احكام الشريعة الإسلامية

ما يقال بعد تكبيرة الإحرام

دعاء بعد تكبيرة الاحرام قبل الفاتحة

يُسمّى الدعاء بعد تكبيرة الإحرام بدعاء الاستفتاح، وهو دعاءٌ مسنونٌ عند جمهور الفقهاء، يقوله المصلِّي بعد أن يؤدي تكبيرة الإحرام وقبل الشُّروع في الفاتحة، وقد وردت لدعاء الاستفتاح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجموعةٌ من الصيغ والألفاظ التي يجوز أن يدعو المسلم بها بعد تكبيرة الإحرام، ومن تلك النصوص ما يلي:

الصيغة الأولى

وقد ثبتت بما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كان الرسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يسكُتُ بينَ التكبيرِ وبينَ القراءةِ إسكاتَةً – قال أحسبُهُ قال هُنَيَّةً – فقلتُ: بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ، إسكاتُكَ بينَ التكبيرِ والقراءةِ، ما تقولُ؟ قال: أقولُ: اللهمَّ بَاعِدْ بيني وبينَ خطايَايَ، كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ، اللهمَّ نَقِّنِي من الخطايَا كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَسِ، اللهمَّ اغْسِلْ خطايَايَ بالماءِ والثلجِ والبَرَدِ).

وهذه الصيغة لدعاء الاستفتاح هي أصحُّ ما ورد في الدعاء بعد تكبيرة الإحرام (دعا الاستفتاح) عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يقول الإمام ابن حجر العسقلاني، فينبغي على المسلم أن يؤديها ويركِّز على قراءتها بعد أداء تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة.

الصيغة الثانية

أن يقول المصلي بعد تكبيرة الإحرام كما قال رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قام إلى الصلاةِ: (وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضِ حنيفًا وما أنا من المشركين، إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرتُ وأنا من المسلمِين، اللهمَّ أنت الملكُ لا إله إلا أنت أنت ربى وأنا عبدُك، ظلمتُ نفسى واعترفتُ بذنبى، فاغفرْ لى ذنوبى جميعًا إنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، واهدِني لأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرِفْ عني سيِّئَها لا يصرفُ عني سيِّئَها إلا أنت، لبَّيك وسعدَيك، والخيرُ كلُّه في يدَيك، والشرُّ ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركتَ وتعالَيتَ، أستغفرُك وأتوبُ إليك. وإذا ركع قال: اللهمَّ لك ركعتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ خشع لك سمعي وبصَري ومُخِّي وعظْمي وعصَبي وإذا رفع قال: اللهمَّ ربَّنا لك الحمدُ ملءَ السماواتِ وملءَ الأرضِ وملءَ ما بينهما وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ، وإذا سجد قال: اللهمَّ لك سجدتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ، سجد وجهي للذي خلقَه وصوَّره، وشقَّ سمعَه وبصرَه تبارك اللهُ أحسنُ الخالقِين، ثم يكون من آخرِ ما يقولُ بين التشهُّدِ والتَّسليمِ: اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ وما أسرفتُ وما أنت أعلمُ به مِنِّي أنت المُقدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ لا إله إلا أنتَ)

الصيغة الثالثة

وهذه الصيغة الأكثر شهرةً بين الناس وربما هي الأكثر تداولاً في الصلاة، وصيغتها فيما روي في الصحيح أن عمرَ بنَ الخطابِ كان يَجْهَرُ بهؤلاء الكلماتِ يقولُ: (سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك، تباركَ اسمُك، وتعالى جدُّك، ولا إلهَ غيرُك)

إنّ المسلم مُخيَّرٌ بقراءة أي الصيغ الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لدعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام، فإن التزم بواحدةٍ من بين تلك الأذكار فلا شيء عليه، والأفضل والأقرب للكمال والأزيد في الأجر أن يبدِّل بين تلك الصيغ من وقتٍ لآخر، فيجمع الخير كله، وهذا ما أشار إليه ابن تيمية في كتابه مجموع الفتاوى.

دعاء الاستفتاح قبل تكبيرة الإحرام

ما هي تكبيرة الإحرام

تكبيرة الإحرام

تكبيرة الإحرام هي الركن الثاني من أركان الصلاة، إذ يستحضر المصلّي عظمة من تهيأ لخدمتهِ والوقوف بين يديه فيخشع قلبه ولا يعبث، وسميت هذه التكبيرة بتكبيرة الإحرام؛ لأنّها الحدُ الفاصل التي يحرم بها على المصلي ماكان حلالاً له قبلها من مفسدات الصلاة، مثل الأكل والشرب والكلام وغير ذلك، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (مفتاحُ الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم).

تكبيرة ُالإحرام واجبةً بل هي فرض من فروض الصلاة، وأحد أركانها ولا تصح الصلاة إلّا بها، ولو تركها المصلي عمداً أو سهواً، فلم تنعقد صلاته والدليل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم أقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثمّ اركع حتّى تطمئن راكعاً، ثمّ ارفع حتّى تعتدل قائماً، ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجداً، ثمّ ارفع حتّى تطمئنّ جالساً، ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجداً، ثمّ افعل ذلك في صلاتك كلّها).

ماذا أقول في بداية الصلاة

دعاء الاستفتاح

إن لدعاء الاستفتاح عدة صيغ، ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وللمسلم أن ينتقي أياً منها ليفتتح بها صلاته؛ إذا كانت غير مخصّصة لنافلة أو فرض معين، أما ما خُصِّص منها لقيام الليل فيجدر أن يؤتى بها في قيام الليل، ومن هذه الصيغ:

  • (وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضِ حنيفًا وما أنا من المشركين. إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرتُ وأنا من المسلمِين).
  • (اللَّهُمَّ باعِد بَيني وبينَ خطايايَ، كما باعَدتَ بينَ المشرقِ والمغرِبِ، اللَّهمَّ نقِّني من خطايايَ، كالثَّوبِ الأبيضِ منَ الدَّنسِ، اللَّهمَّ اغسِلني من خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبردِ).
  • (سبحانكَ اللهمَّ وبحمدِكَ وتباركَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلهَ غيرُكَ).
  • (اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) وهذه الصيغة هي التي كان يرددها الرسول صلى الله عليه وسلم، ويستفتح بها صلاته عند قيام الليل، في رواية السيدة عائشة رضي الله عنها.
  • (اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ – أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ – قالَ سُفْيَانُ: وزَادَ عبدُ الكَرِيمِ أبو أُمَيَّةَ: ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، قالَ سُفْيَانُ: قالَ سُلَيْمَانُ بنُ أبِي مُسْلِمٍ: سَمِعَهُ مِن طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) وهذا ما كان يردده النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ.
  • (سُئِلَتْ عائشةُ ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ إذا قامَ مِنَ الليلِ وبما كان يَسْتَفْتِحُ، فقالَتْ: كان يكبرُ عشرًا، ويحمدُ عشرًا، ويسبحُ عشرًا، ويهلِّلُ عشرًا، ويستغفِرُ عشرًا، ويقولُ: اللهمَّ اغفِرْ لي، واهدِني، وارْزُقْنِي عشرًا، ويقولُ: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الضيقِ يومَ الحسابِ عشرًا).

وقد ثبتت هذه الصيغ عن الرسول عليه الصلاة والسلام، والأفضل أن يلتزم المسلم بها جميعها فيأتي بهذه مرة وهذه في مرة أخرى، وهذا ما اختاره ابن تيمية، والسعدي، وابن باز، والألباني، وابن عثيمين، والهدف من ذلك إحياء للسنة من خلال الإتيان بكل السنن، وهذا أحضر للقلب؛ لأنَ الإنسان إذا التزم أمراً واحداً أصبحَ عادةً له.

ما فائدة تكبيرة الإحرام

أولا :

من الأمور المستحبة والمندوبة : إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في صلاة الجماعة ، وقد ورد في فضل ذلك جملة من النصوص والآثار .

ومن ذلك : ما رواه الترمذي (241) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى ، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ : بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ ، وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ) .

وهذا الحديث يروى موقوفا على أنس بن مالك رضي الله عنه ، ومرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد رجح الترمذي والدارقطني وقفه ، واختار الشيخ الألباني تحسينه مرفوعا . وللكلام حول الحديث ينظر جواب السؤال رقم (34605) .

وسواء صح مرفوعا أو موقوفا فله حكم الرفع ؛ لأن مثل هذا الحكم لا يقوله أنس رضي الله عنه اجتهاداً من عند نفسه ، فالظاهر أنه علم ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم .

وقد ورد في فضل إدراك تكبيرة الإحرام أحاديث أخرى مرفوعة ولكنها لا تخلو من ضعف .

ينظر: “مجمع الزوائد” (2/123) ، “التلخيص الحبير” (2 /27).

وأما الآثار عن السلف في الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام فكثيرة جداً ، ومنها :

1- ما جاء عن مجاهد قال : سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – لا أعلمه إلا ممن  شهد بدرا- قال لابنه : أدركت الصلاة معنا ؟

قال : نعم

قال : أدركت التكبيرة الأولى ؟.

قال : لا .

قال : لَمَا فاتك منها خير من مئة ناقة كلها سود العين . “مصنف عبد الرزاق” (2021).

2- قال سعيد بن المسيب : ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة . “حلية الأولياء” (2 /163) .

3- قال وكيع : كان الأعمش قريبا من سبعين سنة ، لم تفته التكبيرة الأولى ، واختلفت إليه قريبا من سنتين ، فما رأيته يقضي ركعة . “مسند ابن الجعد” (755) .

4-وعن إبراهيم قال: إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه [يعني : لا خير فيه] . “حلية الأولياء” (4 /215) .

5- قال يحيى بن معين : سمعت وكيعاً ، يقول : (من لم يدرك التكبيرة الأولى فلا ترج خيره) . “شعب الإيمان” للبيهقي (2652) .

قال ابن حجر: ” وَالْمَنْقُولُ عَنْ السَّلَفِ فِي فَضْلِ التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى آثَارٌ كَثِيرَةٌ ” . “التلخيص الحبير” (2 /131) .

فينبغي الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام .

ثانياً :

بماذا يدرك المأموم فضل تكبيرة الإحرام؟

للعلماء في ذلك عدة أقوال:

الأول: أن المأموم يدرك فضلها بحضوره تكبيرة إحرام إمامه ، وتكبيره بعده دون تأخير .

الثاني : أنه يدركها ما لم يشرع الإمام في الفاتحة .

الثالث : يدركها إذا أدرك الإمام قبل أن ينتهي من قراءة الفاتحة ، وهو قول وكيع حيث سئل عن حد التكبيرة الأولى ، فقال : ” ما لم يختم الإمام بفاتحة الكتاب ” . “طبقات المحدثين” للأصبهاني (3/219) .

الرابع : أنها تُدرك بإدرك القيام مع الإمام لأنه محل تكبيرة الإحرام .

الخامس : أنها تحصل بإدراك الركوع الأول مع الإمام ، وهو مذهب الحنفية .

ينظر: “رد المحتار” (4/131) ، ” الفتاوى الهندية ” (3 /11) ، ” المجموع ” (4/ 206) .

والقول الأول هو الأقرب ، وهو مذهب جمهور العلماء من الشافعية والحنابلة وغيرهم .

قال النووي : ” يستحب المحافظة على إدراك التكبيرة الأولى مع الإمام ، وفيما يدركها به أوجه : أصحها بأن يشهد تكبيرة الإمام ويشتغل عقبها بعقد صلاته ، فإن أخر لم يدركها…” . “روضة الطالبين وعمدة المفتين” (1 /446).

وقال ابن رجب : ” ونص [الإمام] أحمد فِي رِوَايَة إِبْرَاهِيْم بْن الحارث عَلَى أَنَّهُ إذا لَمْ يدرك التكبيرة مَعَ الإمام لَمْ يدرك التكبيرة الأولى ” .

وقال أيضاً : ” وقد قال وكيع : من أدرك آمين مع إمامه فقد أدرك معه فضلية تكبيرة الإحرام.

وأنكر الإمام أحمد ذلك ، وقال : لا تُدرك فضلية تكبيرة الإحرام إلا بإدراكها مع الإمام ” .

وقال ابن مفلح رحمه الله : ” قَالَ جَمَاعَةٌ : وَفَضِيلَةُ التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى لَا تَحْصُلُ إلَّا بِشُهُودِ تَحْرِيمِ الْإِمَامِ “. “الفروع” لابن مفلح (1/521( .

وقال الحجاوي : ” وإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام فضيلة، وإنما تحصل بالاشتغال بالتحرم عقب تحرم إمامه مع حضوره تكبيرة إحرامه”. ” الإقناع ” (1 / 151) .

وقال الشيخ ابن عثيمين : ” السنة : إذا كبر الإمام أن تبادر وتكبر حتى تدرك فضل تكبيرة الإحرام ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا كبر فكبروا ) والفاء تدل على الترتيب والتعقيب ، يعني : من حين أن يكبر وينقطع صوته من الراء بقوله : ( الله أكبر ) فكبر أنت ولا تشتغل لا بدعاء ولا بتسوك ولا بمخاطبة من بجانبك ، فإن هذا يفوت عليك إدراك فضل تكبيرة الإحرام ” . “لقاء الباب المفتوح” (2/192).

أحكام تكبيرة الإحرام

حكم تكبيرة الإحرام

تكبيرة الإحرام بإجماع أئمة الفقه، وعامة علماء المسلمين هي فرضٌ واجبٌ؛ لأنها تعتبر ركناً من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة بدونها، ولا تقبل حتى لو تركها سهواً، وذلك ما رواه علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :” مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير”.

لماذا سميت تكبيرة الإحرام

سُمِّيت تكبيرة الإحرام بهذا الاسم؛ لأنه يَحرُم بها على المُصلِّي ما كان حلالًا له قبلها من مُفسِدات الصلاة؛ كالأكل، والشرب، والكلام، ونحو ذلك، ولتكبيرة الإحرام شروط لابد أن تتوافر فيها، وهي: اعتماد لفظ الله أكبر عند بدء الصلاة، وعدم جواز البدء بغيره، مثل: الله الأعظم، فقد أجمع العلماء على اعتماد لفظ الله أكبر دون غيره، والالتزام بلفظها باللغة العربية للقادر عليها، والابتعاد عن اللحن والتلوين في لفظها، كالمد في همزة لفظ الجلالة، أو مد الباء في كلمة أكبر أو تشديدها.

السابق
دواء براكسيلان – Praxilene علاج تشنجات في الساقين ليلا
التالي
دواء برانول – Pranol علاج عدم انتظام ضربات القلب

اترك تعليقاً