متى تكون ليلة القدر وما فضل الأعمال في هذة الليلة

• متى تكون ليلة القدر من الأسئلة التي يحاول البعض أن يحصل على إجابة أكيدة لها ولكن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال أن ليلة القدر من الممكن أن تكون الليلة السابعة والعشرون والتاسعة والعشرون أي أنه ليس لتلك السؤال إجابة أكيدة في حد ذاتها.
• وهذا من اجل أن المسلم يتمكن من الاجتهاد بشكل عام في العشر الأواخر وليس في ليلة واحدة فقط بدلا عن غيرها، وبهذا الشكل تتقرب من الله عز وجل بشكل افضل واقرب.
• وفي حديث البخاري عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:” خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ”.
• من تلك الحديث السابق نتيقن أن ليلة القدر كانت معروفة لدى رسول الله من قبل ولكنها رفعت عنه من أجل أن يحاول المسلم أن يجتهد إلى ربه في كافة العشر الأواخر وليست مجرد يوم واحد فقط وهو ليلة القدر.

موعد ليلة القدر

سؤال متى تكون ليلة القدر تم طرحها على الكثير من علماء الدين واستطاعوا أن يصلوا إلى بعض الأقوال المختلفة حيث أن عدد تلك الأقوال وصل إلى أكثر من 10 أقوال مختلفة ومنهم:

• القول الأول يقول أن ليلة القدرة هي ليلة منحصرة ما بين العشرة الأواخر في رمضان بالإضافة إلى أن هذا ما ورد في الأحاديث النبوية المختلفة.
• قال بن العباس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم:” أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى”.
• هذا الرأي هو أيضًا رأي كلا من المالكية والشافعية والحنابلة، ولكن المشهور عند المالكية أن ليلة القدر هي الليلة السابعة والعشرين ولكن الشافعية قالت أن من الممكن أن تكون ليلة من ليالي العشر الأواخر.
• القول الثاني يقول بأن وجود ليلة القدر تكون بوجود شهر رمضان أيضًا وذهب تلك القول إلى الإمام أبو حنيفة وأصحابه،  والقول الثالث يبلغ بأن ليلة القدر هي أول ليلة من الشهر  والقول الرابع يبلغ بأن ليلة القدر هي الليالي الوسطى من العشر الأواخر من رمضان.
• القول الخامس يقول أن ليلة القدر هي الليلة رقم التاسعة والعشرون من شهر رمضان ونسب ذلك إلى قول المزيد من الصحابة ومنهم زيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود أيضًا رضي الله عنهما.
• وهناك الكثير من الأقوال المختلفة عن ليلة القدر التي تختلف من شخص إلى آخر، ولذلك يجب على الجميع أن يتبع كلام الله ورسوله من الكتاب والسنة والسير على المناهج الدينية وقيام تلك الأيام العشر من رمضان قياما واحتسابا.

علامات ليلة القدر

هناك بعض العلامات المميزة المختلفة ليلة القدر والتي يمكنك أن تتعرف من خلالها على أنها ليلة القدر ومن تلك العلامات هي:

• ليلة القدر هي ليلة لا حارة ولا معتدلة بالإضافة إلى أنها ليلة معتدلة ومضيئة بشكل جميل ويكون القمر ساطعا فيها.
• في اليوم التالي لها تخرج الشمس بدون شعاع وتكون في صبيحتها.
• السماء في ليلة القدر ساكنة لا يوجد فيها رياح أو شمس حارة والسماء تشبه القمر في ليلة البدر وهذا يرجع إلى قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:” أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا”،  والشعاع هنا هو الضوء القوي الذي يرى عند بداية خروجها ويكون كالخطوط أو الحبال والتي تقبل عندما تنظر إليها.
• تمتاز تلك الليلة بالسكينة والطمأنينة بشكل كبير ومريح أيضًا للقلب بالإضافة إلى أداء الطاقة في تلك الوقت والتلذذ بالعبادة حيث أن في تلك الليلة تتنزل الملائكة إلى الأرض وتكون أكثر من عدد الحصى في الأرض.
• كما قال الله تعالى:” تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”،  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :” ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ، ولَا سَحابَ فِيها، ولَا مَطَرٌ، ولَا ريحٌ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ”.
• تكون هذه الليالي في الليالي الوترية من شهر رمضان أي الليالي الفردية من العشر الأواخر في رمضان وهذا يرجع إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ”.
• يكرم الله من يشاء من عباده بالمزيد من الإحساس من أجل معرفة ليلة القدر ويجعل بداخلهم شعور قوي بليلة القدرة تلك، ولذلك هذا يرجع إلى قرب تلك الأشخاص من الله سبحانه وتعالى، وإذا شعر المسلم في تلك الوقت بالمزيد من المشاعر تجاه تلك الليلة يقول اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عني.
• حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قامت بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:” يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليله ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”.

 الحكمة من إخفاء ليلة القدر عن المسلمون

 هناك العديد من الحكم في إخفاء يوم وليلة القدر عن المسلمين وهذا هو الذي يجعل الجميع يتسائل متى تكون ليلة القدر، ومن تلك الحكم هي:

• يجب على المسلم المؤمن بالله ورسوله أن يقوم بتحقيق المزيد من الاجتهاد في السعي الدائم والاجتهاد طوال الشهر وطوال عمره وليس يوما واحدا فقط، وهذا له حجمة كبيرة جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسى ويسهو عن ليلة القدر.
• ترغيب المسلمين بشكل كبير في الأقبال على المزيد من الطاعات وزيادة الخير بشكل كبير في حياة المرء، حيث أن المرء من الممكن أن يتكاسل عن العبادة والله جل جلاله يتباهى أمام الملائكة بعباده المصلحون والمجتهدون طوال حياتهم وليس في الليالي المباركة فقط.
• الحرص على إقبال المسلمين على قيام الليالي جميعها وخاصة العشر الأواخر من رمضان، حيث أن تلك الليالي جميعها ليالي مباركة من اجل توفر ليلة القدر في احدى تلك الليالي، وبهذا الشكل يضمن للمرء أن التقرب من الله تعالى سوف يعصمه من الكثير من الذنوب ويجعل الله يعفو عنه.
• حث العبد على القيام والتقرب من الله عز وجل بالطاعات المختلفة والدعاء والانكسار والذل لله، حيث أن الله تعالى يريد أن يتقرب منه العبد دائما وليس في الليالي المباركة فقط لا غير، وبتلك الشكل يكون لليلة القدر الكثير من الحكم المختلفة وبالتالي لا تسأل عن متى تكون ليلة القدر ولكن تقرب من الله في جميع الليالي حتى ينولك ليلة القدر.

في نهاية المقال الذي يخص ليلة القدر ومتى تكون ليلة القدر، وموعد ليلة القدر، وعلامات ليلة القدر، والحكمة من إخفاء ليلة القدر عن المسلمون وفضلها العظيم وأقوال العلماء عنها وأسباب عدم معرفة اليوم بالضبط وأنها تكون ليلة عظيمة أنزل فيها القرآن حيث أنها ليلة مجاب فيها الدعاء ويجب التقرب إلى الله وزيادة العبادات في تلك الأيام المفترجة.