ديني

ما هي النظرة الشرعية

أسئلة النظرة الشرعية

المقصود من الرؤية الشرعية هو النظر إلى ما يدعو إلى الزواج بتلك الفتاة، وحتى تكون القناعة موجودة عند المتقدم لخطبة هذه الفتاة، والأصل في النظر للأجنبية أنه محرم إلا نظر الفجأة، ولهذا رخص الشرع الحنيف بالنظر إلى المرأة التي يرغب في الزواج بها حتى لو تكررت تلك النظرة.

لقد كان الواحد من الصحابة يتتبع من يريد الزواج بها في الوديان والشعاب يختلس النظر إليها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرشدهم، وهو إرشاد للأمة من بعدهم، فقال عليه الصلاة والسلام: (إذا خطب أحدكم المرأة فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إليها فليفعل). زاد أبو داود: قال جابر: فخطبت جارية، فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها)، وقال المغيرة بن شعبة: (خطبت امرأة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها؟ قلت: لا، فقال: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنظرت إليها؟) قال: لا، قال: (فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئا) والمقصود فإن في أعينهم صغرا.
إذا حصلت القناعة بالمرأة فلا يجوز بعد ذلك النظر إليها حتى يتم العقد وتصبح زوجة.
أما الكلام مع المخطوبة فلا بأس به، وفيه مصالح لا تخفى، ولكن ينبغي أن يكون الكلام متزنا ومشتملا على الأدب، فلا يتكلم فيما يخدش الحياء، ولا يتكلم فيما لا طائل من ورائه، وإنما لشهوة في النفس، ولا بالكلام الذي فيه مزاح وضحك.
من مقاصد التحدث مع المخطوبة:
سماع صوتها؛ فبعض الفتيات يكون في نبرة كلامها حدة أو غلظة وخشونة، وقد يكون ذلك منفرا جدا للزوج، ولا يستسيغه مهما كان جمال المرأة، ولذلك لا بأس من التحدث معها وسماع صوتها لهذا المقصد.
من مقاصد الكلام مع المخطوبة: التعرف على رجاحة عقلها، وحسن تدبيرها للبيت، ونظرتها للحياة، ومدى استعدادها للتضحية، ومساعدة زوجها في الملمات، وهل هي من النوع الذي يساير الموضات، ويحب الخرجات، ويقلد المترفات، فهذه الأمور تعطي للرجل الملامح العامة عن المرأة، فليركز الخاطب أسئلته وحواره حول هذه المعاني.
على الخاطب أن يطرح على مخطوبته الأسئلة التي تعرفه بتفكيرها ونظرتها للحياة، والتي تعرفه باتجاهاتها وميولاتها، وما هي نظرتها للزواج وللزوج، ومدى استعدادها لتنفيذ أمره، ولو كان يخالف رغبتها بشرط ألا يكون مخالفا للشرع؛ لأن معرفة الجواب سيحدد ملامح الحياة الزوجية.
لا بد أن يعرف الخاطب ما تحب الفتاة وما تكره؛ حتى يكون جاهزا للابتعاد عما يثير المشاكل ولا بد أن يعرف منها كيف سيكون ارتباطها بأهلها وهل ستقدم كلامهم على كلامه وتوجيهاتهم على توجيهاته ومدى كتمها لأسرار البيت، وعدم إفشائها للأسرار، ونقلها لما قد يحصل من إشكال نتيجة اختلاف وجهة النظر، ولو لأسرتها.

النظره الشرعية ماذا أفعل

اختلف العلماء في ما يجوز للخاطب رؤيته والنظر إليه من مخطوبته على عددٍ من الأقوال، وفيما يأتي بيانها:

ذهب الإمام أحمد -رحمه الله- إلى القول بجواز النظر إلى وجه المخطوبة فقط، واستدلّ لذلك بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (المرأةُ عورةٌ)، كما أنّ الوجه يجمع محاسن الإنسان، وذلك موضع النظر، أمّا باقي الجسد، فذلك عورةٌ لا يجوز النظر إليه.

ذهب جمهور الأئمة ومنهم: المالكية، والشافعية، وروايةٌ للإمام أحمد، إلى جواز النظر إلى وجه المخطوبة، وكفيها، ظاهراً وباطناً، واستدلوا لذلك بقول الله تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)، والمراد من الزينة الظاهرة؛ الوجه والكفان، وقال جمهور الأئمة إنّ الوجه يدل على الحسن والقبح، والكفان يدلان على صلابة البدن أو طراوته، لذلك جاز للخاطب أن يراهما.

ذهب الإمام أبو حنيفة إلى جواز رؤية الخاطب لوجه مخطوبته وكفيها وقدميها أيضاً، واستدلّ لذلك بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (انظُر إليها فإنَّهُ أحرَى أن يُؤدَمَ بينَكُما).

ذهب الحنابلة في المذهب عندهم إلى أنّه يجوز للخاطب أن ينظر إلى كلّ ما يظهر في الغالب من بدن مخطوبته؛ كالوجه، والكفين، والقدمين والرأس، والرقبة، والساق، واستدلوا لذلك بما ورد من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، التي يأمر بها رسول الله الخاطب أن ينظر إلى مخطوبته بالقدر المستطاع، علّ ذلك أن يكون سبباً في المودة والعشرة والألفة، وبما أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أذن بالنظر إلى المخطوبة دون علمها، فلا بدّ أنّ النظر سيكون إلى ما يظهر منها غالباً، ولا يمكن للإنسان أن ينظر إلى الوجه فقط، وهناك ما يظهر من البدن غيره أيضاً.

ذهب الإمام الأوزاعي إلى جواز النظر إلى مواضع اللحم من المخطوبة، واستدل لذلك بما ورد من أحاديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المشيرة إلى جواز نظر الخاطب إلى مخطوبته.

ذهب الإمام أحمد في أحد رواياته إلى جواز النظر إلى جميع بدن المخطوبة، عدا العورة المغلظة، وفي روايةٍ أخرى يجوز النظر إلى جميع بدنها، ووافقه على ذلك الظاهرية، وقد نوقش ذلك الرأي بالقول إنّ الإذن بالنظر إلى المخطوبة محمول على النظر إلى بعضها، لا إلى كلها، بدلالة استخدام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للفظ (منها) في قوله: (إذا خطب أحدُكم المرأةَ فإن استطاعَ أن يَنظرَ منها إلى ما يَدعوهُ إلى نِكاحِها فليفعلْ)،[٢] و(من) لفظةٌ تدل على التبعيض، كما أنّ النظر إلى المخطوبة إنّما أبيح لحاجةٍ، والحاجة تقدّر بقدرها، كما أنّ النظر إلى سائر بدن المخطوبة مخالفٌ للأخلاق، والآداب الإسلامية، الناهية عن مثل ذلك الفعل، وقد عبّر الإمام النووي بالقول إنّ ذلك القول مخالفٌ أيضاً لأصول السنّة والإجماع.

لبس النظرة الشرعية

اتيكيت النظرة الشرعية

أن يشاهد الخاطب والمخطوبة بعضهما عرف مجتمعي تقره الشريعة الإسلامية، ويعرف بـ”الرؤية” أو “النظرة الشرعية”. لكن هذه “النظرة” قد تسبب حرجاً اجتماعياً لأحد الطرفين أو كليهما في حال عدم معرفة أحدهما بالأصول والقواعد.

فهل هناك “اتكيت” اجتماعي للرؤية. وما تفاصيله؟

“يجب مراعاة قواعد أتكيت الرؤية الشرعية لتفادي المواقف المحرجة التي قد تحصل. ويبدأ الأتكيت بتحديد وقت ومكان الزيارة، وغالباً تكون في بيت المخطوبة أو أحد أقاربها. ويجب على كل من العائلتين مراعاة بعض القواعد أولها الحضور في الوقت المحدد، فالتأخير قد يعطي انطباعا سيئاً عن عائلة الخاطب. ومن الأفضل أن تحدد عائلة الخاطب عدد الحضور لكي تحسب عائلة المخطوبة حسابها في حجم المكان وطريقة توزيع المقاعد، وكمية الطعام والشراب.

ولا يوجد حرجاً مطلقاً من أن تسأل أم المخطوبة أو من ينوب عنها أم الخاطب أو من تنوب عنها عن عدد الحضور كي لا تقع في حرج نقص المقاعد أو الطعام. وجرى العرف أن يحدد مسبقاً من سيحضر من قبل العائلتين، فبعض العوائل تدعو كبار العائلة والعمات والخالات وبعض العوائل يكتفين بعدد محدود وبسيط إلى حين إنهاء مرحلة التعارف الأولية”.

“تستقبل أم المخطوبة أهل الخاطب، وترحب بهم وتقودهم إلى غرفة الجلوس، وتبدأ بالتعريف عن نفسها وعن أهل المخطوبة الموجودين بالمجلس، وتترك المجال أمام أم الخاطب أو من تنوب عنها أن تعرف بأهل الخاطب.

وجرت العادة ألا تجلس المخطوبة مع أهل الخاطب من بداية الاستقبال، إنما تطلب أم الخاطب أن تشاهد المخطوبة، فتحضر المخطوبة وتجلس مدة قليلة تكون محددة مسبقاً. وإذا كانت النظرة الشرعية في نفس اليوم، فتجلس المخطوبة إلى حين دخول الخاطب.

وهنا تأتي القاعدة الثانية من أتكيت الرؤية الشرعية، إذ يجب على الخاطب أن يطلب الإذن مسبقا لرؤية الفتاة، ولا يجوز أن يدخل دون إذن ذوي المخطوبة، و بعد موافقة أهل الفتاة يجب أن يرافقه والدها أو أحد إخوانها، لكنهما لا يدخلان معه إلى مجلس النساء ويكتفيان بتوصيله إلى المجلس.

كما يجب تنبيه النساء إلى دخول الخاطب لإلقاء التحية والنظرة الشرعية، ليستعد النساء لاستضافته، ففي المجالس تخلع النساء عادة الحجاب أو النقاب، لذا وجب طلب الإذن قبل الدخول.

وعلى الخاطب أن يبدأ السلام من أم الفتاة أو من تنوب عنها، ويجب ألا ينسى الخاطب أنه لم يتم عقد القرآن حتى الآن وهو بالتالي يعتبر “محرم” على الفتاة وأمها ولا يجوز له مصافحتهما. وأفضل طريقة لتدارك أي خطأ بروتوكولي هنا أن يطلق السلام للعموم، ويجاور أمه أو من تنوب عنها في الجلوس.

وعلى الشاب أن يرفع عينه لرؤية خطيبته، ولكن دون المبالغة في تفحصها أمام الجميع، وألا تطول مدة مكوثه في مجلس النساء عن مدة شربه لفنجان القهوة العربية التي ستقدم له في هذا الموقف، ثم يطلب الانصراف فوراً، فإطالة مدة الجلوس في هذا الموقف غير محببة إطلاقاً”.

وعن المخطوبة، قالت بودلامة “يجب على المخطوبة أن تتجهز لهذه الليلة وتأخذ بعين الاعتبار عدم المبالغة في وضع المكياج وأدوات الزينة، فمن المستحب أن يشاهد الخاطب الفتاة التي سيتزوجها على حقيقتها دون مبالغة تصل إلى حد الزيف. و يمكن للفتاة أن ترتدي أي ملابس لائقة بهذه المناسبة.

ويفضل في الخليج أن ترتدي الفتاة “جلابية” خليجية تعكس هويتها لا سيما أن هناك تطوراً هائلاً حصل على شكل الجلابية الخليجية، وأن تبتعد عن لبس الملابس القصيرة أو المبتذلة أو الجينز، او اللبس “الكاجول”، وعلها أيضاً مراعاة قوعد الأدب واللياقة في التعامل مع أهل الخاطب، وإبداء الخجل غير المصطنع”، مضيفة “يجب عدم التطرق إلى مواضيع قد توتر جو النقاش في هذا اليوم مثل الحديث حول السياسة أو الدين أو الجنس، ومحاولة انتقاء المواضيع الاجتماعية الإيجابية التي تؤثر على سير الحوار في هذه الليلة، ومن المفترض أن تكون هذه الزيارة زيارة تعارف بين العائلتين، ويجب استثمارها جيداً في فهم خلفية العائلتين.

وعلى أم الخاطب أن تطلب بشكل صريح ومباشريد الفتاة للزواج نيابة عن ابنها، وألا تفترض أن الأم على علم مسبق بسبب الزيارة، حتى إن ذكرته مراراً من خلال التواصل مع أم الفتاة. فتطلب يد الفتاة بجملة رسمية مثل “نحن هنا اليوم من أجل التقدم رسمياً بطلب الزواج من ابنتكم الفلانية لابني الفلاني“. وبما أن الزيارة أتت بعد السؤال عن سيرة الخاطب والموافقة المبدئية عليه، فترد أم الفتاة “نتشرف بكم“. وتروي لي إحدى الأمهات أنها أم لأربع فتيات، واتصلت إحداهن لخبطة إحدى بناتها وكانت أسماء بناتها متقاربة فظننت بأنها طلبت يد “مي”، وبعد السؤال والموافقة المبدئية على استقبالهم اكتشفت أنها كانت تقصد “في” بدل “مي” مما جعل العائلة ترفض الزوج للضرر النفسي الذي أصاب الأختين”.

إلى أن “بعض العائلات، إذا كانت كل الأمور تسير على ما يرام وجرت الموافقة مسبقاً، تلجأ إلى الاتفاق على أمور الزواج مثل تحديد المهر والمؤخر في هذا اللقاء، أما إذا كانت الزيارة للتعارف فقط فيتم تأجيل الحديث في مثل هذه المواضيع إلى حين سماع الموافقة النهائية من الفتاة.

ومن الجميل جداً أن تحضر عائلة الخاطب هدية بسيطة عند زيارتهم أهل المخطوبة، مع عدم المبالغة في الهدية. وهناك بعض العوائل التي لا تجري لقاء التعارف، وتستعيض عنه بمقابلة والد الفتاة أو من ينوب عنه للخاطب سواء بمفرده أو مع أهله من الذكور، وإذا كانت هناك نظرة شرعية فتتم بحضور ولي الأمر، ويجب أن نأخذ في الحسبان أن هناك بعض العوائل لها خصوصية في التعامل مع هذه المناسبات”.

نصائح النظرة الشرعية

 يا ترى ماذا ستفعل وماذا ستفعلين في الرؤية الشرعية؟

1) استخر الله تعالى واذهب لمقابلة ولي المرأة وتناقش معه أولاً قبل رؤيتها

2) قبل الموعد صلِّ صلاة الاستخارة وادع الله بالتيسير 

3) كن هادئًا 

4) انظر إلى الإيجابيات التي وصلت لكما قبل اللقاء

5) لا تخبروا أحدًا بالموضوع إلا أقرب الأقربين

6) التهيئة النفسية

7) من الممكن لوالدة الأخ أن ترى الأخت في البداية بطريقة غير مباشرة

دعاء النظرة الشرعية

فلم ترد أدعية معينة، ولكنها تدعو بما يناسب المقام وبأي لغة فسبحان من وسع سمعه الأصوات، وما يحصل من الصديقات ليس له سند من الأحاديث أو الآثار الواردة، ولا مانع من قراءة القرآن، ولن يضيع الله من يحببن القرآن فكوني مع الله وأبشري واتقي الله واصبري.

السابق
تربية الدواجن
التالي
تربية البط

اترك تعليقاً