أوصافه وتراكيب أبياته وقارنها بصور شعراء سابقين بل إنه حطم أسطورة بشار بن برد الشعرية بالدليل.. تلكم الصورة التي يتغنى بها الحدثيون ومن على شاكلتهم، أتمنى أن ينشر هذا الكتاب على نطاق واسع لكي تعم الفائدة ويميز القراء الخبيث من الطيب..

صفوة القول في بشار بن برد:

شاعر شعوبي حاقد كاره للعرب كرهاً شديداً، يفتخر بالفرس وبحضارتهم ويعتد بهم اعتداداً شديداً.. كان يقدس النار.. هو من كبار الزنادقة كانت زندقته دينية وإن جمع في نفس الوقت زندقة اجتماعية كما في هو ثابت في شعره من فسقه وفجوره، وإلحاده وكفره .. كان مستخفاً بالدين مضيعاً للفروض.. وقد كان بصيراً بالديانة الفارسية القديمة لدرجة أن صديقه في المجون حماد عجرد قال عنه: (إنه أعلم بالزندقة من ماني) .. وقد زجره الخليفة المهدي عدة مرات لما بلغه عنه من شعر ماجن وما نسب إليه من زندقة..  ولكنه كان ينفي حتى شهد رجال عدول أمام الخليفة أنه زنديق فأمر بمحاكمته ومن ثم أمر بضربه سبعين سوطاً حتى مات ورغم كل هذه الحقائق لم يزل الزناقدة الجدد يسبحون بشعره.. ولله في خلقه شؤون!!

توبة الزنديق

أن المنافق إذا تاب من النفاق توبة نصوحا : فإن توبته مقبولة عند الله تعالى ، سواء كان ذلك قبل القدرة عليه ، أم بعدها . أما قبول توبته في الدنيا ، فإن كان توبته قبل القدرة عليه : لم يعاقب ، وسقطت عنه العقوبة ، وهي القتل . وإن كانت بعد القدرة عليه : فأكثر العلماء على أنه يقتل ، ولا تقبل توبته . والله أعلم .

من هو الزنديق في الإسلام

الزندقة أو هرطقة عبارة عن مصطلح عام يطلق على حالات عديدة، يعتقد أنها أطلقت تاريخياً لأول مرة من قبل المسلمين لوصف أتباع الديانات المانوية أو الوثنية والدجالين ومدعو النبوة والذين يعتقدون بوجود قوتين أزليتين في العالم وهما النور والظلام ولكن المصطلح بدأ يطلق تدريجيا على الملحدين وأصحاب البدع ويطلق بعضهم على كل من يحيا ما إعتبره المسلمون حياة المجون من الشعراء والكتاب واستعمل البعض تسمية زنديق لكل من خالف مبادئ الإسلام الأساسية.

يعتبر ظهور حركة الزندقة في الإسلام من المواضيع الغامضة التي لم يسلط عليها اهتمام يذكر من قبل المؤرخين بالرغم من قدم الحركة التي ترجع إلى زمن العباسيين[بحاجة لمصدر]. هناك كتب تاريخية تتحدث بصورة سطحية عن أشهر الزنادقة والمحاربة الشديدة التي تعرضوا لها في زمن خلافة أبي عبد الله محمد المهدي[بحاجة لمصدر]. و من الجلي للمتتبع لتاريخ تلك الحقبة الزمنية ان الزندقه اصبحت تهمه يرمى بها احيانا اي مخالف للاراء السائده في زمانه دون النظر حتى لجوهر الرأي .

السابق
ما هي أيام التشريق
التالي
ما هو المقصود بالروح في سورة القدر

اترك تعليقاً